التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,735
عدد  مرات الظهور : 163,529,510

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار > الأقسام > صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 04 / 2011, 44 : 01 PM   رقم المشاركة : [51]
مرمريوسف
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مرمريوسف
 





مرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond reputeمرمريوسف has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: مرمريوسف حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

الى صاحبة التميز والأفكار النيرة . الأخت هدى .أزكى التحيات وأجملها..وأنداها وأطيبها..أرسلها لك بكل ود وحب وإخلاص..وأشكرك على هذه الدعوة

تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي من تقدير واحترام..وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي من ثناء واعجاب..بالأخت الرقيقة المعطاءة / مقبولة فماأجمل

أن يكون الإنسان شمعة تُنير دروب الحائرين..

وسؤالى كم من الوقت يستغرق كتابة الشعر وهل هناك طقوس معينة قبل الكتابة . لك تحياتى
توقيع مرمريوسف
 تحصنت بذى العزة والجبروت واعتصمت برب الملكوت وتوكلت على الحى الذى لا يموت .اللهم اصرف عنا الوباء وقنا شر الداء بلطفك ورحمتك إنك على كل شيىء قدير.
مرمريوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 04 / 2011, 19 : 08 PM   رقم المشاركة : [52]
مقبولة عبد الحليم
شاعرة ومحررة أدبية

 الصورة الرمزية مقبولة عبد الحليم
 





مقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: هدى نورالدين الخطيب حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:4px solid burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
[glow1=009966]
هدى نورالدين الخطيب
[/glow1]
تحياتي وأهلاً وسهلاً بالأستاذة آمنة محمود والشاعر الأستاذ عبد الكريم سمعون وكل الشكر على كلماتكم الرقيقة

إجابات جميلة لشاعرتنا المتألقة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

قرأت دراسة نقدية للناقد الأستاذ عبد الرحمان الخرشي حول هاجس الموت عند الشاعرة الفلسطينية مقبولة عبد الحليم (( تراتيل النهاية )) أنموذجاً
شاعرتنا الغالية لو تتكرمين علينا بإيراد هذا النص الشعري: " تراتيل النهاية "

أهلا بنور حرفك غاليتي وعذرا على التأخير في التواجد بحضرة الوردة هُدى
هي بعض مشاغل التحضيرات لإحتفال تكريمي وتكريم ديواني من راعي الديوان وداعم المسيرة الثقافية في قريتي يوم الاربعاء
جزاه الله خيرا

القصيدة هنا يا غالية


تجلت أمامي لحظات النهاية فنزفتها وعزفتها تذكرة لي ولكل من يود التذكر ..

[frame="15 10"]

[glow1=339933]
تراتيل النهاية
[/glow1]
[align=justify]أوصيك يا قلبا رواني حُبه
= يمم على قبري واغدق بالعطاء
اقرأ من القرآن سورة فاطر
= واخشع قليلا واغترف بعض الهواء
فهناك رائحة الدنا قد غادرت
= ليفوح عطر الموت في حضن السماء
وهناك للأرواح أفق سكينة
= فانصت إلى الأصوات تجأر بالدُعاء
تغشى العيون بمقلتيها دمعة
= فالقلب يصفو والأماني بارتقاء
إيهٍ أيا النفس الذليلة ليتني
= قدمت بالأعمال أجزلتُ العطاء
قدمت زادي مخلصا متفانيا
= يا حزن قلبي كيف آثرت الرخاء
أحضنتُ دنيا اللهو! بل تُبت يدي
= رحماك رب الكون جئتك بالرجاء
جنات عدن قد زهت بطيوبها
= فامنن بعفوك بالسكينة والرضاء
وارحم صدى الأجداث يوم قيامة
= نحن العبيد بذنبنا كنا خواء
واشمل بعطفك روحنا فجسومنا
= تشكو الذنوب فليتنا كنا هباء
أهديك يا طيري قطوف محبتي
= فانثر بحبي فوق هالات النقاء
واسكب حنيني في مرابع صحبتي
= رافق أنيني في لُحيظات الفناء
واكتب على قبري لكل أحبتي
= اجزوه خيرا طامعا هو بالدعاء
وبسورة الياسين اختم سيرتي
= قد كنت يوما ضيفها دنيا العناء
قد كان قلبي ساكنا بقلوبكم
= فابقوا على عهدي وإن عز اللقاء
[/align][/frame][align=justify]
من وجهة نظرك كيف نرى ونقرأ هذا الحزن الدفين في عدد من نصوصك الشعرية وهاجس الموت في قصيدة: " تراتيل النهاية " ؟

يا غالية من ولد في عتمة الإحتلال وتفتحت عينه على أرض سليبة وبيوت مهجورة وصبار لا يجد من يأكل ثماره كيف برأيك ستكون حروفه
وهل لولا الأمل الذي يتشبث فينا ويزرعه الله في قلوبنا هل لولاه نستطيع تحمل الغربة
غريب يسكن في وطنه ووطن يبحث عنه في داخله أي المفارقات تلك وأي وجع يسكن الخاصرة
وأما الموت وهاجس الموت دوما أجده ملازما للفرح وللحظات الوقوف مع الذات لربما ليبقى حاضرا في الإحساس والشعور ليوم اللقاء
وأما كيف ترون هذا يا غالية فلكل رؤيته وكل سينظر من ناحية معينة ويرسم لنفسه صورة سيقرأ من خلالها احاسيسي

ومن بعد إذن شاعرتنا الغالية وإذن الأستاذ عبد الرحمان الخرشي سأورد ما جاء في هذه الدراسة النقدية لنتوقف عندها ونعيد قراءتها مع شاعرتنا الغالية الأستاذة مقبولة
ولك هذا يا غالية وأنا كلي لك وعيوني للاخوة والأخوات العزيزات

ولعلي بعد هذا أنعطف لأتوقف قليلاً عند القصة القصيرة عند القاصة مقبولة عبد الحليم وراجية إيراد بعض النماذج القصصية

تشرفينني بهذا أميرة المكان

تقبل شاعرتنا الغالية عميق محبتي وتقديري
هدى الخطيب

[/align]
[/align][/cell][/table1]]
[/align]
توقيع مقبولة عبد الحليم
 على دربك سأموت فدثريني في ثراكِ واعزفي ذكرايَ أنشودة للعابرين ....
وابتسمي

مقبولة عبد الحليم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 04 / 2011, 30 : 08 PM   رقم المشاركة : [53]
مقبولة عبد الحليم
شاعرة ومحررة أدبية

 الصورة الرمزية مقبولة عبد الحليم
 





مقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: طلعت سقيرق حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق
الشاعرة الغالية مقبولة عبد الحليم

كل تحية وتقدير والكثير من الأمنيات الطيبة
جميل أن يعود صالوننا هذا الخاص بسيدته الأستاذة هدى الخطيب
مع شاعرة متألقة تزرع وردة فلسطين لتكون علما يرفرف في سماء حرية قادمة إن شاء الله
مع صاحبة الصالون وسيدته
ومع شاعرة فلسطين وسنديانة وطن
أهلا وسهلا بحوار أرجو ان يكون مثل بحر حيفا زاخرا بكل رائع جميل
تقبلي مروري
سلمت
طلعت سقيرق


وجميل هذا الحضور
شرفتنا أستاذي العزيز بتواجدك العطر
وبحرفك الماطر حبا لفلسطين وأهل فلسطين
لعينيك الفرح وسنابل خير وبركة
توقيع مقبولة عبد الحليم
 على دربك سأموت فدثريني في ثراكِ واعزفي ذكرايَ أنشودة للعابرين ....
وابتسمي

مقبولة عبد الحليم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 04 / 2011, 48 : 08 PM   رقم المشاركة : [54]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: هدى نورالدين الخطيب حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي وشكراً لك شاعرتنا الغالية وهذه الدراسة النقدية للناقد الأستاذ عبد الرحمان الخرشي:


هاجس الموت



عند الشاعرة الفلسطينية مقبوله عبد الحليم


قصيدة : (( تراتيل النهاية )) أنموذجا



1 ) تقديم :

البحث في معاجم اللغة (1) حول دلالة مانقصده من كلمة (( هاجس )) يحيلنا على أنه لهذه الكلمة جذرا واحدا هو (هـ . ج . س ) .. هذا الجذر تولدت عنه كلمةٌ واحدة ( هجس ) .. يقال هَجَس الشَّيءُ في النَّفْس : وَقَعَ (2) . والهاجس : الخاطر . أي مايخطر بالبال .. ولاشك أن مدلول الكلمة قد يكون علامة عن الإصابة بمرض نفسي ، إنساني ؛ هوالقلق ، والتوتر ، بدرجات مختلفة . يترتب عنه خوف المرء من قاصمة حياته : (( الموت )) .. وقد فرق علماء النفس بين هذا الخوف ، وبين قلق الموت ؛ من جهة العموم ، والخصوص ، فخصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو ، ومن شعوره بالخطيئة من الذنوب ، والمعاصي .. ولكون رب العزة ربط الإنسان بالموت بشكل حتمي : (( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )) ، فإننا نرى الشاعرة الفلسطينية ، العصامية ، المعاصرة ، المؤمنة ، الصابرة ، المحتسبة ، الشاهدة على جرائم بني صهيون ، في أرض الرباط ؛ مقبوله عبد الحليم ، لاتتهيب الموتَ أوالمَوَتانَ (3) في هذا النص . ولكنها تستحضره - في نفسها - هاجسا لامحالة سيأتي على حياتها يوما ما . لذا فهي ستستقبله بهذه التراتيل - قبل أن تسلم الروح وربما أسلمتها - بحثا منها على تجاوز ما اقترفت من الذنوب .. فالموت عندها - وعند كل مسلم مؤمن - فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة ، يتبعه حساب !! . فماذا أعدت ليوم الحساب ؟ .. كان هذا كل مايؤرق الشاعرة ، وما يحفزها على عزف لحن / قصيدة (( تراتيل النهاية )) ؛ نهايتها ، أو موتها ، وهي المهووسة بكل ماهو ترتيل ..

مما لاجدال فيه أن هاجس الموت قد ارتبط عند الشاعرة في هذا النص بلحظة أخرى ؛ هي تلك التي اختلت فيها إلى نفسها ، وخطر لها كل ما انتثر من أبيات قصيدتها (( تراتيل النهاية )) معززة بذلك مقولة ( سرفانتيس ) : (( الموت حاصد لايعرف القيلولة )) .. لذلك فهي تحكي عن هم إنساني ، بأبعاد دينية ، إيمانية ، بنفحة إسلامية ، صوفية ، جوانية ، من خلال استحضارها - في الخاطر ومنه إلى الورق - لحظة عز أن يلتفت إليها شعريا من شاعر لاتهدده الموت ؛ سواء بتذكر ، أو بمرض .. والشاعرة بذلك تجعل نفسها في موقف المذكـِّر ، والداعية ، من خلال قراءتها هنا لما هو هاجس اللحظة في ذاتها ، لذاتها ، وللآخر .. سالكة نهج العلماء ، المخلصين ، الربانيين ، والشعراء الزهاد ، ورجالات التصوف النقي . مستلهمة الشعرية العربية ، وكذا نصوص القرآن الكريم ، وبعض علوم الدين ، وصفاء ونقاء لغة يعرب بن قحطان ، استجابة لصفاء عقيدتها في الموت ، وماسيترتب عنها . واستجابة لقناعتها الشخصية ، وذائقتها الفنية في الشعر ، وذلك من خلال قصيدتها : (( تراتيل النهاية )) المنشورة(4) في (( منتديات الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب )) ..

