[حسن الحاجبي]

الكريم الفاضل : عادل سلطاني
شكرا جزيلا لك على حسن المتابعة والإهتمام , جعل الله تعالى ثواب ما تقرأه في ميزان حسناتك ,آمين .

[حسن الحاجبي]

الغالية المحترمة : ناجية عامر
مرورك البهي على هذه الصفحة يزيدها تألقا سيدتي
جزاك الله كل خير وجعلك من حور الجنان بفضل رمضان وأيامه المباركة ,آمين .

[حسن الحاجبي]

أخي الحبيب رشيد
أعلم أنك تقف قبل غيرك عند ناصية هاته المساحة المتواضعة , تتلقف العبر وتتابع الخلجات , فنعم الأخ ونعم الصديق المواكب .
انا عاجز عن شكرك , ولك مني خالص المحبة وأزكى التحية .

[حسن الحاجبي]

على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله عز وجل
*****

سمع غلام شهده عمر رضي الله عنه قوله تعالى :"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فقال الغلام : على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله عز وجل , فأعجب به عمر , ولما استخلف استعمله .
قال ابن القيم رحمه الله : لابد من سنة الغفلة , ورقاد الهوى , ولكن كن خفيف النوم , فحراس البلد يصيحون : دنا الصباح .
فالعبد قد يمر بأوقات يزداد فيها إيمانه ويقينه , ويصفو قلبه من الشواغل والشهوات والشبهات , ويحصل له حضور قوي عند سماع القرآن , فيلمس القرآن شغاف قلبه ,فإذا به يستحضر الآخرة كأنه يرى ويشاهد , ويحس بشيء من عظمة الله عز وجل الذي تكلم بهذا الكلام المعجز , فلا يملك نفسه من البكاء , وهذه الحال الإيمانية تتكرر عند الصالحين , فكأنهم في حضور دائم , وخشوع كامل , وقد تعرض للمخلطين من أمثالنا الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا , وعسى الله أن يتوب عليهم في نادر من أحوالهم , فكأن أقفال الغفلة على قلوبنا , فإذا فتح الله عز وجل هذه الأقفال استشعرنا حلاوة الإيمان , وعظمة القرآن .
وكأن قفل الغفلة هو الذي عناه الغلام الذي أعجب به عمر رضي الله عنه ,هو المراد في قوله تعالى :"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".

للحديث بقية .

[حسن الحاجبي]

الزوجة الصالحة : منة الله تعالى على عبده
*****

عن ثوبان رضي الله عنه قال :لما نزلت الآية :"والذين يكنزون الذهب والفضة " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تبا للذهب وللفضة . فقلنا : وما نتخذ يا رسول الله ؟ . قال صلى الله عليه وسلم : ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا , ولسانا ذاكرا , وزوجة صالحة , تعين أحدكم على إيمانه ".
.. الزوجة الصالحة هي التي تعين زوجها على أمر دينه ودنياه , وتحضه على الأكل من الحلال الطيب , كما كانت إحدى الصالحات تقول لزوجها : إتق الله فينا , فإنا نصبر على الجوع والعطش , ولا نصبر على النار .
الزوجة الصالحة تعين زوجها على طاعة الله , وتربي أولادها على تقوى الله . قال الحسن البصري في قوله تعالى :"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين " أن يري الله العبد المسلم من زوجته , ومن أخيه , ومن حميمه طاعة الله عز وجل .
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ذا الدين أن يكون همه ذات الدين فقال : فاظفر بذات الدين تربت يداك ...
كان أحمد بن حرب يقول : إذا اجتمع في المرأة ست خصال فقد كمل صلاحها : المحافظة على الخمس , وطواعية زوجها , ومرضاة ربها , وحفظ لسانها , وزهدها في متاع الدنيا , وصبرها عند المصيبة .

للحديث بقية ...

[حسن الحاجبي]

إن أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك
****

إذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله عزوجل ,فتأمل وظيفتك في الدنيا , فمن كان مشغولا بجمع الحطام , والإستكثار من زينة الدنيا , فالدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة , ولو كانت تساوي جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء .
... قال بعضهم : من علامة خذلان الله عز وجل للعبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه ,أي فيما لا يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة .
ومن كان مشغولا بطاعة الله عز وجل والدعوة إلى دينه , والجهاد لرفع رايته , فليعلم أن له عند الله عز وجل قدرا وشأنا , لأن هذه وظيفة الأنبياء وسبيل الأنبياء . قال تعالى :" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " .
فالدعوة إلى الله عز وجل هي أشرف وظيفة , لأنها وظيفة الأنبياء والمرسلين الذين هم أشرف الخلق .
قال سفيان بن عيينة : أشرف الناس منزلة , من كان بين الله وخلقه ,وهم الأنبياء والعلماء .
فأشرف الناس منزلة هم الذين يعرفون الناس برب الناس , الذين يستعملهم الله عزوجل في هداية خلقه , مع أن الله عز وجل قادر على هداية الخلق بدون بذل من الدعاة , ولكن الله عز وجل قدر أن يبذل الدعاة حتى يستحقوا الفضل من الله , ويكون لهم من الأجر مثل أجور من دعوهم إلى الله عز وجل ,وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء , والله ذو الفضل العظيم .
فإذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك .

