التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 141,336
عدد  مرات الظهور : 166,928,140

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الـميـزان
الـميـزان (( ورشة مفتوحة للنقد الأدبي )) إعداد الشاعر الأديب والناقد طلعت سقيرق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 05 / 2009, 32 : 08 PM   رقم المشاركة : [11]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني

أخذت لنفسي وقتا كافيا لقراءة قصة العيد من زاوية مغايرة واعتمادا على ما ورد في مداخلة الأساتذة طلعت ونصيرة وميساء .. ووجدت نفسي محملا بكم لا بأس به من الأراء التي تمكنني من الولوج في متاهة القصة مثلي مثل زائر لمعرض اللوحات وهو يتفحص إحداها ويعطي ارتساماته دون إهمال ملاحظات غيره من الزوار ..
وجدت أولا أن االكاتب كان محقا في عدم التركيز على الغش في الامتحان والتركيز بدل ذلك على العيد .. لأني أرى أن الحالة الأولى - الغش في الامتحان - ما هي إلا الشرارة التي أطلقت أحداث القصة .. بينما يمثل العيد كل شيء بالنسبة لفتى يافع وما يمثله العيد من التئام شمل الأسر واستمتاع الكل -خاصة الصغار - بأجوائه ..
وجدت أيضا أن العيد مناسبة استغلها القاص لإبداء أثره في نفس طفل عانى ويعاني .. فإذن أرى أن العيد هو محور كل ما يعتري نفسية هذا الطفل سواء كان معبرا عنها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ..
الغريب و الممتع أنني في كل مرة أعود للقصة أجد فيها شيئا جديدا أضيفه وهذا طبعا بمؤازرة ما أجده من مداخلات قيمة ونقد لها ..
بكل الحب .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 05 / 2009, 47 : 12 AM   رقم المشاركة : [12]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني

[align=justify]
تحياتي للجميع..
هذه القصة " العيد " من أروع القصص التي قرأت
بالإضافة لجمالها ومتانة بنيانها والأسلوب الذي يتميز به الأستاذ رشيد بدفع القارئ إلى مشاركة بطل القصة في مشاعره فرحاً وغضباً إلخ.. حتى لا نرفع أعيننا عن السطور ولو لالتقاط الأنفاس.
كاتب القصة " العيد" ليس قاص فقط روح المربي الفاضل تتضح هنا والمهموم دائماً بالنشء الجديد وتسليط الضوء على المشكلات التي تكون خلف الكسل ، رسالة تحذر المعلمين من القرارات الجائرة السريعة دون دراسة كل حالة على حدا، خصوصاً وأن هذه الشريحة موجودة في مجتمعنا العربي وسنجد أكثر من تلميذ في كل مدرسة من مدارس الحكومة التي لا تعتمد نظام الإشراف الاجتماعي ودراسة أسباب إنزواء وكسل بعض الطلاب بجدية واهتمام.
الغريب اننا نسأل عن أسباب ودوافع الجريمة عند النشء ونستهجنها دون أن نمد يد العون لتنشئة الجيل بطريقة سليمة وعلاج ندوب عميقة في نفوس طرية..
لم أجد أي شيء مبهم أو يحتاج شرح ، ما يعتمل في نفس هذا الولد المسكين هو ما عشناه حتى انصهرت شخصياً بآلامه، ولم أستطع إلا أن أتعاطف معه وأتمنى لو أستطيع أن أمدّ يديّ لانتشال هذا الفتى السيئ الحظ من سوء المصير
نعم إنه العيد.. العيد الذي كان يحيط بالجميع وبطلنا يراه ولا يتمكن من لمسه ، وهنا قضية أخرى من سوء التنسيق في المدارس موجود بالفعل حين يحدد موعد الامتحان بتوقيت خاص بالأعياد يحتاج التلاميذ أن يأخذوا فيه قسطاً من الراحة بعيداً عن ضغوط الدراسة والاستعداد للامتحان، حتى يكون العيد عيد يجدد التلاميذ فيه نشاطهم..
وهكذا جاء العيد مظلم يفرّ من أمام بطلنا المسكين ليستقر في نهاية المطاف في بقعة مظلمة لا تصلها أنوار العيد وعلى يديه آثار دم ضحية كان ضحيتها ..
قصة أخرى من قصص المربي القاص رشيد الميموني تدقّ ناقوس الخطر لكل أجهزة التربية والتعليم لتطوير أساليب التعامل مع التلاميذ وإجراء دورات تأهيل للمدرسين حتى يخرج جيل الغد من بين أيديهم سليم معافى يستطيع بناء الوطن وحمايته.
هذه هي قراءتي بكل تجرد، وأرجو أن أكون قد وفقت دمتم وسلمتم
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 05 / 2009, 32 : 01 AM   رقم المشاركة : [13]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني

