التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,638
عدد  مرات الظهور : 162,976,245

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > بلاد الشام والعراق
بلاد الشام والعراق يختص بقضايا العراق وبلاد الشام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 02 / 2009, 17 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


الخطأ القاتل الذي ارتكبه الرئيس صدام حسين.

[align=justify]
استحضار التتابع التاريخي لحرب العام 1991 و التي قادتها كل من أمريكا و ابريطانيا و فرنسا ضد العراق و منظمة التحرير الفلسطينية التي تزعمها ياسر عرفات، يؤدي إلى وضع استفهامات حاسمة حول السلوك الذي اعتمدته الإدارة العراقية السابقة للتعاطي مع الإجماع الدولي و الإقليمي و العربي على ضرورة تدمير المستطاع العسكري العراقي. و قبل التركيز على الخطأ القاتل الذي اقترفه صدام حسين وقتئذ و الذي أشار إليه العديد من الإستراتيجيين العسكريين العرب كان أبرزهم الفريق سعد الدين الشاذلي، توجد أهمية ملحة لتحديد ملامح الدور المحوري الذي تؤديه الصهيونية العالمية داخل الأروقة العصبية للسلطة السياسية بفرنسا و التي يرى بعض المثقفين العرب أنها تمثل مركز ثقل الندية الأوروبية أمام سياسة القطب الوحيد التي سادت العالم منذ ما يناهز العشرين عاما. أما الموقف البريطاني، فمستوى التطابق الذي يربطه بمماثله الأمريكي يكفي للتدليل على استمرار الوفاء الخالص لوعد بلفور، بالرغم من أن تشرشل و الذي يعتبر رمزا للصمود البريطاني أمام الهتليرية كان يردد أن السياسة هي مصالح دائمة، فلماذا لا تتوجه أنظار بريطانيا إلى القوى الإقليمية الصاعدة في الشرق الأوسط كإيران و تركيا بدل الإقتصار على الدعم الأحادي لتل أبيب؟ يبدو أن مصير توصيات تشرشل يتطابق مع مصير توصيات ديغول، كلها ألقيت إلى الذاكرة الإجتماعية الميتة. و الأولوية المطلقة ممنوحة لتأييد إسرائيل و الحفاظ على وجودها الإستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. قد يرى بعض المحللين أن التأييد الأورو-أمريكي لإسرائيل مقيد بالصبيب النفطي، لمثل هؤلاء أقول : ما فائدة التقدم الباهر الذي حققته اسرائيل في مجال الطاقات البديلة و المتجددة و بخاصة الطاقة النووية؟ و لماذا تصر الدول الغربية على دعم البحوث العلمية السائرة في هذا الإتجاه؟ أ لا يتضح أن العرب في لبنان و فلسطين أصبحوا حقلا تجريبيا لآخر منتوجات الصناعة العسكرية في الغرب؟

فرنسا التي كان يترأسها أيام حرب 1991 الإشتراكي ميتيران، اتخذت موقفا متناقضا مع الإرث الديغولي الذي كان ما يزال مخيما على السمعة العربية للسياسة الخارجية لباريس، و هو الموقف الذي يكشف بوضوح دقيق عن الإتجاه الصهيوني الذي اختارته فرنسا منذ إطاحة ثورة الطلاب اليهود في فرنسا بحكم المحرر القومي شارل ديغول و وصول التأثير الصهيوني إلى كتابات المفكر سارتر الذي دعم إسرائيل في أواخر حياته على النقيض من الرأي الثابت المؤيد لفلسطين الذي آمن به زميله في الخط الأدبي الواقعي ألبير كامو. و قد توجت فرنسا تأييدها المطلق للكيان العبري في تصريح للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في 16 من يوليوز سنة 1995، في حضور الحاخام اليهودي الشهير بن سيتروك، يقول شيراك في هذا التصريح الخطير حرفيا : " الحمق الإجرامي للمستعمر (يقصد النازيين) وجد دعما تاما من طرف الدولة الفرنسية و المواطنين". ضمن هذا التصريح الذي يزيل الغموض عن قناعات راسخة، يتنكر شيراك لمثله الأعلى شارل ديغول، و يغازل اليهود على حساب النضال القومي الفرنسي ضد الإحتلال الهتليري. بل إن شيراك يعتقد أن اليهود الفرنسيين أنبل شريحة من المجتمع الفرنسي إذ بادروا إلى رفض النازيين و مناهضتهم بكل الأساليب المتاحة. كما أن كل الرؤساء الفرنسيين الذين خلفوا ديغول، اقتنعوا بمقولة للحاخام إيزينبرغ في العام 1979 يقول فيها : "يقترب المرء من الإنسانية كلما اقترب من اليهودية". مثل هذه التصريحات و المقولات الصادرة عن كبار المسؤولين السياسيين في وطن المبادىء الثلاثة، تدحض نظرية اعتدال الموقف الفرنسي الرسمي إزاء القضية الفلسطينية. إن مما يخشى أن ينطق بسلاسة في التاريخ الفرنسي المعاصر هو أن ديغول الذي أدان زحف اسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية في حرب 1967 حفر بنفسه قبره السياسي، حيث لم يعمر في المشهد السياسي الفرنسي طويلا قبل أن يباغته طلاب يهود بتأجيج انقلابات جامعية ماحقة. فهل تدل هذه النهاية المأساوية على ضلوع الرمز اليهودي في المخيال الجمعي الفرنسي؟ الجواب بسيط و مفاده أن الصهيونية في فرنسا أصبحت أقوى من رمز التحرير الوطني، الجنرال ديغول.

