بيروت
بيروت أمي حين تغلق
آخر باب
للسماء
بوجه المطر
وتنزع عن الأرض
أغطية السحاب
تدنو مني
تعمدني
فأخاف ما لملمت
من وجع الكحل
وشهوة السكين العتيق
تجدد الصوت
في صخبي
وتقتل المسافة مابين بيني
وبين الرصاصة والقتيل
بيروت لا شيء يغريني
جنسٌ في الطين
ثقوبٌ حمراء
ولون البحر الأخير
واسمك يغريني بيروت
من خمس حروف
شرسة التكوين
بيروت لا يغريني
هطول الانتظار
بباب أنثى
ولا صوت في البعيد
بيروت غصبي
ألون الشمس حرفاً
كي أستعيد
الصراخ باسمي
وألغي تراتيل السماء
بالأغنيات
وأفتح للثواني وقتاً
للهروب
من نافذة أمي
أغلق عيني
في مهب الريح
علني أقتل أحلام النساء
لبحة صوتي
ولارتجافك بيروت
في غياب البحر
عن وجع الشريد
بيروت يا أم الحضارات
لا فرق بيني وبيني
سوى أني غجري
قد نسيت اسم جدي
بالغيم حين يمطر
خمرا
على قبري
ويشرب التفاح
من تبغ جدي
شفيفاً
كاعتصاف الريح
بلا مدى
بيروت أنا
وأصابعي الخمسة
في تفكير
حين أغلق كأسي
الأخير
وأنام بين شيئين
من تين وتين وتين
عبيدة عبد الرحمن الابراهيم