[align=justify]
الغالي أ. رشيد الميموني
تحياتي
تمنيتُ أن نطيل الحوار والأخذ والرد كي نثري جوانب القصة أكثر فأكثر .. لكنك على ما يبدو ماهر في قطع المسافات الطويلة .. هذا ما كنتُ أتمنى أن تتوصل إليه ، لا أتحدث هنا عن التركيز على العيد أو غيره ، فهذه وجهة نظرك ، لكن أن تكون عندك هذه القدرة الفائقة على أخذ موقف القارئ الناقد من عمل يخصك ، مع ترك مسافة أمان بينك وبين العمل ..لاحظ أنك بمهارة – تحسد عليها بحق – أمسكتَ بأطراف العمل ولبه لتقول وجهة نظرك كناقد في قصة أصرّ على أنها مفتوحة واحتمالية وحمالة أوجه..
لاحظ أنّ وجهة نظرك في التحليل لا تتفق مع وجهة نظري ، لكن هذا التعدد يثري ويفيد .. أنت تنظر من زاوية ، وأنا انظر من زاوية .. أنت محق ..وأنا محق .. والعمل في هذا وذاك يفتح كل شبابيكه لقبول تجدد الهواء ..
الآن أقول لك نعم أنا ألتقي معك في تناول العمل كما تناولته ، وبالشكل الذي رأيته ، دون حاجة لأن نتفق طبعا في زاوية الرؤية ، فلكل منا كما أسلفت شخصيته ورؤاه وأسلوبه ..
لك حبي
سلمت
[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 05 / 2009, 20 : 02 PM   رقم المشاركة : [14]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني

وددت لو أن هذا السجال يطول ولا ينتهي .. لأني أحس فعلا بأن المسار الذي أخذه نقد القصة هو في صالحها .. و الآن أحس بأن أصعب شيء هو أن يتحدث أي كاتب عن عمله .. فهو بين مطرقة الصمت و سندان التواطؤ مع النص .. وبالتالي وقوعه - كما أشرت أخي الغالي سابقا - في الفخ .. فخ تحليل النص و تفسيره .. لكن الأهم بالنسبة لي هو هذا الاختلاف في الرؤى و ما يشكله من إثراء .. ثم هناك شيء آخر .. وهو الإحساس بأن من ينقد قصتك لا يجاملك .. واستطيع أن اقتبس بعض ماورد من مداخلات هب في الحقيقة نبراس في طريقي :
قالت أختي ميساء إن القصة لفها الغموض ، ثم وفي مداخلة ثانية ذكرت أن العيد قد زج به زجا في القصة بينما الحدث الرئيسي هو الغش في الامتحان .. وجاء تعليق الأستاذة نصيرة و الأديبة هدى محايدا أوربما قريبا من الثناء .. و حين أعود لمداخلاتك أخي الغالي أجد كثيرا من المفردات التي "تستفز" كياني ككاتب و لا اقول كأديب -لأني أترك ذلك للقارئ - واقتبس اروع ما قيل في كل مداخلاتك .. وهي ملاحظة يمكن أن تحبط أي كاتب . لكني أعترف أنها جعلتني أنتشي واستمتع حقا وأتأكد أننا هنا بعيدون كل البعد عن كل مجاملة أو محاباة ..
وأول سؤال يتبادر إلى ذهن القارئ ، وهذا من حقه ، ومن قال لك إن القصة ناجحة ؟؟.. !!..
وإذا كان ردي في السابق يؤكد على أن حديثي عن نجاح أي عمل كان عاما و لا يخص قصتي ، فإني أؤكد على أن هناك مقياسا لدى كل كاتب يستطيع به معرفة نجاح عمله من عدمه .. لا يهم إن كان رد فعل اي قارئ مدحا أم ذما .. مادام يجد صدى لما يكتب في نفسه .. فيضحك أو يبكي أو يثور وهو يقرأ بنات أفكاره ..
بكل الحب أضع نقطة لكنها ليست نقطة النهاية .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 05 / 2009, 20 : 05 AM   رقم المشاركة : [15]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
العيــــــــــــــــــــــــــد





