أنت الفلسطيني أنت
[align=justify]
كثير من الأصدقاء اعترضوا وطلبوا مني أن أقرأ إلى جانب القصائد الني اخترتها للإلقاء في الأمسية التي أقمتها والزميلين يوسف جاد الحق وحسن حميد في فرع سورية لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين مساء الثلاثاء 7/ 2/2006 ، قصيدة غير قصيدتي " أنت الفلسطيني أنت " لأنها حسب رأي معظمهم قصيدة قديمة ، قرئت مرات كثيرة ، وغنتها الفرق الفلسطينية ، وأصبحت تدرس في وطننا الحبيب فلسطين .. قلت : " وما يمنع أن نقرا هذه القصيدة مرات ومرات مادامت أخذت كل هذا الاهتمام والصدى والامتداد؟؟".. رأى البعض أن علينا أن نقدم الجديد في الأمسيات ، إذ من غير المعقول آن نعيد ما كنا قدمناه مرات كثيرة ..
طبعا اتفق مع الأصدقاء على ضرورة تقديم الجديد فهذا حق مشروع المستمع .. لكن ما الضير في أن نقدم إلى جانب الجديد شيئا من القديم إذا كان هذا القديم جميلا وراسخا في الذاكرة ؟؟.. والدليل أن تفاعل الجمهور مع قصيدة " أنت الفلسطيني أنت " كان في غاية الإيجابية حين قرأتها .. وباعتقادي أن الجمهور يحب أن يسمع القصيدة التي أحبها بصوت الشاعر نفسه ، وإن غنيت وأذيعت بصوت المذيعين عبر الإذاعة عدة مرات .. هذا ما أظنه ، وهذا ما وجدته خلال الأمسية .. رغم كل هذا أقول ربما كان أصدقائي على حق ، وربما كنت مخطئا .. فليس عيبا أن اعترف بخطئي، وليس عيبا أن يجد أصدقائي أن علي أن أقدم الجديد دائما ، فهم من خلال حبهم لي ، يريدون لقصيدتي التفوق والتقدم ..
أعترف أن في داخلي ميلا عاطفيا خاصا نحو هذه القصيدة التي أعطتني الكثير وأغنت مسيرتي الشعرية بالكثير .. وهذا الميل ربما كان دافعا لقراءتي لها في الأمسية .. وميلنا العاطفي يكون ضارا في بعض الأحيان ، ونافعا في أحيان كثيرة .. واحمد الله على أن القصيدة منتشرة ومحبوبة من قبل الجمهور .. لأن ميلي العاطفي نحوها كان سيؤذيني إلى أبعد حد لو أنها من القصائد التي لا يتفاعل معها الجمهور .. فالميل العاطفي قاتل في كثير من الأحيان حين يظن المبدع ،أو الفنان ، أنه يقدم شيئا مهما ، فيكون في واد والجمهور في واد آخر ..!!..
يملك الشعر القدرة على عكس الانفعال المباشر على وجوه الحضور .. فأنت تعرف إن كان هناك ملل مما تلقي ، أو كان هناك إقبال وقبول .. هذه الميزة الكامنة في الشعر يفترض أن تعلم الشاعر ماذا عليه أن يلقي ، وماذا عليه ألا يلقي .. إلا إذا كان الشاعر مسطح الشعور لا ينتبه لشيء .. فعندها ستكون المشكلة مركبة مربكة .. لأن انصراف الناس عن السماع والانشداد إلى ما يلقى ، يعني وضع الشعر على رفّ الإهمال.. وهو أمر يضر بالشاعر الذي يلقي وبسواه من الشعراء .. فكثيرا ما يقوم الجمهور بالتعميم على كل الشعر والشعراء عن قصد أو غير قصد ... والقول بأن الجمهور لا يستوعب ما يقال أو يلقى ، قول فيه الكثير من الغباء ، لأن على الشاعر أن يلقي ما يفهم ويصل .. وإلا فما ذنب الجمهور ، إذا كان الشاعر مصرا على الكتابة لناس ٍ آتين من الفضاء الخارجي ؟؟!!.. الميزان جدّ دقيق .. وأي ميل، يعني ميلا في المعادلة التي يفترض آن تكون صحيحة .. ووظيفة الشاعر أن يأخذ الجمهور إليه ، لا أن ينتظر طويلا حتى يصير الجمهور على مقاس ذوقه ومزاجه!!..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|