خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
شهر رمضان و المناسبات الدينية (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "185")
خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
معشر الأحبة الكرام
عهدي بالناس إذا أقبل عليهم يوم عيد أو غشيهم هلال فرح أن يتزاوروا ويتهادوا محبة في الله عز وجل , فكيف بمن وافاه شهر الصيام , وغشيته أيام الخشوع والقيام ألا يطير غبطة , ويهتز سرورا , وقد كان لزاما على كل غائب أن يعود لأهله وأحبته , وفي يده هدية تليق بمقام من غاب عنهم , وتطفئ شوق من سأل منهم . وهأنذا أبسط بين أياديكم الكريمة , طيلة شهر رمضان المعظم , هدية جمعت مادتها من كتاب وقع في نفسي موقع الرضا والإستحسان , فأحببت أن يكون هديتي إليكم في رمضان الأغر .
يقول صاحب الكتاب : الدكتور أحمد فريد في مقدمته : هذا الكتاب عمري , بثثت فيه خلاصة فكري ونظري , وسجلت فيه مشاعري , ونبضات قلبي وفيوضات ربي , فإن وجد كفؤا كريما فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان , وإن وجد غير ذلك فالله المستعان .
الكتاب يحمل عنوان : خواطر إيمانية , عسى أن يكون لصاحبه ثواب تأليفه , ويكون لي بجمعه وتقديم فصوله أجر من أشاع في الناس ما يهدي إلى سوي السبيل , ويكون لكل زائر ومتصفح ثواب القراءة . والله تعالى هو الهادي إلى الطاعات وأعلى الدرجات . والسلام .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
[align=justify]
ونعم الهدية هديتك أخي الحبيب حسن .
أولا دعني أكرر الترحيب بعودتك المتألقة الحاملة معها كل العبق الإيماني وكل معاني الحب الأخوي .
نستقبلك بالأحضان و نشرع لك الأذرع و القلوب التي أنت ساكنها دوما و أبدا .
فتحية لك أيها المؤمن المحب .
ولك مني كل محبتي .
[/align]
رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
من أوثق عرى الإيمان ,الحب في الله والبغض في الله
*****
الحب في الله والبغض في الله من أوضح العلامات على محبة الله عز وجل , تمنن الله عز وجل بهذه النعمة العظيمة على الصحابة الكرام , وعلى المتحابين في الله في كل زمان فقال عز وجل :" لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم " قال هرم بن حيان : إذا أقبل العبد بقلبه على الله عز وجل , أقبل الله عليه بقلوب أوليائه , حتى يرزقهم مودته .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وجبت محبتي للمتحابين في , والمتزاورين في , والمتباذلين في ".
أليس من العجيب أن يمتلئ قلبك بحب أقوام من غير أرحام , ولا مصالح دنيوية , لا لشيء إلا لإيمانهم ومحبتهم لله عز وجل , فهذا الحب من ثمرة محبة الله عز وجل , وقد وعد الله عز وجل بهذا الحب أهل الإيمان والعمل الصالح فقال تعالى :"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ". أي مودة ومحبة في قلوب الخلق .
... قال بعضهم :" وأحبب لحب الله من كان مؤمنا *** وأبغض لبغض الله أهل التمرد
وما الدين إلا الحب والبغض والولا كذاك البرا من كل غاو ومعتد
وبهذه المحبة التي تظل المتحابين في الله تعالى , يظلهم الله عز وجل تحت ظل عرشه يوم القيامة , قال النبي صلى الله عليه وسلم ."إن الله يقول يوم القيامة , أين المتحابون بجلالي , اليوم أظلهم في ظلي , يوم لاظل إلا ظلي ".
... عن علي رضي الله عنه قال : عليكم بالإخوان , فإنهم عدة في الدنيا والآخرة , ألا تسمع قول أهل النار "فما لنا من شافعين ولا صديق حميم " .
وقد ورد في تفسيرها أن الرجل من أهل الجنة يقول أين صديقي فلان , وصديقه في النار , فيقول الله عز وجل أخرجوا له صديقه , فيقول من بقي في النار : فما لنا من شافعين ولا وصديق حميم.
وقال بعضهم : لا تستكثر أن يكون لك ألف صديق , ولا تستقل أن يكون لك عدو واحد .
للحديث بقية ...
التعديل الأخير تم بواسطة حسن الحاجبي ; 19 / 08 / 2010 الساعة 13 : 04 PM.
رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
وما قدروا الله حق قدره
****
... الله عز وجل يعلم ولا يحاط به علما لعظمته عز وجل . كما أنه عز وجل يرى في الآخرة ولا يدرك لعظمته عز وجل .
فنحن نعلم من أسماء الله عز وجل وصفاته , ولكن عقولنا القاصرة لا تحيط علما بالخالق عز وجل كما قال تعالى :"ولا يحيطون به علما " وكما في الحديث " أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ,أو أنزلته في كتابك ,أو علمته أحدا من خلقك , أواستأثرت به في علم الغيب عندك " فلله عز وجل أسماء استأثر بعلمها , ولا يعارض هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " أي من جملة الأسماء تسعة وتسعين اسما كما في قوله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " أي من جملة درجات الجنة مائة درجة للمجاهدين .
فالله عز وجل يعلم ولا يحاط به علما لعظمته , وهو كذلك عز وجل يرى في الآخرة كما قال تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " ولكنه عز وجل لعظمته لا يدرك كما قال تعالى " لاتدركه الأبصار " فالإدراك فوق الرؤية , فقد تحصل الرؤية ولا يحصل الإدراك , وقد سئل ابن عباس رضي الله عنه عن قوله تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" وقوله تعالى " لاتدركه الأبصار "فقال : سوف أضرب لك مثلا , أفترى السماء ؟ قال , نعم , قال : أفتدركها ؟ قال , لا , قال : فالله أعظم وأجل .
