[frame="12 98"]
كان فيما مضى تاجر شديد الذكاء كثير الحيلة لا يسبقه احد في دهاء أو ذكاء...ولم ينجح يوما مخادع في خديعته أو الايقاع به...حتى اشتهر بين الناس بذلك...فاكبروه وأجلوه حتى صار صيته أشهر من النار على العلم...فبلغ من زهوه بنفسه ان علق على باب دكانه لوحة كتب فيها ..ان كيدهم عظيم.. مضاهاة للاية الكريمة.. ان كيدهن عظيم..وكلما سئل عن ذلك قال بثقة...قد ولى زمن كيد النساء وذكائهن وحيلهن.. واراهن اي امراة ان تتحداني او تمكر بي...وذات يوم مرت أمراة حسناء بجوار دكانه فاثارتها العبارة المكتوبة على ظهر اللوح فسالت عن الدكان وصاحبه فقيل هو لزيدون أشهر تاجر بالسوق وأكثرهم دهاء...وقد كتبها يتحدى بها دهاء كل رجل وامراة يرى من نفسه أنه اشطر واذكى أهل زمانه...فقالت المرأة بثقة أنا لهذا التحدي وسنرى أينا أشد دهاء...ا
وفي اليوم الموالي جاءته المرأة وهي ترتدي ثياب الحشمة والوقاروسلمت عليه واخبرته أنها ابنة التاجر الكبير منصور بالمدينة المجاورة وان والدها مريض وقد جاءت لشراء بعص البضاعة نيابة عن والدها لسوء حاله فرحب بها ايما ترحيب ودعاها لمعاينة مافي دكانه من سلع...استحسنت بعضها ولم تستحسن البعض...فوعدها زيدون بان تجد في اليوم التالي سلعا جديدة علها تروقها.فتوالت زيارة المراة الحسناء لزيدون....حتى وقعت في نفسه واستانس بكلامها وصوتها العذب..وباتت نفسه تتوق لرؤياها ولقياها...فكان منها أن تغيبت عنه بضعه أيام فطار لبه ...وكاد الشوق اليها يذهب بمروءته فأسهرليله...ثم أشرق وجهها ذات صباح...فقام صاحبنا متهلل السريرة منشرح الصدر...وقال مابالك أبطأت عنا يابنت الكرام...فقالت وقد اطرقت راسها حياء...لقد أشتد المرض بالوالد فمكثت بقربه ارعاه..فقال ويليق البر بجميل المحيا والخصال...يا ابنة الشيخ الكريم لقد باتت النفس تأنس اليك...وفي القلب مافيه من جميل الود لك...فهلا طاب الفؤاد واللقاء...وصرت لنفسي الزوجة والسكن فالنفس تهفو اليك ولاتطيق صبرا عليك..وانا من قد علمت ...فقالت الامر اليك والى والدي..فوالله مارايت أكرم ولا أشرف منك.. لكن أخاف أن يثقل عليك الوالد...فقال ..لاعليك مالي وثروتي كلها لك...قالت بارك الله لك بمالك.لكنه والدي سامحه الله من فرط حبه لي يمنعني من الزواج..فكلما زاره خاطب قال اتتزوج ابنتي وهي عمياءو خرساء وعرجاء..فيولي الخاطب راجعا وقد سمع ذلك
فقال زيدون ماشاء الله كل هذا الجمال يرسمه قبحا بعين الخاطب لله دره ما اكبر تعلقه بك...لاعليك ان سالني قلت بلى أتزوجها على ماهي عليه....ا
رحل زيدون الى المدينة خاطبا..وما ان سمعه الوالد حتى قال تتزوج ابنتي على مابها من عمى وصمم وعرج قال بلى ياعم.. اريد القرب منك والشرف بنسبكم..قال اذن على بركة الله...بارك الله لكما
وحانت ساعة اللقاء...وما ان دخل الرجل بزوجه سعيدا متهلا بادي البشر..حتى صعق كالمجنون وجعل يصرخ لا لا ...ليست هي... أين زوجتي الحسناء...فسمعه من في الدار فأتوا اليه يسألون مابالك...قال هي ليست ابنة الشيخ منصور....قالوا اليس قد تزوجت ابنة الشيخ وأنت تدري مابها ..فقال بنت الشبخ جاءتني للدكان.. وقد رايت من حسنها مارايت..فمن هذه.. قالوا ليس للشيخ سوى ابنة واحدة هذه هي وقد علمت مابها من عيب.. وهي زوجتك الان ..مبارك لك
عاد زيدون الى الغرفة وقد أسقط في يديه ليدرك أن المراة الحسناء ماهي الا امراة ماكرة أوقعته بشباكها دون ا ن يعرف لم.. ثم اختفت.. وأنه لاعلاقة لها من قريب او بعيد بهذا الشيخ الكريم....نظر نحو المرأة القابعة في سكون فاشمأزت نفسه..وكاد يبكي من هول مصابه وانتفض.. أطلقها.. ساطلقها.. نعم هذا هو الحل...لكنه تذكر مؤخر صداقها.. من أين لي بذلك المبلغ الكبير لادفعه...فخرج من بيته مغضبا ثائرا هائما على وجهه..ا
مر ت بضعة أيام بحث فيها زيدون عن المراة الحسناء لكنه لم يجد لها أثرا...حتى جاءته ذات مساء في جنح الليل الى بيته..وما ان رآها حتى طار لبه
وصرخ بوجهها.. ايتها الماكرة الغادرة تعودين وقد غدرت بي وفعلت فعلتك...سأفضحك على روؤس الاشهاد ايتها المخادعة...فقالت بهدوء تام...ولم لا افعل حتى يعرف كل من في السوق ان امراة خدعت الشاطر زيدون افعل اذن فلن أخسر شيئا..خاصة واني جئت اليوم أبغي العون لك في مصابك وقد رق قلبي لك...فقال اهي حيلة جديدة..قالت بل هو الحل لانقاذك من امراة بليت بها لكن اعلم أني لن اخبرك بما تفعل.. حتى تنزع اللوح عن دكانك وتذعن لي ان كيد النساء لايدانيه كيد...قال مستسلما.. أفعل ولكن خلصيني مما ان فيه قالت بلى...اذهب واشتري ثيابا بالية..ثم اذهب الى بلد الشيخ منصور.. واحمل على ظهرك زوجتك ...ثم قل لله يامحسنين أخوكم عابر سبيل.. ضاق به الحال بعد الغنى والمال وعجزت عن اطعام زوجتي والعيال...ففعل زيدون فما كان من الشيخ الا أن امره بطلاق ابنته على مايريد من المال.. ففعل..وقد تهلل وجهه..واخد يردد بصوت مرتفع..ان كيدهن عظيم..اي والله ان كيدهن عظيم...دون أن يفهم احد ما الذي أصاب الرجل
[/frame]