[align=justify]
سأل معلم الرياضيات تلاميذه:
كيف يمكن لنا أن نجبر خطين متوازيين على الالتقاء في نقطةٍ واحدة؟؟
أجاب معظم الطلبة بصوتٍ واحد:
الخطوط المتوازية لا تلتقي أبداً يا أستاذ...
- جيد أنكم لا زلتم تحفظون الدرس الماضي..
لكن أحد الطلاب المتفوقين وقف ومعه ورقة رُسِمَ عليها خطان متوازيان، وقال بصوتٍ تملأه الثقة:
بلى يمكن أن يلتقيا يا أستاذي!
استغرب المعلم وفكر قليلاً ثم ابتسم قائلاً:
لابد أنك تمتلك آراء مثيرة، تعال إلى هنا واشرح لنا ما لديك من أفكار...
استهل الطالب شرحه قائلاً:
- إذا مال الخط الأول وسميته "ف" قليلاً باتجاه الخط الثاني وسميته "ح" فحينها يمكنهما أن يلتقيا في نقطةٍ واحدة وكذلك إذا مال الخط "ح" قليلاً باتجاه الخط "ف" فسنحصل على ذات النتيجة!
ويمكن للاثنين أن يتعاونا معاً ويميلا قليلاً باتجاه بعضهما البعض وهذا من وجهة نظري الحل الأمثل.
الأستاذ باسماً متسائلاً:
وإذا كان كل خط منهما يصر على أن يبقى في طريقه فماذا ستفعل ؟؟!
أجاب الطالب بذكاء:
إذا كان الخطان يرغبان بالاستمرار في التوازي فحينها لا يمكن أن يلتقيا أبداً إلا بحالةٍ واحدة؛ وهي حالة اللجوء لتدخل قوة أخرى تجبرهما على التقاطع أو التطابق رغماً عن أنفيهما!
تساءل الأستاذ باستغرابٍ شديد:
وكيف لنا أن نفعل ذلك؟؟!
أخبرني بما يدور في ذهنك أيها الطالب النجيب....
أجابه بهدوء وهو يفكر بعمقٍ شديد:
هذه يداي تمثل هذه القوة، سأقوم الآن بطي الورقة بحيث يتقاطع الخطان في نقطة أو ينطبقان تماماً!
- ولكن مهلاً....
ماذا لو كان الخطان المتوازيان مرسومان على السبورة أو على حائط متين فكيف سنطوي السبورة كما طويت أنت هذه الورقة المرنة؟؟!
- إذا كان الخطان المتوازيان مرسومان على خلفية صلبة فذلك يعني أننا في معضلة!
لأنها ببساطة ستتحطم بين أيدينا إن حاولنا طيها، ولا يمكن لنا أن نحطم السبورة من أجل هذين الخطين، أو أن نقطع الشجرة المثمرة من أجل فرع أعوج أو ورقة صفراء؟؟!
في هذه الحالة يمكننا استخدام الممحاة لنمحو هذين الخطين المشاغبين معاًً ويمكننا بعدها أن نرسم خطوطاً جديدة تكون مرنة ومتقاطعة كيفما نشاء!
[/align]
م.علاء زايد فارس
29/11/2011م
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 01 / 12 / 2011 الساعة 57 : 02 AM.
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: الممحاة هي الحل!
[align=justify]إنه منطق القوة الذي يستطيع فعل كل شيء ..
لكن ألا يمكن أن تصطدم هذه القوة بأخرى أشد عنادا و شراسة فتذهب جهودها أدراج الرياح ؟
نص يحمل من الإيحاءات و الدلالات الشيء الكثير ..
ممتع حقا ما كتبته أخي علاء.
دمت بكل الحب .[/align]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
[align=justify]إنه منطق القوة الذي يستطيع فعل كل شيء ..[/align][align=justify]
لكن ألا يمكن أن تصطدم هذه القوة بأخرى أشد عنادا و شراسة فتذهب جهودها أدراج الرياح ؟
نص يحمل من الإيحاءات و الدلالات الشيء الكثير ..
ممتع حقا ما كتبته أخي علاء.
دمت بكل الحب .[/align]
نعم هذا صحيح
لكن هناك قوى ذكية تفتت القوى المقابلة لها لتجهز عليها
وهناك قوى متوازية تتقاطع من أجل المصلحة العامة عند المصائب!
