[عادل عادل]

الله عليك يا دنيا... الله عليك ما أبسطك في صمتك وثرثرتك ... وما أجملك في حزنك وسعادتك ... وما أروعك في أخذك وعطائك ... وما أزهدك ببقايا عمر فان بين سطوة الوجود وراحة في جنان الخلود... مسكينة أنت يا دنيا بجنودك اللاهثين وراء مكاسب مهما طالت فهي فانية زائلة... الله عليك يا دنيا ببسمة بعيون دامعة وقلوب خاشعة برحمة قانعة ... عجبا لك يا دنيا بقلوب مقلبة بأجساد منقلبة... تمسحين البسمة بدمعة وتزرعين مع كل وردة عشرات الشوكات المغتربة ... تخلطين المياه الزلال بملح لتعطي للبحر جمال وروعة... وتأتي بأمواج هائجة وتحصدي كل جميل بنسمات عابرة... الحزن موطن لكل غريب في وطنه فما بالك بغريب عن نفسه ووطنه... الناس أحجار على رقعتك بثياب مهما كانت غالية فهي ألوان مرقعة... ومساحيق وعدسات وعطور مصطنعة لتغيري خلق مهما تغير فهو خلق لن يتغير... أتخافين الموت والموت ملازم لك بكل جانب ومن فوقك الخلاص وأسفلك قبر لدلالة الموت بعالم الأحياء المكفنة ببرود وبلا حياء ... لديك قواميس عديدة وبلغات غريبة وبلهجات عجيبة ولكن هناك لغة واحدة تجمع الناس ولغة واحدة تفرق الناس, قد تكون لغة العيون وقد تكون أصعب عند العارفين والزاهدين... أتعتقدين أن المرض يقهر وأن الموت أقصى درجات القهر... أنت مخطئة إن الموت قدر محتوم ونملك العدة والعداد لاستقباله, والمرض ابتلاء وثوب نلبسه أو نتلبسه فوق رداء العافية ونملك القدرة بمشيئة الله على خلعه ورميه... أتعتقدين الفراق عذاب والهجر ألم وأحزان وكيف نفترق عما هو فينا وكيف نحزن عما هو معنا والنا... مسكينة أنت يا دنيا تعتقدين الذكاء والدهاء لعبتك في عالم أصبح دمية عمياء خرساء... ونسيت أن منا العارف والعالم بأمر الله وبعلم من لدنه وحكمة من نوره وصفاء ونقاء بروح لم ولن تهبط لسماء الدنيا... لأنها الأرقى والأسمى والأقدر على استيعاب وفهم ما لا يمكن فهمه وإدراكه واستيعابه ... اذهبي ( بفهلوتك ) لعالم بعيد عن عالمي ... عالمي أكبر من عوالمك مجتمعة ومن دهائك ومكرك وتجملك .

[نصيرة تختوخ]

تأملات في أحوال الدنيا, حذر و زهد و نغمة حزن ...لعلني أقول دام لك التفاؤل مع الإيمان أخ عادل حافظ على بسمتك رغم كل ما قد ترميه أمواج الدنيا من هموم
تحيتي و تقديري لك و لنشاطك

[عادل عادل]

الاخت الاديبة الراقية نصيرة ... ارجو تقبل هذه السطور المتواضعة كرد ... بكل الاحترام لكم ...
تمر على الإنسان لحظات صعبة, تكون فيها أوراق العمر مبعثرة...
هناك بعض الأوراق تحتاج إلى إعادة صياغة , وأوراق أخرى بحاجة لرميها ...
نحاول مرارا وتكرارا تصويب بعض الأوراق لأنها تحمل من المعاني المعنوية والوجدانية الكثير الكثير... كونها معلقة في القلب وراسخة في العقل بذكريات عزيزة وغالية جدا...
وفي المقابل هناك طاقات سلبية محيطة بهذه المنعطفات, وتعتبر من أهم العوامل لتحديد تلك القيمة لهذه الأوراق المتأصلة في أرواحنا قبل نفوسنا...
من الصعب اتخاذ قرار عقلاني, دون تدخل القلب بكل ما فيه من مشاعر وأحاسيس فياضة دافئة...
وبافتراض أن لغة العقل بشقيه ما بين التمسك أو التخلي عنها وصلت لمرحلة الاتزان والموضوعية بنظرة ثاقبة لمجريات الأمور بكل جوانبها وجميع تفاصيلها...
وبافتراض أن لغة القلب بثنايا الروح لا تقبل بأنانية مصادرة الحركة أو التنقل أو قبول حقائق عقلية مع أنها مرفوضة قلبيا...
هل نستطيع الابتعاد وهجر تلك الأوراق بتمنيات قلبية صادقة لها بسعادة في عالم متقوقع بغياهب الألم والإحزان بظلامية تتخللها أنوار عابرة من هنا أو هناك ...
وهل هناك مساحات من التأمل والتفكر تستطيع استيعاب الفراغ بكل ألامه وحزنه ووحدته...
أم أن هناك بحث عن أوراق جديدة لملئ فراغها , وهل من الممكن أن تكون بديل مقبول لعملية الإحلال بكل ما فيها من صعوبة ...
برأيي واعتقادي أن الإحلال هو نوع من متخبطات الانحلال وضعف الشخصية الأخلاقية...
الإنسان المؤمن بقضاء الله وقدره ... يصبر على أهات البعد والفراق... وينطلق لعالم أكبر من عوالم التردد والحيرة والانتظار... إلى عالم اكبر من مساحة الكون ... ذلك العالم هو عالم المشاهدات في ملكوت الله الواسعة ... عالم رب الملكوت والجبروت والعظمة والكبرياء... عالم رب الملائكة والروح... ولكن لا يصله إلا صاحب قلب متيقن عارف بالله ... مدرك لعلم من علم الله بادراك لحكمة من لدن الله سبحانه عز وجل .

