مع البير كامو
[align=justify]مع ألبير كامو:
تبهرني رسائل البير كامو التي تبادلها مع ماريا كاساريس، لقد عاش معها قصة حب من نوع مميز، كان رفيقاً لها وأميرها الوسيم، لقد شكلا ثنائي أسطوري، في زمن ساعي البريد، الذي كثيراً ما أتعبنا من انتظاره، كانت عبارات الحب تحط بين سطور الرسائل بكل شغف، تتورد بين طيات المظاريف، يتسلل عبيرها صناديق البريد، بانتظار عشاق الكلمة والمحبين ليقرؤها في ذلك الزمن البعيد.
توهجت رسائل كامو، ملتهبة لتمنح محبوبته شعلة السعادة عبر عبارات رائعة، لترسخ في الأذهان في عهد القوات النورماندية عام 1944.
ـ من البير إلى ماريا 6 يونيو 1944:
اجعلي نفسك جميلة سعيدة، ابتسمي، لاتستسلمي أريدك سعيدة لم تكوني قط اكثر جمالاً من تلك الليلة التي أخبرتني فيها بأنك سعيدة .أحبك وفق كيفيات كثيرة، لكن خاصة، مع محيا الغبطة وإشراقة الحياة تلك التي أثارتني دائماً..إلى اللقاء
ماريا ـ المذهلة النابضة بالحياة، يبدو أنه بوسعي تنضيد ركام من الأوصاف على هذه الشاكلة، أفكر فيك باستمرار وأحبك بكل فؤادي تعالي بسرعة لاتتركيني اكثر مما ينبغي مع أفكاري، أحتاج إلى حضورك الصاخب وذاك الجسد الذي استرخيت معه في جل الأحيان، أترين أبسط لك يداي ـ تعالي أمامي قدر ما يمكنك من السرعة.
إنه نبض الحب الملتهب فوق شفاه المحبين، يقدمه الكاتب في قالبٍ أقل ما يمكن قوله بأنه هيام واضح مثير يحن إلى لقاء عاجل لتصخب حياة بطله.
ـ توهج عفوي يمنح المحبوبة السعادة المغلفة بعبارات رائعة، ترسخ في الأذهان طويلاً، إنها اكسير من نوع خاص، لها نكهة لذيذة.
ـ كامو لا يؤمن بالمشاعر المكتملة، ولا الحياة المطلقة، فهو عاشق يذوب في كيان من يحب، أراد بناء حياة تليق بمحبوبته، أراد مصادرة أي ظرف يسلبه سعادته أو يقيده، أو يزعجه في علاقته مع ماريا، انتصر على ذاته واقترب من ماريا صاحبة القلب الرائع كما كان يصفها.
أراد محبوبته بقربه، لايريد لها الابتعاد عن حياته والعزوف عن دائرة عشقه، وهذا طبع المحبين.
ـ يسعى بكل تأمل للاقتراب من طيف محبوبته، وينتظرها بكل عزينة، إنه متأكد من أنه سيكون سعيد معها، مجرد الحلم بقدومها
يمنحه طاقة اسطورية ليشعر برغبة جامحة لرفع الجبال، ومع اشتداد الريح المتهاوي في أعماق الوديان يرخي الليل سدوله، يعترف بأنه ريفي الطباع يحب الحياة في المزارع المنزوية، والغرف الجرداء، والعمل الجاد النشيط.[/align]
كانت هذه إضاءة سريعة على رسائل البير كامو، الجميلة ذات النغم الراقي المنظم.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|