وهناك قوى جارفة من الخطأ الوقوف في وجهها مباشرة كقوة الشعب التي إن انفكت من أسرها تصنع التاريخ!
أخي رشيد عالم القوى عالم مخيف ومثير
واسع وعميق
يسعدني أنك شاركتني التفكير والتحليل
شكراً على مرورك الرائع
أخي الرائع
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: الممحاة هي الحل!
[frame="1 98"](الحقيقة في فرنسا تختلف عن الحقيقة فيما وراء جبال البرينيه !) المألوف والمتعارف عليه والمنطق واللامنطق .. على مستوى الفرضيات والتخمينات كل شيء ممكن!! ما أشار إليه أخي رشيد ممكن أيضا وما ذهب إليه تلميذك النصّي ممكن وما تعتقده أنتَ ولم تصرّح به ممكن أيضا..نصك هذا عميق عميق دالّ دال.. خطير أنت يا علاء !!! فبالرغم من شيوع الفكرة ومفرداتها استطعتَ أن تأخذني إلى نهاية النفَس...إعمال الفكر والمنطق الرياضي في الأدب الساخر والقصة القصيرة شيء رائع رائع!! أدام الله عليك نعمة العقل يا ولدي...مودتي..[/frame]
أخي الفاضل علاء ..
أما أنا أولا سأعلق على الصورة قبل أن أنصرف عنها لنصك الجميل ..
أجد لها تفسيرا في تعليق الأستاذ جمال حين عبر عن منطق القوة، و ممحاتك هنا لن تستعمل لمحو الرسمين على الجدار أو اللوحة فقط إنما تصلح إن صح القول مجازيا لمحو النقيض
هكذا يزول الخطر، و إن حدث و استمر النزاع و التشاحن فلا حل إلا اللجوء لسياسة المحو الشامل .. و أكيد ذلك سيكون بيد اجنبية أي لا يربطها بهما ذلك الرابط الذي صنع النزاع الأول و الأخير ..
نصك يحمل من التأويلات و التفسيرات و المعاني ما يصلح لوضعه على كل حالة و وضع يعيشه العالم و العرب و الأطفال و الكبار و السياسة و الحياة العادية و المنافسة ..
و للأسف الشديد لا حل غير ذلك الذي أشرت إليه أنت بطريقة الترميز أو الرموز لأن المحو كلمة مشفرة تخفي تحت أحرفها الألاف من الكلمات التي تخدم كل واحدة قضية معلومة ..
أنا شخصيا لا أرى بوادر تطابق أو حتى اتفاق .. لا ميل نحو الاتحاد .. لا رغبة في التعاون من اجل الوصول لمبتغى واحد و هدف واحد ..
رائع انت في طرح الموضوع و في صياغة الأفكار ..
و هي كما قال أبتي محمد الصالح قد تكون .. و قد تكون .. و قد تكون .. و قد تكون .... لأن المفاهيم هنا واسعة جدا
لذلك سأقرأ النص كما أريد و كما تفرضه علي أفكاري ..
اخي يسرني مرة أخرى أن أقرأ لك ..
نصك رغم انك ضممته لقسم القصة القصيرة إلا انني أراه ينتمي إلى أدبك الذي اعتدناه ألا وهو الادب الساخر .. حتى في جديته ..
شكرا على كل هذا الألق و الانفراد .
تحياتي .. لقلم ذكي ..
[align=justify]
سأل معلم الرياضيات تلاميذه:
كيف يمكن لنا أن نجبر خطين متوازيين على الالتقاء في نقطةٍ واحدة؟؟
أجاب معظم الطلبة بصوتٍ واحد:
الخطوط المتوازية لا تلتقي أبداً يا أستاذ...
- جيد أنكم لا زلتم تحفظون الدرس الماضي..
لكن أحد الطلاب المتفوقين وقف ومعه ورقة رُسِمَ عليها خطان متوازيان، وقال بصوتٍ تملأه الثقة:
بلى يمكن أن يلتقيا يا أستاذي!
استغرب المعلم وفكر قليلاً ثم ابتسم قائلاً:
لابد أنك تمتلك آراء مثيرة، تعال إلى هنا واشرح لنا ما لديك من أفكار...
