التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,660
عدد  مرات الظهور : 163,089,984

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > بسـتان الشــعر > قصيدة النثر > قصيدة النثر
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 01 / 2008, 20 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


ريح ... وملائكة

[frame="8 98"]



ريحٌ... وملائكةٌ






هذي ريحٌ عاتيةٌ


صرصرها يخلعُ عن جبلٍ


حكمتهُ كالكوفيّةِ


مَن يسمعُ...؟


طرشت اُذنايَ


ومازلتُ كسعفِ النخلةِ أرتجفُ


هذي ريحٌ أعرفها


قد مرّت- من قبلُ-


بأقوامٍ سبقونا


جعلت عاليها


في سافلها يندلفُ


أيُّ طفيلياتٍ من قومٍ بائدةٍ


دسّتْ لوثتها في دمنا


أيّةُ سلسلةٍ قفزت من عدمٍ


مدّت نطفتها


في رحمِ إناثٍ غافلةٍ


حتى حلَّ بنا التلفُ


آهٍ


مَن أسألُ


كيفَ أقصُّ رؤايَ


وأين فؤادي يقفُ



لسنا احفاداً لبُداةٍ سبقونا


لاحاضرَ


لا أمسِ


ولاآتٍ


يصطفُّ كجندٍ بخيوط مسابحنا


لا أخوةَ


لاأعمامَ


ولاأصحابَ


كأنّا أغصانٌ طافيةٌ


من لمسةِ زلزالٍ


مختلفون على ألوانِ الثابت والمتغيّرِ


ألاصلِ قبيل الفرعِ


ألفرقةُ مرجعنا


مُعتصمونَ بحبل (( أللاتِ ))


تسير مراكبنا


لمؤانىء مَن يسلبنا


نغطسُ في أوحال مصائبنا


ما كانَ بأيدينا


أو حَولاً ضرَّ بأعيننا


أو خَولاً مسَّ جنائننا


أو وسناً شدَّ قراصنةً


فأتت تنهبنا


ألمنكرُ صار أليفاً


يدخلُ كالتلفاز منازلنا


أطّرنا الكذبةَ


حتى صارت زينتنا


لاأبوابَ لنا


أمّنّا السلطانَ على نسوتنا


والمالَ


تركنا بذرةَ حرّيّتنا


ترعى كالماعزِ


تنمو فوقَ حشيشِ محبّتهِ


مزّقنا أسئلةَ ألشكِّ


وروّضنا القلبَ


كففنا اليدَ عن سنبلةِ ألرأي


فقد (( أقنعنا )) إنّا في عصرِ


(( الخصخصةِ)) العظمى


فتشاغلنا في جَدِّ النملةِ


فيما ينفعنا


كي ينعمَ بالراحةِ


ثمَّ يفكّرَ فينا



لاآثارَ هزائمَ أو نصرٍ


في جعبتنا


لانُبصرُ حين نعودُ


سوى النسوةِ والاطفالِ


وإنّا- إمّا- نكرهُ ما مرَّ


نغضُّ الطرفَ


نصلّي لضبابِ الحزن قروناً


أو نرقصُ


أحلى من (( فيفي...))


نسكرُ...نسكرُ


حتى يصطبغَ الكونُ


بلونِ السكرةِ


ثمَّ نغضُّ الطرفَ


ننامُ على أسئلةِ الاحياء


ودهشةِ أرواحِ الموتى



لاتجّار...ولاعمّالَ


ولاكُتّابَ ولاحرّاسَ لدينا


جارٌ لايسألُ عن جارهِ


إنْ عزَّ المطلوبُ


أو المحنةُ هوجاء


لاإيقاعَ لصوتٍ أو فعلٍ


وصداهُ سرابٌ


لايجمعنا أحدٌ


إلاّ للرقصِ


أو ألأكلِ


أو النومِ بأرجوحةِ حلوى


لاملكيّةَ بعد حديقتنا


دونَ حروفِ عوائلنا


مَن قالَ


بأنَّ الشارعَ


المُتنزّهَ


ذاكَ المصنعَ


أو هذا الحقلَ لنا...!؟


أوطانٌ نحملها كعبيد ألأهرامِ


نُذيبُ الحنّةَ فوقَ ظفائرها


آخرةُ الليلِ يُعشّونا عدسا


لااُمّاً جمعتنا


منحتنا بحليب رضاعتها


أو ما بعدُ


لُقاحاً ضدَّ بيوضِ الفتنةِ


نوباتِ أليأسِ


عصيرِ الخيبةِ وأللامعقولِ


أبٌ ...


