التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,637
عدد  مرات الظهور : 162,969,014

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > مقاومة التفتت والتصدي للتطبيع مع العدو + رابطة التصدي( الخزي والعار)
مقاومة التفتت والتصدي للتطبيع مع العدو + رابطة التصدي( الخزي والعار) " رابطة التصدي للتطبيع مع العدو " تهتم بمقاومة التفتت والتطبيع مع العدو على الأرض وكذلك على الانترنيت والتصدي للمواقع المشبوهة والمطبعة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13 / 05 / 2008, 39 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
تيسير محي الدين الكوجك
ضيف
 


تفاصيل خطة واشنطن للإطاحة بحماس كما روتها مجلة فانيتي فير

كما روتها مجلة فانيتي فير ..
تفاصيل خطة واشنطن للإطاحة بحماس

بعد عجزه عن توقع فوز حماس على فتح في انتخابات 2006 الفلسطينية, تسبب البيت الأبيض في نكبة أخرى سرية ذات طابع مخز وانهزامي في الشرق الأوسط تماثل في جزء منها فضيحة إيران كونترا وفي جزء آخر أزمة خليج الخنازير ويكشف ديفد روز في مجلة فانيتي فير التي ستصدر في أبريل/نيسان القادم، بالوثائق السرية التي أثبتها مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون كيف أن الرئيس بوش وكوندوليزا رايس ونائب مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز أبدوا مساندتهم لقوة مسلحة تحت قيادة رجل فتح القوي محمد دحلان، مشعلين بذلك حربا أهلية دامية في غزة وتاركين حماس أقوى من أي وقت مضى.
يعد فندق الديرة في مدينة غزة مأوى هادئا في بلد يطوقه الفقر والخوف والعنف. وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول 2007، جلست في مطعم الفندق ذي الهواء الطلق بنوافذه المشرعة تجاه البحر الأبيض المتوسط وأنا أصغي لرجل خفيف اللحية يدعى مازن أسعد أبو دن، وهو يصف المعاناة التي تعرض لها قبل 11 شهرا على أيدي رفاقه الفلسطينيين. وينتمي أبو دن, ابن الـ28 ربيعا إلى حماس، تلك الحركة الإسلامية المدعومة من إيران التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية, ومع ذلك فلدي سبب مقنع يجعلني أصدق قوله ألا وهو مشاهدتي شريط الفيديو.
فالشريط يظهر أبو دن جاثيا على ركبتيه، يداه مكبلتان وراء ظهره وهو يصرخ بينما يوسعه سجانوه ضربا. في ذلك يقول "انسلخ جلد ظهري كله من الضرب، وبدلا من الأدوية صبوا عطرا في جراحي جعلتني أشعر وكأن سيفا أعملوه فيها".
وفي 26 يناير/كانون الثاني 2007 عندما كان أبو دن طالبا في الجامعة الإسلامية في غزة, ذهب هو ووالده وخمسة آخرون إلى مقبرة محلية لوضع شاهد على ضريح جدته. وما إن وصلوا إلى هناك حتى طوقهم ثلاثون رجلا مسلحا من منظمة فتح وهي خصم لحماس وتتبع للرئيس الفلسطيني محمود عباس. يقول أبو دن "أخذونا إلى منزل في شمال غزة وعصبوا أعيننا ثم أخذونا إلى غرفة في الطابق السادس".
ويظهر شريط الفيديو غرفة جرداء ذات جدران بيضاء وأرضية بلاطها بالأبيض والأسود حيث أجبر والد أبو دن على الجلوس ليسمع تأوهات ابنه من الألم.
وبعد ذلك, يقول أبو دن, إنه اقتيد هو واثنان معه إلى ساحة السوق "أخبرونا بأنهم سوف يقدمون على قتلنا ثم أرغمونا على الجلوس على الأرض". وشمر عن ساقي بنطاله ليرينا آثار القروح الدائرية التي تقف شاهدا على ما حدث بعد ذلك "أطلقوا النار على ركبنا وأقدامنا -وكان نصيب كل واحد خمس طلقات- وأمضيت أربعة أشهر بعدها على كرسي متحرك".
وما كان لأبو دن أن يعرف أن لمعذبيه حليفا خفيا يتمثل في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.
ويأتي الخيط عند نهاية الشريط الذي عثر عليه مقاتلو حماس في يونيو/حزيران الماضي في مبنى تابع لأمن فتح. ويجبر السجناء وهم ما زالوا مكبلين بالأصفاد معصوبي الأعين على ترديد هتاف "بالروح, بالدم نفديك يا محمد دحلان! يعيش محمد دحلان" خلف أحد سجانيهم.
وما من أحد يبغضه أعضاء حماس مثل محمد دحلان, رجل فتح القوي المقيم في غزة. فقد أمضى دحلان, الذي شغل إلى عهد قريب منصب مستشار عباس للأمن القومي, عقدا ونيفا من الزمان في صراع مع حماس. ويصر دحلان على أن أبو دن تعرض للتعذيب دون علمه, لكن شريط الفيديو يقف شاهدا على أن أساليب أتباعه في التعذيب يمكن أن تكون قاسية.
