التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,768
عدد  مرات الظهور : 163,704,738

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 05 / 2012, 21 : 10 PM   رقم المشاركة : [171]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الثامن و الثلاثون *



.. لن أحمّله مشقّة اللّهاث خلف أحجيات تداولتها الوديان الشّاغرة من لهفتها و الممتلئة وحلا مخادعا قد يتحوّل إثر علاقته الشّاذة و المشبوهة بالبّحر إلى مياه جارفة تحمل معها الأساطير القديمة و الحكايا من زمن ألف ليلة و ليلة لتشرِّحه في إحدى لياليها ..

طفلي أنا لا يستحق الحياة .. يستحق الخلود، كتلك الرّصاصة .. لا يجب أن يولد و على معصمه رمز للموت كنتيجة حتمية لحرب كونية و لا تحت غيمات تشكّلت من دموع المعذّبين فوق الأرض .. لن يولد و الزّمن الجديد تحوّل إلى آلة قاتلة تدوس بنشوة آلاف البشر و كأنّها اختصار لعملية عصر للدماء .. لن يولد طفلا .. ! الطفولة تجرّدت من ملامحها و طقوسها .. كلّ الأجساد مهما كان حجمها تصلح لأن تكون ضحية حرب .. حتّى تلك المقلّصة بفعل الميلاد الجديد .. كرهينة يحتسب الرّهن فيها من ثانية الزّواج العربي .. كلّ الخشية من طفل صغير يلقّن منذ ميلاده معاني الموت لأجل الوطن .. يلّقن " بفظاعة " طرق حمل السلاح، حتّى العبارات المتلعثمة الّتي تخرج من بين شفتي طفل تشرّدت على أصوات القصف و الرّصاص .. تحطّمت فوق لساني، ناثرة ما تبّقى من لغة كسيرة بين الشّقوق .. لذلك أخرسني بكاؤه الصامت فوق لهفتي .. !! ألذلك لاحقتني رصاصة قدمت طائشة عشية حرب .. مسافات، مسافات .. رصاصة تعرف تماما مقرّها و هدفها .. حتّى شيّعت طفلا بل أطفالا آخرين ..

حتّى حين ولد شقيق أمال رفضت حضور جنازتي بحضوره .. رفضت أن أعزّي نفسي به أو أن أحمله كشعار جديد لتحطّمي .. طفل آخر يستنطق الحياة أمام احتضاراتي المتتالية .. ولد جريئا في مساء عاصف .. جرأةً مبتورةً من قهر الرّصاصة .. ذلك المساء الّذي أشعرني بأنّي أضعف من " ثوانٍ " .. للميلاد ..

حين أخبرتني شقيقتي و هي بالكاد تستطيع الحديث، عن طفلها الجديد .. لم أكن حاضرا لأحمل جرحا فوق جرحي .. كنت في فترة نقاهتي، أو في حداد مغلق، شقيقتي كانت منهكة جدا بسبب صعوبة ولادتها .. ذلك الطفل العنيد رفض أن يولد حتّى ساوم الحياة عن نفسه .. ثم خرج صارخا متذمرا ..

فترة النّقاهة كانت أقسى مرحلة مرّرت بها .. قضيتها وحيدا، عدت بعدها إلى القرية مشرّد الأفكار .. غارقا في عنجهية مزعومة، لأجُرَّ خيبتي و أقتلها بفأس قروي، عدّ خصيصا للنّكاية بتراب قررت البلدية يوما أن تضمّه لمقبرة القرية القديمة حيث ينام التّاريخ مكبّلا، حيث دُفِنَت الوثائق السرّية تحت معاطف النّسيان كي لا تفضح حاضرها كوثائق مزوّرة لا تتشابه إلّا في التّسمية " كوثائق " ثم في محتواها المشبوه .. و حتّى تُرْكَن كلوحات صامتة في متحف وطني يزعم قيادة الثورة .. في جزئها التّاريخي .. رغم أنّ اللّوحات قد تصنع التّاريخ أيضا .. الفؤوس ظاهرة مجازية تصلح لأن تطبّق لقتل الخيبات ثم تزرع مكانها قسوة خاصة .. لذلك حين أفقت من صدمتي وجدت نفسي قد تغيّرت و كأنّ الفؤوس أصابتني بعدوى قسوتها ..