استهل الطالب شرحه قائلاً:
- إذا مال الخط الأول وسميته "ف" قليلاً باتجاه الخط الثاني وسميته "ح" فحينها يمكنهما أن يلتقيا في نقطةٍ واحدة وكذلك إذا مال الخط "ح" قليلاً باتجاه الخط "ف" فسنحصل على ذات النتيجة!
ويمكن للاثنين أن يتعاونا معاً ويميلا قليلاً باتجاه بعضهما البعض وهذا من وجهة نظري الحل الأمثل.
الأستاذ باسماً متسائلاً:
وإذا كان كل خط منهما يصر على أن يبقى في طريقه فماذا ستفعل ؟؟!
أجاب الطالب بذكاء:
إذا كان الخطان يرغبان بالاستمرار في التوازي فحينها لا يمكن أن يلتقيا أبداً إلا بحالةٍ واحدة؛ وهي حالة اللجوء لتدخل قوة أخرى تجبرهما على التقاطع أو التطابق رغماً عن أنفيهما!
تساءل الأستاذ باستغرابٍ شديد:
وكيف لنا أن نفعل ذلك؟؟!
أخبرني بما يدور في ذهنك أيها الطالب النجيب....
أجابه بهدوء وهو يفكر بعمقٍ شديد:
هذه يداي تمثل هذه القوة، سأقوم الآن بطي الورقة بحيث يتقاطع الخطان في نقطة أو ينطبقان تماماً!
- ولكن مهلاً....
ماذا لو كان الخطان المتوازيان مرسومان على السبورة أو على حائط متين فكيف سنطوي السبورة كما طويت أنت هذه الورقة المرنة؟؟!
- إذا كان الخطان المتوازيان مرسومان على خلفية صلبة فذلك يعني أننا في معضلة!
لأنها ببساطة ستتحطم بين أيدينا إن حاولنا طيها، ولا يمكن لنا أن نحطم السبورة من أجل هذين الخطين، أو أن نقطع الشجرة المثمرة من أجل فرع أعوج أو ورقة صفراء؟؟!
في هذه الحالة يمكننا استخدام الممحاة لنمحو هذين الخطين المشاغبين معاًً ويمكننا بعدها أن نرسم خطوطاً جديدة تكون مرنة ومتقاطعة كيفما نشاء!
[/align]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
[frame="1 98"](الحقيقة في فرنسا تختلف عن الحقيقة فيما وراء جبال البرينيه !) المألوف والمتعارف عليه والمنطق واللامنطق .. على مستوى الفرضيات والتخمينات كل شيء ممكن!! ما أشار إليه أخي رشيد ممكن أيضا وما ذهب إليه تلميذك النصّي ممكن وما تعتقده أنتَ ولم تصرّح به ممكن أيضا..نصك هذا عميق عميق دالّ دال.. خطير أنت يا علاء !!! فبالرغم من شيوع الفكرة ومفرداتها استطعتَ أن تأخذني إلى نهاية النفَس...إعمال الفكر والمنطق الرياضي في الأدب الساخر والقصة القصيرة شيء رائع رائع!! أدام الله عليك نعمة العقل يا ولدي...مودتي..[/frame]
أستاذي محمد الصالح الجزائري
إن كان النص رائعاً
فهذا بفضل الله أولاً
ثم نصائحكم المفيدة ونقدكم البناء
لقد كان النص مباشراً في دفاتري، وقمت بتحديثه وحاولت أن أترك للقارئ فرصة لكي يشاركني التحليل والتفكير...
وهذه خلاصة نصائحكم لي على مدى الأيام الماضية
لذا أشكركم من كل قلبي
ويسعدني أن الموضوع قد نال إعجابكم
وأتمنى من كل قلبي أن تكون الممحاة الوسيلة الأخيرة في حل المشكلات على كافة الأصعدة!
أحترامي وتقديري لك أستاذي العزيز
ياسمين وفل لقلبك الطيب وروحك النقية
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد
هكذا يزول الخطر، و إن حدث و استمر النزاع و التشاحن فلا حل إلا اللجوء لسياسة المحو الشامل .. و أكيد ذلك سيكون بيد اجنبية أي لا يربطها بهما ذلك الرابط الذي صنع النزاع الأول و الأخير ..
