كمجنون ركب نشوة ذاته ..وتسلق للبحث عن زنبقة تنمو بين آجام عذرية النفحات وبكارة الألوان ..
اعتليتُ إشتياقي وأشرّعت جوامحي لرياح البحث عن كائن .. تسكن روحه نضارة الأطياف التي لم تُرى من قبل .. ولم يمسسها بصيرة ولا بصر ..
وبمطلق الذهول بدأت أنواري الثاقبة تتلمس بإنامل الدقّة والدهشة .. الحواف التي لا حواف لها ..والحدود اللّا محدودة لعوالم مملكة الزهور
ورغم طفولتي .. وتعثّري .. ولا وعيي ..لم أكن أحلم بما دون لقاء المليكة ..
لا لشيء مطلقا ..فقط لأقول لها :
تعالي مليكتي .. لنرقص بخطىً تؤنّب الأرض .. وأيدٍ تُرشدُ النيازك طريق عودتها وتباعد من أمامها النجوم ..
تعالي ليعجَّ بنا المكان إمتلاءً ..ويعزف الزمان لحنه على إيقاع مسحوق ثوانيه في اللّا وقت المنصهر بأيقونة ديمومة اللقاء..
تعالي مليكتي .. لنستظلّ تحت فيء ابتسامة الثغر المحببة ..من حمم براكين المشاعر .. قبل تكدّسها ..وبرودها ..وتجمدها ..
لئلّا نغدو كمحنطين في ركام تلك الحمم المتصخّرة برودةً .. والمتقززة قسوةً فلا يكاد ثمّة فرقٍ بيننا وبين باقي الخلائق
تعالي يامليكة الزهور.. نجأُ أوجاع أنين الليل .. بحراب الإفترار عن سَحَر تمازج التوليب والخزامى في ندى اليقين ..
هلمّي ليتعثر خطو نبضنا بدهشة التحديق لروح ألوان المكان وسحر عبق نفحات الخزامى الآتية من الأساطير عبر أمواج النقاء ونسائم العذوبة
تعالي لنعمّد تفسّخ عقولهم .. وتشعّب زجاج كدر أمزجتهم .. بغيث تشابك رمشيّ العذوبة بماء الطهر ..
ونرشقهم بسُعُرات اختلاجات الآه وتنهيدة التحسّر ..
دعيني ألملم أوراق الورد المتناثر فوق مروج خميلتك .. لأتلو صلواتي وأعلن توبتي
لـ حوافها الملتفّة تحت سطوة فسيفساء توشك الإرتسام على صفحات شموسك
لتتمخض عن صرخة إنبعاث النور بأعين وليدٍ لا بداية لأزلهِ.. ولا دهر لنهايتهِ ..
أبديُّ الانبعاث في يوانع أزهار كليّة النضج ...وريعان خلود النقاء وأعلن ولايتي الدهرية لجمال سرمدي الحضور نيزكي المرور يملأ الأكوان بهجة وسرور
ومع كل خطوة رقص ..يتعالى نفير تنبيه الكائنات على التراكض .. لتعميد أرواحهم بطهر ما تناثر من لطافتك وما تقاطر من عطرك
تلك الألوان لكم جمعتنا أيام وليالي ومساءات وأسحار .. نثرثر بحميمية ونتبادل أسرارنا وأخبار عشقنا ..
تارة كنت أحسب أن الأبيض لا يكتمل إلا بوجود ضده الأسود فيصبحا كلا متكاملا ولكنني حين دخلت أعماقه وجدته كلا متكاملا لا يحتاج لمتمم أو مكمل
هو يماثلني ببياضه ولكنني أفتقر لمكمّل فغدو كلا ودائرة لا ثغرات بمحيطها ولا نقص بمركزها
نتماهى فلا يكاد أحدنا يعرف أهو هو أم هو نصفه المتمم له
ونلبس جميع الألوان بآن واحد
دائما ثمّة بقية
تحياتي لروحك وقلمك الخارق أستاذة نصيرة
تقبلي هذياناتي في متصفحك الكريم