التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,662
عدد  مرات الظهور : 163,101,052

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 04 / 2010, 06 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
السعيد مرابطي
أديب وقاص
 




السعيد مرابطي is on a distinguished road

story2 صـانع الــمطر!..

صـانــع الــمـطــر..


دارت الأجرام دواخة!.. غيرت النجوم مواقعها...
التلاشي والتوهان أعظم. رباه !.. لأي وجهة مشيت ؟..
كيف اهتدت بوصلتي!..
هنا مستقر النقطة الناعمة.الاحياد بعد الآن. شديد هذا المغناطيس
وقوى التجاذب أشد.رقبتي موصلة بالبدن.
ماانفكت قدماي تهزم طي الأقاصي ، توصل جزري بلا هوادة.
رحلة الشقاء والزيف مضغت اليعسوب. الغول فتك بالمشوار البهي.
أغار فأطاح بصيت الجواد.الرهان ما عادت له لذة .
الغول في إثره يركض الظامئون للدماء والدموع.العنقاء..
اللعنة عليها‍.‍‌..

في الحجز رهائنها زمرا.وهبت البريق،قنصت حشاشة الروح
وامتصتها للآخر.
بالكاد نجوت بنفسي حيال هذه الصخرة النابتة بمنتصف حينا القديم
تبدو أضخم مما كانت عـن ذي قبل!..
الحي شبه خال من أهـله ..أتـربة المعدن تسبح كثيفة..
إذ تـنفذ للدور عبر الفتحات والثقوب. فـتكها لجميع السلالات,
ليس أمرا مستبعدا.
تتطلع عيناي ...تتمسح بأبواب البيوت الراقدة في بهوت اللون.
أستغرب لتردي مسحة الرونق . متوجعا لاندثار سلك الأسيجة
الرشيقة
لحدائق المنازل.مصدوما بجدران الأسمنت وقد
أجهزت على زخرف العمران.

نوافذ الشرفات تعبس في وجه النهار لا تشرع.
العبق لا يجيء..
منطفئة مباهج الدنيا بالأصص!
رقيـًه أينك ؟..لم أحفل بكن يا عبلة و يا فله ويا فـاطمة؟
إيــه!..لعل قبضة السنين الطوال أنستني سنة الحياة وانتقالكن
بالضرورة إلى دور آخر.
هيا إليً !..يا خالتـي الطاووس و زينة و البهجة..ذا أنا عـدت !..
من بعدكن سيحشرني ويحميني عند جلوسي من أذى الصخرة ؟..
تندس وحشة سامة تغلف سحنة الحيّ .مرت أيام بلا إيقاع والصبير
واقف بقبة السماء.
هل لــي من...
حجـــر حجـــر!..
يونيو متوهج. أصابعه منشغلة الآن ، تقلـّب الصفحات.أستأنس..
أسيح في الملكوت ...هسيس ينابيع عسلية المذاق، تسلك
أوردة وشرايين...
طقطقة أقدام وحمحمات يهزها صدى الفجر.
المنجميون الـرجال يزيحون
اللحاف عن وجه نهار حارق.
هم هكذا قدرهم في نكاعة اللـون،
غبش الأروقة،
برودة الورشات و رطوبة الأنفاق.

الأحفاد على طريق الأجداد . ورثتهم في كل شيء:
رضوض في الأكف،
عمش بالعيون ونبش للجبل لا ينتهي.
يحجزهم غبار خام الحديد ..
مع الأزيز يتآكلون!..
صوت ناي يتسلل من إحدى البيوت ينقر على الأبواب والقلوب..
يهزني نغمه الساحر على مقام العجم.النـوافذ الأسترالية
الطراز تشرع
تباعا كأنما لقطة سينمائية تقرأ كفا بطالع الأيام.
لن تـتأخر
الصبايا عن البزوغ عبر الشرفات،يهيأن عرقا للحياة.
يتفقدن زينة
الحياة الدنيا بالأصص.يسقين نعناعا،حبقا وخزامى.
تفيض نسيمات تستيقظ الفتنة يثمل الحي...
يسري بي هوى النفس إلى الزمن الزئبقي.. أحدق!..
حبل من غبار يشق الحي كدعابة.أغـشاه…
...فارس صغير يستعرض قدرات شـتىّ بساحة فـنتازيا
يطلق
ساقين للريح.عصبة رجـال تـعزّ في طلبه.
هب رشـق الأفـق؟..
قاموا يتوعدون. يلاحقون.
حجـر حجــر!..
توقـف يا فتــى!..الأقفال ، الغبار،الإغفال،الخلل،الِشغور!..
ما تسلكه محفوفا بالمخاطر. خدوشك بحجم عنادك.
لازلت عند
المنازلة الأولى!..طريقك عصي وما سعيك
إلا لغرض بلا شـبيه !..