عزيز كان قد عايش لتوّه جرح انفلات أنثى من جحره .. و تمرّدها على أوراقه و دفتره العائلي المقدّس .. لذلك كان لا يزال ممزّق الوجدان، ضائعا بين دفاتر أصبحت في ثانية نكران للذات قديمة .. زائغ النّظرات مضطرب الحواس .. لم يصدق فكرة زواجها و قد كانا شبه مخطوبين ليتفاجأ بعدها بحفل زفافها و تحضيرات سفرها .. صاحبه شعور غامر بالخيبة لساعات طويلة قبل أن يفيق ( أو كما بدا لي ) من أزمته و يقرّر مواصلة حياته باستفسارات لا حدود لها .. امرأة بعلامة استفهام دامية صاحبته إلى أن قرّر الاقتداء بها .. ليكون موته لغزا آخر و فوضى تساؤلات .. عدت و في ثانية جريئة أقفلت عينيّ عنه، ليصفعني بحادثة انتحاره كما لو أنّه اخطأ التّصويب فمات .. كما لو أنّ الثانية بيني و بينه كانت ببارقة تحدٍ للزمن .. فانتصرت ..

كان من العسير أن ينصت لي و في أذنيه ضجيج الألم .. كان من العسير أن يشعر بحزني و ذاكرته قد أصابتها انتكاسة صيفية من مخلّفات حقبة عسكرية حارة .. لكنّه مع ذلك سلّمني بصره، حين نظر إليّ بعينين دامعتين، بدمعة مزهقة، مغتالة عمدا .. أقسى ما استطاع منحي إيّاه نظرات شاردة و كأنّه كان يطارد طيفها في وجهي .. كأنّه يحاول طمس معالم شرعيّتها بين رفات أبوّة كنت قد واريتها تراب أحلامي منذ فترة وجيزة .. حتّى الألم قاسَمْتُه إيّاه ... و كأنّ القدر بأنانيّته السّاحقة رفض أن يمهلني بضع دقات ألم حتّى أشيِّع معه تصميم أنثاه الفاشل .. ثم أجلس بين ارتباكاته لألملم عنه رماد احتراق الرّسمية بينهما .. ثمّ أواسيه عنها، عن أنثى خالفت قوانين القرية في الحب .. و خالفته في لحظة انتماء أجنبي .. لا يمتّ لوطنيّته بصلة انتماء .. !!

عزيز رغم ألمه السّاحق و بجهد رجل احتوى فضيحة أنثوية، ثمّ استكان بعد سكونها و صمّم جسدا آخر من شرعيّتها المفنّدة، ذلك التّصميم الّذي لم أنتبه له .. في صرامة ألبسها عينيه و هو يحدثّني عن الرّحيل .. في تحدِ لا تفقهه " أنثى " اعتقدت أنّها الأذكى بانتعالها علامة غربية .. استطاع أن يمنحني لقطة من مسرح اهتمامه وقَّع بها على وثيقة جرحي بلمسة حانية حين ربت على كتفيّ .. فشعرت لأوّل مرة بعد فاجعتي .. بحاجتي لأن أستخرج نسخة عن الرّصاصة، و ألثمها عنا " نحن الاثنين " بثغر محذوف الابتسامات، لموعد جديد .. ذلك أنّها غادرتني بجسمها الحديدي فقط، تاركة لي شبحها .. كأصل يحتمل النّسخ في أيّ زمان .. و مكان .. كانت هي الأصلح لنا الاثنين، في احتوائها المشروع لأكثر من نقيض .. أعظمها رسالةً، الحياة و الموت .. كرمز للموت و كحقيبة تحوي صفحات الألم لفترة ما بعدها، قبل أن تقذفه متتاليَ الأحداث المدمّرة .. ثم لحياة مشوّهة ..