التقى بوش دحلان في ثلاث مناسبات على الأقل، فقد امتدح بوش دحلان على الملأ قائلا إنه "قائد جيد وصلب" وذلك عقب مباحثات جرت في البيت الأبيض في يوليو/تموز 2003. ويقول مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن رئيس الولايات المتحدة وصفه في جلسات خاصة بأنه "رجلنا".
وقد ظلت الولايات المتحدة منغمسة في شؤون الأراضي الفلسطينية منذ حرب الأيام الستة عام 1967، حينما استولت إسرائيل على غزة من مصر وعلى الضفة الغربية من الأردن.
ومع اتفاقيات أوسلو عام 1993 نالت تلك الأراضي حكما ذاتيا محدودا تحت إشراف رئيس ذي صلاحيات تنفيذية وبرلمان منتخب. وتحتفظ إسرائيل بوجود عسكري كبير في الضفة الغربية, لكنها انسحبت من غزة في 2005.
وفي الأشهر المنصرمة صرح الرئيس بوش مرارا بأن أمنيته الكبيرة الأخيرة في فترة رئاسته هي أن يتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وإحلال السلام في الأرض المقدسة.
وقال مخاطبا حشدا من الناس في القدس في التاسع من يناير/كانون الثاني إن "الناس يتساءلون هل تعتقد أن ذلك ممكن أثناء رئاستك؟ وجوابي هو: أنا مفعم بالأمل فعلا".
في اليوم التالي, وفي رام الله عاصمة الضفة الغربية, اعترف بوش بأن ثمة عقبة كبيرة إلى حد ما تقف في طريق تحقيق تلك الغاية ألا وهي سيطرة حماس على غزة, التي يقطنها نحو 1,5 مليون فلسطيني، بعد أن استولت على السلطة هناك في انقلاب عسكري دموي في يونيو/حزيران 2007.
وفي كل يوم تقريبا يطلق المتشددون صواريخ من غزة صوب المدن الإسرائيلية المجاورة، ويقف عباس عاجزا عن إيقافهم. ذلك أن سلطته تقتصر على الضفة الغربية.
وأقر بوش بأن "الوضع صعب" وقال "لا أدري إن كان بالإمكان الوصول إلى حل في عام أم لا". على أن ما غفل بوش عن ذكره هو الدور الذي لعبه في إحداث هذه الفوضى.
وطبقا لدحلان, فإن بوش هو من مارس ضغطا من أجل إجراء انتخابات تشريعية في الأراضي الفلسطينية في يناير/كانون الثاني 2006، رغم التحذيرات بأن فتح غير مهيأة لها. وعقب فوز حماس -التي يلزمها ميثاقها للعام 1988 بالسعي لرمي إسرائيل في البحر- وسيطرتها على البرلمان، ارتكب بوش خطأ آخر قاتلا في التقدير.
وقد حصلت فانيتي فير على وثائق سرية, أثبتت صحتها مصادر في الولايات المتحدة وفلسطين, وهي تكشف عن خطة خفية اعتمدها بوش وتولت تنفيذها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ونائب مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز للتحريض على حرب أهلية فلسطينية.
وقضت الخطة بأن تكون القوات التي يتزعمها دحلان, والمدعومة بأسلحة حديثة تم تزويدها بها بناء على أوامر من أميركا, بمنزلة القوة التي تحتاجها فتح للقضاء على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بقيادة حماس. (امتنعت وزارة الخارجية عن التعليق).
غير أن الخطة السرية أتت بنتائج عكسية، إذ تسببت في انتكاسة أخرى لسياسة أميركا الخارجية تحت إدارة بوش. وبدلا من طرد الأعداء من السلطة, قام مقاتلو فتح المدعومون من الولايات المتحدة عن غير قصد باستفزاز حماس للاستيلاء الكامل على غزة.
وتطلق بعض المصادر على الخطة "إيران-كونترا 2" لتعيد إلى الأذهان أن أبرامز كان قد أدين -ثم عفي عنه فيما بعد- لحجبه معلومات عن الكونغرس أثناء فضيحة إيران-كونترا الأصلية إبان حكم الرئيس ريغان.
وهناك أصداء لأحداث أخرى وقعت في الماضي مثل إقدام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) عام 1953 على الإطاحة برئيس وزراء منتخب في إيران والتي هيأت الظروف هناك فيما بعد للثورة الإسلامية عام 1979, والغزو الفاشل لخليج الخنازير في 1961 الذي أعطى فيديل كاسترو مبررا لإحكام قبضته على كوبا, ومأساة العراق المعاصرة.
