كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
الإنسحاب والمشاهدة د/ناصر شافعي
الإنسحاب والمشاهدة
[align=center] أنا لا أحب لعبة الأقنعة ولا أجيد فن التقليد والمحاكاة لا أتكلم من خلف ستار لا أصرخ من خلف جدار
لا أخجل من أقوال قلتها لا أستحي من أفعال فعلتها لا أنظر من الثقوب الضيقة لا أسير في الدروب الخانقة المتعرجة
أخفقت في تطبيق القواعد الصعبة فشلت في متابعة اللعبة فخرجت مهزوماً بإرادتي .. وبفضلهم كان الحصار .. فالإنكسار .. فالانسحاب .. وإكتفيت بالمشاهدة !
أنا عاشق النهار والنور والعطر و الزهور والإنسان الصادق الأمين .. غني كان أو فقير وأكره كل تافه وحقير أمير كان أو وزير
أسلك الخط الواضح .. المستقيم حتى لا أضيع أو يضيع مني الصديق أختار الرفيق و المؤن و الطريق
أعشق الشمس المشرقة والعقول المتفائلة والنفوس المستبشرة وكل ما هو واضح و صريح وحكيم
لا أهوي الإنفعالات الزائفة و التفاعلات الكاذبة و المعاملات المخادعة كان علىّ أن أجامل و أنافق أصافح و أصفق أُجمل و أنمق أنكرت .. وكَرهت .. فهربت !
أكره الملابس التنكرية و الحركات البهلوانية والتحركات السياسية و الردود الدبلوماسية رفضت .. وعارضت .. وتركت الساحة !!
لهذا تركت مكاني فوق خشبة المسرح لأني فشلت في أداء الأدوار التمثيلية ضاعت من عقلي العبارات الهملتية وفقدت الأدوار الشكسبيرية وغاب عن أدائي الحركات المسرحية الكوميدية أو التراجيدية
إستراح عقلي وقلبي من المهاترات الدنياوية هدأت العواصف التطلعية .. لا أضحك ضحكات هستيرية إستفزازية فقط إبتسامات برناردية
ولكني- أحياناً - وحيداً أبكي وأخفي دموعي عن البشر أحاول أن أرتدي قناع الأعمال البطولية !! ولأني ممثل فاشل فضلت الإنكماش و الإنطوائية عن الحياة الهزلية الإنسانية صرخت بأعلى صوتي : أنا رافض للعبودية البشرية صدقوني ..هذه ليست أنانية ولا حالة مرضية إنها وجه نظر فردية حالة مزاجية .. وليست فلسفية
رغم ذلك .. أشعر بالسعادة الحقيقية يكفي أن حولى من يحتويني و بجواري من يعرفني وبين أحضاني من يفهمني فكان الإنسحاب وإكتفيت بالمشاهدة أسدل الستار.