[ميساء البشيتي]

الله الله عليك انت اخي عادل

القراءة لك تريح النفس المتأرجحة بين هذا وذاك

هذه الدنيا مغرية يا عادل وصعب جدا أن يتنازل الانسان الموصوف بالطمع عن هذه الإغراءات

لكن هناك القلة الذين يعزفون عن هذه المغريات لأنهم يرون الأسمى والأبهى الذي لا يراه الكثيرون

انت من هذه القلة التي آمل وأحلم أن تصبح هي الغالبية ولكن هذا صعب في هذا الزمن المادي

رائع عادل .. دوما رائع .. اتمنى لك مزيدا من التألق والإبداع ولا تغيب علينا .. حضورك مهم جدا

[عادل عادل]

الاخت الراقية ... الاديبة الرائعة ميساء انور ...
ارجو تقبل هذه المداخلة كرد بكل الاحترام والتقدير لكم دائما :
سأكتب عن معاني الحب ... ولكني سأحاول أن أستشعرها من خلال النباتات والطيور ... وسأحاول سبر أعماق الآماكن والنجوم والبحر ... وستكون بداية رحلتي من مركبي القابع في صحراء قاحلة ...ولكن عجبا لهذه الرمال المتحركة , وتلك العواصف اليائسة لقلع شراع مركبي ... ألا يكفي أن محاولتي للآبحار من تلك الصحراء المنسية ...
ولكني أملك تلك الارادة الفولاذية ... وذلك التصميم لآحلق في عنان السماء ... بمركبي الصغير المتعب في أهات الآنتظار وصوامع الوحدة , رغم كثرة الوجوه ... وستكون رفيقتي في رحلتي هذه نبتة الصبر ... لآنها الاقدر على تحمل غربة السفر ... وتكتفي بالقليل من كل شيئ ... ورغم أشواكها بجوهرها حلاوة فريدة ... كأنها تتحدى البشر لتعلن الانطباع الخارجي لا يعكس جوهر الناس ... او كأنها تقول هناك من يعيش بكرامة وكبرياء رغم برد الليالي ... ووحدة السهر ..ولهب الصحراء .... وقلة الماء ... ومع ذلك لا يدرك الانسان السطحي ما يفوته من حلاوة الصبر ومعانيه ... وسيكون رفيقي في رحلة سفري طائر صغير مهاجر ضل طريقه في رحلة العودة ... ويغرد بعذوبة فائقة ( هل تبكي الطيور ) وسأمر على بحر يبتلع الغالي والرخيص ... وسأقول له : يا بحر الظلمات والشواطئ المهجورة ... لماذا تغضب .. وبماذا ترضى ... وهل حملك البشر أهات الآلم بحيث فاقت طاقتك .. ونجمة عالية تراقب الحدث بكل ما فيه دنت من سماء الدنيا وقالت : عجبا تبحثون عن معاني للحب في النبات والطير والجماد ... والمحبة موجودة بارواحكم قبل قلوبكم ... لماذا تقتاتون على مخلفات القلوب الضائعة بين سنوات الالم ... ابصروا ببصيرتكم ... الرقي بكل ما فيه بطوايا ارواحكم ... تعففوا عن حب الغفلة بين متاهات هنا ومهاترات هناك ... واسترسلت قائلة : ارجع بقاربك البالي هذا الى تلك الواحة في تلك الصحراء ... وستبصر نور وضياء من روحك سيكون لك نعم المرشد والهادي ... كفاك بحثا عما هو فيك ومنك اليك ... انظر لذلك الافق الواسع الذي يتعدى حدود الكون ... ترفع عن لغات المشاعر ... واحيا بجوهر الاحساس بنور خالق الخلق الذي يجري نوره في سبحات قلبك بكل ذكر وقيام وسجود ... واعلم ان الحب لا يعطى ولا يوهب ... بل هو مخلوق يعيش بثنايا روحك ... هل تصل اليه ليصل اليك .. ... شعرت بالحياء ... وخيم الصمت .