أجلسنا كحريمٍ بمؤخرةِ الدارِ


شببنا كالزوجِ المخدوعِ


نُلملمُ اخبارهُ


من ثرثرةِ الجيرانِ


كُساحٌ فلقَ ألماسَ المحبوبَ


بمرمرنا


حتى ضربتنا


ريحُ ألأفلاسِ ألأثرى



عربيٌّ يجهلُ مابي


(( سارا )) تأخذُ (( إبراهيمَ ))


تُشرّدُ (( هاجرَ ))


تمحو ما تقدر من ضحكةِ ضرّتها


عجزت


جنّتْ


صارت سلوتها


أن تقلعَ (( هاجرَ))


من قاموسِ الدنيا


شرّدها اللّهُ دهورا


عادت بجحافلَ طروادةَ


مزّقت ألأخضر وألأصفرَ


وألأسودَ وألأبيضَ


بعضٌ منّي


مازالَ يشكٌّ بلوني


أو ينسجَ صُلحاً


بمدادِ دمي


عربيٌّ يجهلُ ما بي


عقدٌ ينطحُ عقداً


وأنا أشرحُ


لم أترك أيَّ وسيلة إيضاحٍ


جرّبتُ ألوفَ الوصفاتِ


فلم أفلحْ


بعضٌ مني


ينكرُشلاّلَ دمي


ويُصدّقُ أهزوجةَ سلطاني



مسيحيٌّ منكفىءٌ بكنيستهِ


يبصر أهليَ تُشوى


يعرفُ أنّ ألمحتلًّ جهولٌ


يسكرُ في إبريقِ دمٍ- يوم السبتِ-


ويوم ألآحد


يغسلُ ثمّ يصلي


مسيحيٌّ ....


يتركُ موقعهُ


ليصيرَ أمام البابِ


يصيحُ بوجهِ ألمحتلِّ


- لن تدخلَ هذا المعبدْ


شيخُ ألاسلامِ


يرى أهلي تُشوى


يعرفُ أنّ المحتلَّ جهولٌ


يسكرُ في إبريق دمٍ


يومَ السبتِ


ويوم ألأحد


يغسلُ ثمَّ يصلي


شيخُ ألإسلامِ


يُصرّحُ من عرشهِ


- لن أغلقَ بابي


في وجهِ أحدْ



كنّا أوّلَ مَن أنبتَ


سنبلة الحرفِ بمسمارٍ


أوّلَ من دجّنَ أفراسَ ألحقِّ


إنفلق ألخيرُ عن ألشرِّ


ترعرعَ نسراً بمسلتنا


حتى – حسداً – زهقَ الباطلُ


جُنَّ كإبليسٍ


أوّلَ من أقلقنا أللّهُ بحزمةِ ألغازٍ


أرّقنا


أصعدنا القمّةَ تلوَ القمّةِ


شيّدنا المرصدَ


كي نتأمّلَ غرتهُ


ونحاولَ حلً شليلةِ ألغازهِ


أوّلَ من بعثرنا الماءُ


فجمّعناهُ ب (( سد مأرب ))


أوحينا للعاشقِ آشورَ


أن إبنِ جنائنَ بابلَ دون خرائط


أوصدْ سقفَ الحكمةِ دونكَ


فألحبُّ طريقٌ يطمرهُ الطحلبُ


حين تمرُّ


وللفرعونِ..


أن أبنِ ألأهرامَ بلا شرحٍ


خبّاْ سرّكَ


ضوءكَ كألطلسمِ


دع مالكَ قرب يديكَ


سلاحك بين يديكَ


تنامُ قريرَ العينِ


وحينَ تجيءُ الساعةُ


سوفَ تقومُ كما كنتَ..وأبهى


جابرَ بشّرناهُ بسرِّ (( الجبرِ ))


تدلّى المجهولُ على بابهِ عنقوداً


فإختارتهُ الدنيا رائدها


تذكرهُ بألخيرِ


قياماً وقعودا



سيّدةُ البترول ستذبحنا


لم نكُ نعلمُ


أنّ جدائل أنثى


ذهبٌ أسودُ حين تُمشّطُ


صرنا غجراً


سلّمناها لأنامل حلاّقٍ


وجلسنا في الظلِّ


نعدُّ المالَ ونبكي


نتأرجحُ سكراً


بين حبالِ الكذبة والصدقِ


نتلمّسُ ما نبصرُ


مثناً وثلاثاً ورباعاً


لم نكُ نعلمُ


أنّ الحلاقَ يجيءُ


بأشباح الليل إلى خيمتها


ألبعضُ رأى .. وتغاضى


البعضُ رأى .. وحكى


هاجَ عليهِ السادةُ


- أنّ الظنَّ مهاوي ألأثمِ


فأُسكتَ


صار الحلاقُ معلّمنا


فجّرَ آباراً فينا


أخمدَ آباراً فينا


إستلَّ البدويَّ الغاربَ في دمنا


فغدونا قشّاً


نرقصُ للأغرابِ


عشقنا الترحالَ


مطاردة الغيمِ ألأشقر


لكنَّ الشمسَ رويداً فرويداً


نزعت أصباغَ النشوةِ


أبصرنا الحلاقَ – على عهدهِ- حلاّقاً


لم يدخلنا لمُناهُ


كما أدخلناهُ


أبقانا عند الهامشِ


كألضيفِ ثقيل الظلِّ


رجعنا


يا للهولِ


رأينا سادتنا


- تحتَ غبارِ الليلِ - يصيرون وصيفاتٍ


سيدةُ البترول تهزُّ عجيزتها


تجلسُ جاريةً عند نعالهِ


مزّقنا القصّةَ والمكتوبَ


لعنّا تلكَ الساعةِ


كلبَ الحظِّ


رعاةَ الحكمةِ


حتى صار القابضُ فينا


مُحَّ هويّـتهِ


كألقابضِ جمرا



دجّالٌ وجههُ كالفولاذِ المطروقِ


مخالبهُ أفعى


أحدى عينيهِ


جثّةُ طيرٍ طافيةٍ


يزنُ الدنيا فيها


يتصيّدُ أو يتنزّهُ


في قمر العشاقِ الغفلهْ


ما أن يبصرَ ريماً


حتى يخرج فهدٌ من بدلتهِ


ويعود إلى غابتهِ المنسدلهْ


جامعُ أضدادٍ


يتفاصحُ في المنتدياتِ


ويعوي...