ويح ذا الفتى! كلما قرفص عرض الحي ليظفر بما
تآلف مع سبابة وإبهام،
عزّوا في طلبه ليستبق ظله.
لـيس يحجــزه عن الأفق الشيء البعيد.

ذراع لا غير!..
من هـنـ....اك- كـسرّ أوحـد - يأتيه هتاف ونشيد!..
أيها الفارس لا تعبأ!...تنشٌأ جسورا لئـلا يحيدنك حائل!.. .
الصبير !.. لا غير الصبير في كبد السماء .
يمر الحدثان ولا يزال يطيل الوقوف هناك.
الهامات مشرئبة ليس
بوسعها فعل أي شيء.الأعناق
اعتادت تهز الهامات صوب
الشنفورة* القمة الرعناء.
لقرون خلت، ولا يزال الناس يقرون بأنها تكنز غبار
أجيال أخرى ستجيء.
مرَ الرومان من هنا..ساق العباد في الأغلال لاستغلال النحاس.
كم ترى غاصت معاول الأجداد وكم ترى توشحت الوجوه
بلون زعفراني؟...
مع غزو لفرنسيس* ظهر بأس شديد فيه منافع للناس!
درج الرجال
على العطاء. تكافلوا في وجه العوز وهول الصروف.
الخطر محدق بهم.. الرؤوس تبتلعها الخوذات.الأبدان معقودة
في الحبال.الحبال موثقة بالصخر.يتدلى الرجال في فراغ سحيق
كدلو
في بئر عميقة ليس لها قرار.
السواعد تشد على المعاول,تقطع الصخر
عند درجات طقس
لا تقاوم. ويح الرجال من لفح شديد وقـر أشد!..
النبش، الحفر،الحمحمات،الارتطام الصراخ، العويل.
أنهك المناكبَ دفع العربات بحمولتها عبرالأنفاق.
تبلغ الأفئدة الحناجر!
الفصل المروع قد أطل!.. الاستغلال ؟!..عهد الرق الجديد.
الجوع جور يـعـضّ الـمنهكين، يُـذل العزيز في العرين.
شـئ ما امتد يخلط الـتراب بـالـماء.سوى التشكيل الأوحد...
ثار الأندجـان* انتفضوا تكتموا. ملئوا الأكـياس بالفرنكات
وأودعوها شريانا للمقاومة.
غـدا يطلع النهار؟!..
الشـمس مقدار حبل فـوق الرؤوس،لهيبها يراقص الأجفان
فتتميع الأشياء. حين تنفخ الريح الصـماء، تسـبح ذرات
خام الحديد
فتؤذي العيون.عمدا تغلق الأبواب تـحت
سقوف ذات قـرميد قرمـزي،
جلـبه الفرنجة من هناك.
وقـتذاك، يختبئ الأحياء وتـهدأ النفوس قليلا.

حبل من غبار يشـق الـحي كـدعابة!..طفل يطلق ساقين للريح.
عصبة رجال تعز في طلبه !هب رشق الأفق؟
قاموا يتوعدون. يلاحقون!..

حـجـر حـجـر!
دأب الفتى لـيس كدأب هـؤلاء. قطعا خلص إلى أن الصبير
قاب قوسين من سبابته وإبهامه؟.. وإن عنـّفه الـرجال،حسبه
كياسة
الصبايا تشد أزره.هـن مـن ينفـقـن سعيا لمقابلته
والتحدث إليه.
..للفتى يشدهن بريق يشع من عينين خضراوين
يختبئ فيهما توق يطل
على ملكوت الملائكة.
- يوسف لـم أنت عنيد والرجال يبدون تحرشا
مـا لـم تقـلع عـن…؟

يقاطعهن مـبـتسماعن بـياض:
- أنـظرن هــناك!..لا ..لـيس من هـذه الجهة!.. تلك الكومة،

أقصد ألغيمة... ساعة تتوقف تماما فوق رأسي سأجعلها
هطالة .
تجاريه إحداهن :
- لم تتبرم عن أقرانك فلا تلعب ألعابهم ؟
- دعيهم ..حقا هؤلاء بلهاء!
ويـصوب أولى ثم ثـانية بكل إيمان..يـتغامزن ثم يـتفرقـن
من حوله.