ظل متربصا قي ركنه المظلم حتى لاح له شبح يمرق من البوابة العريضة ، ثم أمسك بالحجر الناتئ يقلبه في كفه . تسارعت دقات قلبه وهو يتوثب متحينا الفرصة المواتية لإصابة الهدف الذي ظل يمني نفسه بتحقيقه طوال اليوم ، وهو على أحر من الجمر.. منذ اللحظة التي انتزعت منه تلك الورقة الثمينة ، المتضمنة لكل آماله في النجاح والنجاة من شبح الفصل والتشرد.." ماذا لو تغاضى عنها كما يفعل الآخرون ؟.. لكنه أبى إلا أن يغالي في جديته وحزمه ، ليحرمه من حلم راوده وهو ينطلق في الصباح ، مثبتا في إحكام مجموعة من الطلاسم والتمائم التي قبع الليل معظمه في التفنن في تصغيرها وبثها في أنحاء جسده حتى لا تنتبه إليها عيون المراقب بسهولة . لكن وقع المحذور وافتضح أمره ، فضاع كل شيء . وهاهو يرى نفسه قاب قوسين أو أدنى من الفصل بعد أن استنفذ السنوات الاحتياطية . ترى هل كان سيفتضح لو كان أنثى ؟ طبعا لا.. فالمراقب لم يكن ليجرؤ على مد يده لانتزاع الورقة المخفية بين الفخذين .. لماذا يقف له النحس بالمرصاد كما طارد أسرته من قبل ؟.. وهل يكون النزوح عن البلدة والتنازل عن خيراتها فرارا من الجور والبطش والكيد ، وأملا في حياة كريمة ، عديم الجدوى ؟
يتوقف الشبح مترددا قبل أن يصل إلى الرصيف . هل شك في أمر ما ؟..لا يبدو عليه ذلك . إنه يبحث عن شيء ربما نسيه في الداخل . ثم يلمح ابن الحارس يقبل نحوه ويتبادلان بعض الكلمات ويضربان موعدا لدرس خصوصي آخر . رباه.. هل يذهب عناءه سدى ؟.. مهلا ، هاهما يفترقان . إنها الفرصة المواتية قبل أن يلتقيا من جديد . لم يشعر إلا وهو ينطلق نحو الرجل الذي استدار ليدلف من جديد إلى المؤسسة ، ثم يهوي بكل ما أوتي من قوة على الصلعة الملساء . و تتوالى الضربات أعنف فأعنف . وفي كل ضربة يصر على أسنانه متميزا من الغيظ :" خذ.. هذه لإعراضك عن توسلاتي هذا الصباح.. وتلك لتهكم الآخرين وشماتتهم بي ، وأخرى للطرد والعقاب القاسي الذي نلته بسببك.. " وتعود به الذكريات إلى ما قبل النزوح ، فيتمثل له إذلال القائد لأبيه ، وتحرش الشيخ بأمه ، ثم تلسعه صفعات الشرطي عند باب السينما وتؤلمه ركلات المخزني أمام المقهى وهو ينظر بشغف إلى الرسوم المتحركة في التلفاز. فيحس بضنك العيش بين جار يكيد وآخر يسخر ورفاق يحتقرون ، منذ أن باع الأب على مضض كل ما يملك في البلدة واستقرت الأسرة في هذا الجزء النائي من المدينة .
وينتبه إلى يده وهي لا زالت تهوي على شيء لم يتمكن من رؤيته مع حلول الظلام . يقشعر بدنه رغم تنفسه الصعداء ، ويتراجع إلى الخلف مذعورا وينطلق كالمجنون يعدو دون هوادة . يقع وينهض ، ثم يحملق أمامه فلا يتمثل له سوى وجه نحيف ، ورأس أصلع غزاه الشيب من جانبيه، وعينين تنمان عن حزن ومرارة و.. لوم ." ماذا فعلت يا ربي ؟.. أيعقل أن تمتد يدي إليه دون سواه ؟"
تصطدم رجله بقرن كبش.." ليتهم تركونا نستمتع بالعيد يومين آخرين قبل الامتحان .".. لاشك أن أمه الآن تغدو وتروح إلى المطبخ وعينها على الباب ، تنتظره وقلبها يتوجس خيفة . لقد منته في الصباح قبل أن ينطلق إلى المدرسة بعشاء يهيم بلذته .. الشواء واللحم المبخر بالملح والكمون . مثله مثل أبيه الذي يتخيله قابعا يأخذ نفسا عميقا من" السبسي" الأسود ، ثم يرشف من الشاي الذي يقطر حلاوة . كم هي أثيرة لديه هذه الرائحة .. ماذا يقولون الآن ؟.. لا شك أنهم عثروا على الجثة . غدا يقبض عليه . الفضيحة .. والسجن . هل ينضاف إلى رهط من أبناء عشيرته الذين لم يكد يسعفهم الوقت للتباهي بسيارات الجيب الفخمة ومصاحبة علياء القوم حتى زج بهم في الزنازن وفر من نجا بجلده إلى الخارج ؟.. هل يطيق هذا وهو الوديع الذي لم يتشاجر قط مع أحد من أبناء الحارة ؟
و أخيرا يتوقف عند مشارف المدينة المتلألئة هناك . العبقة بدخان الأضحيات . خيل إلــيه أنه يستمع إلى قهقهة الكـبار وصياح الصغار ، منتشــين باللحم ولذة اللحم .. المشوي والمبخر و المحلى ، فيسيل لعابه وينظر إلى الجهة الأخرى . الظلام حالك هناك.. مغارة المسحر . كـم كان شغفه عظيما وحلمه كبـيرا بالمغامـرة داخلها. هل يتحقق حلمه ويقدر له أن ينعزل فيها متواريا عن الأنظار ؟ ولكن إلى متى ؟.. أحس بقشعريرة تسري فــي جسده و أخذ يتمشى الهوينى صوب المدينة التي انبعثت منها أصوات المؤذنين ، تعلو تارة وتخفت تارة أخرى. كأنه يود الاستئناس بالقرب ما أمكن من الدور المتناثرة هنا وهناك . المكان موحش رغم بعض الآثار المتبقية من عظام وقشور فواكه وقنينات جعة .
- أهذا أنت ؟
كاد يغمى عليه لوقع المفاجأة وهو يرى شبحا ينتصب أمامه .
- ألم تعرفني ؟... طالما أعرضت عني ، وها قد هداك الله .
كان ذهنه يفكر في سرعة جنونية . أخيرا قادته رجلاه إلى " الغول" كما يلقبه أبناء الحارة . كم استدرجه مغريا إياه بالمن والعطاء الجزيل مقابل رفقته والقيام بخدمات وجولات هنا وهناك عبر المقاهي المظلمة . لكنه لم يستجب للإغراء .. لقد وقع في فخ . ولن يفلت منه أبدا . انتبه لشبح صغير آخر يتوارى خلف الرجل ، ثم يتقدم . إنه ابن الحارس . ماذا يفعل هنا ؟ لا
شك أنه يعرف كل شيء... لكنه لا يبدو عليه ذلك .
- لقد ذكر الأستاذ فعلتك هذا الصباح . إنه يستغرب...
- أنت تكذب.. لقد.. من قال لك ذلك ؟
- هو بنفسه . ألا تعلم أني قادم للتو من عنده ؟ .. إنه لا يخفي عني شيئا ما دام أبي يجزل له العطاء . اطمئن .. سيغفر لك ذلك . ولكن يجب أن تعترف أن طريقتك في النقل كانت غبية جدا .. أليس كذلك ؟
- أرأيت ؟.. لا خوف إذن على دراستك ، فلم التردد في الانضمام إلينا ؟...
لم يسمع بقية الحديث .الأرض تميد به ، وأنوار المدينة تتماوج أمام عينيه ، والوجه النحيف يرمقه في سخرية . والحجر؟.. و أمه ؟.. و العيد ؟.. والغول الذي أمامه ؟
يتراجع القهقرى قبل أن تلمسه اليد الممتدة إليه مصافحة ، ويجري من جديد . قلبه يسبقه إلى هناك . نفسه تهفو إلى العيد و أنوار العيد ودفء العيد . يتناهى إليه وقع خطوات تتعقبه فيزيد من عدوه . لا يميز بين تلة ومنحدر ، ولا يلقي بالا للأخاديد المنتشرة في كل ناحية بفعل المقالع .
جسده وفي لحظة من اللحظات ، ينسى أنه يجري . أو ربما لا يحس برجليه تحملانه ، فينطلق