2 ) مقاربة نصية : ( في مضمون النص )

من العنوان أبدأ (( تراتيل النهاية )) ؛ هذا العنوان يتشكل من مكونين لغويين دالين هما :

1 -- كلمة : (( تراتيل )) . الكلمة من فعل (( رتل )) أوردته الشاعرة في مستهل العنوان بصيغة الجمع ، نكرة ، جذره اللغوي ( ر ت ل ) . ففي ( لسان العرب ) فصَّـله ابن منظور قائلا : (( رَتَّلَ الكلامَ : أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه .. والترتيلُ في القراءة : التَّرَسُّلُ فيها والتبيين من غير بَغْيٍ .. وفي التنزيل العزيز : ورَتِّل القرآن ترتيلاً ؛ قال أَبو العباس : ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق ، والتبيين ، والتمكين .. وقال مجاهد : الترتيل : ((الترسل )) و (( ترتيلُ القراءة : التأَني فيها والتّمهُّلُ وتبيين الحروف والحركات )) .. وفي معاجم اللغة مايدل على أن لفظ النهاية المعرف بـ ( أل ) هو : (( غاية كل شيء وآخره )) .

فإذا اقتضت الكلمة الأولى في العنوان (( تراتيل )) مضمرا يرتل - وهو لامحالة صوت الشاعرة مقبوله عبد الحليم في النص ؛ المنسوج بموهبتها الشعرية ، التواقة لتجديد الشعر ، والمتمتعة بالصدق النفسي ، والشعوري - باعتبارها - في هذا النص - سلكت / تسلك دربا من دروب (( التجلي )) المحيل على ( الوجدان ) ، وعلى مايميز الشعر ؛ شعر الشاعرة (( مقبوله عبد الحليم )) من فورة عاطفية مفعمة بالحزن ؛ صبغها بها الواقع ، ومن استغراق في الحب الإلهي ؛ الحب الحق المشفوع بتوجيه الدين ، والمقترن بالألم الناجم عن استيقاظ المخزونات الوجدانية للشاعرة في لحظة من لحظات الحياة المؤشرة للنهاية الحتمية !!! . بوحا بها وبما يتبعها على المستويات النفسية ، والعاطفية ، والوجدانية ؛ لاللتأثير فقط ، وإنما للتأثر؛ تقول الشاعرة مقبوله في ذيباجة قدمت بها النص : (( ... أمامي لحظات النهاية ، فنزفتها ، وعزفتها ؛ تذكرة لي ، ولكل من يود التذكر )) .

2 -- كلمة : (( النهاية )) . الكلمة أوردتها الشاعرة تالية . وقد اقتضت هذه الكلمة مضمرا هو البداية ؛ بداية الشاعرة مع الحياة ، وفي الحياة . والتي هي بداية كل إنسان في الحياة ؛ حينما يُستـَقبل بالفرح اللامحدود .. أما هذه النهاية فقد جاءت مشفوعة بكلام / شعر أحسنت الشاعرة مقبوله عبد الحليم تأليفه ، وأبانت عن معانيها فيه ، وتمهلت في إلقائه - مترسلة - لجعل المتلقي يعيش لحظة النهاية المحتومة وهو يغادر الفانية إلى حيث دار القرار بتراتيل إيمانية !!!.

وبناء عليه فالعنوان وكذاالجملة المؤطرة للنص يحيلان على / ويشيران إلى أن التراتيل / ( النص ) أساسا ترتبط بنهاية الإنسان .. أو لنجمل : موته . فقد تم - بلاشك - إبداع هذه التراتيل بكل تجلياتها ، في لحظة خاصة عاشتها الشاعرة ، هي لحظة انكشاف إيمانية ، صوفية لبست الشاعرة ، وتماهت فيها ، وفق ما انكشف لقلبها من أنوار الغيوب ؛ فكان تعبيرها عن هذه الحالة نزفا بالذي هد ذاتها الشاعرة جراء مافي الحياة من شرور وآثام ... وعزفا للحن منساب مع خلجات النفس الرقيقة - نفس الشاعرة - إلى النفس الأخرى - نفس المتلقي - ولم يكن هذا العزف غير تنغيم خاص ، سخرت له الشاعرة مقبوله آليات فنية مؤثرة في النفس ، والعقل . والغاية من كل ذلك قما قالت : (( تذكرة لي ولكل من يود التذكر )) (5) تذكرة ترغب فيها الشاعرة ، تخفيفا وتنفيسا على نفسها ، واختيارا من المتلقي في سياق ماتقتضيه العبرة ! .

قصيدة (( تراتيل النهاية )) للشاعرة الفلسطينية مقبوله عبد الحليم بصمة شعرية متميزة ؛ من حيث مضمونها العام .. كتبتها الشاعرة وهي تنأى بكتابتها لها عن ترسم خطوات القصيدة القديمة ؛ سواء من حيث تعدد أغراضها ، أو المحافظة على وحدة البيت فيها ، أوالالتزام الصارم بكل قواعد العروض ... بل إن الشاعرة تبدو مترسمة لخطوات الشعر الحديث ؛ خاصة شعر شعراء المهجر الشمالي المتحرر من كل ما يضيق على الشاعر من التزامات فنية .. ولعل عوامل الارتباط بقضايا الهوية بحدودها العامة ؛ عقيدة ، واختيارات . وكذا الظلم الممارس على الذات الفلسطينية ، وماتفرزه الأحداث من ارتدادات ، وانكسارات وجدانية عند الشاعرالملتزم بهموم الوطن ، و ...

كانت كل هذه العوامل جد مؤثرت في نفس الشاعرة مقبوله ، لذلك انعكست على كتابتها التي تحررت في مضمونها ، انسجاما مع ذاتها ، وبالتالي مع انكسارات هذه الذات . . وما أحوج الذات في هذه الحالة إلى البوح !!! . كغيرها من الشعراء لم تجد حينها من تبوح له غير (( قلبها )) .. فالشاعرة وهي المعتزة بما غمرها به هذا القلب من عاطفة الحب الخالص ، تتوجه - مؤنسنة له - إليه لأن ينبض فيها بالحب ، ثم تخاطبه بما تخاطب به جليسا لها تجله ، ثم تدعوه لأن يصيخ إليها ، ويزيد في قوة السمع ؛ بل وتدعوه لأن يأتمر بأمرها الملح مستمعا لجلال معانيها الخالدة .

ليستمع - وليكن حصيفا في تقليب الدلالة حسب ما يقتضيه المقام - لما دل عليه هذا المعني الفقهي ( الوصية ) / وصيتها ، وما تقتضيه من رؤية ثلاثية الأبعاد : الموصِـي ( الشاعرة ) الموصَـى إليه ( القلب ) الوصية ( رسالة غير مشفرة ) ؛ إنها : دعوة تلزم قلبها بأن يقصد قبرها - متى ما غادرت هذه الفانية - و يجزل لها العطاء ليس بالمال ، والجاه كما يـُظـَن ْ، وإنما ذاك الذي هي أحوج ماستكون إليه . أجمل به من عطاء هذا العطاء !!! .

الشاعرة المؤمنة ، المستسلمة لقضاء الله وقدره بالموت ، توصي قلبها المطاوع لتنفيد نصحها - لرقة ورهافة فيه - أن يمدها بقراءة القرآن الكريم - ترتيلا - قراءة فيها ترسل ، وتبيين ، وتمهل ، وتحقيق ، وتمكين ، وخشوع ، وإيقاعات نفسها المؤمنة .. قراءة لسورة وهي كل ماتحتاج إليه اليوم ؛ قراءة تجدد بها العهد مع الله ، وهي من هي في (( النهاية )) .. وبتعبير حاسم في تدقيق المفهوم ، إنها في : دار البقاء ، ولن يفطر حوباءها غير سورة فاطر لكونها حوت قضايا العقيدة الكبرى من : (( دعوة إلى توحيد الله ، وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، وإلحاح على تطهير القلوب من الرذائل ، والتحلي بمكارم الأخلاق )) .

وحينما تتأكد الشاعرة من مغادرة الفانية ، وتستقر في دار القرار ، أليس من حقها أن تطلب السكينة تحفها ، خاصة عندما ترتفع الأصوات بالدعاء ، والعيون تدمع ، والقلب يصفو ، والأماني تزداد . موقف رهيب هذا !! .. ومن كانت هذه حاله المؤكدة لضعفه في الفانية ، ومايجري حوله ، أليس حريا به أن يعض على البنان ؟ ثم أليس حريا به أن يتحسر على مافات ؟ أليس الأحرى به أن يطلب الزيادة في عمل الخير بعده ، ولو من قلب مطيع ؟ !! .. لكن أنى له ذلك اليوم وقد غرته نفس ذليلة حقيرة .. ورطته في الجرم والآثام .. كانت تلك الخلاصة والاستنتاج !!! .

وقد تماهت الشاعرة في هذه المعاني وكأنها هي صاحبة هذا المصير .. فصار من المسوغ والمبرر عندها - هجسا - أن تلبس لبوس البوح بما يؤرق ذاتها / نفسها ، في حياة فانية فاستدعت - من لغتها الراقية - اسم فعل الأمر ؛ بدلالته على الزجر بمعنى حَسْبُكَ (( إيهٍ )) . ثم استدعت بعده نداء فاجعا (( أيا )) ، وأداة دالة على التمني (( ليت )) ((إيـهٍ أيـا النفـس الذليلـة ليتنـي )) وكأنها تستبعد ماصار من قبيل المستحيل ، لكنها تستدرك مافات ، وتتحسر ، وتلوم ، وتزجر نفسها المغرِّرة بها حتى فرطت ، وانشغلت بمتع الحياة ، وانشغالها باللهو ؛ في الحياة الدنيا فقامت واعتصرت من قيثارتها هذا الترتيل الحزين :

إيـهٍ أيـا النفـس الذليلـة ليتنـي ----- قدمت بالأعمـال أجزلـتُ العطـــــــــاء
قدمـت زادي مخلـصـا متفانـيـا ------ يا حزن قلبي كيف آثـرت الرخــــــاء ؟

إن الشاعرة مقبولة لم تقف عند هذا الحد ، بل كانت قاسية على نفسها . خاصة وقد دعت عليها بالخسران والهلاك لا جلدا للذات ، وإنما عضا على الأصابع من الندم . ومسوغ هذاكما نرى شيء واحد : هو طلبها الجنة - جنة عدن - رجاء ورقة ، وتعطفا ، وعفوا ، ورضاء ، ورحمة ؛ لارحمة بها هي فقط ، وإنما رحمة بجميع المسلمين المذنبين كما تلمح لذلك .