وقد نهانا الشرع أن نتفكر في ذات الله عز وجل شفقة على عقولنا , ولكن أمرنا أن نتفكر في مخلوقات الله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تفكروا في الله وتفكروا في مخلوقات الله , فإن الله خلق ملكا قدماه في الأرض السابعة السفلى , ورأسه قد جاوز السماء العليا , مابين ركبتيه إلى عقبيه مسيرة ستمائة عام , وما بين عقبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام , والخالق أعظم من المخلوق " .
فكيف يمكن للإنسان أن يتصور خلقا من خلق الله عز وجل بهذه العظمة ؟, وإذا عجزنا عن تصور المخلوق فكيف بالخالق عز وجل ؟ .
قال تعالى :" وما قدروا الله حق قدره , والأرض جميعا قبضته يوم القيامة , والسماوات مطويات بيمينه , سبحانه وتعالى عما يشركون ".
للحديث بقية ...
التعديل الأخير تم بواسطة حسن الحاجبي ; 19 / 08 / 2010 الساعة 14 : 04 PM.
رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا أخي الفاضل " حسن الحاجبي " غفر الله لك بهذه الخواطر الإيمانية المحلقة في هذه الأجواء الرمضانية الشفيفة وغفر لصاحبها الدكتور " أحمد فريد " ..بارك الله فيك وفي ثمرة هذا الخير
تحياتي أيها الفاضل
رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
كم في البلية من عطية خفية
*****
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ...ويبتلي الله بعض الناس بالنعم.
قال تعالى :" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
وقال تعالى عن حديث الإفك على المرأة المبرأة من فوق سبع سماوات :"لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ".
فقد يبتلى العبد ببلاء هو عين عافيته , فيرفع الله عز وجل به ذكره ويظهر به محبة الخلق له , ويرزقه من حيث لا يحتسب , ويفتح عليه في العبادات والطاعات والأحوال الإيمانية , والمنح الربانية ما هو أعظم مما ابتلي به . فيكون هذا البلاء نعمة خفية ومنحة مطوية , حتى لا يحسده الخلق , وهذا من لطف الله عز وجل بأوليائه وتربيته لهم , أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد .
ومن فوائد البلاء معرفة الأصدقاء من الأعداء كما قال بعضهم "
جزى الله الشدائد خيرا ... عرفت بها عدوي من صديقي
ومن ذلك أيضا , الثواب العظيم في الصبر على البلاء , والرضى بمر القضاء .
ومن ذلك , تكفير الذنوب , قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لايزال البلاء في العبد المؤمن في نفسه وماله وولده , حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة ".
ومن ذلك , معرفة عز الربوبية , وذل العبودية , فالله عز وجل يبتلي من شاء من خلقه , بما شاء من ألوان البلاء , لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
أما العبد فليس له إلا الرضا والصبر , والحيلة فيما لا حيلة فيه ,الصبر . ومن لم يصبر صبر الكرام , سلا سلو البهائم .
للحديث بقية
التعديل الأخير تم بواسطة حسن الحاجبي ; 19 / 08 / 2010 الساعة 15 : 04 PM.
رد: خواطرإيمانية تأليف الدكتور أحمدفريد ... جمع وتقديم : حسن الحاجبي
أغلى هداية وأرقاها هداية القرآن
*****
قال تعالى :"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم".
فمهما اقترب العبد من القرآن , بكثرة التلاوة والقيام به , ومدارسته ,إرتقت أحواله , وزكت أعماله , وصحت عقيدته , وحسنت أخلاقه , وذلك لاشتمال القرآن علىالعقائد الصحيحة والأخلاق النبيلة , والقصص القرآني الذي يرتفع بمستوى الأمة الإيماني والأخلاقي , ويغرس فيهم الفضائل وكذا اشتماله على الترغيب في الخير والترهيب من الشر , والمؤمن إذا رغب في الخير رغب , وإذا خوف من الشر هرب , ولاخير فيمن إذا زجر لا ينزجر , وإذا أمر لا يأتمر .
... قال عثمان رضي الله عنه : لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : من أراد أن يعرف أنه يحب الله , فليعرض نفسه على القرآن فإن أحب القرآن فإنه يحب الله , فإن القرآن كلام الله .
وقال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت , واعلم أنك لم تتقرب إليه بشيءأحب إليه من كلامه .
وقال ابن القيم رحمه الله : من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان , ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز , ومنهم من يعرفه بالبطش والإنتقام , ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة , ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء, ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف , ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته , وإغاثة لهفته , وقضاء حاجته , وأتم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه , فإنه يعرف ربا اجتمعت له صفات الكمال , ونعوت الجلال , منزه عن المثال , بريء من النقائص والعيوب , له كل اسم حسن , وكل وصف كمال , فعال لما يريد , فوق كل شيء ومع كل شيء وقادر على كل شيء ومقيم لكل شيء , آمر , ناه , متكلم بكلماته الدينية والكونية , أكبر من كل شيء وأجمل من كل شيء , أرحم الراحمين وأقدر القادرين , وأحكم الحاكمين .
فالقرآن أنزل لتعريف عباده به , وبصراطه الموصل إليه , وبحال السالكين بعد الوصول إليه .
للحديث بقية ...
التعديل الأخير تم بواسطة حسن الحاجبي ; 19 / 08 / 2010 الساعة 15 : 04 PM.