التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,665
عدد  مرات الظهور : 163,124,936

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > حق العودة وحقوق الأسرى > شهادات المنكوبين
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05 / 05 / 2014, 25 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

من الذاكرة الفلسطينية: الحاج إسماعيل سلامة حسين شاهد عيان على مجزرة الصّبيح

[align=justify]من الذاكرة الفلسطينية: الحاج إسماعيل سلامة حسين شاهد عيان على مجزرة الصّبيح

لن أنسى ولن أغفر مقتل أمي وإخوتي الأربعة، وصورتهم لا تزال ماثلة أمامي


أحمد الباش
مشاهد وفصول لملحمة بطولية سطّر ثلة من أبناء عشيرة الصبيح، وترويها ذاكرة واعية وقارئة للحاج إسماعيل سلامة حسين، شاهد العيان الذي جمع بين البصر والبصيرة.

التاريخ: فجر السادس من أيار عام 1948، ساحة المعركة بيوت ومضارب عشيرة الصبيح في قضاء الناصرة.

دماء ودموع
بدا المشهد يومها قاتماً، أبي وأخي خليل مصابان بجروح إثر المواجهة الدامية في الدفاع عن القرية، وينقلان إلى مستشفى الناصرة. أنا في السادسة من العمر، وأخي حسن في الرابعة، نختبئ خلف الباب، نراقب ما يحدث، ثرثرة جنود في الخارج، لغة لم نعتد سماعها. جنديان من العصابات الصهيونية يدخلان البيت من الباب الحديدي مدججين بالأسلحة والذخائر. يتقدمان نحو أمي وإخوتي. المشهد لا يزال ماثلاً أمامي وكأنَّه حصل بالأمس القريب: إخوتي الثلاثة يقتلون، لكل واحد منهم رصاصة في رأسه: حسين ابن الإثني عشر ربيعاً؛ وخالد ابن العاشرة؛ وغانم ابن الثامنة، وأمي. أمي يطلق عليها رشقات من رشاش غادر وهي تحمل رضيعها! تسقط أمي صريعة على الفور، أحمل أنا وأخي حسن أخي الرضيع حسني وهو مصاب وينزف، سرعان ما يفارق الحياة بين أيدينا.

بعد أن خرّب الجنود محتويات البيت، وكسروا جرار الزيت الذي اختلط بدماء أمي وإخوتي؛ انتقل الجنود الصهاينة إلى بيتنا الثاني، وكان فيه خالتي عليا النمر، أطلقوا عليها النار على الفور فألقوها صريعة أيضاً؛ حاول ابنها أن يفتح الباب ليخرج من البيت ويهرب؛ فأمطروه بوابل من الرصاص وأردوه قتيلاً. انسحب الصهاينة إلى الخارج. وبعد قليل خرجنا من البيت وذهبنا إلى بيت جارنا أبو عباس، وكان عندهم «تصوينة» كبيرة. رأيت الجنود متمركزين على تلك «التصوينة» يجمعون بعضهم وينقلون قتلاهم وجرحاهم من ساحة المعركة إلى خارج القرية، وأذكر أنه كان بينهم مجندات يهوديات اشتركن في المعركة.

هذا جزء من المشهد، والمشهد بالكامل كان يقول: إنَّ الخطر الداهم بات على الإنسان وعلى الأرض معاً.

مستوطنة (بيت كيشت) شرارة المعركة الأولى:

بدأت الشرارة الأولى عندنا بعد أن بُنيت على أطراف القرية مستوطنة سميت "بيت كيشت" في بداية الأربعينيات من القرن الماضي؛ حيث بدأ المستوطنون يزحفون بحدود مستعمرتهم على أراضي القرية ومضارب العشيرة، وبدأوا يحرمون أبناءها مراعيهم المعتادة في أراضيهم. لم يصبر أبناء عرب الصبيح على ذلك، وأخذوا يتحدون تلك العصابات بإرادة وتصميم؛ ما أدى إلى تسارع الأحداث، وصولاً إلى المعركة الحاسمة.

أول معركة خاضها عرب الصبيح كانت خارج مضاربهم، وعلى "طريق عين ماهل"، وقد وقعت حين هبّ رجال العشيرة لنجدة إخوانهم في القرى المجاورة (كفر كنّا، وعين ماهل)؛ حيث قامت مجموعة من رجال عرب الصبيح بقيادة القائد علي النمر برصد عودة الصهاينة إلى المستعمرة، فنصبوا لهم كميناً محكماً كانت من نتيجته تكبّد العدو خسائر فادحة، بينما لم يصب أحد من رجال العشيرة. وقد عُرفت تلك الخسائر من آثار الدماء في أرض المعركة، ومن الأسلحة التي خلفها الأعداء وراءهم؛ راح اليهود يبحثون عن وسيلة ينتقمون بها من هذه العشيرة المجاهدة، فقرروا منع المواشي والرعيان منعاً باتاً من دخول المراعي التي صادروها لهم من قبل؛ وعلى الفور كان رد الرجال في القرية المواجهة السريعة؛ وذلك لتلقين هذه العصابات درساً لا ينسونه أبداً، وقد يضطرهم بعد ذلك إلى الرحيل.

