التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,656
عدد  مرات الظهور : 163,066,260

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > النقد
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09 / 08 / 2008, 14 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

شفيق حبيب والنفخ في البوق

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/13.gif');border:10px ridge green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
منذ فترة طويلة، وعندما قرأت قصيدة الشاعر شفيق حبيب "مخبر ومحقق" المنشورة بتاريخ 19/11/1982 توقفت طويلاً أمام هذا الكم الرائع من التحدي والمواجهة في ذات الشاعر. فالقصيدة، تقف في وجه الاحتلال وتعلن صرختها المدوية، لتقول إنّ العذاب ومهما اشتدّت أنواعه وأساليبه لا يمكن أن يكسر قدرة الروح على المقاومة والشموخ والثبات، وحين تكون مثل هذه الروح عند كل فرد فإنها تشكل معجزة المعجزات، في صوغ الروح الجماعي الشعبي القادر دون ريب على مواجهة الاحتلال بكل ثبات وقوة.
في هذه القصيدة "مخبر ومحقق" يرتفع الخطاب الموجّه للاحتلال ليقول ويصور وينقل الذات المتحدية، حيث "الأنا" تكبر وتشمخ وتعلي قامتها.. وحيث "الأنا" تشعر بارتفاع صوتها وقوة تواصلها مع الحاضر المتصل بالماضي "هذا أنا / لا أنثني / لا أنحني / لا أقهر / إنّي ابن شعب صابر / ما لان في وجه العواصف والرياح تزمجر".. لنقع على تداخل الملامح، وتوحد في الامتداد.فالإنسان الفلسطيني الفرد، هو في الوقت ذاته، الشعب الفلسطيني بمجموعه، لأنه ابنٌ له تراثاً وامتداداً وواقعاً معاشاً.. والشعب الفلسطيني، هو هذا الفرد الذي يعبـِّر خير تعبير عن المجموع.. وهنا نكون أمام صورة الشعب / الشاعر.... والشاعر / الشعب.. وهي صورة ذات أبعاد هامة في إيضاح ملامح الشخصية الفلسطينية الفردية والجمعية..
في صورة هذا الشاعر الذي قرأت ، برزت أمام العين وتبدت قدرة الشعر على الوصول من جهة، وعلى إثارة خوف وخشية الاحتلال من جهة ثانية.. الشاعر شفيق حبيب يصر على أن الكلمة تستطيع أن تتوهج لتكون نوراً وناراً، نوراً ينير الدرب أمام شعبه، وناراً تحرق المحتلين. لذلك وقف الشاعر متحدياً جلاده، ساخراً من هذا "المتحضر" الذي يرتعش خوفاً من كلمة الحق التي تقال.. والشاعر في هذا ليس "خفاشاً" كالاحتلال الذي يحب العتمة والظلام.. إنه الشاعر الذي يرتبط بالشمس والضوء والنور لنكون في واقع الحال أمام صورتين متناقضتين متنافرتين.
الصورة الأولى هي صورة شعب فلسطين، الشعب المرتبط بالنهار والضوء والبحث عن الحرية.. والصورة الثانية هي صورة الاحتلال، وهي الصورة التي تطارد النهار وتدّعي "التحضر" مع أنها تؤثر العتمة والظلمة.. وفي تصادم الصورتين يعرف الشاعر أنَّ الغلبة للنور، وهو أمر حتمي، لا يحتاج إلى الكثير من البراهين، الواقع يقوله ويفرضه، والوقائع تؤيده وتسجله: " حقق معي ما شئت يا متحضرُ / أصبحت أزهو أفخرُ / بقصائدي / تخشون عزم حروفها / غنيتها للأهل الأحرار / صدقاً تقطر ُ/ غنيتها للأرض طيباً تنشر / غنيتها لمواقف لا تغدر / حقق معي / أنا لست كالخفاش في ليل بهيم أظهر / إنّي أحدق في جبين الشمس كبرا"....
إن مثل هذا التحدي لا يتوقف عند حد، حتى حين تنفجر الشهادة نهراً من دماء.. هنا لا يريد الشاعر أن يكون الدم المتفجر صورة من صور اليأس والانسحاب، صورة من صور الانطواء على الذات دمعاً وانكساراً وتفجعاً.. لا أحد يستطيع أن ينكر حجم الحزن وحجم الألم، إذ هناك سؤال يكبر ويتحول إلى جرح في القلب على هؤلاء الراحلين.. لكن الشاعر يأبى أن يتحول الفاجع إلى انكسار في الذات الفلسطينية، إلى تراجع وتراخ وانطواء في النفس، من هنا الإصرار على أن الشهادة نور وحياة، على أنّ الشهادة قوة ومحرّك ودافع..
يفتح الشاعر من خلال صورة الشهادة وهي صورة مليئة بالكثير من الحياة والحيوية، والغليان، العين والقلب والروح،على صورة القادم، صورة المستقبل الحافل بالكثير ليكون كل شهيد في دفتر الحضور اليومي. ودفتر التطلع إلى المستقبل، ضوء أمل لا يعرف الانطفاء..
