التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,657
عدد  مرات الظهور : 163,079,511

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > أوراق الباحث محمد توفيق الصواف > أنا وطلعت.. حكاية عمر
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 05 / 2014, 29 : 11 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

[align=justify]ثمة أشخاصٌ قلائل نلتقيهم في حياتنا فيتركون فينا أثراً لا يزول مهما مرت الأيام على علاقتنا بهم ومهما تعاقبت السنون.. ليس لأنهم أذكى منا أو أقوى أو أغنى، ولكن لأنهم أنقياء السريرة، كما أعتقد، وصادقون إلى درجة تسمح لهم بدخول قلوبنا فوراً والبقاء فيها ما بقينا على قيد الحياة..
وإذا كنا محظوظين، فقد يجمع اللهُ أحدَنا بأكثر من واحد من هؤلاء الأنقياء.. وأظن أنني أحدُ أولئك المحظوظين، إذ مَنَّ الله عليَّ بصحبة اثنين من أكثر مَنْ عرفت في حياتي نقاء وصفاء وصدقاً وهما: طلعت سقيرق وأبو غسان الذي دَرَّسَني العبرية؛ ثمَّ شاء سبحانه أن يزيد حظي من السعادة بهما فجعلَني واسطةَ الجمعِ بينهما وتعريف أحدهما على الآخر، ليصيرا صديقين لم تَطُل فترة صداقتهما، للأسف، لأنَّ الموتَ غَيَّبَ أبا غسان بعد بضع سنوات من تَعَرُّفنا به؛ لكن تلك السنوات، على قِلَّتِها، كانت كافية لتكشف لنا معدنه الإنساني النبيل، ولتُقنعنا بأنه واحد من أصحاب ذلك النوع النادر من الشخصيات الطيبة المخلصة. ولأنه كان كذلك، فقد تهيَّأَ لي أن طلعت قد يُسَـرُّ إن أفردتُ معظم هذه الحلقة للحديث عنه...

جرى لقائي الأول مع أبي غسان في الدائرة الحكومية التي كان يعمل بها... وقد ذهبتُ للقائه متهيباً إلى درجة كبيرة، لأنني لم أكن أعرف صورته ولا اسمه الأصلي ولا كنيته ولا أي شيء آخر عنه سوى أنه يُنادى (أبو غسان)! وربما لذلك، تردَّدتُ كثيراً قبل أن أفتح باب الغرفة التي أرشدني إليها بَوَّابُ الدائرة التي يعمل فيها، والتي ما إن فتحتُ بابها حتى تحوَّل تردُّدي إلى إحساس طاغٍ بالحرج عَقَلَ لساني وجعل صوتي يخرج متلجلجاً مثيراً سخريةَ الرجال الخمسة الذين وجدتُ نفسـي في مواجهتهم داخل الغرفة، وأنا لا أعرف أيّاً منهم..
وبنباهته التي عهدتُها فيه بعد توطُّد علاقتنا ببعضنا، أدرك أنني الطالب الذي أرسلني إليه قريبُ طلعت، وأدرك حَرَجَ موقفي، فسارع إلى مناداتي بصوت تعمَّد أن يحمل إلى أُذنَي الكثير من الاحترام والطَّمْأَنة: تفضل أستاذ.. أنا أبو غسان..
ثم نهض واقفاً مادّاً يده إليَّ مُصافحاً وهو يقول: أهلا وسهلاً.. شرَّفت..
ثم قَرَّب لي كرسياً قديماً وهو يقول: تفضَّل.. استرِحْ..
جلستُ والحرجُ لم يزايلني بعد، فبادر مرة أخرى لتخفيف حَرَجِي، بتقديمي إلى زملائه في الغرفة قائلاً: الأستاذ توفيق طالب ماجستير يريد تَعَلُّم العبرية لإنجاز رسالته..
وبعد أن هَدَأَتْ أصواتُهم المُرَحِّبَة بي، التفتَ إليَّ وبدأ بتقديمهم لي واحداً واحداً.. فكنت أردِّد بعد كلِّ اسمٍ عبارةَ (تشرَّفنا)، ولا أزيد..
اليوم وأنا أتذكر مجريات ذلك اللقاء، قبل نحو ثلاثة وثلاثين عاماً، تمتزج ابتسامتي بحنين تغسله دمعةُ حبٍّ وشوق لأولئك الرجال الذين صاروا فيما بعد من أعزِّ أصدقائي، خصوصاً بعدما عملت معهم لسنوات، في أمكنة مختلفة، قبل أن تُفرِّقنا الدنيا عن بعضنا، ويذهب كلُّ واحد منا في اتجاه مختلف عن اتجاهات الآخرين..
لم يطلْ مكوثي في الدائرة التي يعمل بها أبو غسان، لأنني وصلتُها وقد شارفَ دوامُه فيها على الانتهاء، فغادرناها معاً بعد نحو نصف ساعة، مُتَّجِهَين إلى بيته، نزولاً عند رغبته، ليَدُلَّني على الطريق إليه، بعدما أصرَّ أن يُعلِّمني العبرية فيه، معللاً إصراره على ذلك بأنه لا يحب الجلوس خارج بيته بعد الدوام...