في خشـوع راهـب يأخذه الأفق...يزيغ بصره برهة...
ويجري الأمر على نحو غير متوقع!..
سـيل غامر يجرف الأتربة ! يومض البرق. يركض الصبية
نحو الداخل.
يمكث هو مبتهج بسابق السيول. يقنص الفقاعات
يفرقعها بأصابع
رجليه الحافيتين،وهو غارق في النـشوة
تحت الوابل يلمع القرميد القرمزي.

تنزل رطوبة منعشة.يزددن الصبايا ولعا به. تتسرب
ريبة بشأنه إلى النفوس..
يمسك السمار عن قهقهة كلما ذكرت سيرة الفتى.
يخرج من زيغه.
.. يفتح عينين شفيفتين لينتهي في ابتلائه.!
يسند ظهره قليلا إلى حافة الصخرة غير مبال...
تلطم النسوة صدورها كلما عبث الصبية قربها خلسة.

مع الغسق ، تمدد العجائز الأطفال .تبسط وتطوي "العصابة "
من حول
عصيها مبسملة لطرد الأذى . الصخرة ..اللعنة عليها !
كم ترغب النسوة
في دحرجتها بعيدا.
- أهب خلخالي لمن يخلًصنا من شبحها؟..تكررها عمتي فاطمة.
إذ يسند ظهرا إليها..كم يرغب في امتلاك حيلة لها.
- ماذا حدث لو استحالت بغتة كومة حصى؟..قطعا ستكنزعمتي
فاطمة خلخالها وتستريح...فأظفر أنا بــ...
تملأ قـفص صدره الصغير أشياء كـبيرة لا يتخيلها الأتراب.
تكبر أشياءه فتعظم عزلته. يبتسم للريح وللصبير في قبة السماء .
يـقطف حجارة.. أعدادا ،ألوفا بـتعداد سـنوات عمـره .
يصوب.. ويصوب..ولا يمسك عن ذلك حتى ما عاد هنالك
بالحي من
يسير ويتعثر.
صورة :- هل أنا كنـت طـفلا.
أم الـذي كان طفلا ســواي؟*
الصورة العائـلية: كـان أبـي جـالسا، وأنا واقف.. تتدلى
يـداي !.. *
دارت الأجــرام دواخة! غــيرت الـنجوم مـواقـعـها!
الأرض تعـشق الـدوران. جرت بنا بعيدا .
المدينة أشـعلتها الشموس.
الصخرة اللعينة
دحرجت كلسها باتجاه الصدور..حجر هـاهنا..وحجر هاهنا!

وحق السماء التي لم تعد تدق أبوابنا على يديك،
أعز في البحث عنك
بين الثقوب والقلوب..
اليوم يا فتـى خاصمتنا السماء و نـسيتنا الملائكة.

تـمـت
--------------------------------------------------------------------------------------------


. السنقورة : قمة جبل ونزة ، منجم الحديد بالشرق الـجزائري
· لفرنسيس :دارجة لكلمة الفرنسيين
· لـنديجان : أطلقها الاستدمار الفرنسي على الأهالي
· شـعــر :أمــل دنــقل










نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
السعيد مرابطي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 04 / 2010, 53 : 05 PM   رقم المشاركة : [2]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: صـانع الــمطر!..

مساؤك ورد
العزيز السعيد مرابطي
استمتعت بقراءتها ولكن ( انقطع نفسي ) فهي مكتوبة على إيقاع سريع
شكرا وتمنياتي لك بالنجاح
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2010, 55 : 02 PM   رقم المشاركة : [3]
السعيد مرابطي
أديب وقاص
 




السعيد مرابطي is on a distinguished road

رد: صـانع الــمطر!..

العــزيز رأفت الــعزي..

أسعــدنــي مرورك الــبهي وتصفحك هذه
الوريقة وتدوين تعليق قارئ لا يخمل عند القراءة.
مــا فهــمته من ملاحظتك أن إيقاع السرد جاء
ســريعا، أو لعلك عنيت فقط طريقة نقل القصة
لدى المتصفح .
فإن كانت الملاحظة بشأن الاحتمال الآول ، معنى ذلك
أنك كنت ترغب في دخول بعض التفاصيل بين مفاصل
حركة الأحداث والنبش فيها.

وإن كنت تعني صغة النقل والتنقيط فتلك مسألة أخرى.
مهما يكن ، دعني أحييك تحية حارة على هذه الملاحظات
التي فعلا تخدم النصوص باعتماد النقد الموضوعي للعمل.
لك مني ود الود
.
السعيد مرابطي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|