هذا العنوان الذي جاء بالحب نكرة عمدا ليجعله في موضع معين مختلف عن كل حب لأنه مخصص بالصفة "مكابر" , لذلك لعب التجاور اللفظي هنا دورا مهما في إنتاج الدلالة، جعلني أتساءل :هل حلم اليقظة الشعري قادر علي أن يمدنا بماهية الأشياء في عمقها الأصيل ؟ والإجابة " نعم" ذلك حين يتحول الأثر الشعري إلي علامة لا علي المعني السطحي للنص وإنما علي انتماء الذات إلي عوالم كامنة في البعد النفسي ، وهذا النص الذي بدأ فاتحة نصية مدهشة قلما توجد عند الأنثي " أخاف عليك مني" فالخوف هنا أحد عناصر عالم النص السيميائي ومرتكزات جماله ، ليس فقط لأنه يتخذ في حياتنا معني معين ، وفي فضائنا قيمة محددة ،وإنما يمثل هنا ذكرة فياضة تسكبها الشاعر علي إطار العلاقة التي تتراوح بين " الأنا " وال " هو" وحضور الأنا كان حاسما وصريحا وواضحا مدفوعا بخوف القوة وليس خوف الضعف ، لذلك جاء النص متأهبا منذ البداية للكشف عن الحقيقة الكونية وهي كبرياء الحب المتوازي مع كبرياء الذات ، لكنه ليس كبرياء المتعالي وإنما كبرياء الحقيقة - إذا جاز التعبير _ الذي يدعو إلي استبصار الوعي
إليك .. إليك عني
كلانا للهوى .. جائر !!
كفاني عزتي .. وكفاك شعرا
أسجل فيه خوفي المبهم العابر
ومن اللافت أن القصيدة تبدو موشاة ببنية رؤيوية جميلة في كشفها للآخر وقدرتها علي إخفاء الكشف بين سطورها وتحت رموزها وفي لُبِّ لوحاتها عندا يكون للقلب مبررا لأن يقع بين صخر وحجر لأنه اكتشف الزيف في المشاعر النقية ، وهذا الكشف لا يعبر عن ذاكرة ذاتية يقظة بقدر ما يمثل صورة مشعة للمجتمع الإنساني
نص مدهش بقيمة ما فيه من دلالة واعية وجمال خصب...
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: قراءة في قصيدة'حب مكابر' بقلم الناقد عبد الحافظ بخيت متولي
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
[align=justify]عندما يجتمع الشعر والنّقد حول مائدة الإبداع..النتيجة قصيدة جميلة ونقد بديع..هنا اجتمعت شروط المتعة والدهشة! شكرا لكما على فسحة شعرية نثرية مبهرة..[/align]
أستاذي الشاعر الفاضل محمد الصالح الجزائري
أهنئ هذه القراءة الرائعة بحضورك الوارف العبق
كما أهنئ قصيدتي بهذا النقاء والتفاعل الجاد الرائع مع الكلمة ولأجل الكلمة
دام الأدب يجمعنا .. ودام نوره وضاء