أعترفُ بأنني فُوجئت بشدة، حين دخلتُ بيتَ أبي غسان، للمرة الأولى.. وسِرُّ مفاجأتي يومها لم يصنعه موقعُ ذلك البيت، في مخيم فلسطين بدمشق، بل قلة محتوياته ونوعيتها.. فللوهلة الأولى، تهيَّأ لي أن البيت شبه فارغ، فدُهِشت.. وحين لَحِظَ دهشتي، أدرك سرها بسرعة، فضحك ضحكة مجلجلة اعتدتُ سماعَها منه، فيما بعد، كلما كان رائق المزاج، ثم قال لي ممازحاً: لا تقلق أستاذ.. لديَّ كرسي تجلسُ عليه.. فأشعرتني ملاحظتُه بخجل لم أُفلح في مداراته..
بعد أن صَفَقَ بابَ البيت خلفه، عَبَرَ بي فسحةً سماوية صغيرة، في صدرها باب خشبي عتيق، دفعه بيده، ثم قال لي: تفضَّل.. فدخلتُ وراءه الغرفةَ التي ظللتُ أتردَّد عليها سنة كاملة، بعد ذلك، متخذاً أمام صاحبها جلسة التلميذ أمام أستاذه...
كان البيت عربياً مؤلفاً من طابقين، في كلٍّ منهما غرفةٌ واحدةٌ فقط، أدخلني إلى السفلى منهما، فإذا بي أجدها شِبْهَ خاليةٍ من الأثاث..، إذ لم يكن فيها سوى بساط عتيق مُدَّ على الأرض، وصُفَّتْ فوقه ثلاث فرشات إسفنجية، بمحاذاة ثلاثة من الجدران، وفوق كل فرشة منها قماش بالٍ.. وما عدا ذلك، لم تحوِ الغرفة سوى ثلاثة من كَرَاسي الخيزران القديمة، وطاولة خشبية متوسطة الحجم أكلَ الدهر عليها وشرب، قبل أن تصبح طاولةَ طعام يأكل عليها أبو غسان ووَلَدَاه غسان وأشرف، ويكتبان عليها واجباتهما المدرسية؛ وكذلك قبل أن تُضاف إليها مهمة التحوُّل إلى طاولة تدريس لي أيضاً..
وبالتأكيد لم يكن حالُ بقية البيت أفضل، فالغرفة الأخرى المخصصة للنوم، والتي كانت في الطابق العلوي، لم يكن فيها سوى ثلاث فرشات إسفنجية أيضاً، وخزانة ملابس حديدية وَهَبَها لأبي غسان مدير الدائرة التي يعمل فيها، بدلاً من أن يرميها في المستودع، بعد قيامه بتغيير فَرشِ غرفته..
أما المطبخ، فتجاوزاً يمكن تسميتُه مطبخاً، إذ لم يكن يحوي سوى بضع قدور من الألمنيوم مختلفة الحجم، والقليل من الصحون والكؤوس والملاعق الكبيرة والصغيرة، وإبريق شاي سَوَّدَ الهبابُ خارجه، بسبب إصرار أبي غسان على الاستمرار في استخدام موقد زيت الكاز الذي يُسميه أهل دمشق القدامى (بابور الكاز)، كوسيلة وحيدة للطهي والتسخين.

