نبوُّة حرف
أستـــــلُّ سيــــفي في الحـــــروفِ رســــولا
لا يـــنــثــــنـــي في هــــدْيـــهِ مـــــأمــــــولا
حُـــــلـــــلُ الـــنــــجــــومِ وشــمسها في حدِّهِ
قد أحسنت زرع الحروفِ حقولا
قَــــــدَّتْ بـــــراعتــُــه الـــظــــــلامَ بــــرمـــــيـــــــةٍ
رامــــتْ بــأمجاد العصـور الأولى
سيـــــفٌ تـــرصَّــــع بالفعــــالِ فـــلا تــــرى
إلا فــــــعـــــــولاً قــــــد أتــــــى مــــفــعــــولا
حـــــــدُّ الحـــقـــيـــقـــــةِ إنْ جهــِلتَ صوابَها
مــــا ضـرّها لو كنتَ أنت جهولا
قـــــالــــت مـــنــــارُ عســاكَ تقصدُ غيمـةً
في بـــــرِّ حـــرفــكَ ترتجيكَ هطولا
قـــلــــتُ الفــــداء مـــقــــاصـــدي فــــإذا شتا
حـــتــمــــا غــــدا طـــودَ الغزاة سهولا
الهــــجـــــرُ يــجــــــلــــبـــــني إلـــــى آهــــــاتــــــهِ
مـــتــــوقـــــــداً في حــــــــرِّهِ مــــجــــــبــــــولا
وكـــــواكـــــبُ العشـــــاقِ يـــرفـــلُ ضوؤها
يـــــــــا كــــــوكــــبـــي مــالي أراك أفولا
عــــــيــــــنــــــاكِ تــــــرســـــمُ لُجــــَّــــــةً بـــلجـوئنا
بـــفـــضـــــائـــهــــا رسـمَ الفــؤادُ رحيلا
لا تـــــأمــــلي حَــــبـــــلَ الــــنـــجــــاةِ بــــأمــــــة
صــــــرعى يـــشـــتـــتـــها الغــزاة فلولا
القـــــدسُ مــــــن بغــــــداد يُنظَـــــرُ حلمُها
مُـــــتــــــــرنـــــــحـــــــــاً بـــدمــــائـــه مقــتـــولا
ومشـــــانـــــقُ الأحــــوازِ أنّى أطــــــرقــــت
حَــــبـــــــلاً بـــعـــنـــــقِ عــراقنـا مجدولا
أبكيــكَ يـــــا وطـــــنـــــاً يســيـــر لحـــتــــفـــــهِ
حَمــــــلاً عــــلى تـفــــريســـه محـمــولا
رَسْـــمٌ لأرض القــــدسِ في تهـــويدهــــا
رسمـــت رُبى الأحـــوازِ فيهِ دليلا
في بسمةِ الطفل الشفيف رصاصةٌ
غَـــــرســــتْ بـــــأمٍّ فـــــارقـــتــــه عــويــلا
ومـــجـــازرٍ وســــــطَ الــــزحـــام وقـــودهـــا
شعـــبٌ تشرَّدَ في الحمى معزولا
يــــا قـــبـــــة التاريـــخِ هــــــل مــــن شــافــعٍ
عَــــلـــــمٍ لـــمــــن رام الجبــال كســولا
يـــــا أمــــتــي كـــــل الــرُّبــــــوع تــــمـــزَّقــــــت
والوحـــــدة الكبرى تـــشــــدُّ عـــــقـــــولا
خالد حجار
فلسطين