[ميساء البشيتي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:darkred;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][table1="width:95%;background-color:orange;"][cell="filter:;"][align=center]
آلاف من اللاءات
كل شيء في هذا العالم يتضاءل ويصغر ثم يتلاشى إلاّ هذا الفراغ الذي يغلف روحي كشرنقة أطبقت فكي حصارها على حبة توت بري نبتت بالصدفة بين ثناياها وفي ربيع فصولها فإنه يكبر يوما ً على صدر يوم.
فراغ تتسع مساحته وتتطاير في أفق عيني الموشح بألوان ضبابية باهتة إلى داكنة بعض الشيء فيبتلع كحوت في ذروة هياجه كل الأسماك الدافئة .. الحنونة .. المحبة ..الراضية والقانعة بأقل مساحة من الضوء وأصغر مساحة من الأمل .
كإخطبوط هرم يمدّ هذا الفراغ أرجله فيسحق ببواطن أقدامه أزهار الغد ونسائم الفرح وعناقيد الحب ولا يبقي لي إلاّ بركة من الفراغ أعوم فيها بعد أن فقدت خيوط الجاذبية الأرضية.
أرى كل شيء حولي .. أسمعه جيدا ً.. أقترب منه لكنني لا ألمسه .. أتمنى لو أستطيع .. لم أعد أرغب بملامسة الأشياء ! بداخلي تعنت غريب ورفض شديد لكل ما هو موجود.
كالطفل الصغير الذي يملك أشياءه المحدودة .. يرغب فيها .. يريدها .. ولا يرضى بغيرها بديلا ً.. أنا أيضا ً لم أعد أرغب في البدائل الهابطة عليّ من أفق مجهول .. لم أعد أرغب بأنصاف الحلول ولم تعد تعجبني .. الانغماس في الموجود والمتاح والممكن لأنه المسموح الوحيد أيضا ً لم يعد يعجبني .. ومن هذه اللحظة فإنني أرفض ملامسة أي شيء فرض علي في لحظات الاختناق .. فأنا لم أعد أخشى الجدر العالية وانحباس المطر و نقص ذرات الأكسجين في رئتي .
تجرع الأخر كما هو شيء مرفوض جملة وتفصيلا ً .. محاولة احتواء البعض على أساس أنهم هم العالم الذي سأعيش به وله أيضا ً مرفوض .. محاولة صبغ الأشياء بألوان جديدة لن ينفي عنها صفة الرفض .
لم أعد تلك الطفلة الصغيرة التي لا هم ّ لها بالحياة سوى
أن يربّت الجميع على كتفها ويغرقونها بعبارات المديح والإعجاب كونها متزنة العقل وجادة بالتفكير وتتقبل برحابة صدر كل ما يملى عليها من إملاءات .. تستوعب البدائل المطروحة حتى لو كانت تقتل كل اللاءات بداخلها وتظهر فقط نعم هزيلة مستضعفة باهتة تهز رأسها بكل خنوع .
من هذه اللحظة كل شيء مرفوض حتى تصدر الأنا الداخلية قرارها الأكيد والمعزول عن أي تأثير خارجي
بقبول هذا الشيء وبالتحفظات والشروط والإملاءات التي ترضي الأنا
ولتكن بركة من الفراغ .. ولتصبح بحرا ً .. لن أسجن الأنا ولن أقيدها ولن أسمح بأية إملاءات عليها ولن تكون النعم الهزيلة ظاهرة على السطح أبداً ولن أدفن آلاف من اللاءات كي تصبح نعم هزيلة هي عنواني .
[/align][/cell][/table1][/align]
[/align][/cell][/table1][/align]

[رشيد الميموني]

أعطيت ميساء لهذا الفراغ عدة أوصاف كانت كفيلة بأن نتبين مدى فظاعته .
- شرنقة تطبق فكي حصارها على حبة توت بري .
- حوت يبتلع في ذروة هياجه كل الأسماك الدافئة .. الحنونة .. المحبة ..الراضية والقانعة بأقل مساحة من الضوء وأصغر مساحة من الأمل .
- كإخطبوط هرم يمدّ هذا الفراغ أرجله فيسحق ببواطن أقدامه أزهار الغد ونسائم الفرح وعناقيد الحب .
وفي مقابل هذا ألمس مقاومة عنيفة تتمثل في اللاءات المتعلنة والمبطنة . بداخلي تعنت غريب ورفض شديد لكل ما هو موجود.
هي ثورة ضد الفراغ و ضد التسلط والاستسلام .. هي باختصار تعبير عن الذات و توقها لأن تكون حرة تقول وتفعل وتفكر كيفما تشاء دون أن يكون هناك رقيب عليها يعاملها كما يعامل قاصر .
ميساء .. غصت بنا بعيدا في أعماق النفس البشرية وأعطيت نوعا من التحليل النفسي التلقائي والعفوي .. في أسلوب شيق ..
مودتي