في اليوم التالي لزيارتي الأولى إلى بيت أبي غسان، التقيتُ طلعت ومحمد، فسارعتُ أخبرهما بعجيب ما رأيتُ في بيت هذا الفلسطيني الكهل.. أَنْصَتَا إليَّ بانتباه ودهشة لم تُفارق وجهيهما حتى فرغتُ من وصفي لبيته... فلمَّا فَرَغْت، أطلَّ من عيونهما استغراب استفهامي، سرعان ما ترجمه طلعت إلى كلمات صاغها بسؤاله لي:
ــ هل سألتَه عن سبب خلو بيته من الأثاث، وقبوله العيش على هذا النحو من التقشف القاسي؟
ــ لا.. فتلك كانت زيارتي الأولى له، وسؤال كهذا لا يمكن أن تطرحه على رجل ما تزال حديث العهد بمعرفته..
فعقَّب على إجابتي بسؤال مَزَجَ فيه الجد بالسخرية، قائلاً:
ــ وهل منعَكَ الحَرَجُ أيضاً من سؤاله عن الأجر الذي يريده لقاء تدريسك العبرية؟
ــ لا... ولكن ليتني لم أسأله عن ذلك..
فسارع طلعت ومحمد يسألاني بفضولٍ معاً:
ــ لماذا..؟ كم طلب منك أجرة الدرس؟ هل المبلغ مقبول أم لا؟
ــ مقبول؟ لا أعرف.. لأن ما طلبه مني فاجأني إلى حدٍّ لا يُوصَف...
ــ لماذا؟ كم طلب منك؟
لم أُجب طلعت عن سؤاله بشكل مباشر، بل جعلتُ جوابي له مُتَضَمَّناً في متابعةِ رواية ما حدث بيني وبين أبي غسان حين سألتُه عن أجرة الدروس:
لقد سألتُه، وأنا في غاية الحرج، عن الأجرة التي يريدها لقاء كل درسٍ يُعطيه لي..، وما كدتُ أُنهي سؤالي، حتى فُوجئت بوجهه يحتقن وتظهر عليه علامات الغضب الشديد، وهو يقول لي مستنكراً:
ــ أجرة؟! عن أي أجرة تسأل؟! أتظنني طالبَ مال..؟ لا.. أنتَ مخطئ تماماً يا أستاذ..
حاولت الاعتذار له، فقلت بصوت واجف من شدة المفاجأة والحرج:
ــ عفواً أستاذ.. لم أقصد إغضابك..
وأردتُ أن أُكمل معتذراً له، فقاطعني قائلاً، ولكن بحدةٍ أقل:
ــ ألم تُخبرني، ونحن في الطريق إلى البيت، أن هدفَك من الرسالة التي اخترتَها للماجستير، هو الحربُ بالكلمة ضد إسرائيل، والسعي إلى المشاركة في فضح أكاذيبها وافتراءاتها على الفلسطينيين؟
ــ بلى..
ــ حسناً، وتريدني أن آخذ منك أجرةً على مساهمتي في إعدادك لتُشاركني في حرب عدوي وفضحه؟!
لم أُجِب، بل ظللتُ مطرقاً إلى الأرض، شاعراً بكثير من الحرج والحياء، وعدم معرفة ما يجب علي قوله أو فعله.. وسرعان ما انتبه إلى التأثير السلبي لكلامه الغاضب معي، فأسرع يحاول إخراجي من الحَرَج الذي سببه لي قائلاً بصوت حاولَ أن يكون لطيفَ الوقع على أذني ونفسي:
