رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/111560/waiting-for-true-love.png');border:4px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]نصيرة تـختـوخ:
أهي أنا؟ أم هي غيري؟ أم أنا كُلُّهن؟
تساؤلات جبانة تطاردني وأنا لاطاقـة لي للتفكير في ما يقتحم عالمي مشوِّشاً أو ظالما.
أنا لم أطالب يوماً بالالتفات إليّْ حتى وجدتني أعيـش في الذاكرة.
يقول لي الرَّجُلُ الذي لاأعرفه لقد رأيتك مرة واحدة، كنت في حفل كمدعوة حاضرة، كان عام كذا في مكان كذا ولازلت أذكرك.وتقيس الخياطة طولي والمسافة بين كتفي تصرح لي أنني صاحبة ثوب الساري البنفسجي وأنها تذكر كيف تحديتها به لأجعله يتخلى عن طابعه الهندي.
أندهش من ذاكراتهم، أدهش من مكاني فيها. أحدق فيَّ،أتأملني كي أعرف كيف ولِمَ وأجدني كغيري أشبهه قليلا أو كثيرا وأتذكر أنني لم أقامر يوما لغزو الذاكرة.
اليـوم أشتهي ممارسة عادتي القديمة والعـودة إلى ذاتي حيث كنت. مستغنية عن كل شيء، زاهدة في كل شيء منك.
أنا خائـفة كطير جريح كل هاجسه أنه قد لايدرك المسافة ويتوقف في بؤرة من خطر ومـوت.
لم ألتفت لهم، لكل من تظن ومن ظننت. حملت طرف ثوبي للهرب أجل ومع ذلك أبيت أن أخلصه من أصابع غيري بالقوة.
وهبـت الوقت ثمـنا لتشفى الجراح ونهلت من محبتـي كي أغسل آثار الأذى .
دفوف الحـياة خداعة تشي بمواعد الأعـراس وتسمح لامرأة مثلي بأن تبكي دون أن يسمع صوتها وأن تلملم جرحها، ثوبـها وتعتذر من كل الذاكرات والقلـوب ترجوها أن تلغيـها.
إلغينِ أنـت أيضا من كل المساحات التي اقتحمت ولم تكن لي.
أنا ليس لي أي شيء إلاَّ صمتي الرحب الآن ووجه قمر أبيض، زحفت إليه الغيمات فاختبأ خلفهن.
مثله أود أن أختبئ.
******************
خيـــري حـمـدان:
أنتِ كلّهن تفرضين حضورك على الذاكرة قبل أن أفتح عينيّ عند ساعات الصباح، وقبل أن يقضي قرص الشمس في مقتله خلف البحار أو ما وراء الأفق. أنا كتلة من مشاعر متباينة، هل ترين بأنّني أصبح خائن الودّ إذا سقط قلبي يومًا في حبّ إحدى النجوم العابرة التائهة يا عبق الحاضر والماضي؟ ألا تغفرين ضعف قلب الشاعر إذا ما توقّف يومًا أمام لوحة تجلّى الخالق في رسمها؟ أخبريني، قولي لي ما الذي قضّ مضجعك وأنتِ تملكين الذاكرة إلا قليلا.
تليق بك أثواب البنفسج، تليق بك أثواب الحرير والستان والخمريّ والشال يطوّق جيدك، يليق بك الغزل والعشق بكلّ تجلّياته، فلماذا التآمر على ذاكرتي؟ دعيني أنعتق من طريق الحرير طريقك.
لا تزهدي، فأنا أحمل في جعبتي ما لا تطيقين حمله بين يديك الرقيقتين. لا تخافي فالطيور تأكل من يدي الدقيق ورجع الهوى، أطعمها دون أن أخشى مناقيرها الحادّة، دون أن أخشى أجنحتها والطيران والتحليق حول أحلامي وهواجسي.
لا تهربي، أدعوك لجولة أخرى تكونين فيها أول الغيث وآخر من ينتظر انتهاء السهر، كي تشهدي وتكتبي لي لاحقًا على أيّ كتف بكيت سرًا ودلقت حزني بعيدًا عن أعين الحضور.
لن ألغيك من همّ ذاكرتي، حتى وإن اندثرت خلايا ذاكرتي وذابت في عوالم النسيان والفناء، فستبقين سيدة الحضور رغمًا عن وقع الزمن، وضجيج الأعراس وهمس الليل، ستبقين آخر المدعوين وأول الحضور، فأنت المساحات كلّها. إذا شئت الثرثرة فلك ذلك، وإذا شئت الصمت فيليق بك الصمت كلّه. لذا لا تختبئي خلف قمر أو غيمة أو رحيل أو نوم في غير ميعاده!
لا تكوني سواكِ، فأنت تستحقين قضم القصيدة واحتواء كلّ هذه القوافي، فانهلي أرجوك من بحيرتي الملأى بالجواهر والذهب واللآلئ.
لم يبق لدي سوى دعوتك إلى حلبة الرقص، أخبروني بأنك تتقنين رقص التانغو، صدّقيني هناك دائمًا متّسع من الوقت لرقصة تانغو أخيرة.
[/align][/cell][/table1][/align]
|