وإذا كان للاحتلال كل هذا الفرح الظاهر لأنّ دم الشعب الفلسطيني يراق ويسفح، وكلّ هذا الرقص المجنون على أنغام القتل والتخريب والتدمير، فإن للشعب أن يتجدد من خلال دمه، من خلال سطور شهادته، من خلال ذهابه حتى العمق في عناق الأرض..
يعرف الشاعر ويعي، وهو ضمير شعبه وقلبه النابض، أن كم الحزن هائل وأن الشعب الفلسطيني المصاب في صبرا وشاتيلا وسواهما يشعر بألم لا يعادله ألم ، لكن كل هذا لا يعني الانكفاء، لا يعني السقوط في متاهة الدموع إلى ما لا نهاية. ولأن الشعب هو الشعب، فقد كان النهوض من خلال دم الشهادة توكيد على روح الاستمرار والمقاومة والتحدي.. في هذا المسار يقول شفيق حبيب: "حقق معي ما شئت يا متجبر / وارقص على آلام شعب ينحرُ / واشرب كؤوس الخمر ما بين الخيام السود / في ساحات صبرا، في شاتيلا / إنّ خمرك مسكرُ / حقق معي ما شئت واعلم / أن طفلاً مزقته قذيفة تتفجر / سيظل نوراً يزرع الآتي / ربيعاً يزهر / ويظل يحيا في ضميري / في كياني يكبر.."..
ولأن الانتفاضة التي تفجرت وعداً وعهداً لهذا الدم، صورة من صور الألق المصرّ على الحياة والحيوية والاستمرار، فقد رأى شفيق حبيب في قصيدته "سأنفخ في البوق" أن يصرّ الإصرار كله على رفض أي صورة تشوه الألوان التي رسمها الأهل بانتفاضتهم الباسلة.. وحين رأى إلى الظلال السود وهي تحاول أن تطغى وتكبر، تشبث بصورة المستقبل التي يريد، وهي الصورة المليئة بالوعد والأمل والإشراق والتفاؤل "عيون الصغار عناق الأماني / ونسغ الحياة من الجذر يصعد / حتى خلايا غصون الخيال".. وكأنّ النفخ في البوق إشارة وعلامة واستدعاء " سأنفخ حتى التصدّع / حتى انشقاق البحار / وكسر بريق النصال / سأنفخ في البوق / حتى اخضرار سلال التوهج / في عاصفات الغلال...."..
وحين يرى الشاعر شفيق حبيب شيئاً من غياب الوطن يكبر الحزن ويزهر ليقول في قصيدته "الأدوار" صرخته التي تمتد ولا تنطفئ وكأنه يرسم ملامح الوجوه وهي تطرح الكثير من أسئلة الغضب والانفعال. في هذا يميل الشاعر إلى الوطن الذي يريد، الوطن الذي يشتهي أن يكون، حيث الشوارع هي الشوارع والشبابيك هي الشبابيك، والدروب هي الدروب… عندها يطرق الحزن كل باب ويتحول إلى قبضة تهز الوجود "عاصف حزني كأمواج الغضب / عاصف كالنار تسري / في ضلوع العشب / في بطن الحطب..."...
هل يعني ذلك أن يكون الحزن طريقاً إلى تحقيق الصورة المشتهاة، إلى تحقيق الصورة الحلم..؟؟.. هنا يميل الشاعر إلى قرع الأبواب بصورة أخرى، حيث يرى أن النخيل "النازف الظمآن / يستجدي ترابه..".. وكأنه يبحث عن كل الملامح الضائعة، عن كل الدروب والشبابيك والوجوه والخطوات.
في قصيدة أخرى تحمل عنوان "تراكمات" لا نبتعد عن وقع هذا الكم من الحزن. وهنا قد نجد ملمحاً آخر، لا نجده في قصيدة "الأدوار".. حيث يطرح الشاعر صورة "الأنا" في انكسارها المحمل بالوجع حتى حدود التشظي " بعضي ينهار على بعضي / أتراكم أجزاء أجزاء" ثم وفي نوع من التركيز على هذا الحزن في "الأنا" تأتي الصورة لتقول "أتلاشى مثل شعاع الضوء / الباكي في ثغر الظلماء" وهو ما يدفع إلى الإحساس بالغربة الثقيلة الجارحة، الغربة التي تفتت وتبعثر القلب "يا مرّ الشهد / وشهد المر / غريب يبحث عن عنوان / مكتوب بالماء.."..