زاحفا أو طائرا . وتبدو له الأنوار البعيدة طورا ، والنجوم المتلألئة طورا آخر . ثم يغوص فــي فضاء لا حد له ... ويسود السكون .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من خلال اطلاعي على قصة العيد .... تداعي أفكار أو شريط من الذكريات مر أمامي عندما كنت تلميذة مدرسة , كيف كنا نفرح ونفزع في آن واحد !!!! عندما يأتي الإمتحان ينتابنا الخوف منه هل سينتهي بالنجاح أم بالرسوب و نفرح لأن العيد سيأتي بعد معاناة هذا الإمتحان , هذا العيد الذي يرتبط بأذهان التلاميذ والأطفال على الفور ببعض الطقوس كالملابس الجديدة , العيدية , الرحلات , اللهو واللعب وتناول الحلوى , وأذكر قصة حقيقية حصلت عندما كنا في المرحلة المتوسطة وهي أن تلميذة معنا قامت بغش أثناء الإمتحان , فَضُبِطَتْ من قِبَلْ اللجنة وطردت من الإمتحان أمام الجميع وحرمت من الدراسة لمدة عام وعندما تم التحقيق معها أكدت أنها تريد النجاح لتعمل وتساعد والدها فهم يعيشون حياة الفقر والجوع الخ ... أرجو أن لا أكون قد خرجت عن الموضوع . وما أقصده الآن أن قصة الأستاذ رشيد ليست هي الواقع المغربي وإنما هي واقع كل الدول العربية تقريباً فالقصة عبارة عن لوحات . . الغش في الإمتحان ... وشبح الفصل والتشرد .... وسوء تصرف المراقب الذي يحتاج لدورات تدريبة هو وكثير من المعلمين ..... النزوح عن البلدة والتنازل عن خيراتها ... ولوحات أخرى أثرت النص