ــ أرجو ألا أكون أزعجتك.. لم أقصد.. لكنك بسؤالك لمست جرحاً في قلبي دون أن تدري.. أنا عاشقٌ لفلسطين يا أستاذ، ولذلك طار صوابي حين سمعتُك تسألني عن أجرة دروس أعطيها لك، قد تُساهم في التعجيل بعودتي لعشيقتي..
لم أقل شيئاً.. بل ظللت محدقاً إلى الأرض، وكان غضبه قد بَرَدَ تقريباً، فقال لي:
ــ أرجوك لا تطرح علي ذلك السؤال مرة أخرى.. اتفقنا؟
فقلت بصوت خافت: اتفقنا..
ثم تابع: أجرتي الحقيقية يومَ أراكَ قادراً على النيل من عدوي وعدوك...
هذا ما طلبه مني أجرةً لتعليمي العبرية.. فما رأيكما؟
بقدر ما فاجأني أبو غسان برَدِّ فعله الغاضب على سؤالي، بقدر ما فاجأني طلعت بَرَدِّ فعله الانفعالي على موقف أبي غسان، فقد هبَّ واقفاً وهو يقول لي:
ــ إذا كان هذا الرجل هكذا، فأنا مطمئن الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن عودتنا لفلسطين مسألةُ وقت فقط.. لأننا بوجود رجال مثله، لا يمكن أن نظلَّ لاجئين، مهما طال بنا زمن اللجوء..
ثم التفتَ إلي قائلاً:
ــ أرجوك لا تخذل الرجل.. تَعَلَّمْ اللغة منه وأتمَّ رسالتك، وسأبذل أنا ومحمد جهدنا لمساعدتك في إنجازها... لا أعرف الآن كيف سنساعدك، ولكن سنفعل، لأننا مثل أبي غسان نريد أن نشارككَ الإعدادَ للنيل من عدوِّنا..
ثم...، وبحركة مفاجئة بدت لي غريبة بالنسبة لعمر علاقتنا القصير آنذاك، طوَّقني بذراعيه معانقاً، وهو يقول:
ــ أنا واثق أنك ستنجح.. ستتعلم تلك اللغة اللعينة، وستنجِز رسالتك.. وأنا أرجوك أن تنجزها حتى لو لم تأخذ الشهادة، لأنَّ المهم أن تتحوَّل إلى مقاتل معنا، مزعج لعدونا، وهذا يكفينا..
وعدتُهما خيراً، وشكرتُهما على رغبتهما بمساعدتي، وقبل أن أفترق عنهما، ذلك اليوم، إذا بطلعت يستوقفني قائلاً:
ــ هل يمكن أن تُعرِّفَني إلى أبي غسان، قريباً؟..
فأجبته بتردُّد: سأحاول..
وأدرك سرَّ تردُّدي، فقال: إذا رأيتَ في طلبي حرجاً لك، فلا تفعل..
فأجبته محاولاً إخفاء أي أثر للتردُّد في نبرة صوتي: سأستأذنه باصطحابكَ معي لزيارته والتَّعَرُّف عليه، وسأفعل ذلك في أقرب وقت، إن شاء الله..

