[align=center][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
هل ألقاك ؟
هل أدق باب الحرف وأسأل عنك وأنت الذي هجر الحرف والذكرى والمكان ؟
أتعثر في أوراقي فتغريني بأن أسكب ذاتي فوق سطورها ، بأن أوشحها بإسمك ، بأن أنقش عليها الحروف وأنثر الورود وأعطر حوافها بالمسك والعنبر وأن أذيلها ب ... هل ألقاك ؟
أُسدل ستائر المساء قبل أوانها وأستدعي وحدتي على عجل ، أحاورها في غيابك وأقنعها في نسيانك ، وعندما أصل قلبي ليلا ً أجده متكئا ً على الشرفة في انتظارك .
بركان يغلي في داخلي وأتجاهله بجبروت شجر الدرّ ، أجافي أية فكرة تراود خيالي المتعب بأن تفرّ إليك وترتاح بين ذراعيك وأراقب طيفك في المنام قبل أن يباغتني بقبلة تعيدني أدراجي إلى عتبة بيتك وألقي بالدموع في أول زاوية يقع عليها بصري التائه وأكتم الآه وأبتلعها فتمزق حوافها الجافة أحشاء قلبي .. وأستمر في العناد .
أنظر حولي وأتحسس الأشياء في غيابك ، الوردة جفت في الكوب ومداد القلم بدا لي ساكنا ً حزينا ً وصوت الكنار أخذ يخفت شيئا ً فشيئا ً لربما أخذه جناحاه بعيدا ًعن شرفتي وأكوام من الورق تعلو أكوام الهم في قلبي تلح علي بالتوسل والرجاء ... لاحياة لك من دونه ، بدونه لا بقاء .
ويقتلني السؤال من منا سيجتاز بحار الصمت التي أغرقتنا في غياهبها ؟ من منا سيدلف إلى عالم الوحدة التي سكنتنا فيضيء شمعة ؟ من يلقي أول همسة ؟ من يرسل أول حرف ؟ من يطبع أول قبلة ؟ من يجفف أوراق الوردة تحت الوسادة كل مساء ؟ من يشكل أطواق الياسمين والفلّ والعبهر ؟ من يغازل الكنار الهارب ويدعوه للبقاء ؟ من يرشف أول رشفة من فنجان قهوتي ؟
لست أنا ... لست أنا .
لن أدق باب الحرف ولن أستجدي عنك السؤال
فلتقتلني الحيرة ولتمزقني سياط الوحدة ولتجف روحي كما جفت الوردة في الكوب وليتبعثر رمادها في الهواء ... لن أسكب ذاتي على ورق
وأذيلها ب .. هل ألقاك ؟
[/align][/cell][/table1][/align]