وزيادة في الاعتراف والشكوى ، والندم عن الذنب ، وتمسكا بالدعاء محوا له . الشاعرة - في انكسار - تلتمس من خالقها وخالق العباد رداءا من العطف ، والشفقة على الروح / الأرواح ، والجسم / الجسوم .. وزيادة في العض على الأصابع من الندم لم تسلم أماني الشاعرة مقبوله عبد الحليم من هذه الأمنية العدمية العامة (( فليتنـا كنـا هبـاء !!! )) .. وتأثرا من شعراء الرومانسية ، حينما تسود أمامهم كل دروب الحياة ، استدعت الشاعرة بالنداء عمرها ( ياعمري ) ؛ استدعته طائرا ، أم إنسانا ، فقدمت له ( محبتها ) هدية ، راجية منه بسلطة تتوهمها لنفسها عليه - وهي في دار الخلود - أن ينثر حبها على دارة القمر نقاء في بياض ضوئه حتى يعم الكون . ويصب لا الماءَ والدَّمْعَ من أجلها ، وإنما بُكاء شديدا حُزْنا و شَّوْقا في مرابع الصحاب ( ما أوفى الإنسان / الشاعرة وهو / وهي في ذلك الموقف يتذكر / تتذكر الصحاب !!! ) . بل دعته لأن يكتب على قبرها - حسب العادة المتوارثة من شعراء نعوا ذواتهم ؛ وهم لازالوا على قيد الحياة . أذكر منهم : الشاعر محمد أكمل ، والشاعرة عائشة التيمورية . فعل الشعراء هذا في فترة تاريخية عمت فيها هذه الظاهرة - ما يجعل زائر قبرها - حسب ماتعتقد - يخلص لها في الدعاء ، وفاء ، ويقرأ حينها سورا من القرآن الكريم . وكأنها توصي بما أوصت به عائشة التيمورية أن يكتب على شاهد قبرها في ذلك الحين :

أصبحت ممـن زار لحـدي راجـيا ------ خـيـر الـدعــا وتــلاوة الــقـــــــــــرآن

بينما الشاعرة مقبولة تقول مالم تراه يكتب بل هو وصية :

واكتب علـى قبـري لكـل أحبتـــــــــي -------- اجزوه خيرا طامعـا هـو بالدعـاء
وبسورة ( الياسيـن ) اختـم سيرتـي ------ قد كنت يوما ضيفهـا دنيـا العنــاء

3 ) مقاربة فنية للنص :

من البداهة أن الشاعرة مقبولة عبد الحليم وإن بدت من حيث مضمون هذا النص متأرجحة بين القديم والحديث . وبين استثمار ماهوأصيل يمتح من التراث الشعري القديم ، ومنفتح على آليات جديدة هبت عليها من رياح شعراء الرومانسية ، ومن رصدها لنصوص الرثاء في الشعر العربي .. أما على مستوى الشكل فقد زكت هذا الانطباع ؛ ذلك أنها استدعت آليات فنية بدءا من المعجم المستمد من التراث الشعري القديم ، ومن عالم الذات - أحاسيس وعواطف - ( الحب ، الخشوع ، السكينة ، الأماني ، النفس ، الذل ، الإخلاص ، الحزن ، الرجاء ، الرضى ، الحنين ، الأنين ) ومن الطبيعة ميتة / صامتة خاصة ( الهواء ، رائحـة ، السماء ، قطـوف ، مرابع ... ) . ومما يمكن إدخاله في إحياء ( أجواء الرثاء ) في القصيدة القديمة (( قبـري ، جنات عـدن ، تغشـى العيـون بمقلتيهـا دمعـة ، رحماك ، الفنـاء ، اكتب علـى قبـري ... )).. وفي هذا الإطار تبدو هيمنة المعجم الديني في النص انسجاما مع عمق هذا المقوم في نفس الشاعرة : (( القـرآن ، سـورة فاطـر ، واخشع ، بالدُعـاء ، بالأعمـال ، العطـاء ، رحماك رب الكون ، نحـن العبيـد ، الذنـوب ، وبآية القرآن ... )) .

كما اعتمدت اعتمدت وزنا موحدا من الأوزان الخليلية الصافية التي أرى أن الشاعرة تميل إليه كثيرا في أغلب ماقرأت لها من شعر باذخ ، وجميل ؛ وهو بحر ( الكامل ) .. استدعته لتكامل حركاته ، وهي ثلاثون حركة لاتوجد في غيره من البحور الشعرية . ولكونه ينسجم مع اهتزازات نفسها المؤمنة بقدر الموت ؛ وما تأتي به لحظة معانقة الإنسان لها من تجل مشفوع بإيقاعات النفس المؤمنة ، المستسلمة للقضاء والقدر . . وقد استعملت الشاعرة هذا الوزن بتغيير استـُعمل في مجزوئه فقط ؛ حيث العروض مـُذال ، وزنه (( متفاعلان )) وعلى ذلك فوزن النص جاء على النحو التالي :

(( متفاعلن متفاعلن متفاعلن ******* متفاعلن متفاعلن متفاعلان ))

استعملت الشاعرة هذا البحر - بتغييراته المعروفة ( ... ) - انسجاما مع حالتها النفسية وأجواء استبطان الذات ، والتذكر ، و ... ولكون هذا البحر يساعد على التعبير على مثل هذه المضامين المشفوعة بالبوح ، وأجواء الحزن .. أما القافية فهي قافية موحدة أيضا ؛ التزمتها الشاعرة حسب ضوابط الخليل بن أحمد الفراهدي (( طاء - واء - ماء - عاء ... )) وبناء عليه فهي قافية مقيدة ، مردوفة بحرف مد ولين ( الألف ) التزمته الشاعرة في جميع أبيات النص ؛ وفقا لما نصت عليه قواعد العروض . وقد جاء هذا الحرف تابعا لحركة لفتحة التي حافظت عليها الشاعرة في جميع الأبيات قبل الردف ( الحذو ) :

أوصيـك يـا قلبـا رَوانـي حُبــــه --------- يمم على قبـريَ وأَغـدق بالعطـاء
أوصيـك يـا قلبـا روانـي حُبـبهو --------- يممم على قبـري وأغـدق بالعطـاءْ
/0/0/ /0 /0/0 //0/0 /0//0 --------- /0/0 //0 /0/0 //0/0 /0//00
متفاعــــلـن متفاعــلن متفاعــلن --------- متفـاعـلن متفاعلـــن متفاعــــــلان

فالقافية كما يبدو تنتهي في جميع الأبيات بساكنين على هذا النحو :

. طاء ( /00 ) - واء ( /00 ) ماء ( /00 ) ...

ومما يلاحظ على توظيف الشاعرة للقافية في هذا النص أنها استساغت - استجابة لما تتطلبه الدلالة - تكرار كلمتي : العطاء ( في البيت الأول والبيت السادس ) ، والدعاء ( في البيت الرابع والبيت الرابع عشر ) وهو مايطلق عليه عند علماء العروض (( الإيطاء )) باعتباره عيبا من عيوب القافية .. وبالنسبة للروي فقد وظفت الشاعرة حرف ( الهمزة ) وهو صوت / حرف مخرجه الحنجرة ، شديد ، لامجهور ولا مهموس استعملته انسجاما مع دلالة الموت التي يُقطـَع ُفيها النفس ، وباعتبارها مستلهم الشاعرة لهذا النص .. وعندي فإن الشاعرة كانت موفقة في اختيار القافية ، وحرف الروي ، وإن كانت قد أعيت القافية بــ (( الإيطاء )) ... مع ملاحظة عدم تدعيم الشاعرة للقافية بظاهرة التصريع للغايتين ؛ الإيقاعية ، والدلالية .. وقد كانت موفقة في اختيار (( الهمزة )) حرفا للروي مكسورة للدلالة على انكسارها وعلى انكسار كل إنسان أمام هول النهاية المحتومة / الموت .. ومما يسجل - عيبا - على استعمال الشاعرة لبحر الكامل في هذا النص ؛ مايمكن ملاحظته في مطلع القصيدة ؛ ذلك أنها سقطت في بحر الرجز باعتمادها (( الخبل )) وهو اجتماع (( الخبن )) و (( الطي )) في جميع التفاعيل الستة ؛ وكأنها تستجيب بذلك لاقتراح ابراهيم أنيس ، ومن جاراه تأليفا في علم العروض .. وهو أمر لانوافق عليه كل من تبناه . وبالضبط إبراهيم أنيس في (( مشروعه الجديد )) المتعلق بالعروض وتفعيلات البحور (6) .. ومن الملاحظات المرتبطة بالبنية الإيقاعية للنص ، لاحظت أنه ليس للشاعرة ميل إلى تغذية مقوم البنية الإيقاعية بالمحسنات اللفظية البديعية .. ومع ذلك فالنص حمل لنا هذين الجناسين الناقصين النادرين ( اقـرأ / القـرآن - سورة / سيرتـي ) .. ولعل هذا من فعل ولوع الشاعرة مقبوله بالمضمون أكثر من ولعها بالشكل الفني للقصيدة ، عن طريق احتفالها بتوظيف المساحيق البلاغية البديعية . وإن كنت أرى أن الشاعرة قد استعملت صيغة الأمر بكثرة مما كان له أبلغ الأثر على بنية النص الإيقاعية بشكل واضح وجلي .

أما على مستوى التصويرالشعري ، فالشاعرة نحت منحى الشعراء القدامى في احتفائهم الكبير بالجانب التصويري في بناء النص ، معتمدة نهجهم في بناء الصور على النزعة البيانية ؛ وإن كنت أرى أنه ليس للشاعرة - في هذا النص - ميل إلى عنصر التشبيه البثة ، باعتباره من الأدوات البلاغية لبناء الصورة القديمة . . ومن قراءة متمثلة ، وفاحصة للبيت الثالث يلاحظ مافيه من جمال التصوير ؛ . فكلمة (( رائحة )) المؤنثة من مادتها ( روح ) ودلالتها على الرِّيح وهو نَسِيم الهواء ، و نَسيم كل شيء تصدر عنه رائحة النسيم طيِّبة كانت أَو نَتْنة .. فالشاعرة تأخذ بالمعنى الإيجابي للرائحة ؛ الرائحة الطيبة .. فالرائحة في البيت أتت لا بدلالتها الحقيقية طيبة ، بل بــ (( رائحـة الدنـا )) . والدنا / الحياة الحاضرة من الدُّنْيا .. نَقِيضُ الآخرة ، سميت كذلك لدنوها ولبُعْدِ الآخرة عَنْها ، تجمع على دُنىً ؛ فهذه الدنا من دلالتها الحقيقية التي نعرفها بالبداهة صارت لها دلالة مجازية فرضها سياق البيت .. و يتمثل ذلك في أن الدنى لها رائحة طيبة تشتم .. وهذا بعيد عن الحقيقة ، لأن الشاعرة لاتقصد بالرائحة معناها الحقيقي (( النسيم الطيب )) وإنما (( الحياة التي غادرت )) . وهذا مايحفز المتلقي على تمثل ماترمي إليه الشاعرة عن طريق نقل الصورة إلى الخيال .. وهو ما تريده الشاعرة في التعبير .. وهذه صورة ، بلاغية ، بيانية ، بامتياز .. وهذا ما يجعلنا نطمئن على أن الشاعرة مقبوله تمتح في بناء صورها الشعرية من البلاغة العربية ؛ أعني مما هو قديم . . كما استعملت الشاعرة بعض الصور الجديدة من خلال أنسنة بعض الأشياء ( القلب - العمر ) ؛ لننظر إليها كيف توصي قلبها وهي في لحظة النزع الأخير .. توصيه بجملة وصايا ليست لهذا القلب القدرة على فعلها في الواقع لأنه عضو في تجاويف صدرها ، وصدر كل إنسان . وهذا مايدفع المتلقي إلى تمثل هذه اللحظة في الخيال .. وكم هي الشاعرة بارعة في في إنشاء صورها الفنية ، كتلك التي ربطت فيها بين الأشياء المحسوسة ، والمجردة ( لـلأرواح أفـق سكيـنـة - فالقلب يصفـو - زادي مخلـصـا - حزن قلبي - جئتـك بالرجـاء ... ) .. من هنا نؤكد أن الشاعرة مقبوله عبد الحليم في النص تلون صورها مابين صور تستمد مقوماتها ؛ تارة من القديم ، وتارة مما هو جديد ، وإن بدا هذا الأخير نادرا في هذا النص !!! .

ومما يلاحظ أن الشاعرة قد وظفت صورها الشعرية بعامة توظيفا متميزا بجمال التعبير ؛ فهي قد عبرت من خلالها عن حالتها الوجدانية ، وعن جملة انفعالات أحست بها وهي تتمثل هاجس الموت ، وهول اللحظة المنتظرة في حياتها وحياة كل مؤمن . وما تستصحبه هذه اللحظة من إحساس بهول الموقف ، و شعور بالندم ، وبوح بالساكن فيها ، وبانكسارأمام الجليل جل في علاه ؛ إيذانا بعجزها التام .. وهي فوق ذلك كله تلوح باحتمائها - بهاجس الموت - من وضع هي أدرى بما يتطلب من ندم ومن ثوبة نصوح أمام الملأ يوم تنفع الشهادة وقد جاءت ثائبة .

