رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/108934/all-wet-black-red-31000.jpg');border:4px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]نصــيـــرة تـــخــتـــوخ:
قلت لك أحاول أن أعد النجوم ولاأنجح وهذا الكـلب الذي لاأعرف من أي بيت أو خيمة يأتي صوته يواصـل نباحه يقطع علي العد ويخالف الليل .
تسألني 'لماذا نعشق بكثرة كلما سطعت في الأعلى نجمة؟'
وتهمس لي النجمات أنهن تساوين في البريـق وأنك اخترت نجمتك وبدت لك الأكثر حضورا ثم الأسرع غيابا لأنك على استعداد كامل للعشق.
مـن المفروض أن ينجح المستعدون أكثر من غيرهم في أي امتحان يجتازونه وأن يقطفوا ثمـار نجاحهم فتفرح القلوب لكن امتحانات العشق لها إيقاع خاص وطقـس مختـلف وتواقيت مريبـة وإلا كيف تفسر هطول الشِّعر على المـخدة عوض حلـم هادئ يهدهد الروح؟
أريـد أن أطمئنك كي لاتخاف وأجهل الوسيلة.
ماأدركه أن القـطار وسكته بعيدان عني جدا، نباح الكلب يشهد بذلك و النجمات. إن قربت معلومة كهذه طمأنينتـك أرددها لك، وأزيدها أن القـمر غاب الليلة ليشحذ حوافه ويعود هلالا.
السمــاء مبسوطــة زرقاء داكنــة تزدان بنجـومها لاتفصح عن انتظارها له بدرا أو هلالا ولاتقــلق، مثلـها لاتقلق!
ما أراه أمامي ليس شباك تذاكر ذهاب بلا إياب بل دروباً ومسار فراشة ليليـة ومايصلني هدير موج.
كُنتَ ذات يوم تحلم بأن تكون بحارا سندبادا أو ربان قوافل ولو كانت الصحراء و البحر لي معا لخيـرتك أيهما تفضل لأسكـن واحـة أو جزيرة بعدها. وأنتظـر إلياذة الرحـلة الطـويـلة وإلهاما يعرف مسار حلمي كما يعرف التجار المغامرون طريق الحرير.
ماذا تكون پينيلوپي غنت وهي تستعيد أوديسوس الناجي من الأهـوال والحوريـات؟ لم تتحدث الأساطير ولا فصول المسرحيات عن ذلك ومـع ذلك موقـنةٌ أنا أن أغـنيتي ستشبهها وإبـهامك يمر على بصمات إخوته ويمحو تاريـخ أول تيـه.
إحسب حسابك لو اخترت مركبا وبحرا أني قد أطالبك بكنز أو أعلمك كيف تصطاد نجمتين ساطعتين لتكتشف أنه من الممكن أن يعشق ربان عتيد مرتين وكل مرة امرأة واحدة لأنها نجمته المرافقة والمضيئة دوما.
****************************
خــــيــــري حــــمـــــدان:
اشتمّت الكلابُ الضالةُ رائحةَ نصوصك، كنت تخبزينها على نارٍ هادئة، كنت قد أشعلت قلوب الكلاب على شموعنا، فطفقت تنبح حتى فقدت صوتها، وباتت غير قادرة على العضّ أو المضي في طريقها طلبًا لقطعة عظم شهيّة. كم مرّة تمنّيت عليك أن ترفقي بالكلاب والقطط والحمام الزاجل والعصافير والنسور الجارحة، كلّها تقف تحت شبّاكك طالبة المغفرة وفتات القوافي. لكنّك تبدين مندهشة متعكّرة المزاج، لأنّك لم تجودي ببعض الحنوّ لها وعليها ومن أجلها.
صعب عليّ أن أجتاز امتحان العشق، ما أن أعبر طريق الأمان نحو الضفّة الأخرى، حتى أجد ذاتي أسير عشق آخر. احتارَ بشأني دون جوان، وتوقف كازانوفا عن مغامراته بانتظار استقالتي من مملكة العشق. لكنّهم لا يعرفون، لم يدركوا بأنّ حالة العشق دائمة في هذه المملكة. أنا لا أتنقل من خضرة العينين إلى زرقتهما، لكنّي أسير العيون العسلية، تلك التي أسرتني ووضعت في معصميّ القيود، فكيف الهرب من حالة العشق.
حتى صرخت أنتِ هامسة "لا تهرب، إبق كما أنتَ، كما عرفتك النجوم، كي لا تتيتّم في غفلة من النوم" شكرًا سيدتي، لقد شربت من ينبوع الحبّ حتى خجل الظمأ وبدت أوردتي ظافرة ممتلئة بالعبق، على استعداد للمضيّ مجددًا نحو متاهات أخرى، بحثًا عن نبع العسل.
حالات القمر التي وصفتها هي نكساتي وانطوائي وحبوري وفرحي، أنا القادم لأنّك دعيتني كي أمتطي غيمة تسبق القطار البطيئ، الغيمةُ سكبتني فوق الموج فتكسرت قوافي، ثمّ حملتني الحواري إلى مقهى عند الرصيف، سمعت هناك صوت الحادي يغنّي، ورائحة الحنّاء تملأ المكان، إنّها حالة الفرح المرتقب، إنّها السماء الزرقاء منفتحة لا تخفي نجومها.
كتبتِ لي وصفة لم أدرِ كيف أصرفها.
أخبريني كيف أعشق امرأتين وثالثةٌ تحدّق في المرآة غاضبة، ترغب بخطف بعض قوافيّ التي لم أكتبها؟ كيف أجد البلسم لقلبي الممزّق ما بين العسل والعيون العسلية. تلك التي تكثر في بلادي الواقعة خلف بحر وبحيرة ونهرين ومحيط!
[/align][/cell][/table1][/align]
|