[طلعت سقيرق]

[align=justify]

قال شحرور الغندور قبل أن أنبس ببنت شفة: اسمع يا صاحبي سأقولها لك بكل صراحة، أفكارك ما عادت تعجبني.. خاصة تلك التي تتحدث فيها منتفخاً عن تقصير الشباب في تحمل المسؤولية.. دائماً تريدون أن نأخذ الدروس من حضرتكم، كأن أفكاركم جواهر، وأفكارنا من طين الأرض ليس إلا.. ثم من قال لك إننا بعيدون عن تحمل المسؤولية.. هل جربتنا ووجدت تقصيراً منا، أم أن كل ما تفعلونه محدد في وضع رجل على رجل والتحدث إلينا من رؤوس أنوفكم، كأنكم مصابون بالخنب.. أرجوك ونصيحة لوجه الله، غير أسلوبك ولهجتك وطريقتك الاستفزازية، حتى طويس الطويسي أصبح يكرهك!!..
رفعت رأسي وقلت: أولا من طويس الطويسي هذا ولماذا يكرهني حضرته.. ثانياً أنت مخطئ إن كنت تظن أنني أتهم الشباب دون وجه حق.. وثالثاً لا تلجأ إلى التعميم.. فأنا يا شحرور ـ يا طيب القلب ـ أقول إن بعض الشباب يديرون ظهورهم ويبتعدون عن مواجهة الواقع.. وهذه حقيقة لا أظن أن هنا ك ما يدحضها.. وبعض الشباب لا تعني الكل كما تتفضل يا شحروري الحبيب الأريب..
قال الغندور: هناك نقص في معلوماتك، ولن تربكني باستعمالك هذه الألفاظ الكبيرة مثل ـ يدحضها ـ فأنا أدافع عن الشباب، لأن هؤلاء الشباب مظلومون على طول الخط.. الكل يلومهم.. الكل يتهمهم.. الكل يريد أن يصب جام غضبه عليهم.. كأنهم دريئة عليها أن تتحمل كل الضربات والطلقات.. يا صاحبي ابحثوا عن مشجب آخر غير الشباب تعلقون عليه أخطاءكم وأخطاء غيركم.. بصراحة حتى طويس الطويسي لا يرضى عن هذا..
قلت: اسمع يا شحرور فلقتني بطويس الطويسي هذا فمن يكون؟؟ ثم لماذا تقلب الأمور رأساً على عقب، وتغير اتجاه كل شيء.. هل أصبح جيلنا جيل الأخطاء والذنوب والخطايا ـ ولا أقصد هنا فيلم عبد الحليم حافظ ـ وأصبح جيلكم جيل المسكنة والضعف والمغفرة.. يا شحرور هناك شباب يجعلون الروح تطلع من الحلقوم.. هناك شباب يسلخون الجلد ويشوون العمر عذاباً.. ربع جيلكم، أو نصفه، من الشياطين والجن.. يقف الواحد معي ويأخذ في المديح حتى تحمر أذناي، وما أن أدير ظهري حتى يقول إنه كان يعلمني ويدرسني ويفهمني، ولولا العيب لقال إنه اخترعني.. جيل والعياذ بالله بألف وجه.. وإذا ذكرت شيئاً عن طويس الطويسي سأضربك..!!..
قال شحرور: أرأيت.. قليل من الانفعال أخرجك عن طورك وجعلك تلقي التهم جزافاً.. حرام يا رجل.. أي شياطين.. هذا الجيل جيل الكمبيوتر والإنترنت والفضاء.. هذا الجيل جيل العلم والمعرفة والعطاء.. فكيف يكون جيل كهذا جيل شياطين.. حرام يا صاحبي.. خذ مثلاً أي واحد، ولن أقول طويس الطويسي حتى لا تنزعج، وقارنه مع الجيل السابق، ستجد أن الفروق كبيرة.. هناك بصمات هامة سيضعها هذا الجيل الشاب.. فلا تنقص من قيمة هذا وذاك حتى طويس الطويسي لا يرضى بهكذا عمل.. حرام يا أخي حرام!!..
قلت: اسمع يا شحرور الغندور أنت وكل الشحارير الغنادير إضافة إلى هذا الطويس الطويسي، على فكرة اسمه غريب لكنه موسيقي.. على كل ما أردت قوله يتحدد بالآتي: إذا كنت تظن أنني أسيء إلى الشباب، فأنت مخطئ.. وإذا أردت أن ترمي الفتنة بيني وبينهم فأنت مخطئ أيضاً.. لا أريد أن أضع الشباب في جانب وبقية أفراد المجتمع في جانب آخر، لأن هذا خطير ومدمر، ولن يفيد في شيء.. ويا شحرور الغندور، عندما أقول إن بعض الشباب يديرون ظهورهم للمشاكل، فأنا أريد التنبيه لا التقريع.. وتأكد أن مصلحة الشباب عندي فوق كل اعتبار.. هناك مشاكل يجب أن نقول إنها موجودة.. هناك شروخ علينا أن نوجد الدواء لها.. والأهم باعتقادي أن نردم الهوة بين جيل وجيل.. فمن غير المنطقي هذا التقسيم كما قلت لك..
قال شحرور: الاعتراف بالخطأ فضيلة، وهذه حسنة تحسب لك، فجميل أن تعترف بالخطأ.. وهذا يجعلني أتقدم باسم الشباب شاكراً.. وحتى أنني أستطيع باسم طويس الطويسي أن أقدم شكراً خاصاً.. ولا داعي لأن نجادل هذا الأمر بعد الآن، فهناك حسب ظني قضايا أهم.. وكما قلت علينا أن نردم الهوة، مع أن هذه الكلمة لا تعجبني.. وكما قلت لك أيها الكاتب الصاحب جميل أن تعترف بالخطأ.. أحسنت..
قلت: أرأيت يا شحرور، ها أنت تتحول إلى أستاذ يريد أن يعطيني ورقة حسن سلوك، أو لا حكم عليه.. بنيت حضرتك المقدمات والنتائج وتصرفت على هواك. هذه هي مشكلتكم.. ماذا أقول لك.. على كل، وبعيداً عن كل هذه الكلمات الكبيرة والصغيرة، أريد أن أعرف، من هو طويس الطويسي هذا.. وأسامحك بأي شيء آخر؟؟