لأسابيعَ عديدة تلت زيارتي الأولى إلى بيت أبي غسان، ظلَّ سؤال طلعت لي عن سبب خلوِّ بيته من الأثاث تقريباً يُلحُّ علي، وكذلك سؤاله لي بأن أُعرفه به؛ لكنني ظللت أتردَّدُ في تلبية طلبيه هذين، حتى كان يوم بدا لي فيه أن أبا غسان منشـرح الصدر رائق المزاج، فقلت لنفسي ربما تكون الفرصة مواتية لطرح هذين السؤالين عليه الآن، خصوصاً وأن الألفة بيننا بدأت تزداد، وبدأت ترتفع الكلفة شيئاً فشيئاً.. وهكذا، تجرأتُ وسألتُه أولاً عن سبب خلوِّ بيته من الأثاث..
صمتَ لفترة طويلة، بدا لي خلالها أن عينيه ترقرقتا بالدمع، فَرِحتُ في سِرِّي، ألوم نفسي على التَّعَجُّل بتوجيه هذا السؤال إليه، متمنياً لو أنني لم أفعل.. وفي غمرة تخميناتي لما يمكن أن يكون عليه ردُّ فعله على سؤالي، تَخَوَّفتُ من أن يقوم بطردي من بيته، وقطع علاقتي به، وهو أسوأ ما كنت أخشاه من ردود فعله، لأن قراراً كهذا سيضرُّ بي على الصعيدين الشخصي والدراسي معاً، فعلى الصعيد الشخصي سيجعلني أخسره كصديق أحببته، وعلى الصعيد الدراسي سيجعلني أخسره كمعلم لغة لم أعرف له مثيلاً من قبل.. وبسبب تَخوُّفي من هكذا قرار، شعرت بدقائقِ صمتِه التي تلت طرحي للسؤال تمرُّ عليَّ كأنها سنوات، وكلما تأخَّر في الردِّ كانت مخاوفي تزداد حتى شعرت أخيراً بأنني لم أعد أحتمل المزيد من هذا الانتظار المبركن بالقلق، فقررتُ أن أبدأ بالاعتذار عن جرأتي، ولكني ما كدتُ أفعل حتى فاجأني قائلاً:
ــ منذ اليوم الأول لدخولك بيتي، توقعتُ أن تطرح عليَّ سؤالك هذا، بسبب الدهشة التي ارتسمت على وجهك وفي عينيك، عندما رأيت البيت خالياً إلا من الضروري الذي لا غنى عنه للإنسان في حياته.. لكن أدبك واحترامك لي منعاكَ، كما قَدَّرتُ، من طرح السؤال، منتظراً أن تتوطَّدَ العلاقة بيننا إلى الدرجة التي تسمح لك بطرحه.. أَمَا وأنك قد طرحته الآن، فإليك جوابي..
ــ أنا لاجئٌ من فلسطين، كما تعلم... وفي رأيي، أنَّ على أي لاجئ خارج وطنه أن لا يبني في غربته أو يجمع ما يُنسيه وطنه، ويقلل من رغبته في العودة إليه، وأعني بذلك امتلاك بيت وتأثيثه بِنِيَّةِ الإقامة الدائمة فيه.. فليس مثل المتاع وبحبوحة العيش يُنسيان المرءَ غربته ويحدَّان من رغبته في تركهما.. ولأنني لا أريد أن أنسى أنني لاجئٌ خارج وطني فلسطين..، ولا أريد لأولادي أن ينسوا هذه الحقيقة المرَّة أيضاً، حقيقة أننا غرباء في هذا البلد، وأن وطننا الأصلي ما زال ينادينا صباح مساء لنعود إليه..، وسنعود..، قررتُ أن لا أشتري بيتاً، وأن لا أقتني في البيت الذي أستأجره من المتاع إلا ما لا يمكن الاستغناء عنه للعيش.. هذا، باختصار، هو السر الذي تريد معرفته.. فهل ارتحت الآن؟
ــ نعم..
قلتها بكثير من الإكبار لشخص هذا الرجل الذي ارتفع أمام ناظري قامة شامخة تُضاهي قامة كل من عرفتُه قبله من الرجال.. وكمن أحسَّ بما اعتمل في صدري وجاشت به نفسي من مشاعر، سارع يحاول إعادتي إلى رشدي قائلاً:
ــ فلسطينيون كثيرون مثلي، فلا تعطني أكبر من قدري..
أطرقتُ خجِلاً، وقد شعرت كأنه كان يقرأ أفكاري، ثم قررتُ عدم قول أي عبارة مديح أخرى قد أُسيءُ صياغتها فيُسيء فهمي فيقع بيننا ما لا أحب أن يقع من محظور.. ولكن، حين طال صمتي، واستبطأ ردي على كلامه، بادر يقول لي:
ــ أهذا كلُّ ما تريد معرفته، أم تريد طرح سؤال آخر..
شعرت بالخجل من طرح سؤال آخر، ولذلك لم أُجب فوراً، فأراد تشجيعي، فقال:
ــ كأني ألمح على شفتيك طيفَ سؤال آخر.. أم أنا أتوهم؟
ابتسمتُ مُعجَباً بنباهته، وقلت:
ــ بلى..
ــ اطرحه إذن.. ولا تجعل الخجل يمنعك أو يدفعك إلى التردد في طرحه..
ــ ليس سؤالاً بالمعنى الحرفي، بل هو طلب..
ــ تفضل.. أنا بانتظار سماعه منك..
ــ ثمة صديق عزيز عليّ جداً، وهو فلسطيني أيضاً، أحبَّ التعرُّف عليك لكثرة ما حدثتُه عنك.. وقد طلب مني أن أعرض الأمر عليك، ليلتقيك إذا وافقت على لقائه..
ــ وماذا يعمل صديقك هذا؟
ــ إنه مدقق لغة عربية في صحيفة تشرين، بالإضافة إلى أنه شاعر..
ــ أهلاً بكما متى شئتما.. ولكن أرجو ألا تكون قد بالغت في تصويري له، كيلا يُصاب بخيبة أمل حين يلتقيني.. لأنك، كما تبدو لي، تصف من خيالك أكثر مما تصف من الواقع الذي تراه عيناك..
وضحك، فضحكت مسايراً وأنا أقول بصوت خافت خجِل:
ــ أبداً أستاذ.. لم أقل له إلا ما رأيت، فأحبَّ أن يتعرَّف عليك..
ــ حسناً.. ومرة أخرى، على الرحب والسعة، في أي وقت تشاءان..

