الى التلميذ (( أبي تمّام ))
الشعرُ نكهة أحرفي وكلامي
فتراه يولدُ من نـــــدى أقلامـي
ويسيلُ من حبري رحيقا ساحرا
فيكون شعرا مـن هُيامِ هُيامــي
وتراه يعبقُ ضوعة بسنابلي
ويصافحُ الأطيابَ في أنسامــي
ولأجل عشقي شمسُه تلتفُّ بي
فكأنّها مخلوقة لغرامـــــــــــي
في بدئها _ روحَ القصيدة _ صنتُها
وقطعت سرّتَها بسيف كلامـي
مني القصائد أسرجتْ أوزانها
وتعلّمتْ نُطقَ الهوى بمقامـي
أنا شاعر فوق القصائد بصمتي
ومنازلُ الشعراء تحت خيامي
إنّ النفائسَ علّقوها من فمي
ففمي منى الأشعار للإعظام
" بيض الصفائح " فاتحا قد قلتُها
وأعادها بعدي أبو تمّـــــــامِ
* * *
الشعرُ جفِّ زمانه وضياؤه
حتى انتهى عصفورُه لظــــلامِ
فأتيتُ بالإحساس أروي "فاءه"
فيكون " فلاّ " في جزالةِ "لامي"
الحرف يحبلُ من أنين مواجعي
ويصيرُ أشعارا بحزن غمامي
أنا في كياني شعلة وهّاجة
تسعى بنشوتها إلى إضرامـــي
ولأنّني في النار اثري مهجتي
وأبيح في إذكائها إلهامــــــــي
تأتي النساءُ إلى صدى قيثارتي
لتذوبَ في لحني وفي أنغامي
انظرْ إلى قلمي وما كتبتْ يدي
فبه منحتُ عذوبةً لرخـــــــــامِ
* * *
خذ من تجارب لفظتي وقصائدي
فكبيرةٌ في نسجها أحلامــــــي
الكلّ يبدأ من كتابي دربَه
ومناهُمُ أن يبلغوا أهرامــــــي
الكلُّ يمزجُ ليلَه بنهاره
هل يصبحون دقيقةً في عامـي
أنا لستُ مثل الآخرين .. فإننّي
أمضي إلى الإبداع دون حسامِ
ووراءَ أشعاري تركتُ أناملي
فغدا طريقا للجميعِ نظامـــــي
وإذا الصغيرُ يمدُّ في شعري يدا
سيواجُه في بابه ألغامـــــــــي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|