أو لرحيل أبدّي .. ذلك الفارق بيني و بين عزيز ..
أنا بشخصي الملهم من الرّصاصة، المرتبك بين تناقضاتها الكثيرة .. و عزيز الّذي مات و في نفسه رغبة خفيّة في اعتناق شهقات الرّصاص ذلك أنّه كان يمنّي نفسه برصاصة لها طعم عربي و منفى عربي اسمه " فلسطين " أولا ثم بعده الجسور " الرثّة " المترامية على امتداد الشّرق .. لكنّه نهاية المطاف انتحر شنقا بعدما أخفقت بين عينيه كلّ احتمالات الموت العربي و آخرها " أنثى" مزّقته بشرعية تجافي الحدود الوطنية، بل تتعداها لتضيع في فلك غربي لا يحاذي مجموعتنا الشّمسية الخاصة .. ذلك أنّ الشّمس لا تطلع هناك إلّا فاسقة، تُشَرِّح أشّعتها فوق الحمراء لجنود همهم الوحيد .. عدد فناجين الدّمار الممتلئة " شرعية حمراء قرمزية " ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 05 / 2012, 52 : 11 PM   رقم المشاركة : [172]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )


" الطفولة تجرّدت من ملامحها و طقوسها .. كلّ الأجساد مهما كان حجمها تصلح لأن تكون ضحية حرب ..
حتّى تلك المقلّصة بفعل الميلاد الجديد .. كرهينة يحتسب الرّهن فيها من ثانية الزّواج العربي ..
كلّ الخشية من طفل صغير يلقّن منذ ميلاده معاني الموت لأجل الوطن .."



سيدتي حياة ما أروعك حقا !
هذا توصيف مرّ ولكنه دقيق وصادق .. هذه بلاغة أيتها الأديبة قد اختصرت مشهدا كاملا من صورة " الملحمة "
نعم يا سيدتي " الخشية " تحولت واقعا وصار الأطفال على استعداد للموت من أجل " الوطن " ..ولكن .. أي وطن ؟!
أي معنى بعدما صار الوطن كرسي وزعيم وراقصة وسجاجيد حمراء كلياليهم ولون دمانا ..!

مساؤك الخير ( استمري ) وإن مرّ أستاذنا بلغيه التحية
دمت بخير وعافية
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 05 / 2012, 19 : 01 AM   رقم المشاركة : [173]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي

" الطفولة تجرّدت من ملامحها و طقوسها .. كلّ الأجساد مهما كان حجمها تصلح لأن تكون ضحية حرب ..
حتّى تلك المقلّصة بفعل الميلاد الجديد .. كرهينة يحتسب الرّهن فيها من ثانية الزّواج العربي ..
كلّ الخشية من طفل صغير يلقّن منذ ميلاده معاني الموت لأجل الوطن .."



سيدتي حياة ما أروعك حقا !
هذا توصيف مرّ ولكنه دقيق وصادق .. هذه بلاغة أيتها الأديبة قد اختصرت مشهدا كاملا من صورة " الملحمة "
نعم يا سيدتي " الخشية " تحولت واقعا وصار الأطفال على استعداد للموت من أجل " الوطن " ..ولكن .. أي وطن ؟!
أي معنى بعدما صار الوطن كرسي وزعيم وراقصة وسجاجيد حمراء كلياليهم ولون دمانا ..!

مساؤك الخير ( استمري ) وإن مرّ أستاذنا بلغيه التحية
دمت بخير وعافية

حوار أصحاب الواحة الأوفياء...كما تفضلتما ولا أزيد!!! استمرا...تحياتي أخي الغالي رأفت...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 07 / 05 / 2012, 19 : 02 AM   رقم المشاركة : [174]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي

" الطفولة تجرّدت من ملامحها و طقوسها .. كلّ الأجساد مهما كان حجمها تصلح لأن تكون ضحية حرب ..
حتّى تلك المقلّصة بفعل الميلاد الجديد .. كرهينة يحتسب الرّهن فيها من ثانية الزّواج العربي ..
كلّ الخشية من طفل صغير يلقّن منذ ميلاده معاني الموت لأجل الوطن .."



سيدتي حياة ما أروعك حقا !
هذا توصيف مرّ ولكنه دقيق وصادق .. هذه بلاغة أيتها الأديبة قد اختصرت مشهدا كاملا من صورة " الملحمة "
نعم يا سيدتي " الخشية " تحولت واقعا وصار الأطفال على استعداد للموت من أجل " الوطن " ..ولكن .. أي وطن ؟!
أي معنى بعدما صار الوطن كرسي وزعيم وراقصة وسجاجيد حمراء كلياليهم ولون دمانا ..!

