[محمد سعيد عدنان أبوشعر]

حروفُ اللغة العربية تسعةٌ وعشرونَ حرفاً، بِفَصْل الهَمْزة (أ) عن الألف (ا) باعتبارها حرفاً مستقلاً ذا مَخرَج صوتيٍّ مختلفٍ -هو الحَلْقُ- عن مخرج الألف الذي لا يمكن تحديده بدقّة، فبشكلٍ مُبهَمٍ يقال إن الألفَ مخْرَجُها الجوفُ، ومِثلُها الواوُ والياءُ المَدِّيَّتان... والثلاثةُ في مجموعها تشكّل ما يُعرَف بأحرف المدّ، وتدعى في الصرف والنحو بأحرف العِلّة لأنها تسبب إعلالاتٍ في بنية الكلمة في بعض الحالات الإعرابية وأخرى في وزنها في بعض الحالات الصرفية، والهمزة تحتاج إلى مُتَّكَأٍ لتظهرَ فوقه، فإما أن تظهرَ فوق الألفِ إن كانت مفتوحةً أو مضمومةً (أ)، أو تحتها إن كانت مكسورةً (إ)، أو فوقَ الواو (ؤ)، أو فوق الياء غير المنقوطة (ئـ ، ـئ)، أو حُرّةً على السطر (ء).

للهمزة في الإملاء نوعان بحسب موضعها في الكلمة: متوسّطةٌ ومتطرّفة، وتُقلَبُ مَدّةً ( آ ) في بعض المواضع، وسنأتي على بعض التفصيلات في ذلك لاحقاً إن شاء الله.

الشّدّةُ ( ّ ) ليست حرفاً صريحاً إنّما هي علامةٌ تعبّر عن حرفٍ ساكن أُدغِمَ في متحرِّكٍ مثلِه، وإسقاطُها في الكتابة يُسقِط أحدَ هذين الحرفين، لذا كانت كتابتُها واجبةً في مواضعها، وإظهارُها أوْجَبُ من إظهارِ حركتها.

الإعرابُ في اللغةِ هو الإفصاحُ والإبانة: تقول مثلاً: كتبت لأمّي رسالةً أَعْرَبتُ فيها عن حبي لها، وبصفتها لغةً مُعْربةً؛ فإن علاماتِ الإعراب تظهر على حروف أواخر كلمات اللغة العربية، أما حالاتُ الإعراب فهي أربع: الجرُّ والرفعُ والنصبُ والجَزْم، وعلاماتُها الرئيسةُ على الترتيب: الكسرة والضمة والفتحة والسكون. يختص الجرُّ بالأسماء، بينما يختص الجزم بالأفعال. وتتصدر الكسرة ترتيب الحركات في القوة ثم تليها الضمة فالفتحة فالسكون، وجميع حروف اللغة العربية تقبل هذه العلامات باستثناء الألف التي لا تأتي في وسط الكلمة وآخرها إلا ساكنةً، أما في أول الكلمة فلها أوجهُ خصوصٍ أمرُّ على ذكرِها فيما بعد.

الإعراب أصيلٌ في الأسماء، بينما تَلزَم الأفعالُ والحروفُ البناءَ، وتشذُّ عن كل من هاتين القاعدتين بعض الحالات، وللإعراب كذلك علاماتٌ فرعيةٌ تكون بحروفٍ مختصةٍ ببعض الأسماء والأفعال.

[محمد سعيد عدنان أبوشعر]

تعتني اللغة العربية اعتناءً كبيراً بالضبط والشّكْل بالحركات، حرْصاً على نطقٍ فصيحٍ سليمٍ لكلامها، وترميزاً لموقع كل كلمةٍ في الجملة ومحلِّها من الإعراب.