بوح آخر العام
أحبتي
انقضى عام 2008 بخيره وشره انقضى
لكن قبل ما يمضى في عنده كلام له
انت مضيت بكل آلامك وجراحك وقسوتك مضيت
تركت بصماتك واضحة وجلية في البوم الذكريات
أخذت معك من الأحبة الكثير وطويتهم في اعماقك
ما فيني استردهم ولا فيك ترجع اللي أخذته وما فيني اعاتبك أو أحاسبك
انت قدري ... قدرنا ... القدر المكتوب علينا كلنا
المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين
وحتى لا يتبادر إلى الأذهان اني اعترض على القدر فأقول منذ البدء
هي مشيئة الله ونعم بالله والله يختار لنا الأفضل دوما ً
لكن هي لحظات ضعف مني ارغم فيها بقليل من البوح
فليسامحني ربي ولتسامحوني ان لمستم فيها بعض ضيق او شكوى
تمر علينا الأعياد سوداء كباقي أيامنا التي أصبحت داكنة اللون ولم يعد يتسلل
إليها بريق أمل أو شعاع نور فار من خيوط شمس ملتهبة ذات صباح
كنت وأنا طفلة صغيرة تتردد على مسامعي عبارة قاسية جدا ... كنت أكرهها للغاية
تلغى مظاهر الاحتفالات بالعيد
لماذا ؟؟
كنت دائما أتساءل في قرارة نفسي وأحيانا أفضي لمن حولي
لماذا تلغي مظاهر الأحتفالات في العيد ؟
اليس هذا العيد للفرح ؟
الم ننتظره من العام للعام ؟
كانوا يقولون لي بسبب الأوضاع القاسية في الأرض المحتلة
ثم قالوا لي يوما بسبب الأوضاع القاسية في لبنان
ثم قالوا لي بسبب الأوضاع القاسية في العراق
ثم قالوا لي بسبب الأوضاع القاسية في غزة
كبرت وكبر الهم معي والحزن الذي ترعرع في جنباتي
كبرت وأنا أسأل لماذا ياتي الحزن في وقت العيد ؟
الا يعلم انه عيد والعيد للفرح؟
الم يجعل الله جل وعلا العيد للفرح ؟
فلماذا يقتلون العيد في كل عام ؟
ولماذا من يوم خلقت في هذه الدنيا ومظاهر الفرح معلقة ؟
متى تنتهي حالة الحزن ويعلن العيد عن قدومه ؟
غزة
غزة يا وجعي الذي لا ينتهي
كم كان نصيبك من الأعياد المعلقة ؟
منذ متى لم ترين العيد يا غزة ؟
غزة
انت لم تري العيد ولم تعودي ترين الفرح ولا حتى النور
لماذا غزة وقع عليك الخيار لتكوني كبش الفداء ؟
هل يخلق البعض جلادون والبعض ضحية ؟
نعم اتفق معكم ولكن الا يجوز تبادل الأدوار ؟
يعني لا اريد ان نكون الجلاد ولكن لا لا ليس الضحية
اشتقت للعيد ... كيف هو ؟ كيف يكون لونه ؟
اشتقت لبيتي هناك وانا طفلة صغيرة
اشتقت لأحبتي هناك
اشتقت لملعبي هناك ... لمدرستي
اشتقت لحارات القدس العتيقة
اشتقت للمسجد الأقصى ولساحات الحرم
اشتقت لأصدقاء الطفولة ومراجيح البلد
من يعيد لي العيد في بلدي ؟
من يعيد لي العيد في قدسي ؟
من يعيد لي العيد هناك في فلسطين ؟
مللت البيوت المنهارة وأسقف الزينكو
أحلم ببيت حقيقي لا يتساقط فوق رأسي
احلم ببيت يكون لي ولأولادي من بعدي
احلم بصباح أقبض عليه بين أصابع يدي
لا ينتشله أحد مني ولا ينتزعه
احلم بخيوط الشمس تدفيء قلبي وتعدني بنهار مشرق جميل
احلم بتحية صباح منزوع منها الغل والحقد الدفين
احلم بمعانقة الأحبة دون دموع أو مواساة
احلم بالعيد
احلم بعودتك غزة كما كنت قبل هذا العيد
سامحوني على أحلامي
سأقطع هذه الأحلام وأفيق من نومي
غزة تتعرض للقصف
لا وقت للأحلام ... لا وقت للاعياد
تلغى مظاهر الإحتفالات والفرح بالعيد