إنْ غنّى طيرٌ


لورودٍ محتفلهْ


يبشّرُ في جنّتهِ صبحاً ومساءً


في فمهِ فيلقُ أبواقٍ


يغسلُ في حوضِ حليبٍ وعطورٍ


وتظلُّ يداهُ ملوّثتينِ


بآهاتٍ مشتعلهْ


كلَّ حصادٍ


نعطيهِ أتاوتهُ


وعذارى للذبح


وأخرى للأقفاصِ


نغازلهُ يوم الجمعةِ


سرّاً وعلانيةً


نذكرهُ بخشوع المؤمنِ


حتى أيقنَ إنّهُ موحى


نحن سبايا الوقتِ


كأطفالٍ نملكُ مايقتلنا


حقَّ علينا الحجرُ


فكذّبهُ بعضٌ منّا


هزَّ مضاجعَ موتانا


أمطرنا بجرادٍ يقضمُ (( نكنكةً ))


أبنيةً...


بشراً...


وبساتين معانٍ


شجَّ شُعيرةَ سفيانٍ


دلّى البعضُ من ألأغصانِ


إلى ألأوحالِ


كضرّاتٍ قدّمنَ محاسنهنَ


على طبقٍ


ثأراً...


أو خوفاً...


أو طمعاً


أضحكنا هذا الدجّالُ


تناطحَ والفأرة


شقَّ بمخلبهِ الفولاذيّ تمرّدها


أسقطها أرضاً


ثمّ علاها مزهوّاً


يتبخترُ في قوّتهِ


أضحكنا هذا الدجالُ


أمامَ العالمِ جرّدنا


من ورقِ التوتِ


قميصكَ ياعثمانُ


لهيبَ الصيفِ


مساميرَ شباطٍ


أشعلَ نار الفتنةِ


بين لسانِ ألمرءِ وأعوانهُ


...أسمعُ ندباً


ماأجملنا


أنَّ حُسيناً


قتلتهُ الحكمةُ فينا


ثمّ ندبناهُ قرونا



بضعُ ضيوفٍ زارونا


فوقَ خيولٍ من ريحٍ أعرفها


أغرابٌ


في مشيتهم


يتطايرُ عطر رذاذٍ


من نورٍ منتظرٍ


في أعينهم


سربُ ربابٍ من سجّيلٍ


خفنا


أحضرنا فاكهةً وطعاماً


لم يأكلْ أحدٌ


إحمرَّ العمرُ بأعيننا


ذبُلَ البيتُ


حلفنا


لم يأكل أحدٌ


جاء الطيرُ


بنى عشّهُ فوقَ تخبّطنا


غادرَ كلُّ فؤادٍ حانتهُ


ليلُ وحشيٌّ طوّقنا


هدَّ الضيفُ الصمتَ


تنحنحَ


أقبلتُ عليهِ


- ماألخطبُ...


رأينا سُرّاقاً مبتهجينَ


حرائقَ كالكلبِ المسعورِ


قتلٌ بالجملةِ والمفردِ


والواحدُ منقسمٌ – جبراً أم قدراً !!؟ -


نصفٌ ملكٌ


والنصف الآخر عبدٌ


كفٌّ ترقصُ


كفٌّ تندى خجلاً


لغزٌ ذاكَ الوجهُ


مُبتسمٌ...


دقّقْ


سوف ترى


طعنات الحزنِ أخاديداً


عن بُعدٍ..


عيناهُ فراتٌ


ما إنْ تقربَ


حتى ينقلبَ ألأزرقُ


من زقزقةٍ ..لرمادٍ


يمشونَ كأنّهمو قد خرجوا توّاً


من زنزاناتٍ خالدةٍ


يستهدونَ بفانوسِ الظلماتِ


يصلّونَ لنجمٍ سكرانٍ


وشوارعهم محضُ عجينٍ


- إنَّ أللّهَ بنى الكونَ بسبعةِ أيّامٍ


بألأمسِ تداعى كوكبُ أهلي


فوقَ رؤوسهمو


أليومَ بطارقَ يمشونَ


غداً بشراً


- هل حقَّ القولُ على هذي ألأمّةِ ؟


- لا


- قد قلتَ كلاماً آخر قبلاً


لستُ بلوطٍ


تلكَ بلادي


نتقاتلُ عشقاً





[/frame]
عباس الدليمي




مونتريال- كندا

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 45 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|