أعجبتني هذه الجملة كثيراً
بالتأكيد لقد لاحظتم أن هناك صراعات عميقة متجذرة وهي أخطر أنواع الصراعات...والحلول قد تأخذ شكلاً قاسياً جداً جداً
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد
و أكيد ذلك سيكون بيد اجنبية أي لا يربطها بهما ذلك الرابط الذي صنع النزاع الأول و الأخير ..
وقد يكون ذلك بيد القوى الداخلية أو قوة الشعب أيضاً.
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد
أنا شخصيا لا أرى بوادر تطابق أو حتى اتفاق .. لا ميل نحو الاتحاد .. لا رغبة في التعاون من اجل الوصول لمبتغى واحد و هدف واحد ..
وهذه مشكلة تجعل من استخدام الممحاة في حسم الخلافات المتجذرة أمراً لا مفر منه!
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد
رائع انت في طرح الموضوع و في صياغة الأفكار ..
و هي كما قال أبتي محمد الصالح قد تكون .. و قد تكون .. و قد تكون .. و قد تكون .... لأن المفاهيم هنا واسعة جدا
لذلك سأقرأ النص كما أريد و كما تفرضه علي أفكاري ..
اخي يسرني مرة أخرى أن أقرأ لك ..
نصك رغم انك ضممته لقسم القصة القصيرة إلا انني أراه ينتمي إلى أدبك الذي اعتدناه ألا وهو الادب الساخر .. حتى في جديته ..
شكرا على كل هذا الألق و الانفراد .
تحياتي .. لقلم ذكي ..
وجودكم هو الرائع
وقد سعدت كثيراً واستمتعت بقراءة ردودكم الراقية الرائعة التي أضافت للموضوع بعداً جديداً
إنها جلسة عصف ذهني راقية بامتياز
أشكركم عليها من كل قلبي
احترامي وتقديري لك أختي الكريمة
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
رد: الممحاة هي الحل!
قرأت موضوعك يا أستاذ ووجدت أنه يتناول صميم وكبد الإشكاليات
عندنا ولم أسعف لقراءة تعليقات الأساتذة المتدخلين .
ما أكثر الخطوط المتوازية الصلبة عندنا ، وهي في الحقيقة مرنة
في طبيعتها لكنها صلبة في عقولنا الصلبة أيضا .
لن أتركك تتساءل أو تبحث عما أقصده ( أنا) من الخطوط المتوازية الصلبة
- وهي في طبيعتها رخوة وبدون قواقع - دون أن اتحفك بمثال يكاد هذه الإيام
وفي الأيام السابقة يهز أركان دول بحالها : خط الحجاب وخط النقاب .
و الممحاة حيال هذين الخطين متعدد أو أن انواعها ثلاثة : ممحاة مؤيدة
لخط مجافية للثاني وممحاة مجافية للأول مؤيدة للثاني وممحاة تتحين
الفرصة لفسح المجال لخط ثالث .
حياك الله وبياك .
الأخ العزيز الأستاذ/ فهيم رياض
أهلا ومرحباً بك وبمداخلتك الراقية
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهيم رياض
خط الحجاب وخط النقاب .
و الممحاة حيال هذين الخطين متعدد أو أن انواعها ثلاثة : ممحاة مؤيدة
لخط مجافية للثاني وممحاة مجافية للأول مؤيدة للثاني وممحاة تتحين
الفرصة لفسح المجال لخط ثالث .
حياك الله وبياك .
كما تفضلت أستاذي، المشكلة تكمن في التعايش بين الآراء المختلفة في منطقتنا، المشكلة هو أن كل خط يحاول أن يلغي الخط الآخر
يحاول أن ينهكه
يحاول أن يقضي عليه...
هناك كوارث تحل بالبلاد والعباد
يفترض أنها تشكل دافعاً كي نعيد حساباتنا
ونراجع موقفنا من بعض البعض
لكن إلى الآن لم نتشرب قيم التعايش
ولم نفهم معنى المعارضة البناءة والاختلاف يأخذ عندنا طابعاً دموياً، وصراعا لا ينتهي!
نتمنى أن يحمل لنا الربيع العربي مفاجئات
وكما حدث تغيير في بنية الأنظمة، نتمنى أن يطال التغيير العقلية المجتمعية والمناهج السائدة منذ عقود والتي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من آلام..
نتمنى ذلك