رد: نداءات في جوف الليل
أعجبتني الخاطرة لكون مقاطعها تنتهي بلازمة ملؤها النين والأمل المغلف باليأس .. أين أنت الآن ؟ .. وفي باطن السوال ينبعث سؤال آخر .. بل ربما أسئلة أخرى .. هل تسمع نداءاتي ؟ هل تصلك آهاتي ؟ .. هل هناك أمل في لقائك ؟ .. خاطرة مشحونة بتعابير الألم والحزن .. كابوس الكآبة .. أنين صمتي .. من قهري .. من ندمي .. تنهيداتك .. زفراتك .. عد الجراح .. دموعنا تحتضر .. الروح مزقتها مخالب الأيام .. أختنق .. لهيب زفراتي جمرها أدمى الفؤاد .. تعبت من ندمي عليك .. من جلد ذاتي بآلاف السياط .
هذا غيض من فيض .. ولو أردت اقتباس كافة معاني الألم لاقتبست الخاطرة كلها .. إنها معجم من الألم و الأنين .. وتكفي كلمة "الليل" التي وردت في العنوان والتي ابتدأت بها الخاطرة لنعلم أي كابوس هذا الذي يجثم على صدر هذه المناجية .. وإلى أي مدى وصل ألم الفراق والغربة .. ليل بدا وكأنه وحش كاسر يمزق الضلوع بفكيه .
بالفعل .. ألم يصبغ الخاطرة بلون قاتم .. لكن تبقى الذكريات - رغم تعبها - بلسما يشفي الجراح في انتظار بزوغ بصيص من الأمل .. أمل معرفة أين يكون هذا الغائب جسدا .. الحاضر روحا ..
أعترف لك ياميساء أنني لا أكتفي بقراءة خواطرك مرة واحدة رغم تعليقي عليها ورغم تعابير الألم التي ترد بين طيات بعضها .. رائعة وأكثرمن رائعة .
سلم اليراع وصاحبة اليراع
|