ومن الوسائل الفنية التي توسلت بها الشاعرة في هذا النص تعبيرا عما سلف تنويع أساليبها ما بين خبرية ، وإنشائية انسجاما مع حالتها النفسية ؛ فهي عندما تريد الإخبار عن ملامح واقع مضى ، أو مايعتمل في ذهنها هاجسا يؤرق ذاتها استعملت الأسلوب الخبري ، أما عندما تريد الإشارة لما يؤرق ذاتها فقد استعملت أسلوبا إنشائيا ، وفق ماتقتضيه الوظيفة هكذا :

ا ) الأمر . لعله المكون الأساس الذي ألح على الشاعرة في هذا النص . وظفت له مظهرا تركيبيا أسسته على الأفعال ( يمم - إقرأ - إخشع - إرحم - إسكب - أكتب ... ) ؛ وقد حملته معنى الطلب حينما توجهت به إلى القلب ؛ تحقيقا للأفعال لا على وجه الاستعلاء ؛ لأنه لااستعلاء على القلب ، كما لا استعلاء على الله . لذلك جرى الأمر مجرى الالتماس في الحالتين معا . وليست الشاعرة الفلسطينية مقبوله عبد الحليم هي أول من توجه بالخطاب إلى القلب شاكية له ؛ فهذا الشاعر المغربي (( إسماعيل زويريق )) يتوجه لقلبه بالنصح آمرا / ملتمسا منه أن يتقبل نصحه ، وموعظته .. ويدعوه للنسيان :

فانس الذي رمت ، في النسيان موعظة .......... لــمــن ألــم بــه مــا أنـــت نـاكــــره

لكن شتان بين من يلملم جروح قلبه ، ثم يتبرم منه ، ويدعوه لتركه وشأنه ، وبين من يوصي قلبه بقراءة القرآن على قبره وهو قد طوي جدثا :

ويقول إسماعيل زويريق مخاطبا قلبه :

دعني وحالي ، فإما الحال تسعفــــــني .......... بما أتــــوق ، وإما ما أحــــــاذره ُ

وتقول الشاعرة مقبولة عبد الحليم :

اقـرأ مـن القـرآن سـورة فاطــــــــــــر .......... واخشع قليلا واغترف بعض الهواء

استعملت الشاعرة هذا المقوم للدلالة على العجز ، والاستغاثة ، والتلطف ، والتحبب ، والتأكيد على الضعف ، و ...

ب ) النداء . استعملت الشاعرة هذا المكون تعبيرا عن حالات نفسية ارتبطت بالذات ، وبالإحساس ، وبالطبيعة . كما استعملته للدلالة اللغوية المعروفة ، وقد استعملت لذلك أعم أدوات النداء (( يا )) لكونها ينادى بها القريب والبعيد ، و (( أيا )) لكونها ينادى بها البعيد . نادت بالأولى قلبها ، وحزن قلبها ، و عمرها المحبوب . كما نادت بالثانية نفسها : ( يـا قلبـا - يا حزن قلبي - يا طيـري - أيـا النفـس ) . وبناء عليه فللنداء عند الشاعرة في هذا النص وظائف أجملها في : الاستغاثة ، التحسر ، التعظيم ، التحقير، و ...



4 ) التشجيع ختام :

الشاعرة مقبولة عبد الحليم ، الشاعرة الفلسطينية الكبيرة ، العصامية ، أراك في تجربتك الشعرية بعامة تركبين قاطرة التحدي ؛ وذلك بانخراطك الموفق في سمفونية الإبداع الشعري النسوي العربي ، فأنت - ولاشك - مع الشعراء الكبار بأدواتك الفنية المحترمة ، التي أراها تجعل منك رمزا من رموز الإبداع الشعري في عالمنا العربي ، وفي خريطة الشعر النسائي الفلسطيني ، وخريطة الشعر النسائي العربي بالذات .. وأنت فوق ذلك تمتحين من ذاتك ، ومن واقعك ، ومن الموروث الشعري العربي .. كما أراك غير متجاوزة للتقاليد الشعرية ، ولا متمردة عليها ، تلك التي رسختها شعرية محمود سامي البارودي ، وأحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ، وهلال الفارع ، ولطفي منصور، ونمر الخطيب ، وإسماعيل زويريق ، وكبار شعراء (( واتا )) جميعا .. بل أنت في إبداعك الشعري - فوق ذلك كله - رمزا من الرموز المسلمة ، المجاهدة بالقلم ، وبالإبداع ، وبتفتحك على أجناس أدبية أخرى ، تجعل كل من يقرأ لك ، يحترمك ، و آراءك الجريئة في الدفاع عن فكرة (( الحب فبل الهدية )) ، وتقبلك للنقد متى ما (( كان مهنيا ومبنيا على الدراسة والدراية والتمعن والإمعان )) ... وأشير إلى أنني قد أنجزت هذا العمل في سياق ماتعهدت بتقديمه لورشة النقد الأدبي لشاعر / شاعرة من شعراء (( واتا )) . وها أناذا أفعل .. وأخيرا لايسعني إلا الثناء على تجربتك أختي (( مقبولة الخير )) ، هذه التجربة التي بدأت أترسم الطريق إلى دروبها ، وساحاتها ، وخمائلها ، وجنائنها ، وسهولها ، وجبالها ، ووديانها ، وأنهارها و ... وفي نفس الوقت لايسعني إلا أن أبارك لك حرفك العربي ، وأدعوك إلى عدم تدنيسه باللهجة المحلية / العامية . كما ألتمس منك تلافي بعض الهـَنـَاتْ الهـَيـٍّنـَات ، التي لايسلم منها أيضا ماكتبته أنا هنا .. كما أبارك لك إشعاع تجربتك الشعرية ، الواعدة بالعطاء ، وإلقاء الضوء الكاشف عليها من هذا البلد الذي يحبكم أهله .
الناقد عبد الرحمان الخرشي

[/align][/cell][/table1][/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 04 / 2011, 12 : 10 PM   رقم المشاركة : [55]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:sm5: رد: هدى نورالدين الخطيب حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي وشكراً لك شاعرتنا الغالية وهذه الدراسة النقدية للناقد الأستاذ عبد الرحمان الخرشي:


هاجس الموت



عند الشاعرة الفلسطينية مقبوله عبد الحليم


قصيدة : (( تراتيل النهاية )) أنموذجا



1 ) تقديم :

البحث في معاجم اللغة (1) حول دلالة مانقصده من كلمة (( هاجس )) يحيلنا على أنه لهذه الكلمة جذرا واحدا هو (هـ . ج . س ) .. هذا الجذر تولدت عنه كلمةٌ واحدة ( هجس ) .. يقال هَجَس الشَّيءُ في النَّفْس : وَقَعَ (2) . والهاجس : الخاطر . أي مايخطر بالبال .. ولاشك أن مدلول الكلمة قد يكون علامة عن الإصابة بمرض نفسي ، إنساني ؛ هوالقلق ، والتوتر ، بدرجات مختلفة . يترتب عنه خوف المرء من قاصمة حياته : (( الموت )) .. وقد فرق علماء النفس بين هذا الخوف ، وبين قلق الموت ؛ من جهة العموم ، والخصوص ، فخصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو ، ومن شعوره بالخطيئة من الذنوب ، والمعاصي .. ولكون رب العزة ربط الإنسان بالموت بشكل حتمي : (( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )) ، فإننا نرى الشاعرة الفلسطينية ، العصامية ، المعاصرة ، المؤمنة ، الصابرة ، المحتسبة ، الشاهدة على جرائم بني صهيون ، في أرض الرباط ؛ مقبوله عبد الحليم ، لاتتهيب الموتَ أوالمَوَتانَ (3) في هذا النص . ولكنها تستحضره - في نفسها - هاجسا لامحالة سيأتي على حياتها يوما ما . لذا فهي ستستقبله بهذه التراتيل - قبل أن تسلم الروح وربما أسلمتها - بحثا منها على تجاوز ما اقترفت من الذنوب .. فالموت عندها - وعند كل مسلم مؤمن - فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة ، يتبعه حساب !! . فماذا أعدت ليوم الحساب ؟ .. كان هذا كل مايؤرق الشاعرة ، وما يحفزها على عزف لحن / قصيدة (( تراتيل النهاية )) ؛ نهايتها ، أو موتها ، وهي المهووسة بكل ماهو ترتيل ..

مما لاجدال فيه أن هاجس الموت قد ارتبط عند الشاعرة في هذا النص بلحظة أخرى ؛ هي تلك التي اختلت فيها إلى نفسها ، وخطر لها كل ما انتثر من أبيات قصيدتها (( تراتيل النهاية )) معززة بذلك مقولة ( سرفانتيس ) : (( الموت حاصد لايعرف القيلولة )) .. لذلك فهي تحكي عن هم إنساني ، بأبعاد دينية ، إيمانية ، بنفحة إسلامية ، صوفية ، جوانية ، من خلال استحضارها - في الخاطر ومنه إلى الورق - لحظة عز أن يلتفت إليها شعريا من شاعر لاتهدده الموت ؛ سواء بتذكر ، أو بمرض .. والشاعرة بذلك تجعل نفسها في موقف المذكـِّر ، والداعية ، من خلال قراءتها هنا لما هو هاجس اللحظة في ذاتها ، لذاتها ، وللآخر .. سالكة نهج العلماء ، المخلصين ، الربانيين ، والشعراء الزهاد ، ورجالات التصوف النقي . مستلهمة الشعرية العربية ، وكذا نصوص القرآن الكريم ، وبعض علوم الدين ، وصفاء ونقاء لغة يعرب بن قحطان ، استجابة لصفاء عقيدتها في الموت ، وماسيترتب عنها . واستجابة لقناعتها الشخصية ، وذائقتها الفنية في الشعر ، وذلك من خلال قصيدتها : (( تراتيل النهاية )) المنشورة(4) في (( منتديات الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب )) ..

2 ) مقاربة نصية : ( في مضمون النص )

من العنوان أبدأ (( تراتيل النهاية )) ؛ هذا العنوان يتشكل من مكونين لغويين دالين هما :

1 -- كلمة : (( تراتيل )) . الكلمة من فعل (( رتل )) أوردته الشاعرة في مستهل العنوان بصيغة الجمع ، نكرة ، جذره اللغوي ( ر ت ل ) . ففي ( لسان العرب ) فصَّـله ابن منظور قائلا : (( رَتَّلَ الكلامَ : أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه .. والترتيلُ في القراءة : التَّرَسُّلُ فيها والتبيين من غير بَغْيٍ .. وفي التنزيل العزيز : ورَتِّل القرآن ترتيلاً ؛ قال أَبو العباس : ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق ، والتبيين ، والتمكين .. وقال مجاهد : الترتيل : ((الترسل )) و (( ترتيلُ القراءة : التأَني فيها والتّمهُّلُ وتبيين الحروف والحركات )) .. وفي معاجم اللغة مايدل على أن لفظ النهاية المعرف بـ ( أل ) هو : (( غاية كل شيء وآخره )) .

