[د. محمد رأفت عثمان]

بسم الله و الحمـد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
إن خطر هذه الجرثومة يكمن في ضعف أعراض الالتهـاب الذي تسببه بادىء ذي بدء حتى إذا ما استفحل أمرها و اتسع انتشارها كان الخلاص منها محملاً بكثير من الأذيات و العقابيل المؤلمة , و بالرغم من كل هذا فإننا نجد أن الإصابة بها في بعض الأحيان تحمل أعراضاً واضحة منذ البداية مما يسهل التشخيص و العلاج و بالتالي تجنب الاختلاطات و الأخطار الكبيرة .
مفرزات بسيطة و حرقة بول خفيفة و اضطراب دورة و آلام أثنائها و آلام أسفل البطن و آلام في الجماع و نزيف رحمي , كل هذه الأعراض لهذا الإنتان قد تكون بسيطة , غير ملاحظة أو متوسطة , إلا أن الدخول في مرحلة الاختلاطات من التهـاب حاد للحوض و التهـاب في البوقين أو البربخ أو البروستات أو داء رايتر (التهـاب إحليـل و مفاصل و عيون) يجعل هذه الالتهـابات تترافق بأعراض (حرارة , آلام موضعية) أكثر حدة و وضوح , و أما الحمل خارج الرحم و الولادات المبكرة و الوصول لمرحلة العقم عند الرجل و المرأة فإنها اختلاطات لها ما لها .
الخطر الكبير الآخر الذي يتعرض له المريض الذي يصاب بعدوى الكلاميـديا هو تزايد إمكانية إصابته بأمراض جنسية أخرى أشد ألماً و فتكاً و على رأسها الإيدز .
على الرغم من انتقال الجرثومة بواسطة المعاشرة الجنسية , بطرقها الثلاثة , طبيعي و شاذ و فموي , إلا أن هناك طريق آخر للعدوى , طريق غير جنسي , ألا و هو عدوى الأم المصابة لطفلها أثناء ولادته مما تؤهبه لإنتان في العين أو في الرئة , أما العين فقد يتطور الإنتان فيها لعمى إن لم يتم المسارعة بالعلاج , و أما الرئة فقد تصاب بذات رئة مع ضيق تنفس و حرارة عالية .
الوقاية من هذا المرض يتطلب من الشخص تجنب تعدد الشركاء و المعاشرة الجنسية مع المشتبه بهم و وضع الواقي الذكري في حال اضطر لذلك و الفحص الطبي عند الاشتباه بأي أمر غير طبيعي و عدم ممارسة الجنس حتى الشفاء الكامل .
العلاج يتم بالصادات المناسبة (تتراسيكلينات و ماكروليدات)

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – 31أيار 2013

مراجع :
الوجيز في الأمراض الجلدية و التناسلية لسورات
ايمدسن هلث
وب مد
مايوكلينك