على الرغم من أنني غادرتُ بيتَ أبي غسان في وقت متأخر مساء، إلا أنني قررت الذهاب إلى بيت طلعت مباشرة، لأزفَّ إليه خبر موافقة الرجل على اللقاء به، وإخباره بسر خلو بيته من الأثاث أيضاً.. وقد سُرَّ طلعت بما سمع مني ليلتذاك أيَّما سرور.. وفور توقفي عن الكلام، بادرني بالسؤال:
ــ ومتى نذهب إليه؟
ضحكت وقلت ممازحاً:
ــ الآن إذا أحببت..
ــ أفعل.. صدقني أنني لن أتتردد إذا قبلتَ بمرافقتي لزيارته الليلة..
ــ بالتأكيد لن أوافق.. لأنني الآن عدتُ من عنده.. ولكن إذا شئت، نذهب غداً قبل موعد عملك..
ــ إن شاء الله..

في عصر اليوم التالي، مضينا أنا وطلعت لزيارة أبي غسان الذي ما إن فتح باب البيت، ووقع بصره علينا، حتى ابتسم وهو يقول مرحباً:
ــ أهلاً وسهلاً.. تَفَضَّلَا.. البيت بيتكما..
دخلنا وراءه، فقادنا إلى غرفة الجلوس التي يعطيني دروس العبرية فيها.. وبعد عبارات المجاملة المعتادة، في مثل هذه المواقف، استأذننا في التغيب قليلاً لإعداد الشاي الذي عاد يحمله في ثلاثة أكواب مع صحن ملأه بالسكر ووضع بداخله ملعقة صغيرة، قائلاً:
ــ ليضع كلٌّ منكما قدر ما يريد من السكر..
بعد الرشفات الأولى التي رشفها كلٌّ منا، توجَّه أبو غسان إلى طلعت سائلاً بعبارة مَزَجَ فيها بين المزاح والجد:
ــ هيه.. ماذا قال لك عني هذا الشاب الخيالي، حتى رغبتَ بزيارتي والتعرُّف إلي؟
وببديهته الحاضرة دائماً، أجابه طلعت، وكأنه يُمهِّد للحديث الذي جاء لسماعه منه:
ــ القليل الذي يعرفه عنك، ولكثرة ما أعجبني هذا القليل وأثار فضولي، جئتُ أستمع إلى المزيد منك مباشرة، إذا رغبتَ طبعاً...
ودون أي تَحَرُّج من حداثة معرفتهما ببعضهما، أطلق أبو غسان ضحكته المجلجلة التي اشتُهر بإطلاقها كلما أعجبه شيء وكان رائق المزاج، ثم قال:
ــ يبدو لي أنك أدهى من صاحبك.. حسناً.. سلني، وسأجيبك..
ــ استغفر الله أستاذ.. ومن أنا لأسألك..؟ أنا فخور بمعرفتك، وراغب في الإنصات إليك فقط..
ــ طيب..
قال ذلك وصمتَ طويلاً، فخشيتُ لحظتذاك أن يقع أي سوء تفاهم بين الاثنين، فقررت التدخل قائلاً بلباقة:
ــ أخي طلعت مهتم بسماع قصة أي فلسطيني يراه أو يسمع عنه.. وقد حدثته ببعض ما عرفت عنك، فأحب أن يستمع إلى المزيد..
لم يُعلِّق على عبارتي التي بدَت لي سخيفة، بل صمتَ طويلاً، كما اعتدتُ رؤيتَه يفعل، كلما أراد الحديث عن أمر يعتقد أنه هام.. وبعد دقائق، تابعتُ فيها وطلعت شُرْبَ ما تَبَقَّى في كأسينا من شاي، تناهى إلينا صوته خافتاً:
ــ أنا فلسطيني من قضاء نابلس.. ولأنني يابس الرأس مثل جميع الفلسطينيين، تعرَّضتُ للسجن مرات، بعد عودتي إلى الضفة الغربية، إِثرَ تخرجي من قسم اللغة الإنكليزية في الجامعة الأردنية.. ثم قررتُ التحوُّلَ إلى فدائي مقاتل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، لكن الذين اتصلتُ بهم من قادتها طلبوا مني البقاء في الضفة الغربية والعمل لصالح المنظمة من الداخل، خصوصاً وأنني أتقن اللغتين الإنكليزية والعبرية، بالإضافة إلى إتقاني الفرنسية وإن بدرجة أقل.. قبلتُ طلبهم، وتفانيتُ في تنفيذ كل المهمات التي كلفوني بها، حتى افتضح أمري مصادفة، واعتقلني الإسرائيليون إثر افتضاحه، ثم أحالوني إلى المحاكمة، وحكموا عليّ بثلاثة مُؤَبَّدات، لم أُكملها بالتأكيد.. وابتسمَ ساخراً.. بدليل أنني أجلس بينكما الآن.
تنحنحَ، ثم رشف شاياً من كأسه، ثم تابع:
