وَحْدِي فِي الأَعْلَى ،
يَسْكُنُنِي مَوْجُ الْبَحْرِ ..
تَتَلاطَمُ فِي عَيْنَيَّ الأَنْوَاءُ ،
فَأَنَا مِنْ زُرْقَةِ هَذَا الْبَحْرِ ،
تَعْبُرُنِي أَشْبَاحٌ حَمْقَاءٌ ..
فَتَحَتْ فَمَهَا مِنْ خَلْفِي تَرْقُبُنِي ..
مِرْآتِي يَقْرَأُهَا الصِّبْيَانْ ..
فِي أَعْيُنِهِمْ يَرْتَسِمُ الْخَوْف ..
يَتَبَخَّرُ فِي الأَعْمَاقِ لِيُصْبِحَ :
مِرْآتِي يَكْسِرُهَا الشّيْطَانْ ،
مِرْآتِي ..
حُبْلَى بِالْهَمَسَاتِ ،
وَ لَيْسَ لَهَا شُطْآنْ..
لاَ يُمْكِنُ إِغْرَاقُ الْبَحْرِ ،
وَ الْقَلْبُ يَعُجُّ بِنَارٍ مُسْتَعِرَةْ ..
وَ النُّورُ يُسَافِرُ نَحْوِي ..
فَأَنَا الْبَحْرُ ..
يَأْتُونَ إِلَيَّ نَعَامَاتٍ تَخْتَالُ مِنَ الرِّيحِ ،
أَشْبَاحًا مِنْ وَرَقٍ صِحِّيٍ ..
وَ رُؤُوسًا يَمْلَؤُهَا مَكْرُ الإِذْعَانْ ..
يَأْتُونَ ظِلالاً هَارِبَةً ..
مِنْ هَوْلِ الطّوفَانِ ،
فَأنَا مِنْ ثَوْرَةِ هَذَا الْبَحْرِ ..
لَنْ أَصْمُدَ وَحْدِي فِي وَجْهِ الرِّيحِ ،
كُلُّ الأَشْبَاحِ تُرَاقِبُنِي الآنَ ..
قَتَلوا عُنْفَ الْكَلِمَاتِ ،
يَا سِرَّ خِطَابِي ..
يَا غَضَبَ الرِّيحِ ،
إِنْزِلْ بِالأَمْوَاجِ الْعَاتِيَّةِ السَّوْدَاء ..
إِفْتَحْ بَابًا .. بَابًا ..
كُلَّ الأَبْوَابِ الْمَنْسِيَّةْ ،
إِفْتَحْ لَوْحَ الأَبَدِيَّةْ ،
رَتِّبْ أَوْرَاقَ الْقَدَرِ ..
وَ انْشُرْ فِي الظَّلْمَاءِ نُجُومًا ..
وَ ضِيَاءً لِلْفَجْرِ ..