الصديقة الغالية والأديبة المبدعة هدى الخطيب:
بالنسبة لظروف ولادتي وأيامي الأولى سأقص عليك شيئاً منها في السطور القادمة ..
ولدت في يوم الثلاثاء ( 24 – 8 – 1982 )
كانت الآلة الحربية الإسرائيلية تجوب العاصمة اللبنانية بيروت, وتزرع بذور الشر والعنجهية من جهة، وكانت أصابع الاقتتال الطائفي تمزق جسد لبنان العربي من جهة أخرى.
في هذه الظروف الصعبة كانت سيارة الدفاع المدني تنقل سيدة فلسطينية من أحد الملاجئ المخصصة لإيواء المدنيين العزّل إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت.
أنجبت السيدة صبياً ...
كنت أنا ذلك الصبي ...
ولدت وكان صوت الحرب أول صوت سمعته في حياتي ...
بعد عدة أيام من ولادتي عُدنا إلى مكان إقامتنا المعتاد ( مخيم شاتيلا ) أحد المخيمات الفلسطينة في بيروت.
وبعد أيام قليلة .. غادر مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية بيروت نتيجة اتفاق تمّ إبرامه مع الأمم المتحدة حينها.
في ( 16 – أيلول – 1982 ) كانت القوات الإسرائيلية على موعد مع صفحة جديدة مع صفحات الإجرام الوحشية ، حيث دخل المجرمون مخيمي صبرا وشاتيلا و شرعوا بتنفيذ أبشع مجزرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي...
كانت جث الشهداء تصبغ أروقة المخيم بلون الدماء
وبعد يومين خرجت قوات الغدر من المخيم بعد أن خلفت وراءها العشرات من الشهداء أطفال ونساء وشيوخ و رجال.
هذه الصورة القاسية تركت أثراً كبيراً في نفسي ومسحة من الحزن في شعري .. هذه طفولتي الأولى والحزن المؤجل..