إن الوجع الجاثم في الصورة ينفتح أكثر حين يرى الشاعر إلى سقوط عدد من الأهل شهداء برصاص الاحتلال الغادر في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل فجر الخامس من شباط 1994… فتكون قصيدة شفيق حبيب "أيها الحرم المحزون" صرخة مدوية لا حدّ لها.. صرخة تحمل الكثير من الأسئلة:
هذا دمي مستباح في مساجدنا
أضحى الرصاص لسان الحاقد المذر
أي المذاهب تدعو المؤمنين بها
أن يحصد الشرّ أسراباً من البشر
يا أيها الحرم المحزون فيك قضى
أهلي وهم يلتقون الله في السحر
وإذا كان الشاعر يسأل لماذا؟؟ فإنّ الواقع يذبح السؤال مع سقوط كل شهيد جديد على الطريق.. لكن هل بقي شفيق حبيب مصراً على تلاوة حزنه دون كتابة أي حرف من حروف الأمل؟؟ في الإجابة تلتقي القصيدة المكتوبة في العام 1994 مع قصيدة " مخبر ومحقق" المكتوبة في العام 1982. حيث توهج الضوء من خلال دم الشهادة:
نم يا شهيدي قرير العين أنت لنا منارة فوق درب مظلم خطر ِ
في كل يوم على درب النضال لنا مشاعل عصفت بالنار والشرر
هذا التراب لنا لا للذين أتوا كي يزرعوا الموت أو أن يسرقوا ثمري
الله أكبر ما لانت قناة أبي يا أمتي انتصبي في الكرب واصطبري
الشاعر يرى فلسطين، تراب فلسطين، شوارع فلسطين، وجوه الأهل في فلسطين، من خلال هذا الانفتاح على الضوء القادم من الإصرار على التشبث بشجرة النهار المرتبطة بالشهادة.. الشهيد يتلو النهوض ويكتبه ليكون في القصيدة صورة الحلم، وحلم الصورة.. وهو كذلك يسجل حضور الفعل المرتبط بنهار الانتفاضة وزيت استمراريتها..
ولأنني تعرفتُ على الشاعر في قصيدته "مخبر ومحقق" منذ سنوات، ووقفت عندها كثيراً في قراءة هذا المدّ الرائع من الإصرار على الأمل.. فقد بقي شفيق حبيب بالنسبة لي فارس قصيدة تؤكد على صورة الشجر الشامخ والأمل الواعد ، لذلك أختم بقوله من هذه القصيدة:
" فانظر إلى هذا التراب عليه بصماتي / تلوح وتظهر / وعظام جدي في الثرى تخضوضر / إنّي هنا / في الأرض موجود / وفي الأشجار / في ماء الغيوم / وفي هواء الجو عصفاً أعبر / إنّي هنا / قدر على هذا الثرى / أنا لست أنسى ما جرى / لا أغفر.."..
يذكر أن الشاعر شفيق حبيب من مواليد دير حنا – الجليل - عام 1941.. وكان قد درس الابتدائية في مدرسة قريته، ثم الثانوية في مدرسة الناصرة.. بعدها درس المحاسبة وأحرز دبلوم محاسبة من دار الموظف بحيفا.. وانتسب إلى معهد الصحافة والعلاقات العامة في المعهد البريطاني بالقدس. لينال دبلوماً بعد حين. برز نشاطه الأدبي كشاعر في العديد من المهرجانات الشعرية، إلى جانب ما نشره في الصحف والمجلات.
سجن شفيق حبيب بتاريخ 13/6/1990 وصودر ديوانه "العودة إلى الآتي" حيث اتهمته سلطات الاحتلال بتأييد الانتفاضة والتحريض على العنف.....
وإضافة إلى ديوانه هذا صدرت للشاعر عدة دواوين هي " قناديل وغربان" القدس 1972.. "مأساة القرن الضليل" الناصرة 1976.. "دروب ملتهبة" الناصرة 1980.. "وطن وعبير" الناصرة 1981.. "أنادي أيها المنفى" الناصرة 1984.. "الدم والميلاد" الناصرة 1988.. "العودة إلى الآتي" الناصرة 1990.. " ليكون لكم فيَّ سلام" 1992..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقتل مغني الثورة الفلسطينية ((شفيق كبها)) محمد الصالح الجزائري جمهورية يوم.الجمعة والعطل الرسمية والأعياد 5 12 / 03 / 2014 59 : 12 PM
من يافا كانت البداية - شفيق الحوت في ذمة الله - ملف خاص عن الفقيد هدى نورالدين الخطيب شخصيات لها بصمات 5 19 / 10 / 2012 09 : 09 PM
شفيق ومرسي وخيبة الأمل والضربة القاسمة للثورة المصرية هدى نورالدين الخطيب أحداث وقضايا الأمّة 18 01 / 06 / 2012 32 : 01 AM
"شآبيب" ديوان جيل السبعين للشاعر شفيق حبيب نبيل عودة نقد أدبي 1 09 / 04 / 2011 49 : 12 AM
" صارخ ٌ في البرِّيـــَّة " للشاعر شفيق حبيب نبيل عودة نقد أدبي 0 07 / 12 / 2010 50 : 07 PM


الساعة الآن 43 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|