إلى الشاعرة المغربية حبيبة الصوفي
[align=justify]
الشاعرة الرائعة حبيبة الصوفي
في الوقت متسع فتعالي يا نجمة الشعر نطير أوراق كلمات كانت ومازالت محفورة على جدران وأزقة العمر .. البارحة كنت أقرأ في ديوانك " آدم الذي " استوقفتني لحظة الإهداء ، أخذتني القصائد التي تبادلناها.. قرأت ما كتبه لك شعراء كثيرون وشاعرات وما كتبته لهم .. هناك أيتها الغالية مسافة رائعة من غليان الشعر فيما تكتبين ، وفيما نكتب حين نرد على قصائدك.. أتذكرين قصيدتي " تدرين أن البحر لي " حين قرأتها في ديوانك " مرايا تعكس امرأة " استرجعت الوقت وأخذت أقلب في دفتر الشعر ، فرأيت كم كان لك أن أعطيتني من جماليات الشعر ،خاصة في تلك القصائد التي جاءت في مصب المعارضات والمطارحات والمساجلات ، مصب الشعر الجميل الذي كنا نعطيه ما نعطيه ليصعد شجرة عالية الإبداع والروح والسمو .. وكان لي أن كتبت أروع ما كتبت " القصيدة الصوفية " التي أخذت منك شرعية الاسم ، وكانت بحق ، كما قال النقد وأطنب ، أجمل قصيدة كتبت في العصر الحديث ..
أيتها الغالية :
كم من الوقت مضى .. ؟؟.. تسرقني أصابع الروح فأصعد نحوك على سلم الوجد .. الكلمات يا صديقتي مقيدة ، أو شبه مغلولة .. تعودت أن أكتب لك على الورق رسالة لا تلمسها إلا أصابعك بعد رحلة المغلف من بلد إلى بلد.. كنتُ افرد كلماتي بكل طولها وبهائها وفتنتها لثقتي بأنك الأولى والأخيرة من قرائها .. والآن حين أكتب رسالة مفتوحة متروكة للعيون والظنون ، أخشى وكأن الطفل فيّ يقفز متواريا من مكان إلى مكان .. فعذرا يا غالية إن مرت بعض الكلمات فأومأت أو أشارت !!.. وأنت تعرفين أن الكلمات فرس جموح لا تخضع أحيانا للجام أصابعنا .. عذري يا صديقة واعتذاري شفاعة القصائد ونخيل الزمن المغسول بفضة الروح ..
حبيبة
أحيانا يقفز إلى البال سؤال : هل كان علينا أن نوقف اندفاع الشعر عند برهة من زمن مضى دون إكمال ما كان من مساجلات ؟؟.. هل كان علينا أن نكتفي ببساتين الورد التي أوجدتها تلك القصائد ، أم أن من واجبنا أن نتابع ؟؟.. تأتي الإجابة بأن لا ، فليس من حقنا أن نفعل .... إن الشعر ملك عام ، ولأنه كذلك فمن حق الناس أن يعطوا الإذن بالتوقف أو الاستمرار .. ما رأيك يا غالية ؟؟..
أحيانا أستعير من فضاء الذهول فتنة الغياب ، فأرى قصيدة مغسولة ببرق الوجد حتى الثمالة .. أمضي بها حتى فصل اللقاء فتسري في أزقة الأصابع حرارة السلام .. تمتد شوارع دمشق في خطوة مشيناها على رصيف وشارع ، وتحن أغصان الشجر في حديقة تشرين ، تحن حتى أخالها تستوي طيرا يحلق في السماء إلى هناك .. ويبقى الكلام معلقا على قناديل الهواء منتظرا أن يساقط مطر الوعد من شجرة مقعد تركناه مرتبكا إلا قليلا على ناصية بيت من قصيدة ..
الأفضل يا غالية أن أنسحب فسحر الكلام تلبسني وأكاد أن أشرع لموسيقى القصيدة كل ما في الورد من ورد ..
اسلمي يا غالية
طلعت سقيرق
1/5/ 2003
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|