التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 141,886
عدد  مرات الظهور : 167,696,893

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم اليوم, 54 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
د. نوال بكيز
دكتوراة في الأدب الشعبي ، مهتمة بالأدب الشعبي ، التراث المكناسي ( الظاهرة العيساوية - الأمثال الشعبية )
 




د. نوال بكيز is on a distinguished road

الحب وحده لا يمنح الهواء

في بيت من بيوت مكناس العامرة، عاد الزوج من عمله ليغدق على زوجته فيضا من الحب و الاهتمام و الحنان الذي قد لا يخطر على بال.
كان يقول لها دوما: " انت الروح التي لو خرجت من عيني يظلم العالم من حولي. "
كانت الزوجة تبتسم بخجل، تحسب ان تلك الكلمات هي من الغزل الذي لا يمكن أن يقاوم.
كانت تحب فيه هذا الولع، هذا الاهتمام بكل صغيرة او كبيرة في حياتها، كان يمشي في حوائجنا دون أن تطلب.
كانت تحب فيه هذا التعلق، هذا الشغف، الذي يجعلها تشعر أنها كل نساء الأرض في عين رجل واحد.
لكن شيئا فشيئا، بدأت تلاحظ انقباض حاجبيه كلما خرجت لزيارة قريبة او صديقة، كلما تحدثت في الهاتف تغير وجهه، كلما جلست في مكان دونه تملكه الغضب، يغار من طفلها اذا جلس في حضنها، يغار من أخيها ، من اختها، من الحياة نفسها، يغار حتى من الضحكة التي لم يكن هو سببا فيها.
مع مرور الأيام اكتشفت ان حبه لم يكن عشقا، بل رغبة جامعة في الامتلاك. فقد حاصرها باسمه، و طوقها بقلبه، و ربط أنفاسها بخوفه و جعل من حبه سجنا لا مفاتيح له.
تقاعد الزوج و ضيق على زوجه الخناق: "ماذا تفعلين؟ فيما تفكرين؟ لا تنسي موعد الطبيب ...لا تنسي موعد الدواء...سنذهب سويا إلى هنا...سنذهب سويا إلى هناك...لنفطر معا هذا الصباح...هيا لتناول وجبة الغذاء...وجبة العشاء...لنتمشى معا...لنتنفس معا...أريدك أن تبقي بجانبي...اريد ان اشم ريحك...لا تخرجي من دوني...أخاف عليك. اقسم اني احبك و لا أستطيع العيش من دونك".
"انا احبك لكنني احتاج ان اكون مع نفسي، الحب لا يعني ان تحبسني في مربع صنعته انت. الحب هو ان تسمح لي بأن اكون حتى حيث لا تكون."
"كيف تطلبين التنفس بعيدا عني، أليس الحب ان نكون دوما معا."
لم يفهم انها تختنق من كثرة خوفه.
لم يفهم انها بحجة الحب كان يطوقها بالشوك.
كانت تحبه نعم، لكنها كانت تموت ببطء داخل قفص صنعه بنوايا حسنة اجل، لكن بجهل قاتل. لم يترك لحظة الا و يقسم لها فيها انه لا يريد اذيتها بل حمايتها وحسب.

وذات مساء غابت عن البيت اكثر من المعتاد، لم تجب على اتصالاته، لم ترسل له رسالة، تخبره فيها أين هي و مع من، طار عقله، شعر بشيء ينهار داخله، لم يكن غضبا هذه المرة، بل خوفا حقيقيا من ان تكون قد تعبت منه ، فقررت ان تهجره. حين عادت دخلت البيت في هدوء و قوة، وضعت مفاتيحها فوق الطاولة و ذهبت إلى غرفة الاولاد دون أن تنطق ببنت شفة، لكن هذه المرة و على غير عادة، لم يقابلها بالصراخ، بل دنا منها معتذرا: " سامحيني عزيزتي، لقد اكتشفت متاخرا، ان الخوف حينمايترجم إلى تحكم و غيرة زائدة، يصبح مؤذيا جدا، امنحني فرصة اخرى، فقط لاثبت لك انني تغيرت، آمنت أن الحب وحده لا يكفي، بل لا بد وان يكون معه مساحة من الثقة و المسؤولية...

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د. نوال بكيز غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب، الغيرة، الامتلاك، الثقة، المساحة، المسؤولية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 35 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|