أدخل الرجال بعضاً من قطعان الماشية إلى أراضيهم التي منعوا من دخولها، وفي الوقت نفسه نصبوا كميناً للمستوطنين الصهاينة من مستعمرة "بيت كيشت". رأى الصهاينة تلك المواشي، فهبّوا لمصادرتها، ووقعوا في الكمين الذي نصب لهم؛ فأمطرهم المقاتلون بقيادة القائد علي النمر بوابل من الرصاص؛ فقتلوا منهم سبعة مستوطنين؛ بينما فرّ الباقون مذعورين مهزومين، وتركوا قتلاهم في أرض المعركة. ثم سحبت الجثث إلى مكان المقاتلين. حاول الصهاينة مراراً وتكراراً الإغارة على العشيرة لتخليص جثث قتلاهم ولم يستطيعوا ذلك، فلجأوا أخيراً إلى التفاوض، ووسّطوا لذلك البريطانيين والصليب الأحمر الدولي، واستطاعوا بذلك استرداد جثث قتلاهم.

تفاصيل المعركة الكبرى

بعد هذه المعركة التي أطلق عليها معركة الصبيح الأولى، والتي وقعت في 3 آذار 1948م؛ أخذ الصهاينة يسلحون أنفسهم أكثر فأكثر، واستقدموا لذلك تعزيزات إضافية من أمهر ضباطهم وجنودهم من عصابات البالماخ (التي هي نخبة عصابات الهاغانا)، وبدأوا يُعدّون العدة لخوض لمعركة كبيرة وواسعة؛ انتقاماً لما حصل معهم في المعركة السابقة على أرض الصبيح؛ بينما وصل بعض الأسلحة الخفيفة إلى المدافعين عن القرية من مدينة الناصرة. ومع بزوغ فجر السادس من أيار من عام 1948؛ فاجأ الصهاينة أبناء العشيرة بهجوم كبير كان واضحاً أنه غير متكافئ، لا بالعتاد ولا بالرجال؛ وبعد قتال عنيف استبسل فيه المدافعون، وسقط فيهم الشهداء والجرحى، ومع نفاذ الذخيرة؛ اضطر المقاتلون إلى الانسحاب إلى خارج القرية.

جرح في المعركة القائد علي النمر، وكان بجانبه ابنه (حسين) الذي قام بتغطية انسحاب أبيه من القرية. بعدها دخل الصهاينة إلى الساحات، وحاصروا بيت علي النمر، ومن ثم لغّموه ونسفوه. وكل ذلك كان من أجل قتل هذا القائد؛ وبالتالي كسر معنويات المقاتلين المدافعين عن العشيرة. طبعاً اليهود ظلوا متابعين زحفهم وتغلغلوا بالمضارب، وأصبحت المقاومة أثناءها من بيت إلى بيت؛ لكن، كما قلت: "المعركة كانت غير متكافئة".

شهداء وجرحى من القرية:

استعمل الصهاينة خلال الهجوم على القرية، المدافع المتوسطة والأسلحة الرشاشة؛ لذلك وقعت خسائر كبيرة بالمدافعين عن القرية ما بين شهيد وجريح، وخاصةً بحمولة الضهرات (أحد الفروع الخمسة لعشيرة الصبيح). وأذكر من الشهداء على سبيل المثال لا الحصر: حامد اجليّل، ومحمود العيد، وإبراهيم الحمد، وياسين الساري، وعلي الذياب، ومحمد أسعد القاسم، وسليمان الشمسي، ومحمد عقاب البياضي؛ أما جرحى المجزرة فأذكر منهم: حسن سعيد الحساني، ووالدي (سلامة حسين)، وأخي (خليل سلامة حسين)، وتوفيق النهار، وساري العقلة، وإسماعيل ساري العقلة، وإبراهيم النهار، ومحمود اشتيوي، وذياب الشكور، وحسن سعيد إحساني.

بعد أن انتهت المعركة؛ عاد المقاتلون من أبناء العشيرة، الذين كانوا قد ذهبوا لنجدة إخوانهم في قريتي (لوبية والشجرة)، ومعهم نجدات من تلك القرى، ليلتقوا في القرية مع نجدات أتت من قريتي:
"عين ماهل"، و"كفر كنّا"؛ وذلك بعد أن وصلتهم أنباء القتل والدمار الذي لحق بعشيرة الصبيح وأهلها، وبدأوا يحصون الخسائر ويجمعون جثث الشهداء من المنازل والساحات من النساء والأطفال والشيوخ، وأذكر منهم: غزالة النمر (زوجة سلامة حسين الخليل)، وأولادها الأربعة: حسين، وخالد، وغانم، وحسني؛ وعليا النمر (زوجة علي محمد الخليل)، وابنها (محمود علي المحمد)؛ وعدلة السعيد (زوجة محمد الخليل)، وأولادها الثلاثة: صالح، وسمية، وشمسية؛ وعمشة صعوب (زوجة أحمد حسين الخليل)؛ والشيخ الضرير (رجا الفارس)؛ والشيخ عايد الموسى؛ وعلي الخروب؛ أما الجرحى فأذكر منهم: حمدة إبراهيم (زوجة ياسين حوران)؛ وحمدة الخضر؛ والطفل عيد المحمود، والطفلة صالحة محمد الخليل، التي ضربت رجلاها بالفؤوس.