مساؤك الخير ( استمري ) وإن مرّ أستاذنا بلغيه التحية
دمت بخير وعافية

.................
سيدي الرائع قولا و فعلا و خلقا ..
سرّني أن رأيتك مجدّدا محلقا كحمامة بيضاء بين أوراقي .. صادق و مميّز ..
أشكر طيبتك و رقة كلماتك ..
الخشية هنا طالت حتّى من يقصدون اغتيال الطفولة .. لأنّ في نفسهم خوف من مستقبل قد تحمله الطفولة في صورة حماة للوطن ..
كأنّه اليقين بالنّصر العربي في النهاية ..
أشكر قراءتك الجميلة ..
أما قضية الكرسي و الزّعيم فهي واقع .. و الحديث عنه لا يفيد ..
يكفي أنّنا نعلمه تماما .. و نعلم أنّه سبب المأساة العربية منذ بدايتها الأولى ..
سيدي الفاضل .. أعتقد انّ التحية وصلت قبل أن أبلغه إياها .. و قد ردّ بما تستحقه حضرتك ..
تقديري الشديد لقامتك .. و امتنان عميق ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 05 / 2012, 23 : 02 AM   رقم المشاركة : [175]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
حوار أصحاب الواحة الأوفياء...كما تفضلتما ولا أزيد!!! استمرا...تحياتي أخي الغالي رأفت...

....................
و ها قد امتدّ الحوار كجسر أصيل بين قامتين .. هما أنتما ..
استمرا .. فإن التواصل هنا أرفع قدرا من مجرّد كلمات ..
تحياتي أبتي الغالي على توقيع جميل ..
و مودتي ... وا متناني ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 05 / 2012, 04 : 11 PM   رقم المشاركة : [176]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء التاسع و الثلاثون *


.. حتّى في أقصى حالات حزنه كان حكيما :

قال لي .. بصوت متهدّج .. بعض الحروف كانت مختنقة .. قد تُشابه شيئا من جرحه في نُطقها ..

- لا تهتم يا صديقي .. لا شيء يستحق .. غير الدموع .. أتعتقد أنّ البكاء مجرّد انهيار، مجرّد قطرات مطر يستردها الشّتاء على حين غفلة في لحظة صمت قاربت على الهطول المدمّر .. لولا أن احتوتها العيون الحزينة، الدّمع يحتاج لوقفاتنا المساندة، لأنّه أكثر حزنا منا .. كلّما شعر بالوحدة القاتلة و اللّامبالاة، افتعل حالة شجار مع الذات كي يُذكر بحالة احتباسه القهري ... البكاء حالة انتشاء صارخة .. ألا تشعر حين تبكي بنشوة خاصة تسري بعدها بدمائك دفقة كبرياء ملتهبة .. تشعلك رغبة في امتلاك المتاهات و العزف المجنون تجبّرا و اقتحاما لغير الشّعور المتواطئ ..

- ضع ثقتك التّامة بالله و تفقّد الجزء المختبئ بذاتك .. وحده ذلك الجزء مغمور بسعادة حقيقية .. لذلك اختفى في خضم معاركك و الحياة .. و كأنّه شعر بأنّك تنبذه بمواقفك التّافهة و اشتياقك الملتهب للحظة شجن ..

- نحن البشر نبحث عن وقفات عزاء .. و تشييع لجثت أوهامنا، حين لا تبقى أيّة فرصة لمصارحة الذات و فكّ طلاسم الوهم الجميل الذي تلبّسنا بإرادتنا و رغبتنا .. حقيقة نحن نرفض المواجهة لذلك نفر و نتخفّى كقطعان خرفان من صغير ذئب ذنبه الوحيد أنّه ورث عن والده ملامحه المرعبة و قطعة لحم معلّقة على أسنانه الأمامية للتنويه .. تبقيه على عهد القتل و النّهش و حتى التنكيل بالجثث .. و تذوّق فصائل الدم " الأربعة " .. كبوصلة كلّ اتجاهاتها تحمل رمز الشّرق " e " و كأنّ إبرتها المغناطيسية تتباهى بانتمائها لمنطق الخيبات و الذّل ..