وفي داخل إدارة الرئيس بوش, أثارت سياستها الفلسطينية جدلا صاخبا وكان من بين منتقديها ديفد ويرمسر, الذي يقر بأنه من المحافظين الجدد, والذي استقال من منصبه (كبير مستشاري نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني لشؤون الشرق الأوسط) في يوليو/آذار 2007, أي بعد شهر من انقلاب غزة.
ويتهم ويرمسر إدارة بوش "بالضلوع في حرب قذرة في مسعى منها لمنح النصر لديكتاتورية فاسدة يقودها عباس".
وهو يعتقد أن حماس لم تكن تنوي الاستيلاء على غزة إلى أن أجبرتها فتح على ذلك.
ويقول ويرمسر "يبدو لي أن ما حدث لم يكن مجرد انقلاب من حماس بل محاولة انقلابية من فتح جرى استباقها قبل أن تقع".
إن الخطة الخرقاء قد جعلت حلم سلام الشرق الأوسط يبدو أبعد من ذي قبل, إلا أن ما يغيظ المحافظين الجدد حقا من أمثال ويرمسر هو ما تنطوي عليه من نفاق مفضوح.
ويقول "هناك مفارقة مذهلة بين دعوة الرئيس لديمقراطية في الشرق الأوسط وهذه السياسة. إنها تتعارض معها بشكل مباشر".
الأمن الوقائي
لم يكن بوش هو أول رئيس أميركي يقيم علاقة مع محمد دحلان. يقول دحلان "بلى كنت وثيق الصلة ببيل كلينتون. والتقيته عدة مرات مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات".
وعقب اتفاقيات أوسلو عام 1993, رعى كلينتون سلسلة من اجتماعات دبلوماسية بقصد التوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط, وأصبح دحلان مفاوض الفلسطينيين لشؤون الأمن.
وأثناء حديثي مع دحلان في إحدى فنادق القاهرة ذات الخمس نجوم كان من اليسير ملاحظة السجايا التي ربما جعلت منه شخصية جذابة لدى الرؤساء الأميركيين.
فمظهره نظيف, ولغته الإنجليزية مقبولة, وأسلوبه ساحر ومباشر.
ولربما لم تكن لتلك السجايا كبير معنى لو كان ولد لأسرة موسرة.
لكن دحلان ولد في 29 سبتمبر/أيلول 1961 بمخيم خان يونس البائس للاجئين في غزة, وتلقى معظم تعليمه من الشارع.
وفي عام 1981 ساعد في تأسيس حركة شباب فتح ولعب لاحقا دورا رياديا في الانتفاضة الأولى –وهي ثورة اندلعت في 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي ودامت خمس سنوات- ويقول دحلان إن إجمالي الفترة التي قضاها في السجون الإسرائيلية بلغت خمسة أعوام.
ومنذ انطلاقها كفرع فلسطيني للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين أواخر 1987, شكلت حماس تهديدا لمنظمة فتح العلمانية التابعة لعرفات.
ففي أوسلو, التزمت فتح علنا بالسعي نحو السلام، في حين واصلت حماس انتهاج المقاومة المسلحة. وفي الوقت ذاته بنت قاعدة من الدعم مثيرة للإعجاب عبر المدارس والبرامج الاجتماعية.
وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي, اتخذت التوترات المتصاعدة بين المنظمتين طابعا عنيفا للمرة الأولى، ولعب فيها محمد دحلان دورا رئيسا.
وبصفته مدير جهاز الأمن الوقائي -وهي قوة مهابة الجانب تابعة للسلطة الفلسطينية- قام دحلان باعتقال نحو ألفي عضو من حماس عام 1996 في قطاع غزة، بعد شن الحركة موجة من التفجيرات الانتحارية.
وفي ذلك يقول دحلان "عرفات هو من قرر اعتقال قادة حماس العسكريين لأنهم كانوا يعملون ضد مصالحه, وضد عملية السلام, وضد الانسحاب الإسرائيلي، وضد كل شيء... وطلب من الأجهزة الأمنية القيام بواجباتها, ولقد أديت ذلك الواجب".
ويعترف أن ما قام به لم يكن "عملا محبوبا للجماهير". وظلت حماس لسنوات عديدة تقول إن قوات دحلان كانت تقوم بتعذيب المعتقلين بصورة متكررة. ومن بين تلك الوسائل المزعومة هتك أعراض المساجين باستخدام قناني الصودا.
ويقول دحلان إن تلك الروايات مبالغ فيها "مما لا شك فيه أن هناك أخطاء اقترفت هنا وهناك. لكن لا أحد توفي في الأمن الوقائي والمساجين يحصلون على حقوقهم. وأتذكر أنني معتقل سابق لدى الإسرائيليين. ولم يتعرض أي فرد شخصيا للإهانة, ولم أقتل أحدا أبدا على النحو الذي تقوم فيه حماس الآن بقتل الناس يوميا".
ويشير دحلان إلى أن عرفات أقام شبكة من الأجهزة الأمنية -14 في مجملها- ومع ذلك ينحى باللائمة على جهاز الأمن الوقائي على سوء المعاملة التي تقترفها وحدات أخرى.
