إحك ياشهرزاد 9
أخبرني خلي أنه....
دخل أحد المقاهي المحاذية للمركز ، واتخذ مكانا بالقرب من رجلين غارقين في تصفح الجرائد الصادرة هذا الصباح.
أحضرت له النادلة فنجان قهوة حسب طلبه ،وأخذ يتحدث معها عن نفسه ويبالغ كثيرا في مدح ذاته ،مما أثار فضول من هما بجواره ، وأخرج مبلغا محترما من جيبه يتباهى به ليدفع الفاتورة، فسألته النادلة عن مكان عمله ،
وأجابها قائلا:
_ ضابط مباحث في هذا المركز
انقض عليه الرجلين فوجد نفسه مقيدا في المكان الدي ادعى أنه يعمل فيه .
خلال ساعات ترد برقية بدرجة عاجل جدا، مرفوقة بنتيجة البصمة الخاصة بالمذكور تتضمن أمرا بتشديد الحراسة عليه ، وإحالته مخفورا إلى قسم جرائم النفس للأهمية.
وبمناسبة جلبه إلى فرع جرائم العنف فتح المحضر في ساعته وتاريخيه تحت إشراف العقيد..../ وبحضور الرائد/...
والمحقق/,,,,
إسمك وسنك وهويتك؟
وأفاد أنه دخل البلاد متسللا ،ولعدم استطاعته إيجاد عمل لعدم توفره على الأوراق الثبوتية اتخذ السرقة سبيلا للحصول على المال..
وبمواجهته بأداة حادة تحمل بصماته قد حرزت أثناء معاينة واقعة مروعة، حاول الإنكار والمراوغة، لكن حينما ووجه بأدلة إضافية وجدت عرضا بحوزته في وكر إقامته أثناء التفتيش،
إعترف أنها تعود إليه وحينها علم في قرارة نفسه بأنه محاصر بالبراهين والأدلة والقرائن الدامغة التي تدينه ولا مجال له للإنكار، فانهار مقرا بما نسب إليه من تهم حيث أفاد بمحضر التحقيق:
أنه وأثناء تواجده في أحد الأسواق التجارية، شاهد شابا رفقة زوجته وابنته ، وبمراقبتهم لاحظ أن الرجل يمتلك مبلغا كبيرا من المال في محفظته، فتربص لهم واستطاع أن يندس في صندوق سيارتهم ذات عجلات الدفع الرباعي، فانتظر لغاية المكان الذي ارتآه مناسبا له ثم أقدم على ذبح الأسرة بكاملها غدرا، واستولى على كل شيء ثمين يمتلكونه ولاذ بالفرار...
وبعد مرور سنة على الواقعة ،تأكد أنه لن يقع تحت طائلة القانون، واستمر في جرائمه، إلا أنه سقط معترفا بكل قضاياه تباعا، منها ما هو مثبت في بلاغات مجهولة الفاعل، ومنها من لم يبلغ عنه...
أثناء مثوله أمام فرقة الإعدام، وقبل الإيعاز بإطلاق النار عليه بثوان، ترفع الراية البيضاء من طرف أهل الدم، ويوقف التنفيذ إلى إشعار آخر....
لحظة لحظة......
غادر المكتب متجها لسيارته قائلا
بعدين بحاكيك دلحين مستعجل ياخلي؟؟
ومازالت شهرزاد تنتظر الجواب