الســــــــــــــــــر :
ياصاح ، للسر به لا تبح
وإن تنصح فأسكنه قرار الأعماق
وأحكم تكبيله واحذرأن يفلت من الوثاق
إن يبد لك اليوم قزما نائما
ونهر مائج يجرفك أينما اتجه وانساق
وأفعى سمها زعاف ، عز له الترياق
يا صاح بالله عليك اسمع مني وع
وبنصحي اعمل إن تسمع واتبع
فعاقبة إفشاء السر قاتل مؤلم موجع
ويعود على صاحبه ندما ولا أفظع
ولن يفيد إذ ذاك للعين أن تدمع .
الصـــــــــــديق :
صديقي ، مد لي حبل النجاة يدك
ولا تقل : سحقا ما أنآك وما أبعدك !
أنا يا صديقي قريب ، وفي متناولك
وأقرب إليك من حلمــــــــــة أذنك
فلا تخذلني في محنتي فأنت لي وأنا لك
وعلينا وجوب أن تسندني وأسندك
فإن كنت حقا صديقي ، فمد لي يدك
لا تكلني ياصديقي إلى شخصي
فأنا أنت وأنت أنا ياأغلى من روحي ونفسي
إن بليت فما ذاك من سعدي ، بل من نحسي
فانت أنا ياصديقي وأنت وجودي وحسي
أسكنتك قلبي وجعلتك تاجا فوق رأسي
وطيفك معي حاضر كلما أروح وأمسي
فلا ينهي من المودة فيما بيننا سوى الرمس .
الأصــــــــــغرين :
إن عصاني فلن أخشى في الحق نزاله
لآ يكف يحرضني على المعاصي وهي لي مذلة وملامه
ويعرف أنه يلغى إن شربت حتى الثماله
وما المرء إذ يلغى في الملمات عقله
بمدرك في الحياة آماله وأحلامه
والعقل والقلب سر الوجود وبدونهما
وجود المرء يصبح لاجدوى ولا معنى له .
الدنـــــــــــــــــيا:
تبختري يادنيا في مشيتك واختالي
بكل ما أوتيت من غنج ودلال
فوالله إني لم أعد بك أحفل ، أو أبالي
أمشيت يادنيا مشية الطاووس أو الغزال
ولم أعد أحفل بمفاتن حسنك الأخاد ولا الجاه ولا المال
كفاني عمرا ضيعته لا هثا وراءك أياما وليال
بل ، سنون عديدة فاسألي عني السنون الخوالي
فكما كنت لك عاشقا ، فكذلك اليوم أناس كثر أمثالي
واليوم كل ما أرتجيه منك أن تدريني أعيش لحالي
من عمري القصير المتواضع ماتبقى لي
فلن أقايضك اليوم يادنيا : هديي بضلالي
فخير ما يختم عمر المرء حسن المآل
لقائي وجه ربي ذو العزة والجلال .
البيضاء بتاريخ : 27 نونبر 2006 .