وقد تعاون دحلان عن كثب مع مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي). وسي آي أيه التي أقام علاقة حميمة مع مديرها جورج تينيت, الذي عينه كلينتون وظل في منصبه في عهد بوش حتى يوليو/تموز 2004.
ويقول دحلان عن تينيت "إنه رجل عظيم وعادل حقا وأنا مازلت على اتصال به من حين لآخر".
"كل الناس كانت ضد الانتخابات"
في خطاب ألقاه بحديقة البيت الأبيض في 24 يونيو/حزيران 2002, أعلن الرئيس بوش أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تتخذ مسارا جديدا تماما.
وكان عرفات ما يزال آنذاك في السلطة، وحمّله كثيرون في الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية تقويض جهود السلام تحت رعاية كلينتون بإطلاقه الانتفاضة الثانية –وهي ثورة متجددة اندلعت عام 2000 حيث لقي ما يزيد على ألف إسرائيلي وأربعة آلاف وخمسمائة فلسطيني حتفهم فيها.
وقال بوش إنه يريد منح الفلسطينيين الفرصة لاختيار قادة جدد ممن لم يكونوا "محل شبهة إرهاب".
وقال بوش "يجب أن يملك البرلمان الفلسطيني كامل صلاحيات أي جهاز تشريعي" عوضا عن رئاسة عرفات التي تمتلك كل السلطات.
قضى عرفات نحبه في نوفمبر/تشرين الثاني 2004, وانتخب عباس, بديله في قيادة فتح, رئيسا في يناير/كانون الثاني 2005.
وكان قد حدد في الأصل شهر يوليو/آذار 2005 موعدا لإجراء انتخابات البرلمان الفلسطيني, الذي يعرف رسميا بالمجلس التشريعي, لكن عباس أرجأها حتى يناير/كانون الثاني 2006.
يقول دحلان إنه حذر أصدقاءه في إدارة بوش من أن فتح ما زالت غير مستعدة لخوض الانتخابات في يناير/كانون الثاني.
إن عقودا من الحكم الوقائي الذي انتهجه عرفات حولت منظمته إلى رمز للفساد وعدم الكفاءة، وهو ما استغلته حماس بسهولة.
وأحدثت الانشقاقات مزيدا من الوهن بموقف فتح في كثير من المناطق، حتى إن مرشحا واحدا من حماس خاض المعركة الانتخابية ضد عدة مرشحين من فتح.
يقول دحلان "كل الناس كانت ضد الانتخابات, كلهم ما عدا بوش". وأضاف "قرر بوش أنه يريد انتخابات قائلاً: أريد انتخابات في السلطة الفلسطينية، وتبعه الجميع داخل الإدارة الأميركية، وكان الكل يتذمر في وجه عباس قائلين إن الرئيس يريد انتخابات. حسنا، ولكن من أجل ماذا"؟
ومضت الانتخابات قدما كما هو مخطط لها. وفي 25 يناير/كانون الثاني, فازت حماس بنسبة 56% من مقاعد المجلس التشريعي.
قلة داخل الإدارة الأميركية هي من تنبأت بالنتيجة, ولم تكن هناك خطة طوارئ للتعامل مع الموقف.
وقالت كوندوليزا رايس للصحفيين "لقد تساءلت لماذا لم يستطع أحد توقع ما حدث... ليس هناك من أحد لم يفاجأ بأداء حماس القوي".
ويقول مسؤول في وزارة الدفاع "كل واحد يلوم الآخر. وجلسنا هناك في البنتاغون نقول من هذا اللعين الذي نصح بإجرائها"؟
وحاولت رايس أن تنظر جهارا إلى الجانب المشرق من انتصار حماس، فقالت "عدم القدرة على التنبؤ هي سمة التحولات التاريخية الكبرى".
حتى وهي تتحدث بذلك كانت إدارة بوش تعكف بسرعة على تغيير موقفها من الديمقراطية الفلسطينية.
ورأى بعض المحللين أن لحماس جناحا معتدلا كبيرا يمكن تقويته إذا استمالته أميركا لعملية السلام، وهو الرأي الذي يتفق معه إسرائيليون بارزون مثل إفرايم هاليفي, الرئيس السابق لجهاز الموساد.
ويضيف "الإدارة تحدثت بصوت واحد هو: ينبغي الضغط على هؤلاء الناس. ومع فوز حماس في الانتخابات أصبح برنامج الحرية في عداد الأموات".
إن الخطوة الأولى التي اتخذتها اللجنة الرباعية لدبلوماسية الشرق الأوسط -والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة– كانت مطالبة حكومة حماس الجديدة بشجب العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، والقبول بكل بنود الاتفاقيات السابقة.
وعندما رفضت حماس ذلك, أوقفت اللجنة الرباعية تدفق المساعدات إلى السلطة الفلسطينية، مما حرمها من موارد لدفع الرواتب وتلبية احتياجات الموازنة السنوية التي تقدر بملياري دولار أميركي تقريبا.