. . فالواقع الذي رسمه وصوره الكاتب هو نتاج حال النفس البشرية حين تصبح دمية في يد القدر , فنقل التلميذ من مدرسة إلى أخرى يسبب له حالة نفسية فكيف به وهو يغير حياته كلها بنقله إلى مكان آخر بعيد عن المدينة حيث اختلفت لديه مقومات الحياة , أحياناً هناك نقاط بالقصة ... من كلمات وصور تشمل على طلسم مغلق يصعب استكناهه يتطلب من القارئ ثقافة واسعة لاكتشاف معاني مضمون هذا النص القصصي ومخفيات دلالاته أرجو المعذرة , فهذا ما استنتجته ....


وكما تفضلت الأديبة هدى أن هذه القصة فعلاً رسالة تحذير للمعلمين


فالمعلم مسؤول مسؤولية كاملة عن اكتساب ثقة طلابه , قد يعرف المعلم عن طلابه أشياء كثيرة لا يعرفها أولياء أمورهم , وقد يبوح الطالب بأسراره ويعرض عليه التي قد لا يستطيع أن يناقشها مع شخص آخر إذا وثق في معلمه ومعرفة بعض الأمور عن الطالب وأسباب مشكلاته يسهل عليه كثيراً التوصل إلى حلها ويؤدي إلى الإرتقاء بالمستوى التحصيلي للطلاب .
والمعلم مسؤول عن حفظ هذه الأسرار وعدم نشرها , كل ذلك يؤدي إلى زيادة ثقة الطالب بمعلمه وهذا نفتقده في أكثر المدارس 0كذلك على المعلم أن يعامل الطلاب معاملة عادلة وأن تكون علاقته بهم علاقة أبوية أو أخوية ولا يحابي أحداً منهم على حساب الآخر ويحل كل مشكلة على حدة



الأستاذ رشيد / أنا أستمتع كثيراً بقراءة كل ما تنشره في منتدى نور الأدب وخاصة القصص , برغم تقصيري في التعليق على أكثرها


دمت بخير




توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تربويات رشيد الميموني خولة السعيد الدراسات 6 04 / 07 / 2020 42 : 11 PM
عش رشيد الميموني الدافئ رشيد الميموني جمهورية الأدباء العرب 271 24 / 03 / 2020 51 : 11 AM
تعازينا للأستاذ رشيد الميموني بوفاة المغفور له والده ناهد شما تهنئة، تعزية، معايدات 37 18 / 06 / 2011 09 : 05 PM
(عش رشيد..)للكاتب رشيد الميموني دينا الطويل نقد أدبي 29 28 / 08 / 2010 21 : 12 AM
شهادة شكر وتقدير للأستاذ الأديب رشيد الميموني طلعت سقيرق جمهورية الأدباء العرب 32 01 / 05 / 2010 38 : 03 AM


الساعة الآن 57 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|