ــ لقد نجح الأخوة في المنظمة بتهريبي من السجن.. ثم بإيصالي إلى الحدود السورية.. وبعد أن نجحتُ بعبور الجولان، احتجزني السوريون وحققوا معي ليتأكَّدوا من إخلاصي، وأنني لست جاسوساً لإسرائيل، وحين تأكدوا، سمحوا لي بدخول أراضيهم.. وحين علموا بإتقاني اللغتين العبرية والإنكليزية سألوني، بعد فترة من إقامتي، أن أعمل في إحدى دوائر الجيش السوري مترجماً من هاتين اللغتين إلى العربية.. فوافقتُ، خصوصاً بعد أن قررتُ الزواج.. وبعد فترة وجيزة، ارتحتُ خلالها في عملي كمترجم، غادرتُ منظمة التحرير لأسباب مختلفة، دون أن يغادرَني الأملُ بالعودة إلى صفوف الفدائيين، في أقرب فرصة تسنح لي.. ولأنني ما زلتُ أعيش هذا الأمل، وما زال حنيني إلى وطني متأججاً في قلبي إلى اليوم، والرغبة بالعودة إليه ما زالت تزداد ساعة بعد ساعة، قررتُ ألا أفرشَ بيتي هذا بأساس يُنسيني وطني أو يُوهِن رغبتي وعزمي على العودة إليه..
بدا لنا أن الرجل أنهى ما يريد إخبارنا به من قصته التي كُنّا على يقين أنها أكبر وأوسع مما قاله لنا بكثير.. ولكي لا نُثقل عليه، سارعتُ إلى التظاهر بأنني اكتفيتُ وطلعت بما سمعنا من تلك القصة، فقلت:
ــ إنه موقف نبيل ووطني جداً.. قلَّما تجد من يقف مثله..
ــ أشكرك وأرجوك في نفس الوقت ألا تبدأ موشحات مدحك لي..
أخجلني بتعليقه، فأراد طلعت تدارك الموقف، فقال:
ــ لا مبالغة في كلام توفيق.. أنا أيضاً أراه موقفاً وطنياً نادراً..
وبشيء من الغضب المكتوم أراد إخفاءه عن أعيننا، بالإطراق إلى الأرض، قال أبو غسان بصوت خافت لكنه صلب النبرات عبارةً مؤثرة جداً:
ــ لا يجب أن يُمدحَ المرء على وطنيته، وإن كان من الضروري أن يُذَمَّ ويُلامَ على قلة الوطنية، أيّاً كان السبب.
انطلقت كلمة (صحيح) من فمي وفم طلعت في وقت واحد.. ثم نهض طلعت بعدها على نحو مفاجئ، قائلاً:
ــ أنا سعيد بالتعرُّف عليك، وكان بودِّي لو يطول لقاؤنا اليوم، لكن اقترب موعد عملي.. وأرجو أن تأذن لي بالذهاب..
ثم التفتَ إليّ قائلاً:
ــ لتبقَ أنت.. من أجل الدرس.. أما أنا فعلي أن أذهب كما تعلم..
فنهضتُ، وأنا أقول:
ــ بل سأذهب معك.. لقد أتعبنا الأستاذ اليوم..
ابتسم أبو غسان ثم قال بصراحته التي لا يتحرَّج في التزامها أبداً:
ــ لا أبداً.. أنا لستً متعباً، ولكن لن أُصرَّ على إعطائك درساً جديداً اليوم، لكي لا أحرمك من متعة الحديث مع صديقك عن لقائكما بي..
قال ذلك، وأتبعه بضحكته المجلجلة.. فضحكت أنا وطلعت الذي قال له وبقدر موازٍ من الصراحة:
ــ صحيح.. أصبتَ يا أستاذ..
فَعَلَا صوت ضحكته أكثر، ثم قال:
ــ يبدو لي أنك ستكون صديقي مثل توفيق وأكثر.. أنتَ من نوع الرجال الذين أحب صحبتهم..
ــ شكراً..
ــ هذا فضلاً عن أنك، كما يبدو لي، عاشق لفلسطين مثلي..
ــ صحيح.. ولأُبيِّنَ لك مدى عشقي لها سأهديك بعض القصائد التي كتبتُها في تصوير هذا العشق..
ــ سأنتظر وصولها إلي بفارغ الصبر.. لأرى من منا أكثر عشقاً لتلك الأرض..
قال ذلك ثم مدَّ يده مصافحاً يد طلعت الذي قال له:
ــ أستودعك الله، ودمتَ بخير..
ــ مع السلامة..
ثم ملتفتاً إلي:
ــ لا تنسَ الحضور غداً من أجل الدرس..
ــ بالتأكيد.. شكراً لكَ على كل شيء أستاذ..[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 04 / 05 / 2014 الساعة 07 : 09 AM.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2014, 06 : 12 PM   رقم المشاركة : [2]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين

