شوق
عندما تسقط الدموع كالمطر ...تصبح علاجاً لكل داء،تطهر النفوس من آهاتِ القدر،وتسكب السكينة في أعماق القلق، فتنقشع غيوم الكدر...وتنمو لقوس قزحٍ أجنحة يطير بها مختالاً على كل الم.
في تلك الليلة -ليلة قتلت شوق بسيوف الجهل - تنكرت الدموع لماضيها واتشحت بترنيمة حزنٍ خالدةٍ طفقت في أرجاء ألدنا تطلب رأس أبي جهلٍ وأتباعه.
في تلك الليلة - ليلة قُتلت شوق بقنابل الحقد والبغضاء - تفجََّر الصمت ، وخرجت ليلى المجنون تولول وتصرُخ في رجال القبيلة،مقصوصة الجدائل ومتشحة بالسواد ...لا يسمعها إلا قيس المشغول بمطاردة غزالٍ يشبه ليلاه.
في تلك الليلة - ليلة قتلت شوق بجهنم العصبية القبلية - اعتكفت الشمس ، وأطفأ القمر قناديله وارتحل بعيداً ثم تناثرت شظايا الفرح عندما شاهدت النجوم تسكب أنوارها في أحضان التعب .
أما شوق فتكون بنيتي، طفلة أحشائي فقدتها بليلةٍ ليلاءِ.......(وشوق) حملتها بأعماق الفؤاد وسرت بها فوق سيوف نشامى القبيلة !! دخلت بها في أحضان حرائق الثورة،دست ألغام القهر وجابهت بها أعاصير الغضب.
و(شوق) ولدت من نور وطهارة ...........ما عرفت دنس الآثام ولا تمرغت في أوثان الحقارة .
شوق- وتعتريني الرجفة - أجمل ما أنجبت الحضارة وأرق ما عرفت البراءة، و(شوق) ........خنجرٌ في قلبي غرسته الأصالة وعروق الأجداد ....وسم القرابة.
أرضعتها دموع حليبي وآهاتِ حنيني وصبري وأنيني ........ألبستها فخار صمودي وعزي وشموخي ......
في تلك الليلة فقدتُّها ....فقدت فلذة كَبدي، كانت تصرخ وتنتحب بحسرة فقد انتهت حكاية صبرها وانفجرت براكين سكينتها خرجت من أحشائي وأنين الزغاريد يخنقها .
في تلك الليلة ، شوهدت طفلة بوجه القمر ، وبليلٍّ انسدل حتى قدميها ، عيناها . . زيتونٌ اخضر ،مبسمها أحلى من . . كرزٍ احمر ، عارية القدمين ممزقة العباءة ، ترقص فوق الخناجر وتصب . . أقداح المرارة .
شوق........تابعت الرقص وعندما شاهدتني اصفق !!! تمرغت فوق الخناجر ، داستها أقدام المودعين والراقصين فوق طبول الذل .
سادتي: عندما خلا المكان _ إلا من حزني _ وحيث انه لم يكن في مساحات انهياري بقايا من الوقت لملمتُّ شيئاً من بقاياها وحفنة من أشلائها المصلوبة على جدار الذكريات وورقة وقلم . .سجلت عليها ومن محبرة دمها الطاهر دستوراً أبديا بحفظ أركان القضية .
قُتِلت شوق في تلك الليلة وتركتني اقتل على وسادتي مخنوقة في كل ليلة.....صرخت شوق موءودة في تلك الليلة وما زلت اصرخ كل لحظة .
قُتِلت بنيتي - يا سادتي - وما زلتم تحاكمون الضمائر وتعلقون المشانق وتقيمون المآدب !!..........ويبقى السؤال بلا إجابة:_ قتلت شوق . . أين العدالة؟ قتلت شوق . . أين العدالة ؟ قتلت شوق . . أين العدالة؟؟.