فإذا اقتضت الكلمة الأولى في العنوان (( تراتيل )) مضمرا يرتل - وهو لامحالة صوت الشاعرة مقبوله عبد الحليم في النص ؛ المنسوج بموهبتها الشعرية ، التواقة لتجديد الشعر ، والمتمتعة بالصدق النفسي ، والشعوري - باعتبارها - في هذا النص - سلكت / تسلك دربا من دروب (( التجلي )) المحيل على ( الوجدان ) ، وعلى مايميز الشعر ؛ شعر الشاعرة (( مقبوله عبد الحليم )) من فورة عاطفية مفعمة بالحزن ؛ صبغها بها الواقع ، ومن استغراق في الحب الإلهي ؛ الحب الحق المشفوع بتوجيه الدين ، والمقترن بالألم الناجم عن استيقاظ المخزونات الوجدانية للشاعرة في لحظة من لحظات الحياة المؤشرة للنهاية الحتمية !!! . بوحا بها وبما يتبعها على المستويات النفسية ، والعاطفية ، والوجدانية ؛ لاللتأثير فقط ، وإنما للتأثر؛ تقول الشاعرة مقبوله في ذيباجة قدمت بها النص : (( ... أمامي لحظات النهاية ، فنزفتها ، وعزفتها ؛ تذكرة لي ، ولكل من يود التذكر )) .

2 -- كلمة : (( النهاية )) . الكلمة أوردتها الشاعرة تالية . وقد اقتضت هذه الكلمة مضمرا هو البداية ؛ بداية الشاعرة مع الحياة ، وفي الحياة . والتي هي بداية كل إنسان في الحياة ؛ حينما يُستـَقبل بالفرح اللامحدود .. أما هذه النهاية فقد جاءت مشفوعة بكلام / شعر أحسنت الشاعرة مقبوله عبد الحليم تأليفه ، وأبانت عن معانيها فيه ، وتمهلت في إلقائه - مترسلة - لجعل المتلقي يعيش لحظة النهاية المحتومة وهو يغادر الفانية إلى حيث دار القرار بتراتيل إيمانية !!!.

وبناء عليه فالعنوان وكذاالجملة المؤطرة للنص يحيلان على / ويشيران إلى أن التراتيل / ( النص ) أساسا ترتبط بنهاية الإنسان .. أو لنجمل : موته . فقد تم - بلاشك - إبداع هذه التراتيل بكل تجلياتها ، في لحظة خاصة عاشتها الشاعرة ، هي لحظة انكشاف إيمانية ، صوفية لبست الشاعرة ، وتماهت فيها ، وفق ما انكشف لقلبها من أنوار الغيوب ؛ فكان تعبيرها عن هذه الحالة نزفا بالذي هد ذاتها الشاعرة جراء مافي الحياة من شرور وآثام ... وعزفا للحن منساب مع خلجات النفس الرقيقة - نفس الشاعرة - إلى النفس الأخرى - نفس المتلقي - ولم يكن هذا العزف غير تنغيم خاص ، سخرت له الشاعرة مقبوله آليات فنية مؤثرة في النفس ، والعقل . والغاية من كل ذلك قما قالت : (( تذكرة لي ولكل من يود التذكر )) (5) تذكرة ترغب فيها الشاعرة ، تخفيفا وتنفيسا على نفسها ، واختيارا من المتلقي في سياق ماتقتضيه العبرة ! .

قصيدة (( تراتيل النهاية )) للشاعرة الفلسطينية مقبوله عبد الحليم بصمة شعرية متميزة ؛ من حيث مضمونها العام .. كتبتها الشاعرة وهي تنأى بكتابتها لها عن ترسم خطوات القصيدة القديمة ؛ سواء من حيث تعدد أغراضها ، أو المحافظة على وحدة البيت فيها ، أوالالتزام الصارم بكل قواعد العروض ... بل إن الشاعرة تبدو مترسمة لخطوات الشعر الحديث ؛ خاصة شعر شعراء المهجر الشمالي المتحرر من كل ما يضيق على الشاعر من التزامات فنية .. ولعل عوامل الارتباط بقضايا الهوية بحدودها العامة ؛ عقيدة ، واختيارات . وكذا الظلم الممارس على الذات الفلسطينية ، وماتفرزه الأحداث من ارتدادات ، وانكسارات وجدانية عند الشاعرالملتزم بهموم الوطن ، و ...

كانت كل هذه العوامل جد مؤثرت في نفس الشاعرة مقبوله ، لذلك انعكست على كتابتها التي تحررت في مضمونها ، انسجاما مع ذاتها ، وبالتالي مع انكسارات هذه الذات . . وما أحوج الذات في هذه الحالة إلى البوح !!! . كغيرها من الشعراء لم تجد حينها من تبوح له غير (( قلبها )) .. فالشاعرة وهي المعتزة بما غمرها به هذا القلب من عاطفة الحب الخالص ، تتوجه - مؤنسنة له - إليه لأن ينبض فيها بالحب ، ثم تخاطبه بما تخاطب به جليسا لها تجله ، ثم تدعوه لأن يصيخ إليها ، ويزيد في قوة السمع ؛ بل وتدعوه لأن يأتمر بأمرها الملح مستمعا لجلال معانيها الخالدة .

ليستمع - وليكن حصيفا في تقليب الدلالة حسب ما يقتضيه المقام - لما دل عليه هذا المعني الفقهي ( الوصية ) / وصيتها ، وما تقتضيه من رؤية ثلاثية الأبعاد : الموصِـي ( الشاعرة ) الموصَـى إليه ( القلب ) الوصية ( رسالة غير مشفرة ) ؛ إنها : دعوة تلزم قلبها بأن يقصد قبرها - متى ما غادرت هذه الفانية - و يجزل لها العطاء ليس بالمال ، والجاه كما يـُظـَن ْ، وإنما ذاك الذي هي أحوج ماستكون إليه . أجمل به من عطاء هذا العطاء !!! .

الشاعرة المؤمنة ، المستسلمة لقضاء الله وقدره بالموت ، توصي قلبها المطاوع لتنفيد نصحها - لرقة ورهافة فيه - أن يمدها بقراءة القرآن الكريم - ترتيلا - قراءة فيها ترسل ، وتبيين ، وتمهل ، وتحقيق ، وتمكين ، وخشوع ، وإيقاعات نفسها المؤمنة .. قراءة لسورة وهي كل ماتحتاج إليه اليوم ؛ قراءة تجدد بها العهد مع الله ، وهي من هي في (( النهاية )) .. وبتعبير حاسم في تدقيق المفهوم ، إنها في : دار البقاء ، ولن يفطر حوباءها غير سورة فاطر لكونها حوت قضايا العقيدة الكبرى من : (( دعوة إلى توحيد الله ، وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، وإلحاح على تطهير القلوب من الرذائل ، والتحلي بمكارم الأخلاق )) .

وحينما تتأكد الشاعرة من مغادرة الفانية ، وتستقر في دار القرار ، أليس من حقها أن تطلب السكينة تحفها ، خاصة عندما ترتفع الأصوات بالدعاء ، والعيون تدمع ، والقلب يصفو ، والأماني تزداد . موقف رهيب هذا !! .. ومن كانت هذه حاله المؤكدة لضعفه في الفانية ، ومايجري حوله ، أليس حريا به أن يعض على البنان ؟ ثم أليس حريا به أن يتحسر على مافات ؟ أليس الأحرى به أن يطلب الزيادة في عمل الخير بعده ، ولو من قلب مطيع ؟ !! .. لكن أنى له ذلك اليوم وقد غرته نفس ذليلة حقيرة .. ورطته في الجرم والآثام .. كانت تلك الخلاصة والاستنتاج !!! .

وقد تماهت الشاعرة في هذه المعاني وكأنها هي صاحبة هذا المصير .. فصار من المسوغ والمبرر عندها - هجسا - أن تلبس لبوس البوح بما يؤرق ذاتها / نفسها ، في حياة فانية فاستدعت - من لغتها الراقية - اسم فعل الأمر ؛ بدلالته على الزجر بمعنى حَسْبُكَ (( إيهٍ )) . ثم استدعت بعده نداء فاجعا (( أيا )) ، وأداة دالة على التمني (( ليت )) ((إيـهٍ أيـا النفـس الذليلـة ليتنـي )) وكأنها تستبعد ماصار من قبيل المستحيل ، لكنها تستدرك مافات ، وتتحسر ، وتلوم ، وتزجر نفسها المغرِّرة بها حتى فرطت ، وانشغلت بمتع الحياة ، وانشغالها باللهو ؛ في الحياة الدنيا فقامت واعتصرت من قيثارتها هذا الترتيل الحزين :

إيـهٍ أيـا النفـس الذليلـة ليتنـي ----- قدمت بالأعمـال أجزلـتُ العطـــــــــاء
قدمـت زادي مخلـصـا متفانـيـا ------ يا حزن قلبي كيف آثـرت الرخــــــاء ؟

إن الشاعرة مقبولة لم تقف عند هذا الحد ، بل كانت قاسية على نفسها . خاصة وقد دعت عليها بالخسران والهلاك لا جلدا للذات ، وإنما عضا على الأصابع من الندم . ومسوغ هذاكما نرى شيء واحد : هو طلبها الجنة - جنة عدن - رجاء ورقة ، وتعطفا ، وعفوا ، ورضاء ، ورحمة ؛ لارحمة بها هي فقط ، وإنما رحمة بجميع المسلمين المذنبين كما تلمح لذلك .

وزيادة في الاعتراف والشكوى ، والندم عن الذنب ، وتمسكا بالدعاء محوا له . الشاعرة - في انكسار - تلتمس من خالقها وخالق العباد رداءا من العطف ، والشفقة على الروح / الأرواح ، والجسم / الجسوم .. وزيادة في العض على الأصابع من الندم لم تسلم أماني الشاعرة مقبوله عبد الحليم من هذه الأمنية العدمية العامة (( فليتنـا كنـا هبـاء !!! )) .. وتأثرا من شعراء الرومانسية ، حينما تسود أمامهم كل دروب الحياة ، استدعت الشاعرة بالنداء عمرها ( ياعمري ) ؛ استدعته طائرا ، أم إنسانا ، فقدمت له ( محبتها ) هدية ، راجية منه بسلطة تتوهمها لنفسها عليه - وهي في دار الخلود - أن ينثر حبها على دارة القمر نقاء في بياض ضوئه حتى يعم الكون . ويصب لا الماءَ والدَّمْعَ من أجلها ، وإنما بُكاء شديدا حُزْنا و شَّوْقا في مرابع الصحاب ( ما أوفى الإنسان / الشاعرة وهو / وهي في ذلك الموقف يتذكر / تتذكر الصحاب !!! ) . بل دعته لأن يكتب على قبرها - حسب العادة المتوارثة من شعراء نعوا ذواتهم ؛ وهم لازالوا على قيد الحياة . أذكر منهم : الشاعر محمد أكمل ، والشاعرة عائشة التيمورية . فعل الشعراء هذا في فترة تاريخية عمت فيها هذه الظاهرة - ما يجعل زائر قبرها - حسب ماتعتقد - يخلص لها في الدعاء ، وفاء ، ويقرأ حينها سورا من القرآن الكريم . وكأنها توصي بما أوصت به عائشة التيمورية أن يكتب على شاهد قبرها في ذلك الحين :

أصبحت ممـن زار لحـدي راجـيا ------ خـيـر الـدعــا وتــلاوة الــقـــــــــــرآن

بينما الشاعرة مقبولة تقول مالم تراه يكتب بل هو وصية :

واكتب علـى قبـري لكـل أحبتـــــــــي -------- اجزوه خيرا طامعـا هـو بالدعـاء
وبسورة ( الياسيـن ) اختـم سيرتـي ------ قد كنت يوما ضيفهـا دنيـا العنــاء

3 ) مقاربة فنية للنص :

من البداهة أن الشاعرة مقبولة عبد الحليم وإن بدت من حيث مضمون هذا النص متأرجحة بين القديم والحديث . وبين استثمار ماهوأصيل يمتح من التراث الشعري القديم ، ومنفتح على آليات جديدة هبت عليها من رياح شعراء الرومانسية ، ومن رصدها لنصوص الرثاء في الشعر العربي .. أما على مستوى الشكل فقد زكت هذا الانطباع ؛ ذلك أنها استدعت آليات فنية بدءا من المعجم المستمد من التراث الشعري القديم ، ومن عالم الذات - أحاسيس وعواطف - ( الحب ، الخشوع ، السكينة ، الأماني ، النفس ، الذل ، الإخلاص ، الحزن ، الرجاء ، الرضى ، الحنين ، الأنين ) ومن الطبيعة ميتة / صامتة خاصة ( الهواء ، رائحـة ، السماء ، قطـوف ، مرابع ... ) . ومما يمكن إدخاله في إحياء ( أجواء الرثاء ) في القصيدة القديمة (( قبـري ، جنات عـدن ، تغشـى العيـون بمقلتيهـا دمعـة ، رحماك ، الفنـاء ، اكتب علـى قبـري ... )).. وفي هذا الإطار تبدو هيمنة المعجم الديني في النص انسجاما مع عمق هذا المقوم في نفس الشاعرة : (( القـرآن ، سـورة فاطـر ، واخشع ، بالدُعـاء ، بالأعمـال ، العطـاء ، رحماك رب الكون ، نحـن العبيـد ، الذنـوب ، وبآية القرآن ... )) .