- لا شيء يتجاوز ما كتبه الله لك .. إن لم تنجب .. فذلك لأنّ القدر و السّماء أرادا ذلك و ما جسدك إلّا تعبير أخرس عن حكمة إلهية .. لذلك لن يكون هناك استنساخ منه لو لم يقضي الله بذلك أن يكون .. عزاؤك هو عزاؤك .. فابحث عنه بأعماقك .. متّى وجدته ستجد شيئا من ضالتك .. و شيئا من حنكة أبوتك المفقودة في طفل أردته أن يكون رجلا .. خليفة للرجولة .. حلما مستعصي الكتمان لمن فقد لذة العروبة ..

فجوة الرّصاصة تلك .. الّتي تحتمي برجل صرّح ذات يوم أمام قداسة الشجر أنّه .. عربي لا يعترف بالحدود الجغرافية بقدر ما يعترف بالغابات و الطيور و كلّ شيء برّي .. ينتمي بحكم قداسته لوطنه .. هي قضية ..
أعظم القضايا تلك التي تسكنك .. ككائن غريب .. لا تبرحك حتّى تكمل ذاتك السّياسية بتوقيع نهايتها ...
ذاتك الّتي تريد أن تفجّرها في جسد آخر .. قبل أن تقضي دستورية الحياة أنّ عهدتك قد انتهت،
أنهى حكمته بموعظة .. تنهّد بين جُمَلِهَا برقم أحادي .. ثمّ أتّم آخر تنهيداته، آخر تنهيدة حملت معها حياته .. كانت سرا أقفل بها الرّقم مائة .. ذلك الرّقم القاتل .. !! أخرس بعده كلّ الأرقام المتداولة .. في مرحلة جمود تام، حتّى ذلك اليوم الّذي وُجِدَ فيه معلّقا ناحية الشّرق .. .. ماثلا كسياج يفصل الغروب عن القرية .. يكسر صمت اللّيل بصوت الدبابير فوق أول غصن يعلوه .. ذلك العلو المحبّب الّذي انتحر عزيز من فوقه، كان أجمل مكان اعتدت الجلوس رفقته فيه .. يطلّ على أجمل منظر للغابتين المحاذيتين يفصلهما بعض البيوت القصديرية .. و ذات القرميد الأحمر الشهّي للنّظر .. كقطعة حلوى داعبتها شفتي طفل صغير فكان أن أصبحت أشهى أسطورة قد يشتهيها الأطفال عبر أجيال الموت ..

من فوق ذلك الجبل انتحر .. كانت لوحته و هو معّلق فوق شجرة جميلة تشبه أنثى في قمة أناقتها و تبجّحها .. ظاهرة قدرية عظيمة .. تبدو مع الغروب المنسكب كقهوة مسائية مرّة في حلق اللّيل، كلوحة ترفض الانتماء .. بدليل أنّها نزعت عنها ألوان الغروب بعده بوقت قصير .. و لبست حدادها المطبوع بقبلة قمرية شاحبة ..

أعنف المشاعر تلك التي تَسْكُنُكَ بروح الإبادة .. لتموت كنهاية جميلة لدوافعها .
و قد انطوت الحيلة الحرفية هنا على عزيز .. الشاب الذكي، حدّ الخرافة .. ذلك أنّه انتحر كنهاية جميلة لتلك المشاعر الّتي سكنته بتقاسيم غير متشابهة .. بوجه أنثى أحبّها حدّ المستحيل .. و صوت الشّرق الّذي كان يدّوي كلّ مساء، كقنبلة صامتة تدعوه للاستشهاد على أرضٍ أحبّها أيضا حدّ الجنون .. أبادته بعد أن هجرته امرأة بهوامش تصلح أيضا للإبادة ..
توقيع حياة شهد
 [frame="15 70"]
أنا أنثى ... لا أجيد .. إلّا أن أكون أنثى ..
عمقا و قهرا و قضية و ثقة أن الحياة لن تنصفني ما دمتُ " الشّرعية " التي تخشاها الوجوه المغلّفة ..
لذلك سأكون .. أنا ..
شهقة تحد و صمود .. قد تخفق لكنّها أبدا لن تتنازل عن كبريائها ..
[/frame]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 05 / 2012, 32 : 11 PM   رقم المشاركة : [177]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