[/align]

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي طلعت إن هذه المقال رغم نبرته الكوميدية فإنه يعكس ظاهرة تصم مجتمعاتنا جميعا دون استثناء وهذه الظاهرة سمها ما شئت ( ظاهرة إدارة الشباب لظهورهم أو ظاهرة الهروب إلى الأمام أو أي مسمى آخر) إلا أن الحقيقة مرة بالفعل وهذا ما يعكس الهوة بين الأجيال وواقعنا الإجتماعي الراهن تصمه هذه الظاهرة التي ساهمت فيها وسائل الإتصال الجماهيري ولعل أخطرها على الإطلاق الشبكة العنكبوتية التي حولت شباب المجتمعات خصوصا إلى مجتمع شبكي يتواصل أفراده من خلال هذا الواقع الإفتراضي مما ساهم في عزل هؤلا ء الأفراد عن مجتمعاتهم واكتفوا بإشباعات مختلفة يحققونها من خلال التواصل الشبكي فتجد أفراد الأسرة الواحدة جزرا معزولة بعضها عن بعض مما ساهم في تقليص دور الأسرة في عملية التنشئة الإجتماعية وضبطالعمليةالتواصلية وبالتالي توسعت الفجوة الإتصالية في هذه الوحدة الإجتماعية الأساس في مجتمعاتنا ومحصلة هذه الفجوات على مستوى هذه الوحدات يؤدي إلى محصلة تجمع هذه الأخيرة لتصنع الفجوة الإجتماعية المحصلة الجامعة على مستوى المجتمع ككل ونحن من خلال مقالك لا نحمل شبابنا جريرة هذا الفعل وتبعاته بالقدر الذي نلقي به اللائمة على المجتمع صانع الأفراد وصانعيه في نفس الوقت وأظن أن الخلل بالدرجة الأولى تواصلي لأن تواصلنا الإجتماعي انحرف عن الفطرة السليمة وبالتالي يحتاج هذا الفعل منا جميعا توجيه بوصلته الفاعلة من جديد ليكون فعلا تنمويا محركا للحضارة والتطور والتغيير من خلال العودة إلى الدين ولا شيء غيره
دمت أيها الفاضل الكريم ودامت أفكارك التي نسترشد بها يوما بعد يوم تقبل تحيات أخيك عادل سلطاني وأرجو اني لم أثقل عليك