وشددت إسرائيل القيود على حرية تنقل الفلسطينيين, خصوصا من وإلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.
كما اعتقلت إسرائيل 64 مسؤولا من حماس, من بينهم نواب في المجلس التشريعي ووزراء, بل وشنت حملة عسكرية على غزة بعد أن تعرض أحد جنودها للاختطاف.
وأثبتت حماس وحكومتها الجديدة بقيادة رئيس الوزراء إسماعيل هنية, عبر كل تلك الأحداث مرونة مذهلة.
وقد اتسم رد فعل واشنطن بالذعر عندما شرع عباس في عقد محادثات مع حماس أملا في إقامة "حكومة وطنية". وسافرت رايس إلى رام الله في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2006 للقاء عباس، حيث اجتمعا في مبنى المقاطعة، وهو المقر الرئاسي الجديد الذي بني على أنقاض مجمع عرفات الذي دمرته إسرائيل في 2002.
وبات نفوذ أميركا في الشؤون الفلسطينية أقوى مما كان عليه في عهد عرفات. ولم يكن لعباس قط قاعدة متينة ومستقلة, وكان في أمس الحاجة لاستعادة تدفق المعونات الأجنبية ومعها سلطته على الرعاية. وكان يدرك أنه لا يستطيع الصمود في وجه حماس دون دعم من واشنطن.
وفي مؤتمرهما الصحفي المشترك, ابتسمت رايس وهي تعرب عن "إعجاب بلدها الشديد" بقيادة عباس. وخلف الأبواب الموصدة, كانت لهجة رايس أكثر حدة حسب مسؤولين شهدوا اجتماعهما.
وأخبرت رايس عباس بشكل غير مباشر أن محاولة عزل حماس لم تجد نفعا، وأن أميركا تتوقع منه حل حكومة هنية في أقرب وقت ممكن وإجراء انتخابات جديدة.
ووافق عباس كما يقول أحد المسؤولين على اتخاذ إجراء بهذا الشأن في غضون أسبوعين. وصادف ذلك شهر رمضان, حيث يصوم المسلمون طوال ساعات النهار. وعند حلول الغسق دعا عباس رايس لتناول الإفطار معه، وهو عبارة عن وجبة خفيفة.
وبعد ذلك, طبقا للمسؤول نفسه أكدت رايس على موقفها بقولها: "إذن فقد اتفقنا؟ ستحل الحكومة في أسبوعين أليس كذلك"؟
ورد هو قائلا "ربما لن يكفي أسبوعان. امنحيني شهرا. دعينا ننتظر إلى ما بعد العيد" الذي يحتفل فيه بانتهاء شهر رمضان. قال متحدث باسم عباس بواسطة البريد الإلكتروني "بحسب سجلاتنا فإن ذلك غير صحيح".
ثم ركبت رايس سيارتها الرياضية المصفحة وعندها قالت لزميلها الأميركي -كما يزعم المسؤول- "لقد كلفنا ذلك الإفطار المقيت أسبوعين آخرين في عمر حكومة حماس".
"سنكون في الموعد لدعمكم"
انقضت أسابيع دون إشارة توحي بأن عباس متأهب لتنفيذ الطلب الأميركي. وأخيرا تم إيفاد مسؤول آخر إلى رام الله يدعى جيك واليس -القنصل العام في القدس وهو موظف محترف بوزارة الخارجية يملك خبرة سنوات عديدة من العمل في الشرق الأوسط- وكان الغرض من إيفاده توجيه إنذار نهائي دون مواربة إلى الرئيس الفلسطيني.
إننا نعرف ما قاله واليس لأنه ترك وراءه بالصدفة -كما هو واضح- نسخة من "نقاط البحث" أعدتها له وزارة الخارجية. وقد أثبت مسؤولون أميركيون وفلسطينيون صحة الوثيقة.
يقول نص واليس المكتوب "نريد أن نعرف خططكم فيما يتعلق بحكومة السلطة الفلسطينية الجديدة... لقد قلت للوزيرة رايس إنك مستعد للشروع في الأمر في أسبوعين من اجتماعكم. نعتقد أن الوقت قد حان للمضي قدما بسرعة وبصورة حاسمة".
ولم تترك المذكرة أي ظلال من الشك بشأن نوعية العمل الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه. "يجب أن تعطى حماس خيارا واحدا وموعدا نهائيا واضحا، إما القبول بحكومة جديدة تستوفي شروط الرباعية, أو رفضها. وينبغي أن تكون التبعات المترتبة على قرار حماس واضحة كذلك، إذا لم توافق حماس في الفترة المحددة فإن عليكم أن تفصحوا عن عزمكم إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة طوارئ تلتزم صراحة بتلك الخطة".
