[د. محمد رأفت عثمان]

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : ربما لا تعرف قيمة التكريـم الذي أسبغه الله عزوجل عليك , ربما اعتبرته من أساسيات وجودك , و ربما ظننته أمراً بديهياً و بالتالي لا يحتاج منك شكراً أو حمداً , و لكنك لو راجعت هذا الأمر بعين متفحصة و قلب واع لأدركت الكثير الكثير مما كان قد فاتك .
أخي المسلم : إن نعمـة التكريـم التي أنعم الله عزوجل بها على الإنسان هي نعمـة عامة , للمسلم و غير المسلم , وهبها الله عزوجل لهم , فجحد شكرها من جحد , و أقرها و شكرها المسلمون فزادهم الله عزوجل بها عزاً و رفعة و نعمـة , و التكريـم هو عطاء و تشريف و تخصيص و اجتباء , و الله عزوجل أعطى الإنسان الكثير من النعم من أجل تكريمه و إعلاء شأنه , و أهم هذه النعم العقل و الخلافة و تسخير الكثير من المخلوقات له و لأمره , أعطانا كل هذا من دون أن نبذل في سبيل ذلك و لو مجهوداً بسيطاً , و لو شاء جل في علاه لحرمنا ما وهبنا و لاضْطَّرَّنا للسعي وراء ذلك لاهثين مرغمين , أذلاء غير معززين و لا مكرمين .
أخي المسلم : لقد كرمك الله عزوجل حين رزقك العقل فَسَمَوْتَ به عالياً في الوجود بإذنه , و حين رزقك خلافته في أرضه و جعلك أهلاً لهذا المنصب و هذا الشرف , و حين رزقك العلم الرباني و القرآن و السنة و العلم الدنيوي فَحَلّقت بهم بإذنه في فضاءات لا يصلها معظم المخلوقات , و حين سخر لك الكثير من المخلوقات , من أجلك و من أجل حياتك و معاشك , من أجل رفاهيتك و خدمتك و تأمين حاجياتك , لقد كرمك الله عزوجل حين رفع قدرك في هذه الحياة الدنيا و جعلك سيداً على كثير ممن خلق و صور و أبدع , فيا لها من نعمـة عظيمة جليلة حَوَت الكثير الكثير من فضل و نعمـة الله .
أخي المسلم : أنت مخلوق غال على الله عزوجل , فاعرف نعمته هذه و غيرها مما أنعم الباري عليك حتى تستحق المزيد و حتى يُرَقيك و يقربك إليه أكثر فتسعد بمحبته و عطائه و رضوانه .
اللهم لك الحمد كلما ذكرك الذاكرون و غفل عن ذكرك الغافلون , اللهم لك الحمد حمد المحبين الأوابين المنيبين , حمد الأصفياء و الأتقياء و العارفين و الخلق أجمعين .

الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 6 نيسان 2014

- و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً (70) الإسراء
- و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) البقرة
- اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) ابراهيم
- هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) الجمعة
- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآية القرآنية في هذا المتصفح بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث بقراءة حفص عن عاصم من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .