ملساء هي سبيل اليأس و القنوط... شائكة هي منعرجات الأمل.. و بين هذه و تلك تهترئ أجسامنا و نلفي أيدينا تقبض على الأوهام... بين هذه و تلك تبح أصواتنا و نحن ننادي الصبر.. نناديه من خلف معاناتنا.. نمد إليه أيدينا مكبلة بقيود قلة الحيلة... نرمقه بأعيننا المجرحة بمخالب السهر...نناديه..نظل ننادي... تمر العقود بشموسها المتحدية و أمطارها الشرسة..بغربانها الناعقة و نوارسها...نناديه فيلبي الشقاء النداء...نناديه فتلبي التعاسة النداء.
و تمر علينا الأيام حبلى بساعات الندم... أعذب ثوانيها مجتثة من كهوف الهم..نطوي المسافات..تهضمنا الشوارع و تلفظنا في دوامة اللاهدف..نحس أننا في عنق الزجاجة...الزجاجة في عرض بحر كريشة في غضب إعصار...و أن رصاصة صياد فاشل تكسر الزجاجة..ننتشي بلذة التحرر برهة...نقابل الموج العاتي و الظلمة...فهل نغرق؟؟
نمارس ما تختزنه ذاكرتنا الممزقة من دروس في السباحة...نحيك خيط أمل فتباغتنا غيابات الأعماق و تقطعه...فهل نغرق؟؟
هل نغرق و يسقط نفق الزمن أم تأوينا صدفة و تسافر بنا إلى ظلمة الأبدية حيث لا ندري أبعدها نور أم هي سرمدية؟؟؟