التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,637
عدد  مرات الظهور : 162,970,435

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 12 / 2012, 22 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد الصالح منصوري
كاتب نور أدبي مشارك
 





محمد الصالح منصوري is on a distinguished road

Wink نــضــج ...

نـضـج ..

تنطّ نطّ فراشة..تنتقل من زهرة إلى أخرى..
تلثم هذا وتمتصّ رحيق الآخر..
تراها تحضن والدها من خلف الأريكة، وترمي بنفسها في أحضان أمها..
تشاكس أخاها، تخطف منه لعبته، يصرخ مستغيثا..ترمي له بها بعيدا فيذهب متعثّرا لالتقاطها..هكذا هي يحلو لها جوّ الضجيج ..كثيرا ما ينهرها والدها: اتركينا نسمع الأخبار.. ولكنها لا تأبه لذلك تستمرّ في ضوضائها تنشد تغني اغنية لا تعرف لها معنى..تجرّ كرسيا قبالة الأريكة، تجلس في وضع معاكس..تطلب لأمها نقل المؤشر إلى قناة الرسوم المتحركة..تسقط الكراسي..تجلب دميتها تحاول تنويمها على ركبة أبيها، وتهدهدها: ننّي ننّي جاك النوم، تسحب الجريدة من يد ابيها لترى صورة حمار يركب دراجة فتستغرب مشهقة: حمار يركب درّاجة! فيجيبها الوالد بهدوء لا غرابة، الحياة تطورت يا بنية!
وتنطّ لتلقي بثقلها بينهما، بين أبيها وأمها، فتزجرها الأم لم لا تتخذ ين لك مجلسا متسعا من هناك؟ فتهمهم أريد الجلوس بجانبه، إنها تريد أن تنفرد بأبيها ولا يشركها أحد حتى وإن كانت أمها، وأمها بالخصوص، فقد وقع في قلبها شيء ما..فأصبحت تغار لأبيها من أمها، تمرفقت على فخذ أبيها وسألته لم لا يقتني لها دراجة؟ أتريدين أن تكوني مثله؟ ضايقتها أمها لتحملها على الانتقال إلى الجهة الأخرى، دفعها ذلك إلى التساؤل لم أمي تريد أن تستحوذ لوحدها على أبي؟ أصبحت تتابع الحركات علّها تجد مبررا تتغابى وتتغاضى ولكن ترسل نظرات خفية خاطفة ماكرة، فتلحظ حركة وتسمع وشوشة، ولكنها لم تكن كافية لفك اللغز، وتابعت واستكشفت أمورا لكن لا زالت بالنسبة لها غامضة، فحركة غمز..ودعابة لمز..وتبادل نظرات فاترة، مصمصة شفاه، وارتعاش حواجب، وإشارات إلى مواطن حسّاسة كل ذلك ولّد في ذهنها وليدا جديدا لم تقترح له اسما بعد..لكنه مقلق لحدّ أنه جلب الأرق وصداع الرأس، ومن يدري لعل هذا الهاجس أو مثله هو الذي جعل الحمار يركب الدراجة؟ فالحياة تطورت..طنين بعوضة في المخّ! لماذا؟ لمّا حرّكت البراءة حاجبها اعتبرته أمها عيبا! وعندما تغمز هي؟؟ وتأمرها وبشدة أن تستر ساقيها إن انحسر عنهما الثوب قليلا، ولا تراها تبالي بعري ساقيها وهي تعرضهما للمدفأة، آخرة السهرة نهضت الأم لتذهب إلى بيتها سابقتها وارتمت على السرير..اذهبي إلى موضعك لتنامي..لا، أنا سأنام هنا بجنب بابا، ولم أنت تنامين بجنبه؟ تطلعت إلى أمها وهي تنضو ثيابها وترتدي ثوب النوم الشفّاف وتتعطّر وتسرح خصلات شعرها ففعلت فعلتها فزجرتها أمها البسي ثيابك، عيب، وأنت؟ أرْتالٌ من الاكتشافات طلمست فكرها الغضّ، لم يلتصقان ببعضهما وأنا وأخي كل في سريره؟ طاشت منها نظرة خاطفة ولكنها فاحصة فارتسمت على صدر أمها وتذكرت عذوبة لبانها، وتساءلت لم لا تكون لها أثداء؟ وتحسّست جهة اليسار تحت إبطها بلطف، فاستراحت لهذه اللمسة الحانية، لكنها لم تقيمها ولم تجد لها مصطلحا، ذهبت صاغرة لمأواها، وعشٌّ من التساؤلات يملأ مخّها الهشّ.
استلقت على فراشها، أغمضت عينيها، محاولة طرد ما يزعجها، وداعية حادي المنام أن أقبل، أخذت أنفاسا عميقة، تساعد في هدأة النفس، وغطيط اخيها يؤنسها بعض الشيء..لكن النعاس بقي يعاند، لم يتحملها مضجعها، تشقلبت ذات اليمين وذات الشمال، تثاءبت، تنهدت، وفي هذه الحال تناء إلى سمعها صوت غريب، همهمة خافتة، وأنفاس متقطعة لاهثة، وشخير ضارب في الغور، فتصورت ذاك الشبح المخيف..ارتعدت فرائصها، وصرخت بأعلى صوتها: ماما ماما! فهجعت الأصوات وجاءت الماما على عجل كما هي، أوقدت المصباح ووقفت عند رأسها لاهثة، ولمّا هدأت هي، وهدأت، طبعت قبلة على جبينها مودعة.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة خيري حمدان ; 11 / 01 / 2013 الساعة 08 : 09 PM.
محمد الصالح منصوري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 01 / 2013, 11 : 09 PM   رقم المشاركة : [2]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:sm3: رد: نــضــج ...

القاص محمد الصالح منصوري
لا شكّ بأنّ النضج يأتي في مرحلة من مراحل الأنوثة، وهنا يأتي دور الأم التي يجب أن تقف إلى جانب ابنتها كي توجهها، كما يجب على الوالد أن يدعو الأم كي تأخذ دورها لتجنب الحرج وتوجيه الابنة كي تفهم خبايا أنوثتها. قصّة هادفة وممتعة - خالص مودتي.
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
نــضــج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|