[gdwl]((((نحن البشر نبحث عن وقفات عزاء .. و تشييع لجثت أوهامنا، حين لا تبقى أيّة فرصة لمصارحة الذات و فكّ طلاسم الوهم الجميل الذي تلبّسنا بإرادتنا و رغبتنا ..))))[/gdwl]
صورة ولا أبدع!!! استمري...سعادتي كبيرة بزيارة هذه الصفحات !!! مودتي..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 17 / 05 / 2012, 35 : 11 PM   رقم المشاركة : [178]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )



ماذا أقول لك ايتها الماء ..
أنت بالفعل كالماء الذي لا ينقطع سبيله عن العطاش من الأنفس ..
أتابع وكنت انتظر بعد احتباس طويل لم يفقدني الصبر وها إني أنا أرتوي .

سيدتي الأديبة حياة كوني بخير
واستمري بهذا العطاء الرائع
تحيتي احترامي محبتي
واحلى سلام مربع لأستاذي او عصا .. وإني أراهن بأنه لم يستنفذ قواها بعد برغم مشاغبة بعض التلامذة دلعا في آخر
أيام هذه السنة الدراسية الشاقّة على معلم يعتبر التدريس بالفعل رسالة وليس مهنة .. تحياتي ايها الصالح الكريم من هنا :)
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 05 / 2012, 39 : 11 PM   رقم المشاركة : [179]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي


ماذا أقول لك ايتها الماء ..
أنت بالفعل كالماء الذي لا ينقطع سبيله عن العطاش من الأنفس ..
أتابع وكنت انتظر بعد احتباس طويل لم يفقدني الصبر وها إني أنا أرتوي .

سيدتي الأديبة حياة كوني بخير
واستمري بهذا العطاء الرائع
تحيتي احترامي محبتي
واحلى سلام مربع لأستاذي او عصا .. وإني أراهن بأنه لم يستنفذ قواها بعد برغم مشاغبة بعض التلامذة دلعا في آخر
أيام هذه السنة الدراسية الشاقّة على معلم يعتبر التدريس بالفعل رسالة وليس مهنة .. تحياتي ايها الصالح الكريم من هنا :)

[gdwl] ..وأنا عند وعدي..قراءتي شارفت على نهايتها..صفحة التصويب وأنهي العمل بحول الله...جميلة هادئة عودتك أخي رأفت وأنتَ تطلّ من شرفة (تصاميم أنثى)...مودتي..[/gdwl]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 18 / 05 / 2012, 16 : 05 PM   رقم المشاركة : [180]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
[gdwl]((((نحن البشر نبحث عن وقفات عزاء .. و تشييع لجثت أوهامنا، حين لا تبقى أيّة فرصة لمصارحة الذات و فكّ طلاسم الوهم الجميل الذي تلبّسنا بإرادتنا و رغبتنا ..))))[/gdwl]
صورة ولا أبدع!!! استمري...سعادتي كبيرة بزيارة هذه الصفحات !!! مودتي..

....................
أبتي .. صاحب الحضور الجميل .. الساحر ..
صار توقيعك جزء من الصفحات .. لا يمكن الاستغناء عنه أبدا ..
حفظك الله لنا ..
كل الامتنان و الشكر و الاحترام و مودة عميقة ..
توقيع حياة شهد
 [frame="15 70"]
أنا أنثى ... لا أجيد .. إلّا أن أكون أنثى ..
عمقا و قهرا و قضية و ثقة أن الحياة لن تنصفني ما دمتُ " الشّرعية " التي تخشاها الوجوه المغلّفة ..
لذلك سأكون .. أنا ..
شهقة تحد و صمود .. قد تخفق لكنّها أبدا لن تتنازل عن كبريائها ..
[/frame]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنثى, إحسان, تصاميم, رواية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن أنثى .. عادل ابوعمر بسـتان الشــعر 12 30 / 11 / 2022 51 : 01 AM
"صمت الصحراء " رواية رومانسية في أربعة أجزاء فاطمة يوسف عبد الرحيم الرواية 8 10 / 01 / 2014 15 : 10 PM
أحزان أمتي زينب القرقوري الشعر المنثور 3 10 / 04 / 2011 21 : 12 PM


الساعة الآن 13 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|