لا تظلميني يا مها
طمسَ الفـؤادُ بحبه الأخبارا
فإذا الوشاةُ تشيِّعُ الأسرارا
وكـأنه بالسر كـان مُحدثا
في صمته قـولٌ بدا إجهارا
إن كان في الصمتِ التفوّه كله
هل يكتم المرء الهوى إن ثارا
قالت مها لمّـا تفشى سِرُّنا
بؤ في جهنم إنْ تكن غدارا
قد يكتم المرء المحبُ حديثهُ
فإذا النسيم يُخبر الأطيارا
تاللهِ عهدي ما قطعتُ ذِمارهُ
تـاللهِ لم أكُ بالهوى ثرثارا
فالقلب مثل الزهرِ يخفي حالهُ
وأرى الرحيقَ يحيلهُ إشهارا
والليلُ يبدي حـالهُ بظلامهِ
فـإذا النجوم تلوِّحُ الإظهارا
قالت: قريضُك مسَّني بلسانِهِ
قد صرتُ في أفواههم اشعارا
الشعر إن طفح الفؤادُ يصبهُ
نهـرٌ يسيل يعانـق الأبحارا
كالطرفيرمي الحب في قلب الفتى
فإذا الفتى في إثرهِ قد حـارا
وإذا الهوى عودٌ على أوتارهِ
قـلب ٌيناغي في الهوى أوتارا
فتبسمت بـعيونها وتساءلت
من ذا الذي قد يغلب الأشعارا
خالد حجار
فلسطين