ما نريده أكثر ..
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif');border:4px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
ربما قلتها أكثر من مرة، لكن هل يعني ذلك أن أتوقف عن قولها؟؟.. طبعا لا .. سأقولها وأتلوها مثل النشيد .. سأكررها وأكررها صباح مساء .. فمرور ستين عاماً على النكبة، وضعتني مباشرة أمام السؤال ، لنفترض أننا عدنا إلى فلسطين ، كل فلسطين ، وأننا تخلصنا من كل قرف الاحتلال فعلا ووجوداً.. فمن سيعطينا مقابل ستين عاماً مضت صعبة مرة على شعب فلسطين.. أقصد ما هو التعويض الذي يمكن أن يكون سليما صحيحا تجاه هذا التشرد والعذاب؟؟..
سيئة الذكر "إسرائيل" تنسى أو تتناسى، أنّ ما حصل لنا خلال ستين عاماً لا يعوض بكل مال الدنيا حتى نزيح عن العقول الظنّ بأننا نريد تعويضا ماليا عن العذاب والتشرد ونار الغربة، إضافة إلى تفتيت أعمارنا بشكل لم تعرفه البشرية خلال تاريخها الطويل .. فهذه الستون عاماً، وربما أكثر ، كبلتنا بسلاسل الغربة ، وجعلت أكثر من خرجوا من فلسطين يعيشون غرباء ويموتون غرباء ويدفنون غرباء.. حق كل إنسان أن يعيش في بيته وأن يدفن في وطنه..هذا الحق صودر منا ، وبقينا أسرى موت يصير ألف موت بعيداً عن الوطن.. فهل يستطيع العالم أن يلم كل موتانا ليدفنوا في أرضهم ووطنهم ؟؟!!..
هذه الستون عاماً، غيرت وبعثرت طفولة كل طفل فلسطيني.. وجعلتنا ندفع ، ومعنا إخوتنا العرب ، الأرواح والدم والشهادة على طريق طويل ما مر يوم منه إلا وكان علينا أن ندفع مثل هذا الموت .. فهل سيستطيع العالم تعويض ذلك، وأعود للقول لا تفكروا بالمال ، لأن مال العالم كله لن يعوض المعاناة ودم شهدائنا .. فكيف سيحلّ العالم هذه المسألة ؟؟.. بأي شكل وبأي طريقة ؟؟..
كل واحد منا كان في بيته وأرضه ووطنه ، وهذه أبسط حقوق البشر .. لكن سرقة الوطن وتهجير أهل هذا الوطن من خلال ترويعهم بمذابح لا تمحى من الذاكرة ، مما جعلهم يتبعثرون في العالم كله ، مختنقين بتغير كل شيء وتراكم الصعوبات والآلام خلال ستين عاما .. من سيعوضنا عنها وكيف .. هل يستطيع العالم إرجاع الزمن إلى الوراء كي نكون في وطننا دون تشرد وغربة وعذاب ؟؟.. هذا صعب ، فماذا عندكم كي تنزعوا شوك الألم الذي صار عمره ستين عاما ؟؟.. هل بمقدوركم أن تفعلوا أيّ شيء أم أن ذلك غير ممكن ؟؟!!..
أنتم ، يا أهل المعمورة ، مشاركون بكلّ ما حدث لنا .. مشاركون بجريمة فاضحة مورست على شعب كامل .. كلكم ساهمتم بجزء من الجريمة..وحتى تبرهنوا على مشاركتكم بقتل حياة شعب ، تلتفون الآن على الحقيقة لتمنحنا سيئة الذكر " إسرائيل " قطعة من أرضنا ، والقليل من هوائنا ومائنا وجذورنا ، لنقيم دولة لا معنى لها لأنها قائمة على ترك القاتل والجاني والسارق في فلسطين.. وتقلبون المعادلة، حسب أمزجتكم، ليصبح صاحب الحق بعيدا عن حقه الطبيعي في وطن هو له.. وليصبح السارق المجرم صاحب حق يجود بجزء منه لشعب فلسطين .. المعادلة جدّ غريبة وعجيبة، لكنكم مثلما ضيعتم أعمارنا غربة وتشرداً وعذاباً، تريدون أن تضيعوا وطننا من خلال وضعنا في جزء منه مع المطالبة من أسياد الحرية والديمقراطية والإنسانية بأن نعترف بأن سيئة الذكر "إسرائيل" هي صاحبة فلسطين.. وأنّ الفلسطينيين لا علاقة لهم بفلسطين .. وتراهنون أن نرضى .. وهو رهان خاسر بكل المقاييس .. فنحن نريد أرضنا كاملة، نريد وطننا كله .. وفوقه نريد ستين عاما .. كيف.. هذا شيء عليكم أن تفكروا به طويلاً .. وليتكم تفكرون منذ الآن لأنه حق لنا ولن نتنازل عنه..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|