للحديث بقية ...

[حسن الحاجبي]

أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل
*****

الولاية هي المحبة والنصرة , وأولياء الله عز وجل هم الذين يحبون الله وينصرونه , قال الحافظ بن حجر : ولي الله هو القائم بطاعته , والمخلص في عبادته . وقيل في وصفه : أن يكون مستجاب الدعوة راضيا عن الله عز وجل في كل حال , مكثرا من طاعته , غير منشغل بالتكاثر من أعراض الدنيا , إذا وصل إليه القليل صبر , وإذا وصل إليه الكثير شكر , يستوي عنده المدح والذم , والظهور والخمول , والفقر والغنى , حسن الصحبة , كثير الحلم , عظيم الإحتمال كلما زاده الله عزا , إزداد في نفسه تواضعا وخضوعا .
وقد بين الله عز وجل طريق الولاية في الحديث القدسي في قوله تعالى : "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه , ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ".
فطريق الولاية أن يستكمل العبد الفرائض فيؤديها في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي , ثم يفتح على نفسه أبواب النوافل , يتحبب بها إلى الله عز وجل , ويتقرب بها إليه .
قال بعضهم : من استغنى بالله أمن من العدم , ومن لزم الباب أثبت في الخدم , ومن أكثر من ذكر الموت أكثر من الندم .فإذا أكثر العبد من النوافل بعد استكمال الفرائض , وأقبل على الله عز وجل بقلبه وجوارحه , أقبل الله عليه , ومن أقبل الله عليه أضاءت ساحاته , واستنارت جوارحه , وظهرت عليه علامات القبول والولاية .

للحديث بقية ...

[حسن الحاجبي]

العبودية وظيفة العمر
***

الموفق من عرف الوظيفة التي خلقنا من أجلها الله تعالى , وقام بها كما يحب ربنا ويرضى .
فلا تصل القلوب إلى مناها حتى تصل إلى مولاها ,ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة , ومهما اكتملت العبودية لله عز وجل , تحرر القلب من عبودية غير الله , ومهما تحرر من عبودية غير الله عز وجل , إكتملت سعادته في الدنيا والآخرة , فأسعد ما يكون العبد إذا كان بقلبه وجوارحه عابدا لله عز وجل في كل أوقاته وأحواله :"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين , لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المرسلين ".
نحن عبيد لله عزوجل , والعبد لا يجوز له أن يعمل ويؤدي إلى غير سيده , فالسعادة في الدنيا والآخرة منوطة بقيام العبد بوظيفة العبودية لله عز وجل , والضنك والشقاء في الدنيا والآخرة منوط بالإخلال بهذه الوظيفة , والتعبد لغير الله عزوجل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"تعس عبد الدينار , تعس عبد الدرهم , تعس عبد الخميصة , تعس عبد القطيفة , تعس وانتكس , وإذا شيك فلا انتقش ".
ولما خلقت القلوب لعبادة علام الغيوب , كان علاج القلب إذا أصيب بشيء من الهم أو الغم في التوحيد , وإخلاص العبادة للرب الحميد المجيد .

للحديث بقية ...

[رشيد الميموني]

دائما متتبع لآثار هذه القبسات النورية المنعشة للقلب و الروح معا .
تحية إكبار لك أخي الغالي حسن ولروحك الصافية .
محبتي .

[حسن الحاجبي]

البلايا على مقادير الرجال
****

من تأمل أحوال الأنبياء , وشدةما مر بهم من بلاء ,إزداد يقينا وإيمانا بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا نوح عليه السلام إبتلي بابن كافر وزوجة كافرة , وقوم غاية في الكفر والغباء , وهذا إبراهيم عليه السلام , أمر بذبح ولده الذي رزق به على كبر . ثم أمره الله تعالى بترك ولده إسماعيل وأم ولده هاجر , بواد غير ذي زرع , بلا أنيس ولا جليس .
وهذا يعقوب عليه السلام , إبتلي بفقد ولده الذي أحبه حبا لايوصف , ثم ابتلي بفقد شقيق يوسف , وذهب بصره وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم .
وهذا أيوب عليه السلام , فقد المال والولد والصحاب , ثم أبتلي في بدنه حتى تضرع إلى الله عز وجل فقال :"إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين "
وهذا يونس عليه السلام سجن في بطن الحوت , ولولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون .وهذا محمد عليه الصلاة والسلام أوذي في ربه , وألقي على ظهره , ورشق بالحجر , وسفه دينه , وأكره على هجر وكره , حتى نصره الله وجعله إمام الفاتحين .
قال ابن الجوزي : البلايا على مقادير الرجال , فكثير من الناس تراهم ساكتين راضين بما عندهم من دين ودنيا , وأولائك لم يرادوا لمقامات الصبر الرفيعة , أو علم ضعفهم من مقاومة البلاء , فلطف بهم .

للحديث بقية ...