كان واليس وعباس يعرفان معا ما يجب عليهما توقعه من حماس إذا روعيت تلك التعليمات، العصيان وإراقة الدماء. ولهذا السبب -كما تنص المذكرة- فإن الولايات المتحدة باشرت بالفعل في العمل على تقوية قوات الأمن التابعة لفتح.
يقول النص المكتوب "إذا تصرفتم وفق هذه الخطة فإن الولايات المتحدة ستدعمكم ماديا وسياسيا على حد سواء... وسوف نكون عند وعدنا لدعمكم".
وتم تشجيع عباس أيضا على "تعزيز فريقه" ليشمل "شخصيات جديرة بالثقة وصلبة المواقف في المجتمع الدولي". وكان محمد دحلان من بين أولئك الذين رغبت الولايات المتحدة -كما يقول مسؤول على دراية بالسياسة- في ضمهم.
كانت القوات الموضوعة تحت تصرف فتح تبدو من الناحية النظرية أقوى من تلك التي لدى حماس. وكان هناك سبعون ألف رجل موزعين بين 14 جهاز أمن فلسطيني يعود الفضل في تأسيسها لعرفات, نصفها على الأقل في غزة.
وعقب الانتخابات التشريعية كانت حماس تتوقع أن تتولى قيادة تلك القوات، لكن فتح ناورت لتبقيها تحت سيطرتها. وردت حماس -التي كان لديها بالفعل ستة آلاف من الجنود غير النظاميين تقريبا منضوون تحت لواء القسام المقاتل- بأن قامت بتشكيل قوة تنفيذية قوامها ستة آلاف جندي في غزة، ومع ذلك كان مقاتلوها أقل كثيرا من حيث العدد من قوات فتح.
وفي الواقع, كانت لحماس مزايا عدة. أولا لم تكن قوات أمن فتح قد استفاقت أبدا من عملية الدرع الدفاعي التي كانت بمثابة إعادة غزو كبيرة للضفة الغربية عام 2002، ردا على الانتفاضة الثانية.
يقول يوسف عيسى الذي قاد جهاز الأمن الوقائي تحت إشراف عباس "لقد تم تدمير معظم جهاز الأمن".
ولعل من سخرية القدر أن الحصار الذي فرض على المعونات الأجنبية عقب فوز حماس في الانتخابات التشريعية, لم يؤد إلا لمنع حركة فتح من دفع رواتب جنودها. ويضيف عيسى قائلاً "نحن من لم يحصل على أجره، في حين أنهم لم يتأثروا بالحصار".
ويوافقه أيمن دراغمة النائب في المجلس التشريعي عن كتلة حماس على ذلك. فهو يقدر مبلغ العون الإيراني لحماس في 2007 بنحو 120 مليون دولار أميركي. ويصر دراغمة على أن ذلك المبلغ ما هو إلا "جزء يسير مما يجب أن تقدمه". ويخبرني عضو آخر من حماس في غزة أن الرقم يقارب مائتي مليون دولار أميركي.
وباتت النتيجة واضحة، فتح لم تعد تستطيع السيطرة على شوارع غزة أو حتى حماية أفرادها.
ففي العاشرة والنصف تقريبا من مساء يوم 15 سبتمبر/أيلول 2006 بعثت سميرة طايع برسالة تلكس إلى زوجها جاد طايع, مدير العلاقات الخارجية لجهاز المخابرات الفلسطيني وعضو حركة فتح، لكنه لم يرد عليها كما تقول.
وأضافت "حاولت الاتصال بهاتفه الجوال لكنه كان مغلقا, فاتصلت بنائبه محمود الذي لم يكن يعرف مكان وجوده. فكان أن قررت عندها أن أذهب إلى المستشفى".
وكانت سميرة -النحيلة الأنيقة ابنة الأربعين عاما- ترتدي ثيابا تغطي جسمها من الرأس إلى أخمص القدم عندما روت لي القصة في إحدى مقاهي رام الله في ديسمبر/كانون الأول.
وعندما وصلت إلى مستشفى الشفاء، تقول سميرة "ذهبت مباشرة إلى المشرحة لا لسبب إلا لأني لم أكن أعرف المكان. ورأيت أن كل حراس المخابرات هناك، وكان من بينهم فرد أعرفه. وعندما رآني قال "ضعوها في السيارة" فشعرت وقتها أن شيئا ما قد حدث لجاد".
وكان طايع قد غادر مكتبه بسيارة مع أربعة من معاونيه. وبعد لحظات اكتشفوا أن سيارة رياضية ممتلئة برجال مسلحين ومقنعين تتعقبهم. وعلى بعد مائتي ياردة من منزل رئيس الوزراء هنية ضايقتهم السيارة سادة عليهم الطريق. ثم أطلق الرجال المقنعون الرصاص عليهم فأردوا طايع ورفاقه الأربعة قتلى.
