الشواذ و العاهرات في المغرب موجودون واطفال الشوارع والبؤس الذين يستغلون جنسيا موجودون
 الكلام عندنا محظور كلما مس الثوابت وكشف المستور؛مجتمعاتنا إسلامية فاضلة ذات عقيدة أسسها ومبادئها واضحة و مآذنها التي تصدح عدة مرات في اليوم بالتكبير تشهد بذلك.
إن الكل على دراية بلائحة الكبائر و المحرمات وأسراب المصلين أيام الجمعة تبدو شاهدة على الوعي الديني لكن ماالذي يحدث خفية؟كيف هي الليالي في بلادي (التعميم جائز على بلدان عربية كثيرة)؟
كم من أمور تنافي العرف تحدث ولا يكشف عنها الغطاء؟
جلست ذات مساء مع أسرتي في مطعم على شاطئ مغربي و لم ننتبه إلا متأخرين أن أعلى المطعم هناك حانة منفصلة عنه شكلا لكنها تابعة له.
المنظر المطل على شارع المدينة الساحلية الصغيرة كان ساحرا وكنا مستمعين لولا ملاحظتي لتحركات غريبة؛ فتيات وسيدات أنيقات جميلات يأخذن مكانهن و يجلسن في زوايا مختلفة من المطعم ، ظاهريا كن متفرقات لكن الإتصالات بينهن و الإيماء ات وماحدث فيما بعد دل على غير ذلك.
فقد غادرت إحداهن وأظنها دخلت الحانة وعادت ليتبعها بعد قليل سكير يسبها ويشتم بكلام غير لائق و يزعج السامعين واستدعى الأمر تدخل نادلي المطعم لإعادته إلى الحانة فلعله كان زبونا راقياذا جيب مليء لا يصح خسارته مهما حدث.
السيدات كنا ينتمين لنفس الوكر أو التوجه أو المهنة لاأدري أي كلمة هي الأنسب لكن السكير و طقم النوادل كانا يعرفهن بالإسم وحركاتهن وتجمعهن نما عن قصدهن؛إنهن في مهمة ترصد الفرائس أو الزبائن وهنا أيضا لاأعرف أي كلمة هي الأنسب،فمن الضحية ومن الفريسة وهل العملية هي عملية ابتزاز أم عملية أخذ وعطاء وتراضي..
السؤال الذي وجدت نفسي أطرحه كم عددهن داخل المطعم و داخل المدينة الساحلية الصغيرة وداخل المدن الكبرى وفي البلد كله.
هل هناك إحصائيات؟
ياإلهي لماذا تغيب عندنا الإحصائيات؟ أكاد كل يوم هنا في هولندا أسمع أو أقرأ عن إحصاء؛ كل الظواهر تحت الملاحظة والدراسة والمعالجة إن استدعى الأمر ذلك.
فأين هي إحصائياتنا؟ أين هي مواجهاتنا لمشاكلنا؟
أتذكر أن كل الكلام محظور وأنه لايجوز كشف المستور لكن زوارنا يعودون بحكاوي كالتي حكيت و أكثر لذا علينا أن نحصي ونعالج و نقنن.
عندما تفجرت شرارات غضب سكان القصر الكبير عقب قران الشاذين لم يكن مجديا أن يكتم الخبر أو أن يذر الرماد في العيون، إنهم موجودون : الشواذ و العاهرات في المغرب موجودون واطفال الشوارع والبؤس الذين يستغلون جنسيا موجودون.
وبينما تغلق ابواب بيوت آمنة ليلا وتطمئن أمهات على أبنائهن في أسرتهن هناك أسرة كثيرة لاتسمع الآذان وتتجاهل الفضيلة وعلى إيقاع طاحونة الفقر ودوامة الاختلال وزوابع النزوة والبقاء يلطخ وجه بلد نحبه.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|