كما اعتمدت اعتمدت وزنا موحدا من الأوزان الخليلية الصافية التي أرى أن الشاعرة تميل إليه كثيرا في أغلب ماقرأت لها من شعر باذخ ، وجميل ؛ وهو بحر ( الكامل ) .. استدعته لتكامل حركاته ، وهي ثلاثون حركة لاتوجد في غيره من البحور الشعرية . ولكونه ينسجم مع اهتزازات نفسها المؤمنة بقدر الموت ؛ وما تأتي به لحظة معانقة الإنسان لها من تجل مشفوع بإيقاعات النفس المؤمنة ، المستسلمة للقضاء والقدر . . وقد استعملت الشاعرة هذا الوزن بتغيير استـُعمل في مجزوئه فقط ؛ حيث العروض مـُذال ، وزنه (( متفاعلان )) وعلى ذلك فوزن النص جاء على النحو التالي :

(( متفاعلن متفاعلن متفاعلن ******* متفاعلن متفاعلن متفاعلان ))

استعملت الشاعرة هذا البحر - بتغييراته المعروفة ( ... ) - انسجاما مع حالتها النفسية وأجواء استبطان الذات ، والتذكر ، و ... ولكون هذا البحر يساعد على التعبير على مثل هذه المضامين المشفوعة بالبوح ، وأجواء الحزن .. أما القافية فهي قافية موحدة أيضا ؛ التزمتها الشاعرة حسب ضوابط الخليل بن أحمد الفراهدي (( طاء - واء - ماء - عاء ... )) وبناء عليه فهي قافية مقيدة ، مردوفة بحرف مد ولين ( الألف ) التزمته الشاعرة في جميع أبيات النص ؛ وفقا لما نصت عليه قواعد العروض . وقد جاء هذا الحرف تابعا لحركة لفتحة التي حافظت عليها الشاعرة في جميع الأبيات قبل الردف ( الحذو ) :

أوصيـك يـا قلبـا رَوانـي حُبــــه --------- يمم على قبـريَ وأَغـدق بالعطـاء
أوصيـك يـا قلبـا روانـي حُبـبهو --------- يممم على قبـري وأغـدق بالعطـاءْ
/0/0/ /0 /0/0 //0/0 /0//0 --------- /0/0 //0 /0/0 //0/0 /0//00
متفاعــــلـن متفاعــلن متفاعــلن --------- متفـاعـلن متفاعلـــن متفاعــــــلان

فالقافية كما يبدو تنتهي في جميع الأبيات بساكنين على هذا النحو :

. طاء ( /00 ) - واء ( /00 ) ماء ( /00 ) ...


ومما يلاحظ على توظيف الشاعرة للقافية في هذا النص أنها استساغت - استجابة لما تتطلبه الدلالة - تكرار كلمتي : العطاء ( في البيت الأول والبيت السادس ) ، والدعاء ( في البيت الرابع والبيت الرابع عشر ) وهو مايطلق عليه عند علماء العروض (( الإيطاء )) باعتباره عيبا من عيوب القافية .. وبالنسبة للروي فقد وظفت الشاعرة حرف ( الهمزة ) وهو صوت / حرف مخرجه الحنجرة ، شديد ، لامجهور ولا مهموس استعملته انسجاما مع دلالة الموت التي يُقطـَع ُفيها النفس ، وباعتبارها مستلهم الشاعرة لهذا النص .. وعندي فإن الشاعرة كانت موفقة في اختيار القافية ، وحرف الروي ، وإن كانت قد أعيت القافية بــ (( الإيطاء )) ... مع ملاحظة عدم تدعيم الشاعرة للقافية بظاهرة التصريع للغايتين ؛ الإيقاعية ، والدلالية .. وقد كانت موفقة في اختيار (( الهمزة )) حرفا للروي مكسورة للدلالة على انكسارها وعلى انكسار كل إنسان أمام هول النهاية المحتومة / الموت .. ومما يسجل - عيبا - على استعمال الشاعرة لبحر الكامل في هذا النص ؛ مايمكن ملاحظته في مطلع القصيدة ؛ ذلك أنها سقطت في بحر الرجز باعتمادها (( الخبل )) وهو اجتماع (( الخبن )) و (( الطي )) في جميع التفاعيل الستة ؛ وكأنها تستجيب بذلك لاقتراح ابراهيم أنيس ، ومن جاراه تأليفا في علم العروض .. وهو أمر لانوافق عليه كل من تبناه . وبالضبط إبراهيم أنيس في (( مشروعه الجديد )) المتعلق بالعروض وتفعيلات البحور (6) .. ومن الملاحظات المرتبطة بالبنية الإيقاعية للنص ، لاحظت أنه ليس للشاعرة ميل إلى تغذية مقوم البنية الإيقاعية بالمحسنات اللفظية البديعية .. ومع ذلك فالنص حمل لنا هذين الجناسين الناقصين النادرين ( اقـرأ / القـرآن - سورة / سيرتـي ) .. ولعل هذا من فعل ولوع الشاعرة مقبوله بالمضمون أكثر من ولعها بالشكل الفني للقصيدة ، عن طريق احتفالها بتوظيف المساحيق البلاغية البديعية . وإن كنت أرى أن الشاعرة قد استعملت صيغة الأمر بكثرة مما كان له أبلغ الأثر على بنية النص الإيقاعية بشكل واضح وجلي .

أما على مستوى التصويرالشعري ، فالشاعرة نحت منحى الشعراء القدامى في احتفائهم الكبير بالجانب التصويري في بناء النص ، معتمدة نهجهم في بناء الصور على النزعة البيانية ؛ وإن كنت أرى أنه ليس للشاعرة - في هذا النص - ميل إلى عنصر التشبيه البثة ، باعتباره من الأدوات البلاغية لبناء الصورة القديمة . . ومن قراءة متمثلة ، وفاحصة للبيت الثالث يلاحظ مافيه من جمال التصوير ؛ . فكلمة (( رائحة )) المؤنثة من مادتها ( روح ) ودلالتها على الرِّيح وهو نَسِيم الهواء ، و نَسيم كل شيء تصدر عنه رائحة النسيم طيِّبة كانت أَو نَتْنة .. فالشاعرة تأخذ بالمعنى الإيجابي للرائحة ؛ الرائحة الطيبة .. فالرائحة في البيت أتت لا بدلالتها الحقيقية طيبة ، بل بــ (( رائحـة الدنـا )) . والدنا / الحياة الحاضرة من الدُّنْيا .. نَقِيضُ الآخرة ، سميت كذلك لدنوها ولبُعْدِ الآخرة عَنْها ، تجمع على دُنىً ؛ فهذه الدنا من دلالتها الحقيقية التي نعرفها بالبداهة صارت لها دلالة مجازية فرضها سياق البيت .. و يتمثل ذلك في أن الدنى لها رائحة طيبة تشتم .. وهذا بعيد عن الحقيقة ، لأن الشاعرة لاتقصد بالرائحة معناها الحقيقي (( النسيم الطيب )) وإنما (( الحياة التي غادرت )) . وهذا مايحفز المتلقي على تمثل ماترمي إليه الشاعرة عن طريق نقل الصورة إلى الخيال .. وهو ما تريده الشاعرة في التعبير .. وهذه صورة ، بلاغية ، بيانية ، بامتياز .. وهذا ما يجعلنا نطمئن على أن الشاعرة مقبوله تمتح في بناء صورها الشعرية من البلاغة العربية ؛ أعني مما هو قديم . . كما استعملت الشاعرة بعض الصور الجديدة من خلال أنسنة بعض الأشياء ( القلب - العمر ) ؛ لننظر إليها كيف توصي قلبها وهي في لحظة النزع الأخير .. توصيه بجملة وصايا ليست لهذا القلب القدرة على فعلها في الواقع لأنه عضو في تجاويف صدرها ، وصدر كل إنسان . وهذا مايدفع المتلقي إلى تمثل هذه اللحظة في الخيال .. وكم هي الشاعرة بارعة في في إنشاء صورها الفنية ، كتلك التي ربطت فيها بين الأشياء المحسوسة ، والمجردة ( لـلأرواح أفـق سكيـنـة - فالقلب يصفـو - زادي مخلـصـا - حزن قلبي - جئتـك بالرجـاء ... ) .. من هنا نؤكد أن الشاعرة مقبوله عبد الحليم في النص تلون صورها مابين صور تستمد مقوماتها ؛ تارة من القديم ، وتارة مما هو جديد ، وإن بدا هذا الأخير نادرا في هذا النص !!! .

ومما يلاحظ أن الشاعرة قد وظفت صورها الشعرية بعامة توظيفا متميزا بجمال التعبير ؛ فهي قد عبرت من خلالها عن حالتها الوجدانية ، وعن جملة انفعالات أحست بها وهي تتمثل هاجس الموت ، وهول اللحظة المنتظرة في حياتها وحياة كل مؤمن . وما تستصحبه هذه اللحظة من إحساس بهول الموقف ، و شعور بالندم ، وبوح بالساكن فيها ، وبانكسارأمام الجليل جل في علاه ؛ إيذانا بعجزها التام .. وهي فوق ذلك كله تلوح باحتمائها - بهاجس الموت - من وضع هي أدرى بما يتطلب من ندم ومن ثوبة نصوح أمام الملأ يوم تنفع الشهادة وقد جاءت ثائبة .

ومن الوسائل الفنية التي توسلت بها الشاعرة في هذا النص تعبيرا عما سلف تنويع أساليبها ما بين خبرية ، وإنشائية انسجاما مع حالتها النفسية ؛ فهي عندما تريد الإخبار عن ملامح واقع مضى ، أو مايعتمل في ذهنها هاجسا يؤرق ذاتها استعملت الأسلوب الخبري ، أما عندما تريد الإشارة لما يؤرق ذاتها فقد استعملت أسلوبا إنشائيا ، وفق ماتقتضيه الوظيفة هكذا :

ا ) الأمر . لعله المكون الأساس الذي ألح على الشاعرة في هذا النص . وظفت له مظهرا تركيبيا أسسته على الأفعال ( يمم - إقرأ - إخشع - إرحم - إسكب - أكتب ... ) ؛ وقد حملته معنى الطلب حينما توجهت به إلى القلب ؛ تحقيقا للأفعال لا على وجه الاستعلاء ؛ لأنه لااستعلاء على القلب ، كما لا استعلاء على الله . لذلك جرى الأمر مجرى الالتماس في الحالتين معا . وليست الشاعرة الفلسطينية مقبوله عبد الحليم هي أول من توجه بالخطاب إلى القلب شاكية له ؛ فهذا الشاعر المغربي (( إسماعيل زويريق )) يتوجه لقلبه بالنصح آمرا / ملتمسا منه أن يتقبل نصحه ، وموعظته .. ويدعوه للنسيان :

فانس الذي رمت ، في النسيان موعظة .......... لــمــن ألــم بــه مــا أنـــت نـاكــــره

لكن شتان بين من يلملم جروح قلبه ، ثم يتبرم منه ، ويدعوه لتركه وشأنه ، وبين من يوصي قلبه بقراءة القرآن على قبره وهو قد طوي جدثا :

ويقول إسماعيل زويريق مخاطبا قلبه :

دعني وحالي ، فإما الحال تسعفــــــني .......... بما أتــــوق ، وإما ما أحــــــاذره ُ

وتقول الشاعرة مقبولة عبد الحليم :

اقـرأ مـن القـرآن سـورة فاطــــــــــــر .......... واخشع قليلا واغترف بعض الهواء

استعملت الشاعرة هذا المقوم للدلالة على العجز ، والاستغاثة ، والتلطف ، والتحبب ، والتأكيد على الضعف ، و ...