جمعت جثث الشهداء وكانوا بحدود ثلاثين شهيداً، نقلوا جميعاً بدون جنازة، ودُفنوا في مغارة في مدفن جماعي على أطراف القرية من الجهة الشمالية الغربية، وأغلقوا بابها.

هذه المجزرة جعلت الجميع في العشيرة يشعر بأن القرية أصبحت غير آمنة، وخاصة بعد أن دمرت العصابات الصهيونية من البالماخ، بيوتها وخربوا أرضها ونهبوا خيراتها، واستولوا على قطعان الماشية فيها؛ لذلك بدأ الجميع بالرحيل تحت جنح الليل؛ خوفاً من المزيد من القتل لأبنائهم ونسائهم. خرجوا من جهة الأرض الوعرة. وقد ساعد في التغطية على تحركاتهم وانتقالهم إلى مناطق أخرى أكثر أمناً حالة الطقس، إذ خيم وقتئذ ضباب كثيف على المنطقة كلها.

وفي مقام الشهداء؛ دعني أذكر أنَّ شهيدين سقطا خلال النجدات التي ذهبت من عشيرة الصبيح إلى قرية "لوبية" المجاورة، إضافة إلى الشهيدين: حسن المعارك، وذياب الشكور، اللذين سقطا في معركة الشجرة في قضاء طبرية.

بداية التغريبة

خرجنا من القرية إلى قرية عين ماهل، وبقينا فيها فترة من الزمن، بعدها انتقلنا إلى منطقة اسمها "وادي صلاميا". الرجال كانوا يروحوا ويرجعوا؛ يلي إلو بقايا محاصيل زراعية أو بقايا فراش؛ واللي عندوا بقايا مواشي راح جابها؛ رغم أن الأغلبية سلبت من قبل المستوطنين. وأذكر في هذا المجال على سبيل المثال: أن جدي سلب منه أربعمائة رأس غنم.

التقيت أبي وأخي، التقينا في مستشفى الناصرة، وذهبنا باتجاه "وادي الصلاميا" أو "وادي صلاما"، بعد ذلك؛ اجتزنا الحدود باتجاه الأراضي اللبنانية، وانتقلنا فيها من مكان إلى آخر، حتى وصلنا الحدود السورية؛ فدخلناها، وكنا نسمع في الطريق أن المجازر الصهيونية قد عمت أغلب القرى الفلسطينية، ونسمع أيضاً عن سقوط القرى الفلسطينية الواحدة تلو الأخرى، والمدينة بعد المدينة، لتحط بنا الرحال (وأية رحال نحملها!!) إلى مخيم "خان الشيح" الذي ما زلنا نعيش به حتى الآن بانتظار العودة.

قسم وعهد

بعد مسيرة العذاب ومسيرة المعاناة في خيام الذل وطوفان الشتاء علينا، إلى بيوت الطين، إلى ألم الفراق والحسرة، بعد هذا كله، يريدون منا أن ننسى وأن نغفر! لا والله، فأنا لن أنسى ولن أغفر ما دام فيّ قلب ينبض بالحياة. والله إن المشاهد التي رأيتها تشيب لها الولدان، وإنها والله محفورة في الذاكرة ولن تمحى أبداً، وسأورثها للأجيال جيلاً وراء جيل، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

المصدر: تجمع العودة الفلسطيني(واجب) 6/7/2011 [/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg الحاج إسماعيل سلامة حسين.jpg‏ (20.1 كيلوبايت, المشاهدات 0)
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ميسرة, إسماعيل, الحاج, الصّبيح, الفلسطينية:, الذاكرة, حسين, سلامة, شاهد, عيان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من الذاكرة الفلسطينية: محمود علي حسين يوسف: عندي أمل نرجع ونشوف بلادنا مازن شما شهادات المنكوبين 0 08 / 05 / 2014 25 : 06 PM
من الذاكرة الفلسطينية: الحاج موسى أبو سلـطان: ’’النكبة’’ كأنَّها اليـوم وأحلم بالعودة مازن شما شهادات المنكوبين 0 06 / 05 / 2014 25 : 06 AM
من الذاكرة الفلسطينية: الحاج حسن مرعي أحد شهود نكبة قريته: لا أقبل عن قريتي بديلاً.. مازن شما شهادات المنكوبين 0 05 / 05 / 2014 56 : 08 PM
الحاج محمود صالح عيسى يروي قصص رائعة عن كفر سبت / فلسطين. مازن شما تاريخ و تأريخ 1 10 / 11 / 2011 10 : 02 AM
شاهد عيان .. مصري .. عادل ابوعمر القضايا الوطنية الملحّة 3 07 / 02 / 2011 51 : 10 PM


الساعة الآن 01 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|