إعجاب
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:4px inset white;"][cell="filter:;"][align=center]كان الربيع يلملم أشلاء شتاء طويل ،يحتضن ثلجه العنيف ،ويدسه باطن الأرض رطبا عذبا ،لتزهر آمالا من براعم تملأ رحب الكون ،ألوانا وألوانا ،وتنشر روائحا عطِرة ،تبهج النفوس ،وتًسر العيون ..
بينما كانت مسترسلة بأعاجيب الطبيعة ،كان يسترسل تأملا بشعرها الملقى بفوضوية فوق أكتافها ،يداعبه النسيم تارة ،ويغفو بعشوائية عند خاصرتها تارة آخرى ..
بعفوية استدارت ،لم تكن تعلم كم كان مفتونا بشعرها الكستنائي ،ناولها برعما صغيرا ،فسرت بين أناملها رطوبة ربيعية ،تحمل آثارا ثلجية ،منحتها تغلبا على خجلها ،لِتواصل المسير برفقته إلى منزلها القريب من منزله ،،
وتفتحت البراعم ،أزهرت وأورقت ،وظل يهديها بكل يوم باقة من ورد
تبتسم ،وتداري حيرتها عنه خلف باقات العطر المنسكب بين يديها ،أين ستضعها ؟؟؟السؤال الذي كان يتكرر ببالها يوميا!!
تلون المنزل بحكايات وردية ،أصيص خمري وآخر زيتي ،,ثالث بحري الزرقة ،ورابع سماوي النظرات ،وخامس أخضر الحضن وهكذا
أوشك الربيع على الرحيل ،وأوشك الورد على الأفول ،وجارها العزيز بدأ ينسحب من صباحاتها رويدا رويدا
بينما ظلت حيرتها تلازمها ،،وحنينها لباقات الربيع يتجدد يوميا
تمضي الايام
تشيب ذاكرتها ،،وتتوالى فصول السنة تباعا ،عشرون ربيعا مضى ،ومضت برفقتهم رفيقة الورد ،،يبتسم ببرود ،،وهو يتأمل ياسمين حزيران
الملقى عند حائط حديقته الفاصل مابين منزله ومنزلها
يتمتم بهدوء لقد رحلت دون أن تعلم مدى إعجابي بشعرها الكستنائي المجنون !!
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|