ب ) النداء . استعملت الشاعرة هذا المكون تعبيرا عن حالات نفسية ارتبطت بالذات ، وبالإحساس ، وبالطبيعة . كما استعملته للدلالة اللغوية المعروفة ، وقد استعملت لذلك أعم أدوات النداء (( يا )) لكونها ينادى بها القريب والبعيد ، و (( أيا )) لكونها ينادى بها البعيد . نادت بالأولى قلبها ، وحزن قلبها ، و عمرها المحبوب . كما نادت بالثانية نفسها : ( يـا قلبـا - يا حزن قلبي - يا طيـري - أيـا النفـس ) . وبناء عليه فللنداء عند الشاعرة في هذا النص وظائف أجملها في : الاستغاثة ، التحسر ، التعظيم ، التحقير، و ...



4 ) التشجيع ختام :

الشاعرة مقبولة عبد الحليم ، الشاعرة الفلسطينية الكبيرة ، العصامية ، أراك في تجربتك الشعرية بعامة تركبين قاطرة التحدي ؛ وذلك بانخراطك الموفق في سمفونية الإبداع الشعري النسوي العربي ، فأنت - ولاشك - مع الشعراء الكبار بأدواتك الفنية المحترمة ، التي أراها تجعل منك رمزا من رموز الإبداع الشعري في عالمنا العربي ، وفي خريطة الشعر النسائي الفلسطيني ، وخريطة الشعر النسائي العربي بالذات .. وأنت فوق ذلك تمتحين من ذاتك ، ومن واقعك ، ومن الموروث الشعري العربي .. كما أراك غير متجاوزة للتقاليد الشعرية ، ولا متمردة عليها ، تلك التي رسختها شعرية محمود سامي البارودي ، وأحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ، وهلال الفارع ، ولطفي منصور، ونمر الخطيب ، وإسماعيل زويريق ، وكبار شعراء (( واتا )) جميعا .. بل أنت في إبداعك الشعري - فوق ذلك كله - رمزا من الرموز المسلمة ، المجاهدة بالقلم ، وبالإبداع ، وبتفتحك على أجناس أدبية أخرى ، تجعل كل من يقرأ لك ، يحترمك ، و آراءك الجريئة في الدفاع عن فكرة (( الحب فبل الهدية )) ، وتقبلك للنقد متى ما (( كان مهنيا ومبنيا على الدراسة والدراية والتمعن والإمعان )) ... وأشير إلى أنني قد أنجزت هذا العمل في سياق ماتعهدت بتقديمه لورشة النقد الأدبي لشاعر / شاعرة من شعراء (( واتا )) . وها أناذا أفعل .. وأخيرا لايسعني إلا الثناء على تجربتك أختي (( مقبولة الخير )) ، هذه التجربة التي بدأت أترسم الطريق إلى دروبها ، وساحاتها ، وخمائلها ، وجنائنها ، وسهولها ، وجبالها ، ووديانها ، وأنهارها و ... وفي نفس الوقت لايسعني إلا أن أبارك لك حرفك العربي ، وأدعوك إلى عدم تدنيسه باللهجة المحلية / العامية . كما ألتمس منك تلافي بعض الهـَنـَاتْ الهـَيـٍّنـَات ، التي لايسلم منها أيضا ماكتبته أنا هنا .. كما أبارك لك إشعاع تجربتك الشعرية ، الواعدة بالعطاء ، وإلقاء الضوء الكاشف عليها من هذا البلد الذي يحبكم أهله .

[/align][/cell][/table1][/align]

[color="darkolivegreen"]
" منشان الله دوختيني "
سيدتي استاذتي الرائعة حقا الغالية هدى نور الدين الخطيب
صدقيني لم اقراء من قبل كما أقرا الآن وفي نفسي تتفاعل البهجة مع كل سطر قراته في ردود أديبتنا الغالية مقبولة عبد الحليم
ولكن مما زاد في معرفتي وزاد من تفاعل بهجتي ما سطرته يدك هنا ، أقرأ السطر مرة فأقطب حاجبي ثم تنفرج شفاهي لتصنع
علامة الذهول ولساني نطق مع نهاية السطر الأخير بالجملة الأعلى إياها فوضعتها هكذا كما هي ولكني لم ارفقها بالقهقهة على
نفسي من هكذا ردة فعل .
تحيتي إليك وإلى سيدتي مقبولة وكل من مرّ من هنا محبتي واحترامي


ملاحظة : لقد نبهتني الأستاذة هدى نور الدين الخطيب إلى ملاحظة حول كاتب النص الأصلي للمداخلة أعلاه .
واحتراما لها وحفظا للحقوق ها أنا أجيب :
سيدتي الغالية هدى اتعتقدين إني لم أقرأ من هو الكاتب :)

سيدتي الفاضلة أنا قرأت الأسم وربما كان عليّ أن اوضح ؛ وعذري أنني قد قرأت الكثير من الردود
والأسئلة واستغرق مني ذلك وقتا طويل ربما جعل ردي مرتبك قليلا
وأعذريني على عيبي الكبير بعدم اهتمامي - جهلا - بالشعر والأدب لأن السياسة والتاريخ " عمو عيوني " :)
أتعلثم أحيانا أمام نص مبدع بسبب هذا الجهل فيدفعني ذلك لقراءه بعض الردود لغيره حتى أفهم
وأول من ابحث عنه في هذا - وهذا سر سأكشفه - هو أنت .. لأن ما تكتبينه في التعليقات والحوارات مع الآخرين
يفاجئني فيه الكم المعرفي الهائل لديك ؛ وهنا كانت لديك مداخلات كثيرة فتابعتها لأفهم .. وباعتقادي بأن هذا ليس عيبا
لأن كل غنسان يحتاج إلى معلم ومرشد و أعتقد أن لها علاقة بالأسلوب واسلوبك محبب ويتوافق مع أي قارئ
وعلى جميع المستويات .

اقتضى التنويه .


تحية واحترام وتقدير
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 04 / 2011, 46 : 11 PM   رقم المشاركة : [56]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: علاء زايد فارس حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم ...
بداية أشعر بالخجل من الحضور المتأخر ، لكن اعذريني فمشاغل الحياة لا ترحم ، ومشاكل الكهرباء في قطاعنا الحبيب لا تنتهي أيضاً!...

أهنئك مرة أخرى على صدور ديوانك الجديد، أتمنى أن أحصل عليه قريباً من مكتبات قطاع غزة، وهذا شرف كبير لي أن أحصل على هذا الديوان الرائع الذي كتبته أنامل شاعرة فلسطينية مناضلة ، لم تمنعها الظروف ولا الغربة ولا مشاغل الحياة أن ترسم آلامنا و آمالنا...


على ما يبدو أن هناك سمة مشتركة إلى حد ما، أنا أعشق شعر التفعيلة واعتبره الشعر المفضل بالنسبة لي ، ولكني حتى اللحظة لم أكتب نصاً بشعر التفعيلة وإنما أكتب بعض الخواطر ولدي تجارب خجولة بالمقال والقصة القصيرة!

أتمنى أن أتقن شعر التفعيلة ، كخبيرة في هذا المجال ماذا تنصحيني أيتها الأديبة الكريمة ؟؟؟


الأمر الآخر، تعاندي الحياة كما عاندتك سنين طويلة، مشاغل الحياة ، مشاكلنا الاقتصادية ، مشاكل الحصار، مشكلة الكاتب المستقل في بلادنا الذي لا ينتمي لأحزاب سياسية ، مشاكل لا تنتهي أستاذة!

لذا أستلهم منك النجاح، حيث أنك لم تتخلي عن أحلامك ، قاومتي وكافحتي حتى وجدت ثمرة نجاحك وأهديت هذه الثمرة لقضيتنا الفلسطينية....

أعطينا وصفة نستطيع أن نحقق من خلالها أحلامنا وخصوصاً النجاح في مجال الكتابة ، كيف يمكن أن نخدم قضيتنا ونقدمها للعالم بشكل مناسب؟؟
....فالمثل يقول اسأل مجرب ولا تسأل طبيب...

بالطبع سأعود مع أسئلة أخرى
ولكن أود أن أخبرك بأن النص الذي قرأته لك رائع بكل ما تحمل الكلمة من معنى
ولا أبالغ لو قلت أنه من أجمل النصوص التي قرأتها هدفاً وصياغة ومضموناً....
لن أثقل عليك الآن بالأسئلة ...
وإذا خطر في بالي شيء سأعود لأطرحه مجدداً...

بالمناسبة والدتي تجلس بجواري واسمها مقبولة أيضاً... تسلم عليك ، وكنا أيضاً منذ زمن بالمملكة العربية السعودية :-)

شكراً لك أيتها الشاعرة ....
نتمنى لك التوفيق دائماً...

توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 04 / 2011, 23 : 03 AM   رقم المشاركة : [57]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: [you] حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

سيدتي الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

هل يدخل في مخطط كتاباتك أن تجعليها مفهومة لعوام الناس وهل فكرت في ذلك أثناء التحضير لولادة حبرك على الورق ؟
هل الناقد يستتبط أقواله في النقد من المعاني الحقيقية التي أرادها الكاتب أم انه يضع رؤيته وفهمه الفلسفي ليسقطه على النص
ويصبح الكاتب اسير أراء ربما تتناقض من حيث التوجيه والهدف وماذا يُنصح إن وقع مثل هذا الأمر ؟
هل ما قدمه الأستاذ عبد الرحمان الخرشي في دراسية النقدية أعلاه يتوافق مع رؤيتك الحقيقية فيما قاله وهو عظيم ؟

عذرا إن أثقلنا عليك سيدتي في رعاية الرحمن
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 04 / 2011, 38 : 05 AM   رقم المشاركة : [58]
مقبولة عبد الحليم
شاعرة ومحررة أدبية

 الصورة الرمزية مقبولة عبد الحليم
 





مقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: ماري الياس الخوري حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

[=ماري الياس الخوري;115211][align=justify]شكراً للأديبة هدى الخطيب على اتحافنا بهذا الحوار بضيفة استثنائية مبدعة[/align][align=justify]
الشاعرة والأديبة المحبوبة مقبولة عبد الحليم
مرحبا بك في هذا الحوار الشيٌق
شخصية إنسانية جميلة وإنسانة مبدعة متألقة أنت


أهلا يا ماري
سعيدة بتواجد الريحان ونسمة صباحية تداعبه فيفوح العبير
شرفتني بجمال التواجد

سيدتي الكريمة
ما هي باكورة قصائدك الشعرية وهل يمكن لنا أن نطلع عليها؟؟

هذه من بواكير قصائدي عزيزتي والتي أعتز بها فقد كانت بالنسبة لي وستبقى أولى زهرة في بستان الورد