وقالت حماس إنه لا علاقة لها بتلك الاغتيالات, لكن لسميرة من الأسباب ما يجعلها تكذب ذلك. ففي تمام الثالثة من صباح 16 يونيو/حزيران 2007 وأثناء الاستيلاء على غزة, شق ستة مسلحين من حماس طريقهم نحو منزلها مطلقين الرصاص على كل صورة وجدوها لجاد. وفي اليوم التالي عادوا وطلبوا مفاتيح السيارة التي قتل فيها جاد زاعمين أنها تخص السلطة الفلسطينية.
وخوفا على حياتها فرت سميرة عبر الحدود إلى الضفة الغربية فقط بثيابها التي ترتديها وجواز سفرها ورخصة القيادة وبطاقة ائتمان.
"حرب في منتهى الذكاء"
كانت هشاشة وضع فتح مصدر قلق كبير لدحلان. وفي ذلك يقول "قمت بنشاطات عديدة لأعطي حماس الانطباع بأننا ما زلنا أقوياء ونملك القدرة على مواجهتهم, إلا أنني كنت أعرف في أعماق قلبي أن ذلك لم يكن صحيحا".
ولم يكن دحلان يشغل آنذاك أي منصب أمني رسمي لكنه كان منتسبا إلى البرلمان، ويحظى بولاء أعضاء فتح في غزة. وقال دحلان إنه أبلغ عباس "أن غزة لا تحتاج إلا لقرار من حماس للاستيلاء عليها".
ولمنع ذلك من الحدوث شن "حربا في منتهى الذكاء" لعدة أشهر.
وطبقا لعدد من الضحايا المزعومين فإن إحدى الوسائل التي اقتضتها تلك "الحرب" تمثلت في اختطاف عناصر القوة التنفيذية التابعة لحماس وتعذيبهم. (ينكر دحلان أن تكون فتح استخدمت مثل هذه الوسائل، لكنه يعترف بأخطاء ارتكبت).
يقول عبد الكريم الجاسر, وهو رجل قوي البنية في الخامسة والعشرين من العمر, إنه أول أولئك الضحايا. ويضيف "كان ذلك في 16 أكتوبر/تشرين الأول وكنا في رمضان، كنت في طريقي إلى منزل شقيقتي لتناول الإفطار عندما أوقفني أربعة شبان اثنان منهم مسلحان. أرغموني على مرافقتهم لمنزل أمان أبو جديان" وهو من قادة فتح المقربين لدحلان. (أبو جديان قتل في انتفاضة يونيو/حزيران).
كانت المرحلة الأولى من التعذيب بسيطة ومباشرة كما يروي الجاسر حيث جردوه من ملابسه وقيدوه بالأغلال وعصبوا عينيه وأوسعوه ضربا بعصي وأنابيب بلاستيكية.
ويردف قائلا "لقد حشروا قطعة قماش في فمي ليمنعوني من الصراخ".
وأجبره المحققون على الرد على اتهامات متناقضة، فتارة يقولون له إنه تعاون مع إسرائيل وتارة أخرى إنه أطلق صواريخ القسام تجاهها.
بيد أن الأسوأ لم يكن قد أتى بعد. يذكر الجاسر أنهم أحضروا قضيبا من الحديد, وبدا صوته مترددا على نحو مفاجئ. كنا نتحدث داخل منزله في غزة, التي تشهد انقطاعا متكررا للتيار الكهربائي.
وأشار إلى قنديل يعمل بغاز البروبين لإضاءة الغرفة وقال "كانوا يضعون القضيب في شعلة كهذه وعندما تحمر ينزعون الغطاء عن عيني, ثم يكوون بها جلدي وكان ذلك آخر شيء أتذكره".
عندما أفاق كان ما يزال في الغرفة حيث عُذب. وبعد ساعات قليلة، سلمه رجال فتح لحماس وأخذ إلى المستشفى. وقال "كان بإمكاني رؤية الصدمة في أعين الأطباء الذين دخلوا الغرفة". وأراني صور حروق أرجوانية من الدرجة الثالثة محيطة بفخذيه وجذعه السفلي كالفوط التي تلفه. وقال "أبلغني الأطباء بأنني لو كنت نحيفا، لكنت ميتا الآن. بيد أني لم أكن وحدي. ففي الليلة التي أطلق فيها سراحي، أطلق رجال أبو جديان خمس رصاصات على قدمي أحد أقاربي. وكنا في نفس العنبر في المستشفى".
يقول دحلان إنه لم يأمر بتعذيب جاسر "الأمر الوحيد الذي أعطيته كان الدفاع عن أنفسنا. وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك تعذيب، فبعض الأشياء خرجت عن الصواب، لكني لم أعلم عن هذا".
الحرب القذرة بين فتح وحماس استمرت لتجمع زخما طوال الخريف، وكلا الجانبين كان يرتكب شناعات. ومع نهاية 2006، كان العشرات يموتون كل شهر. وبعض الضحايا كانوا غير محاربين. وفي ديسمبر/كانون الأول أطلق مسلحون الرصاص على سيارة مسؤول استخبارات من فتح وقتلوا أطفاله الثلاثة وسائقهم.