إن الإنسجام الأورو-أمريكي مع المصالح الإسرائيلية يدفع إلى التساؤل عن الفرص التاريخية التي أهدرها العرب من أجل توجيه ضربات مفصلية إلى اسرائيل. آراء و مواقف تقول إن حرب 1967 التي كان يعوزها التنسيق تمثل أثمن فرصة، و البعض يؤشر إلى ما يشبه إرهاصات الإنفراج التي انفجرت في لبنان 2006 و غزة 2008. هذه الآراء التي تعطي لمرجعيتها الأيديولوجية بعدا واحدا يتأسس على التاريخ العربي المعاصر وفق الرواية السورية الرسمية، تحاول أن تتستر على انحيازها الشديد بتجميع مختلف الإحتكاكات المسلحة التي دارت بين العرب و اسرائيل في مستوى واحد يمثل فيه النظام السوري موقف المناضل المخدوع أو المتخلى عنه. و بعيدا عن التبعية للأنظمة السياسية، و طبقا للتحليلات العسكرية تعتبر المدة الفاصلة ما بين الحشد العسكري للحلف الثلاثيني ضد العراق، و الذي تزعمت الطرف العربي فيه السعودية و انضم إليه حافظ الأسد، و الإعلان الأمريكي عن القابلية العملية للقوات، الفرصة الذهبية التي كان من الضروري أن يتدخل فيها صدام حسين لكسب الحرب و إغراق الشرق الأوسط في دوامة عويصة من الفوضى. و السؤال بصورة أكثر وضوحا : " لماذا تريث صدام حسين حتى استتب للقوات المعادية له الإستقرار في المناطق المحيطة به و بالتالي الإطباق عليه من كل الجهات؟ أ لم يكن بمقدور الجيش العراقي أن يزحف على كل من السعودية و الكويت و باقي إمارات الخليج قبل إتمام الحشد الثلاثيني؟ كل ما كان مطلوبا من صدام حسين داخل هذه المدة الزمنية الحاسمة أن يتوسع في اللدول الخليجية و يحرق آبار البترول، و قد أطلق شوارزكوف و الفريق العسكري الأمريكي المكلف بحرب 1991 على هذه الفترة : "عبور وادي الموت". لقد كان باستطاعة العراق أن ينفذ هذه المهمة و تهيأ الجيش العراقي لتنفيذها، لكن الإرادة السياسية المتمثلة في قرار سريع من جانب صدام حسين كان الحلقة الناقصة. كان خطأ قاتلا اقترفه صدام حسين و المثير للتساؤل ليس اكتشاف الخطأ و إنما معرفة أسبابه الحقيقية و التي يبدو أنها شنقت مع الرئيس صدام حسين في العام 2003.
[/align]

د. هشام البرجاوي

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة هشام البرجاوي ; 20 / 02 / 2009 الساعة 00 : 12 AM. سبب آخر: تعديلات
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترجمت لكم: كيف خطط الموساد لإسقاط الرئيس صدام حسين/إهداء لموقع نور الأدب. نصيرة تختوخ تاريخ و تأريخ 4 22 / 11 / 2012 52 : 12 AM
كتاب للدليمي عن حقيقة اعتقال الرئيس صدام حسين - أُعدم أو قتل؟؟ هيا الحسيني بلاد الشام والعراق 3 02 / 04 / 2011 39 : 09 AM
نص الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك اوباما طلعت سقيرق القضايا الوطنية الملحّة 1 10 / 06 / 2009 58 : 08 PM
ما الذي يريده الرئيس محمود عباس؟ مازن شما الملتقى الفلسطيني للحوار 2 14 / 07 / 2008 15 : 12 PM
صدام حسين و شاترين هشام البرجاوي المقالة السياسية 1 30 / 05 / 2008 45 : 08 AM


الساعة الآن 19 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|