[frame="13 95"][align=justify]
مركز خبرة هولندي جديد حول الدين والمجتمع
إعداد: ميشيل هويبنك/ ترجمة: علي حمزة
اذاعة هولندا العالمية
كيف نتعامل هنا في هولندا مع الدين في الفضاء العام؟ فالكثير مما اعتدنا على اعتباره من البديهيات في ذلك المجال قد أُخضع للنقاش بحضور مهاجرين مسلمين في هولندا. وقد أظهر هذا النقاش أن هناك حاجة للمعلومات والمعرفة ليس في أوساط الإداريين المحليين، الأطباء والمدرسين فحسب، بل في أوساط الصحفيين أيضاً. ويرغب معهد منبر تنمية التعدد الثقافي في تلبية هذه الحاجة بإقامة مركز متخصص للدين والمجتمع.
كيف يمكن التعامل مع المستخدمين الذين يرغبون في أداء الصلوات خلال ساعات العمل؟ هل يمكن للمدرسة أن ترتدي غطاءً للرأس؟ كيف يمكن أن يستجيب الطبيب لامرأة مسلمة تصر على معالجتها بواسطة طبيبة امرأة؟ وهل يجوز لموظف عام أن يرفض تزويج مثليين لأسباب دينية؟ وهل يجوز أن تحصل منظمة خيرية اجتماعية تعمل وفق القواعد الإسلامية على دعم مالي؟.
تقول تيمكا، وهي واحدة من المنخرطين في إقامة مركز الخبرة الجديد: "هناك الكثير من التشويش وسط الإداريين المحليين والعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية حول هذه القضايا وما شابهها". وتضيف: "في الواقع، تقع جميع هذه الأسئلة تحت عنوان واحد: فصل الكنيسة عن الدولة. يجب علينا إعادة تعريف هذا الفصل. وهذه المهمة ليست بالسهولة التي تبدو عليها". ويشدد صادق هرشاوي، رئيس المنبر على أن مهمة المركز الجديد ليست إيجاد حلول لهذه القضايا، بل توفير المعلومات: "نحن نتعامل مع الدين حيثما يظهر في الفضاء العام، ويتسبب في خلق توتر وحاجة للمعرفة. وهذه المعرفة هي التي نرغب في توفيرها".
يتطلع هذا المركز إلى إتاحة المعرفة حول الإسلام، حول التيارات المختلفة والمنظمات الإسلامية المتعددة في هولندا وخلفياتها الاجتماعية- السياسية. وكذلك حول الأحكام الفقهية التي تم وضعها حتى اليوم بشأن العلاقة المستجدة بين الدين، المجتمع والمؤسسات الحكومية. وسيقوم المركز أيضاً بالتوسط بين الإداريين المحليين حتى يتمكنوا من تبادل الخبرات. ووفقاً لما قاله هرشاوي، فإن الكثير من الأبحاث قد أُجريت من قبل الجامعات الهولندية في السنوات الماضية حول مختلف أوجه الإسلام والمجتمعات الإسلامية في هولندا. وسيقوم المعهد بتجميع نتائج تلك الأبحاث معاً وإتاحتها.
وأشار هرشاوي إلى أن وسائل الإعلام بالتحديد ستكون من بين المجموعات المستهدفة. "في الأوساط الإعلامية أيضاً هناك حاجة للمعلومات". ويوافق الصحفي بيتر بيرغفيرف من صحيفة نيدرلاند داخبلاد على أن وسائل الإعلام تفتقر في كثير من الأحيان إلى المعرفة الضرورية: "هناك ميل للتركيز على نزعات الأقليات المتطرفة وإلصاقها بالدين ككل". لكن رئيس تحرير دي فولكس كرانت بيتر برويرتيس لا يعتقد بأن ذلك ينطبق على صحيفتهم: "صحفيونا على إلمام تام. لقد نشرنا للتو سلسلة حول التيارات الحديثة في الإسلام، وذلك من أجل نقد الصورة الكاراكتيرية التي تقول بأن جميع المسلمين إرهابيون".
ووفقاً لحليم المدكوري، من منبر تنمية التعدد الثقافي، فإن الواقع الماثل هو أن المسلمين الهولنديين لا يجدون أنفسهم، في كثير من الأحيان، فيما يُقال عنهم في وسائل الإعلام الهولندية. ويقول إن الصحفيين على علم بالوقائع، لكنهم يفتقرون إلى المعرفة الأساسية التي تمكنهم من وضع هذه الوقائع في سياقها المناسب. ويشير إلى بعض الأمثلة التي توضح ما يرغب في قوله: "لماذا يرفض الإمام مصافحة وزيرة، مثلما حدث ذلك في هولندا قبل سنوات قليلة؟ هل يعتقد جميع المسلمين أن هذا التصرف صحيح، أم أن هذا الإمام يتبع لتيار محدد؟ هذا النوع من المعرفة هو الذي يفتقر إليه الناس".
[/align][/frame]