ولم تكن هناك إشارة على أن عباس كان مستعدا لتحريك الأمور نحو حل حكومة حماس. وفي مقابل هذه الخلفية القاتمة، بدأت الولايات المتحدة تدير المباحثات الأمنية مع دحلان.
هو رجلنا"
في عام 2001 قال الرئيس بوش إنه نظر في عيني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واستوحى من هذه النظرة بعضا من روحه ووجده "أهلا للثقة". وحسب ثلاثة مسؤولين أميركيين، حكم بوش حكما مماثلا على دحلان عندما التقى به أول مرة عام 2003، وأجمع المسؤولون الثلاثة على أنهم سمعوا بوش يقول "إنه رجلنا".
وقالوا إن هذا التقييم كان له صدى في شخصيات بارزة أخرى في الإدارة، بما في ذلك رايس ومساعد وزير الخارجية ديفد وولش، المسؤول عن سياسة الشرق الأوسط في الوزارة.
وقال أحد زملاء وولش "إنه لم يهتم أساسا بفتح". "وكان يهتم بالنتائج، وكان يدعم أي ابن سافلة كنت مضطرا لدعمه. وكان دحلان هو ذاك ابن السافلة الذي تصادف أننا نعرفه حق المعرفة. فقد كان من نوعية الأشخاص القادرين على الفعل. دحلان كان رجلنا".
لقد فوجئ آفي ديختر، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي والرئيس السابق للشين بيت، عندما سمع كبار المسؤولين الأميركيين يشيرون إلى دحلان بأنه "رجلنا". ويضيف ديختر "قلت لنفسي، رئيس الولايات المتحدة يصدر حكما غريبا هنا".
أما الجنرال كيث دايتون، الذي كان المنسق الأمني الأميركي للفلسطينيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، فلم يكن في موقف يخوله بمساءلة الرئيس عن حكمه في دحلان. وخبرته الوحيدة مع الشرق الأوسط كانت في عمله مديرا لمجموعة تقرير مسح العراق، وهي اللجنة التي بحثت عن أسلحة الدمار الشامل إبان حكم صدام حسين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2006 قابل دايتون دحلان في أول سلسلة طويلة من المباحثات في القدس ورام الله. وكان مع كل واحد مساعدوه. وقال المسؤول المكلف بتدوين الملاحظات في الاجتماع إن دايتون -منذ البداية الأولى- كان يدافع عن جدولي أعمال متداخلين. وقال دايتون -كما جاء في الملاحظات- "نحن نريد إصلاح جهاز الأمن الفلسطيني ولكننا نريد أيضا أن نبني قواتكم لمواجهة حماس".
ورد دحلان بأنه في نهاية المطاف يمكن دحر حماس عبر الطرق السياسية. وأضاف "لكن إذا كنت سأواجههم، سأحتاج إلى موارد مادية. لكن على هذا الوضع، ليس لدينا القدرة".
واتفق الرجلان على أنهما سيعملان باتجاه خطة أمن فلسطينية جديدة. وكانت الفكرة تكمن في تبسيط الشبكة المربكة من قوات الأمن الفلسطينية، وجعل دحلان يأخذ على عاتقه المسؤولية برمتها بصفته مستشارا للأمن القومي الفلسطيني. والأميركيون سيساعدون بتأمين الأسلحة والتدريب.
وفي جزء من برنامج الإصلاح -بحسب المسؤول الذي كان موجودا في الاجتماعات- قال دايتون إنه أراد أن يحل جهاز الأمن الوقائي، الذي كان معروفا على نطاق واسع بتورطه في الخطف والتعذيب. وباجتماع في مكتب دايتون بالقدس في بداية ديسمبر/كانون الأول، سخر دحلان من الفكرة وقال "المؤسسة الوحيدة التي تحمي فتح والسلطة الفلسطينية الآن في غزة هي التي تريد حلها".
وخفف دايتون من لهجته قليلا قائلا "نريد أن نساعدك، ماذا تحتاج"؟
إيران كونترا 2
أيام إدارة كلينتون، قال دحلان إن تعهدات المساعدة الأمنية "كانت مؤمنة دائما" لكن في ظل إدارة بوش، كان على وشك أن يكتشف أن الأمور كانت مختلفة.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بدناش فلسطينية ناهد شما أمثال - دبابيس- طرائف 4 16 / 02 / 2017 06 : 02 AM
مخطط..واشنطن.. محمد جادالله محمد المقالة السياسية 0 26 / 02 / 2015 00 : 02 AM
لاجئون يستذكرون تفاصيل رمضان في قراهم المُدمّرة. مازن شما التراث الفلسطيني 0 02 / 08 / 2012 52 : 05 AM
تفاصيل خاطري جمال سبع الخاطـرة 3 12 / 04 / 2012 16 : 12 AM
قصص تحت الاحتلال.. تلقى رواجا في واشنطن مازن شما المسرح والسينما والتلفاز 0 17 / 03 / 2009 23 : 01 AM


الساعة الآن 03 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|