سوف ... تُزهر


يا زَماني ......
ما سألت الذَرة ...
من تراب الأرض عني
كيف أني....
قد شَربت ألاه
من فم الأيام
قد سقاني المُر كأسي
ضاع حُلمي
ضاع أمسي
رغم هذا يا زماني
كنت أكبُر
صامدا رغم الهُموم
رغم جرح في الحنايا
في العُهود في الصميم
قد نذرت الروح عُمرا
تعتصرني ألاه دمعا
يا دموع العين مهلا
لا تسيلي....
أنني للأرض أُنذر
يا زماني
لا تسلني
كيف أني .....
عشت رغم الداء دهرا
رغم عهر القهر مُرا
رغم كل ألقول عني
إنني .....
بالموت أُقهر
حاصروني....
حاصروا أهلي وربعي
سابقوا أعتى الرياح
زوروا كل الحقيقة
كي يقولوا يا زماني
أنني بالجوع أكفر
حاولوا قلعي بجذري
حاولوا جلب المنايا
بالدماء ...
أغرقوا الدرب الطويل
كي يقولوا يا زماني
كيف تُنصر ؟!!
لن يكون الخوف عُذرا
سوف يبقى الموت فخرا
تلك أرضي .....
تلك قدسي ......
كالورود في الربيع
يا زماني ... يا زماني
سوف تُزهر


تكتبين القصة والمقالة أيضا بالإضافة للشعر، فما نوع وطبيعة المقالات التي تكتبينها أهي أدبية أم سياسية؟

مقالاتي غالبيتها اجتماعية تعالج قضايا في المجتمع وتحاول أن تضع النقاط على الحروف وتسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات

ت
شكراً لك ولي عودة إلى هذا الحوار البديع مع المزيد من الأسئلة للشاعرة

بانتظار الجميلة انا

[/align][/QUOTE]
توقيع مقبولة عبد الحليم
 على دربك سأموت فدثريني في ثراكِ واعزفي ذكرايَ أنشودة للعابرين ....
وابتسمي

مقبولة عبد الحليم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 04 / 2011, 46 : 05 AM   رقم المشاركة : [59]
مقبولة عبد الحليم
شاعرة ومحررة أدبية

 الصورة الرمزية مقبولة عبد الحليم
 





مقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: شريفة السيد حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريفة السيد
الشاعرة الكبيرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم صباح الخير ..
أحييك وأحيي الأستاذة هدى الخطيب على هذا الحوار الجميل..
وهذه تحية أولى.. أعلن فيها أمام الجميع اعتذاري عن التأخير .. وأنني سعيدة بهذا الجمع الكبير
ولن أترك الحوار حتى أقرأه كله وأتابع معكم ابتداء من الغد...
تحية أخرى أرق وأجمل تليق بشاعرتنا الرائعة الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم
كونوا بخير
شريفة السيد

أهلا يا شريفة وتعرفين أنك عزيزة ومتى تأتين سيزهر البنفسج
توقيع مقبولة عبد الحليم
 على دربك سأموت فدثريني في ثراكِ واعزفي ذكرايَ أنشودة للعابرين ....
وابتسمي

مقبولة عبد الحليم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 04 / 2011, 24 : 06 AM   رقم المشاركة : [60]
مقبولة عبد الحليم
شاعرة ومحررة أدبية

 الصورة الرمزية مقبولة عبد الحليم
 





مقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really niceمقبولة عبد الحليم is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: مقبولة عبد الحليم حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/60.gif');border:4px solid silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]

[glow=0000FF] آمنة محمود

[/glow]

صباحك / مساؤك الشهد والورد

أجمل وأرق التحايا لعيونك غاليتي مقبولة
لك في نفسي معزة خاصة وتقدير خاص
غاليتي صاحبة الإحساس المرهف والحروف الجميلة
والصباحات الأجمل
تنثرين باقات من حروف البهاء والإبداع أينما حللت
لكم كانت فرحتي غامرة بحضورك وباستضافة الأستاذة هدي لك
ولحضورك يا مقبولة الخير
أميرة للكلمة والحرف المميزة حروفا ومعنى


أهلا بالجميلة آمنة
سعيدة بك وتعرفين

سأبدأ سؤالي عن حب الوطن ممزوج بأرواحنا ومغزول بدمائنا
قضيتنا الفلسطينية واحدة وجرحنا واحد وهمنا واحد
ماذا قدمت مقبولة لفلسطين من جمال بوحهاا عامة

كل حرف كتبته مقبولة أهدته لفلسطين أولا
فكل من أحبهم أراهم بها وهنالك خاطرة كتبتها لعينيها الحبيبتين أبدا لا أنساها
سأدرجها هنا يا آمنة حبا وكرما لها ولك وللأخوة الذين شرفوني بالحضور


[frame="15 95"]
إنني اليوم .. أموت


إنها عيناكِ
تلك التي تُعيدني من شُرودي
وتوقِف هَذيان نفسي ...
وَتَنسل للأمسِ البَعيد القَريب
ذكرى ملؤُها الألم
فَأجِدُك أمنية بعيده



حين أغوصُ في مساحاتها
وَيقتلني ذاك الحُزن المتأصل فيها
تتراقص تترى ..
انهزاماتي على مُحيياي
وأتلاشى...

فِلِسطين ....
قد تَكَسرت جَناحاتي
منذ أن غادَرك الزمان للا زمان
وابتعدتِ ... تسخَرين من خُضوعي
تدمعين ... في الخَفاء
وتَكتبين في ضعفي أغنية حَزينة

لكِ كل الحَق بالسؤال
وعَلامة الاستفهام...
تلك التي باتت تُواجِهُني
كلما فتحت كتابا ....
من كُتب التاريخ الأسود
في صَفَحات يومي

عندما تُعَشِشُ في خاصِرَتُكِ
أوجاعُ الزَمان ...
تصرُخين ألما وتحرقك نيران الغربة والاحتلال
وأنا من بعيد ..
انظر إليك ... وانشد نشيد الحُرية !!
لك كل الحق يا حبيبة
أن تقولي عني ... إنني اليوم أموت
[/frame]

وماذا قدمت لأهل غزة أثناء الحرب خاصة ؟؟

ولأهل غزة قلبي قبل حرفي يا آمنة
كان لهم الكثير من حروفي
وهذه أحدى خواطري



وهذه قصيدة أيضا

[frame="2 95"]
عارُ عليكم يا رؤوس عروبتي
جزوا اللحى وتناكحوا وتسافحوا
وتقايضوا وتبايعوا ..
هذي الدماء زكية
وهي الأمانة قد نقضتم عهدها
فتصافحوا..
لا تسألونا عن هموم إننا
بهمومنا نحيا السعادة والغنى
ونقدم الأرواح كبشا للفدا وعيوننا
للأرض ترنوا للإلهِ تُوَحِد
فتباعدوا ..
الله أكبر يا شعوب تألمي وتعلمي
وتلملمي وتقدمي
فهي العروبة تستباح رخيصة
وهي القضية قد تباع بكلها
رصوا الصفوف تكاتفوا ...
ولغزة الشماء نادوا للفدا وتجمعوا
فالليل أقبل والشموع قليلة معدومة
والطفل يبكي والحليب مقطر أو فاسد
وكلاب نحس في الشوارع تقتفي
أثر النساء بحرقة ملهوفة
تشتاق طهر نقائها ووفائها
خسئت كلاب قد تدوس حصيرها
أو قد تنام بفرشها
خسئت كلاب قد تبيت بأرضها
فتعاضدوا يا أهلنا وتقدموا
وتقدموا .....


[/frame]

[frame="2 98"]
إصمت وتاجر في دمي




إصمت وتاجر في دمي
يا أيها المأفون في قصر الهوى
بين الغواني الراقصات
وبين ألحان المجون
وكأسها مترنحا ..
أنظر لنفسك فالحياء بلحظة
في كُنهِ روحك قد خمدْ ..

إصمتْ....
فلستَ لثورتي من ناصرٍ
بل لست للحق الذي أبغي بجهلك عارفا
يا عاشق الرغبات دعني وانصرف
واركب غمار اللذة الكبرى
وسافر في ارتعاشات
الجسدْ ...

وانعم بنوم الارتخاء مدللا
واحلم بغانية تكون لليلة أخرى
ما عاد همك إن قُتلت بخيمتي
إنْ صادروا حُلمي وأدموا مهجتي
ما عاد همك إن حُملت مكفنـًا
فاحمل شَنارُك لامتدادات
الأمدْ ..

أما أنا فلقد ولدت بحضن عشق قاتل
عشق التراب مخضبٍ بدماء جدي
والصِحاب وعزوتي ...
اذهب وتاجر في صمودي في عروقي
والولدْ ..

واختم بشمعٍ كل درب للجهاد مُيسَّرا
واضربْ بأيدٍ من حديدٍ يا
غريب كرامتي
لكن عزمك لن يطيح بعزتي
بل لن يفوز بدمعتي
صبرا .. فوِزرُك لن يغافله
الصمدْ ...

فاترك لحباتِ التراب نضوجها وولاءها
فلقد تغذت من دمي وتكاثرت
وتحولت جينات ثأر للقتال وثورة
فاصمت ودعني للعدو وثورتي
فأنا بحضن الدم أعشق موتتي
وأنا بقلب الأرض نلت شهادتي
فاصمت وسجل في صحيفتك
الهوانَ وصرختي
إن القضية لن تسامح خائنا
باع الدماء رخيصة ...
باع الرقاب وخان أبناء
البلدْ ..
[/frame]




وهلا من كلمة توجهينها لأبناء غزة وفي ظل الحصار الظالم والظروف الظالمة ؟؟


صبرا إن وعد الله حق





لدى شاعرتنا الرائعة قلم وورقة ووردة .. ماذا ستكتبين ولمن ستهدين هذه الوردة ؟؟



لك يا ست الحبايب يا أم قلبي أهدي نجاحي وقلبي ووردتي




ماذا تعني لك الرومانسية ؟؟ وأين تجد مقبولة نفسها من أنواع الشعر أكثر وأقربه إليها ؟؟




الرومانسية هي حبر دمي ونبضاتي




ماذا تعني لك الطبيعة _ الليل _ البحر _ الحب _ الرجل ؟؟



الطبيعة : هي ملكوت أسرح بها بانتشاء ولا أملّ



البحر : صديقي الذي أبثه أسرار نفسي دون خوف



الحب : الحياة



الرجل : الحضن الحاني والرفيق



أتمنى أن تكون أسألتي خفيفة الروح على صدرك الرحب



بل واستمتعت بها يا وردتي الجميلة




لك باقات الود تتناثر بين يديك



أشكرك جزيلا



مودتي التي لا تنقطع




ورودي



لعينيك فرح العيد


[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
توقيع مقبولة عبد الحليم
 على دربك سأموت فدثريني في ثراكِ واعزفي ذكرايَ أنشودة للعابرين ....
وابتسمي

مقبولة عبد الحليم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقبولة عبد الحليم, الأدبي المفتوح, الشاعرة, صالون هدى الخطيب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الناقدة د.رجاء بنحيدا هدى نورالدين الخطيب صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح 75 02 / 06 / 2014 39 : 11 PM
حوارنا الأدبي المفتوح مع الأديب الأستاذ خيري حمدان هدى نورالدين الخطيب صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح 172 01 / 03 / 2013 18 : 02 PM
ترقبوا الحوار المفتوح مع الشاعرة مقبولة عبد الحليم الجمعة 22 نيسان في الصالون الأدبي هدى نورالدين الخطيب صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح 6 20 / 04 / 2011 13 : 11 PM
ابنة الجليل الأشم الشاعرة مقبولة عبد الحليم في نور الأدب رحبوا بها معي زاهية بنت البحر الترحيب بالأعضاء الجدد 18 02 / 02 / 2011 34 : 04 PM


الساعة الآن 00 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|