حـانـةُ الـوقـتِ
فـاضل الجـابر

جانحٌ عنْ نفرةِ السِّربِ
فيا حادي الغوياتِ
أقلني عثرةَ السيرِ على دربكَ،
خذني نحو منفاي
فلا يأتَّلُ غيظي من ضياعٍ
أو يقولون عنِ النشأةِ هامَ
جانحٌ أيقنتُ
أنَّ الوقتَ مختومٌ بأختامِ الوشاياتِ
وثغرُ الكونِ مفتوحٌ
على قارعةِ الأنواءِ تيهاً وظلاما
جانحٌ أترعُ
من موسوعةِ العتمةِ باقاتِ اعتلاجاتٍ،
وشتلاتٍ من الخوفِ،
احتراقاً واضطراما
جانحٌ...
يا ربي يا تدري بما أرَّقَ جفنيَ
وأذكى في سويدا القلبِّ نبضاتٍ
لها وقعُ الصدى المشحونِ
إجفالَ العوادي
حينما ضجَّ بها الصدرُ احتداما
رُبَّ يا أنتَ...
على صاليةِ الأحزانِ تأتيني بماءٍ
انتضي منهُ - قريرَ العينِ - برداً وسلاما
رُبَّ يا أنتَ...
وما قررهُ الوقتُ
سليلُ القدرِ المكتوبِ في اللوحِ ابتداءاً،
قبل أن آتي شريداً في لظى اللهفةِ
مملوءاً أثاما
رُبَّ يا أنتَ...
تمُدُّ الطرفَ نحوي
وتعرِّي ما اكتساني من صدا
أصرخُ يا ربي
ولا شيءَ سوى رجعُ الصدى
أصرخُ في عمقي
ويرتَّجُ بصدري صوتُ وسواسي ارتطاما
يا صدى لا شيء في متنكَ إلا
بحَّةَ المرتعشِّ الصوتِ،
إذن كيفَ على الهامشِ أقفو سيلَ نظراتي
وبرجُ الدلو مملوءٌ إلى بكرةِ أنفاسي حميماً
من رَدَى الحظِّ الهلامي
وزفراتِ اليتامى
لستُ ماءً
رجَّني يا صاح في جرَّةِ هذا العامِ
عبِّئني قواريرَ
وعتِّقني إلى آخرِ عمري
علَّني أرغي بما خمَّرَهُ الوقتُ بروحي
فلتُدِرْ كأسي بحاناتِ النَّدَامى
فـاضل الجـابـر
- شاعر سعودي من قرية سنابس - القطيف
- صدر له ديوان "متسع للرحيل" عام 2006 عن الدار العربية للعلوم - بيروت.
- نشرت قصائده في العديد من الصحف والمواقع الأدبية الإلكترونية.
مع تحيات همسات