[عادل عادل]

وقفت هنيهات مع روحي , أحاول جمع شتات فكر بين وطن وانسان وحياة , وجدت المساحة ضيقة جدا , ولا تستحق مجرد المرور او الوقوف عليها , لانها عبارة عن دوامة صغيرة , تنتهي بسرعة فائقة , في تلك المساحة الاكبر من التفكر والتدبر , أشعر دائما أن الله معي , رغم تقصيري وعجزي وضعفي امام واجباتي المنبعثة , من اعماقي اتجاه الله العزيز الحكيم , ايماني بالله مبعثه التفكر والتدبر بملكوت الله من انسان ووطن جريح محتل , ينزف اهات مخفية تسمعها ملائكة الرحمن , وما في السموات والارض وما بينهما , سبحان الله السميع البصير العليم , اسمع تخاطر تلك الارواح بشفافية ومصداقية , تتخاطر في ذلك البرزخ الضيق من سماء الارض ليتسع ويكبر لسموات تتعدى حدود الكون المعروف , يجمعها الحب بقالب اكبر من ادراك المدرك بعالم محسوس , هناك الحب , يكون بطعم ولون تتعدى حدود الوصف او التذوق البشري بكل اذواقه والوانه ومفاهيمه وقيوده الفكرية المحدودة , لا نستطيع التعبير عنه بكلمات , لان معجم كلماته , مفردات ليست رائجة وغير مفهومه بلغة البشر , نتحاور ونتفق ولا مجال لخلاف او مجاملات او عتاب او اسف او اعتذار , يكون التخاطر مفهوم بهمسة تصرخ بالاعماق , بتحد صارخ للعقل المودع بالرؤوس , دون معرفة حدوده او غاياته او نواميسه او حجمه بقدرات تتعدى المستخدم , بهذه الحياة , لا نتحدث بذلك العالم باحاديث البشر , عن الماكل والمشرب والملبس والمسكن , لا نتحدث عن الحاجات والغرائز والعمل , ومتاعب الحياة , نسبر اعماق الكون واعماق النفس البشرية , لنصل لجوهر اكثر عمقا من مفاهيم العوام من الناس , نصمت عندما يتحدث العامة , ونتكلم عندما يصمت العالم اجمع , لا نختار الكلمات , لان الزمن والمكان بتلك المجرة البعيدة , يفرض علينا اوقات واماكن للقاء باحاديث , بلا رموز ولا علامات للتعجب او الاستفهام , نعرف ارواحنا بتلك الاحاديث لنعرف الله اكثر , لنكون اكثر مكانة من عالم او صاحب كرامة ارضية , نسمى بالمدرك او العارف او الروحاني , بوصف يفوق الوصف سموا ورقيا , تحملنا ارواحنا للقاء , وتنزل بنا قلوبنا لفراق , ويجمعنا الجسد بمسرح دنيوي , يسمى بالحياة , لا نعترف بالموت لانه ممر بنور لحياة اكبر من الحياة , نفوسنا تحمل تلك النفس اللوامة , ونسعى للنفس المطمئنة , نصل درجاتها ولكن نصل غايتها , لان قلوبنا واجسادنا , لا تحتمل التجرد من صفات واسماء لمسميات حيواتية , وتستمر تلك الدوامة , ونصل ولكن لا نصل ...!!!

[ميساء البشيتي]

" نصمت عندما يتحدث العامة , ونتكلم عندما يصمت العالم اجمع , لا نختار الكلمات , لان الزمن والمكان بتلك المجرة البعيدة , يفرض علينا اوقات واماكن للقاء باحاديث , بلا رموز ولا علامات للتعجب او الاستفهام , نعرف ارواحنا بتلك الاحاديث لنعرف الله اكثر , لنكون اكثر مكانة من عالم او صاحب كرامة ارضية , نسمى بالمدرك او العارف او الروحاني , بوصف يفوق الوصف سموا ورقيا , تحملنا ارواحنا للقاء , "
أخي الكريم استاذ عادل

الكلام وجد للبشر الذين لا يفهمون ولا يتواصلون إلا بالكلام ..لذلك إن عجز الكلام

فقد التواصل بين البشر .. أما في عالمك يا عادل واسمح لي أن أسميه عالمك

فالأمر مختلف تماما .. حيث الصمت هو سيد المكان والزمان .. عالم الأرواح عالم جميل

ولكن من يستطيع الخوض فيه يا عادل .. قلة .. وربما أقل من القلة ومع ذلك تبقى أنت

بصمتك أوضح واكثر فصاحة وبلاغة من جميع حروفنا وكلماتنا .

استاذ عادل .. شكرا لك وبارك الله فيك