18 / 02 / 2008, 20 : 09 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
ضيف
|
خواطر منقولة
مُوجِعٌ أن نكْبُر
مُوجِعٌ أن نكْبُر
مي ملكاوي
ومؤلمٌ أيضاً، والأكثر إيلاماً أن نقف على أطلال طفولتنا الجميلة محترقي الدموع، متشوقين لمشهد واحد نستعيده، ليضفي على كآبة رُشدنا وكِبَرنا ابتسامة واحدة، أو ضحكة بريئة.
تلك الشوارع التي كنا نلعب بها، تلك الممرات، تلك الدكاكين، ما أشصعب الحاضر حينما نتذكر حلاوة الماضي، وما أضيق الساعات حينما نتذكر رحابة الأيام واللحظات التي مرّت علينا في الصغر.
كم هي صعبة العودة الى نزق الطفولة الرائع، في حين أننا لا نستطيع أن نستعيد ولو لحظة واحدة من تلك الأيام الرائعة، كم هو صعب أن ننضج ونستوعب الدنيا وهمومها، في حين كنا في الماضي لا نفكر إن كان هناك هموما في الحياة أصلاً.
مؤلم أن نَكبُر، نُغمضُ أعيننا على فتات الأحلام (بدي أصير معلمة، بدي أصير دكتور، بدي أطلع طيار، بدي أكون كاتبة...) والعمر يكبُر ونحن نبقى كما نحن.
وتكبر الأحلام فينا؛ ونبقى بانتظار لحظات حاسمة تجعل منا ما أردنا أو ما كنا نأمل، وتقفز في مقابلها تداعيات ومنغصات الحاضر ومآسيه، وصعوباته، فتتداعى كل تلك الأحلام لتتحول الى كوابيس يقظة.
وتنمحي البراءة كلما تقدم بنا العمر، وتنمحي النظرة الساذجة من على مُقَلِنا، فنصبح عبيداً لمحاولات ادعاء الخبرة والتعمّق في الحياة، لكن تلك الادعاءات تهترأ مع أول اختبارٍ، لنصبح على العكس تماماً: عبيداً لادعاءات غيرنا علينا؛ لنركض الى أقرب مكان مغلق ونبكي على ضعفنا وسذاجتنا الطفولية.
مؤلمٌ الوعيُ على الكِبَر وعلى النضوج، والأكثر إيلاماً أن ترى كل من كانوا صغارا يلعبون معك، وقد كبروا مثلك ودارت بهم الحياة ... مثلك، وصار لهم هموم وأحلام منهارة... تماماً مثل أحلامك.
نعم كل ذلك مؤلم، وخاصة حينما ننتبه كم مضى بنا من العمر دون أن نحقق أهدافنا، ونحن بعدُ لم ننجز ما كان في البال، أو حتى ما لم يكن أبداً.. في البال.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|