الأديب محمد توفيق الصواف
لقد استمتعت كثيرا بقراءة هذه السطور
التي تحمل بين طياتها مشاعر جميلة صادقة
مشاعر حب عارم للوطن ، ومشاعر صداقة رائعة ومن نوع خاص ،
ومشاعر احترام وتقدير .
طوبى لك أيها الأديب بهذين الصديقين ،
وطوبى لنا بقلم متميز رائع .
تقديري واحترامي
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2014, 08 : 12 PM   رقم المشاركة : [3]
ناز أحمد عزت العبدالله
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية ناز أحمد عزت العبدالله
 





ناز أحمد عزت العبدالله is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين

الأستاذ الفاضل محمد توفيق الصواف * شكراً جزيلاً لك *
أترحم على روح المرحوم أبو غسان والمرحوم طلعت سقيرق ( الفاتحة )
وجزاك الله كل خير أستاذي الفاضل
وفقك الله *
ناز أحمد عزت العبدالله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 05 / 2014, 36 : 12 PM   رقم المشاركة : [4]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

سرد شيق تمنيت لو أنه لم ينته ..
رحم الله الفقيدين العزيزين وبارك الله في عمرك أخي محمد توفيق ..
محبتي .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 05 / 2014, 59 : 12 PM   رقم المشاركة : [5]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

جميلة هذه الذكريات
كم نجد أنها تؤنسنا حين تغربنا الأيام ويجد كل واحد منا نفسه على ضفة أخرى
الذكريات والأحلام هما شعلتان من شعلات الأمل يعيش الإنسان عليهم
شكرا لك أ. محمد على السرد الشيق والذي أخذنا معك إلى تلك الذكريات
ورحمة الله على روح شاعرنا الغالي طلعت سقيرق وروح أبو غسان كذلك
ودمت
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 05 / 2014, 05 : 03 AM   رقم المشاركة : [6]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

استمر أخي الأستاذ محمد توفيق..فإنّ مثل تلك الذكريات تقرّبنا أكثر من شخصية طالما أسعدتنا..شكرا لك..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 05 / 2014, 29 : 12 PM   رقم المشاركة : [7]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

شكراً لك دكتورة رجاء، سرني تقييمك اللطيف لما أكتبُه عن أخي طلعت..
مودتي وتقديري
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 05 / 2014, 34 : 12 PM   رقم المشاركة : [8]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

الشكر لك أستاذ ناز أحمد عزت، ولكل أعضاء المنتدى وزواره،
فآراؤكم الإيجابية فيما أكتبه شهادةٌ أعتز بها..
دمتم جميعاً ودامت المحبة بيننا..
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 05 / 2014, 41 : 12 PM   رقم المشاركة : [9]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

وباركَ الله فيك أخي رشيد،
سرني أنك استمتعتَ بما كتبتُه،
وأفتخرُ بأنكَ تقرأ لي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 05 / 2014, 50 : 12 PM   رقم المشاركة : [10]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: الحلقة الثالثة، عاشقان لفلسطين / محمد توفيق الصوّاف

جميلةٌ هذه اللفتة منك أستاذة ميساء...
واسمحي لي أن أضيف عليها،
إن الذكريات هي حياتنا أيضاً، أيامُنا التي مضتْ بحلوها ومُرِّها..
وربما لهذا، رائعٌ أن نتمكَّن من إعادة إنتاجها بأقلامنا،
ليس بحثاً عن شهرة أو مجد، بل رغبة في نَفْعِ قرائها،
ورغبة في إظهار الوفاء ما أمكن لأناس غيَّبهم الموت عنا،
ولم يبقَ لنا منهم غير تلك الذكريات..
لكِ مني كل المودة والتقدير...
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لفلسطين, الثالثة،, الحلقة, عاشقان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيد ميلاد الأديب والباحث الكبير الأستاذ محمد توفيق الصوّاف هدى نورالدين الخطيب تهنئة، تعزية، معايدات 20 15 / 03 / 2017 40 : 01 PM
اقرأ للأديب والباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف هدى نورالدين الخطيب أجمل نصوص الشهر 5 04 / 11 / 2016 01 : 09 AM
رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ - تساؤلات بين يدي الكتاب - محمد توفيق الصوّاف محمد توفيق الصواف رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ / محمد توفيق الصَوّاف 8 25 / 07 / 2016 24 : 06 PM
الحلقة السادسة، اعتذار لطلعت في الذكرى الثالثة لرحيله/ محمد توفيق الصواف محمد توفيق الصواف أنا وطلعت.. حكاية عمر 14 28 / 03 / 2015 44 : 10 PM
حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف هدى نورالدين الخطيب صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح 5 17 / 03 / 2008 21 : 03 PM


الساعة الآن 14 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|