[نصيرة تختوخ]

كما في الرفض تعنت و قسوة فيه حماية للذات و استمرار لسيادة الكرامة, آلاف اللاءات تكون أحيانا وليدة مسايرة لاتوصل لنهاية مرضية أو رغبة ملحة في خلع ثوب موافقة وتبعية أثقلتنا طويلا.
تحياتي لك أستاذة ميساء و دامت لك شفافيتك وصداقة قلمك.

[ميساء البشيتي]

أخي العزيز رشيد

تركت اكثر من تعليق على هذه الخاطرة في اكثر من مكان وفي كل تعليق

كنت أجد ردا جميلا وواعيا ومدركا

هذه الصور الثلاث التي اعجبتك ربما كنت سأورد اكثر منها لو حضر في ذهني

هذه اللاءات يا رشيد خرجت لوحدها من عمق الضغط وانفجرت وكان صعب جدا

ان اضبطها او اسيطر عليها وانا سعيدة لخروجها بهذا الشكل فقد خففت عني الكثير

اشكرك رشيد على مرورك المميز والرائع وعلى ردودك المعبرة

ومع اطيب امنياتي لك بالنجاح والسعادة

[د. ناصر شافعي]

الأستاذة ميساء :
لديك قدرة رائعة على البوح بخبايا نفسك بأسلوب أدبي شيق و راقي و جذاب ..
أتابع بشغف و فضول و إعجاب لكافة ما تسطر يديك و يجود به عقلك و نفسك ..
تحياتي و تقديري و إحترامي

[ميساء البشيتي]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ كما في الرفض تعنت و قسوة فيه حماية للذات و استمرار لسيادة الكرامة, آلاف اللاءات تكون أحيانا وليدة مسايرة لاتوصل لنهاية مرضية أو رغبة ملحة في خلع ثوب موافقة وتبعية أثقلتنا طويلا. تحياتي لك أستاذة ميساء و دامت لك شفافيتك وصداقة قلمك.

غاليتي استاذة نصيرة

لو مليون نعم انتزعت منا بالقوة لاء واحدة كفيلة بأن تمحوها

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر

والحياة لا تراد ولا تصنع بنعم هزيلة انما بلاء تزلزل كيان الظلم وتهد اعمدته

الف شكر حبيبتي نصيرة ونهارك مثل الفل

[ميساء البشيتي]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر إبراهيم شافعي الأستاذة ميساء : لديك قدرة رائعة على البوح بخبايا نفسك بأسلوب أدبي شيق و راقي و جذاب .. أتابع بشغف و فضول و إعجاب لكافة ما تسطر يديك و يجود به عقلك و نفسك .. تحياتي و تقديري و إحترامي

اخي الرائع د. ناصر ابراهيم شافعي

وانا اخي الكريم اتابع بشغف شديد تعليقاتك الكريمة الراقية والمحببة الى النفس

اشكرك اخي على هذا التواصل الطيب العبق وعلى كلماتك الجميلة بحقي

وهذا كله من ذوقك ولطفك وكرم اخلاقك

سعدت جدا اخي د . ناصر ابراهيم بتواجدك المشرف وحضورك البهي

لا حرمني الله هذا الحضور ولا عدمت اخي هذه الذائقة الأدبية المتميزة

[د. ناصر شافعي]

الأستاذ الفاضلة ميساء :
أشكرك على كلماتك الرقيقة ..
أنا لم أعطيك حقك من كلمات التقدير و الإحترام التي تستحقها .. فلقد سبقني بكلماته الساحرة الأستاذ رشيد الميموني
تحياتي و تقديري

[ميساء البشيتي]

اخي الكريم د . ناصر ابراهيم الشافعي

الشكر لك اخي د . ناصر والشكر أيضا لأخي العزيز رشيد والذي

شهادتي فيه مجروحة قدر ما أكن له من الإعجاب والاحترام والتقدير

كل الشكر لكما أيها السادة المتميزون قلبا ً وقالبا وبارك الله فيكم

واتمنى ان ابقى عند حسن ظنكم وظن الجميع

وعامر نور الأدب بوجودكم